الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخيار الإجباري أمام الفلسطينيين

نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)

2022 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يرى المحلل السياسي والباحث نهاد أبو غوش أنه لا بد أن تقوم الاستراتيجية الفلسطينية من الانطلاق بأن التطرف الفاشي الإسرائيلي يوفر فرصة لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني الجامع، الذي يوحد الأرض والقضية.
ويرى أبو غوش أن السلطة أمامها فرصة تاريخية فيما لو رتبت أوراقها جيدا، حيث بإمكانها التعامل مع التغيير الحاصل في إسرائيل في سبيل عزلها وتعزيز مقاطعتها وملاحقة مجرميها.
ويضيف: الحكومة الإسرائيلية تمنح الفلسطينيين كل يوم الكثير من الأدوات وأشكال الإدانة والكشف المطلوبة، «فبيد السلطة إمكانية عزل الاحتلال، وفي المقابل تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني عالميا».
وعن الخيارات الأخرى أمام السلطة الفلسطينية فيؤكد أبو غوش أنها «خيارات إجبارية» وليس فيها ترف المفاضلة، في ظل سقوط الرهانات السابقة على التغيير الممكن في إسرائيل.
ويشدد أنه لم يعد هناك من خيارات أخرى إلا الالتفات للوضع الفلسطيني الداخلي، ومعالجة نقاط الضعف التي يمكن الاحتلال الإسرائيلي خلالها التمادي والاستمرار بسياساته، وكذلك العمل على نقاط القوة التي أهملت في المرحلة الماضية.
ويضيف أبو غوش أن السلطة اليوم مطالبة بالعمل على تفعيل كل نقاط القوة لدى الفلسطينيين من مقاومة شعبية ومقاطعة وكذلك السير بالمسار الدولي الأممي..الخ. «وهي أدوات حين تهمل تتحول إلى نتيجة عكسية على الشعب الفلسطيني لكونها تصبح مادة للخلاف الداخلي».
ويتوقع أن تمر الأراضي الفلسطينية بمرحلة عصيبة وهجمات شديدة، «من دون أن تكون الأصعب» لكنه يضيف: «قد يبرز خيار التهجير القسري بفعل سياسات غلاة المستوطنين، لكن لكونه فعلا يتجاوز الأراضي الفلسطينية ويترك أثرا على الإقليم واستقراره ويرتبط بمصالح دول أخرى مثل الأردن فإنه لن يكون خيارا سهلا».
وحول موقف السلطة يرى أبو غوش إن الرئيس محمود عباس يتعامل مع الأدوات على أنها أوراق ضغط وللتهديد، «إنها أدوات ظهرت في خطابة الأخير في الأمم المتحدة وهي كلها بلغة التسويف، وما نحن بحاجة إليه هو قرارات بصيغة التنفيذ، وليس بصيغة التلويح، فالمطلوب تحويل القرارات إلى صيغة مادية مطبقة على أرض الواقع… طالما هي خيارات نظرية فإنها لا تعني شيئا… لا أحد يلتفت لما يدور في ذهنك إنما كل النظر على الواقع والميدان».
وحسب أبو غوش فإن ما يعيق الخيارات التي تقوم على الكفاح والمواجهة النضالية الشعبية والوحدة الوطنية هو المصالح الشخصية.
ويؤكد أبو غوش أن ملف المصالحة لن يتحقق من تلقاء نفسه، «لن تأتي اللحظة التي يشعر بها طرفا الانقسام بالندم، وبالتالي قد آن أوان التغيير» بل يتطلب الأمر مزيدا من الضغط المستمر من كل المؤسسات والهيئات والقواعد الشعبية والشخصيات المستقلة والوطنية والاتحادات..ألخ من أجل استعادة الوحدة الوطنية التي تعتبر مسألة نضالية وطنيا، وتحتاج لتنازلات من طرفي الانقسام، والعمل الجاد على خلق قواسم مشتركة وتفاهمات داخلية.
وحول إمكانية رؤية بوادر تغيير في الساحة الفلسطينية قال أبو غوش أنه حتى اللحظة لم يلحظ تغيرا في موقف السلطة، هناك استمرار لحالة الرهان على الضغط الأمريكي، وهو ما تم التعبير عنه بالاحتفاء بالحديث عن تحفظات أمريكية على قيادات يمينية متطرفة، كما أن هناك رهانا على بعض أطراف المجتمع الإسرائيلي، إلى جانب استمرار الرهان على المجتمع الدولي من خلال استمرار نداءات الاستغاثة ومطالبات التدخل.
ويضيف: «بدل أن يكون الرهان على الساحة والجبهة الداخلية على اعتبار أن العامل الذاتي هو ما يمكن أن يؤثر على المعادلة أكثر. في ظل أن أمريكا ستجد الكثير من الأسباب للامتناع عن الضغط على حكومة الاحتلال المقبلة».
ويختم أنه حتى لو كان هناك ضغط أمريكي فإنه ومن دون أداء فلسطيني داخلي قوي ومؤثر ومن دون جهد للبناء على الموقف الرسمي العربي فلن يكون ذلك مفيدا وعمليا.
*جزء من تقرير أعده الصحفي الدكتور سعيد ابو معلا لصحيفة القدس العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليوم الثاني من قمة مجموعة السبع تركز على التوتر مع الصين


.. حرب شوارع وقصف إسرائيلي بالمروحيات والبوارج على رفح




.. ساري عرابي: نتنياهو يشعر أن تاريخه تلطخ بفشل السابع من أكتوب


.. ما مدى واقعية توصية جيش الاحتلال بإنهاء عملية رفح والتوجه لل




.. الجفاف في المغرب يتسبب بنقص بأعداد الأضاحي