الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول -المسائل العالقة- في أوحال الدستور

محمد حمد

2022 / 11 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


ثمة اطراف داخلية وخارجية، بعضها معروف بمواقفه، تسعى بكل السُبل الى إبقاء المسائل العالقة" بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في اربيل، "عالقة" إلى يوم القيامة. وحتى داخل هذا الطرف أو ذاك ثمة من يضع العراقيل المختلفة أمام الحلول التي تبدو دائما بعيدة المنال. كما أن الخوف من أن يحصل هذا الشخص أو ذالك الحزب أو تلك الجهة على حصة الاسد، في حالة التوصّل الى حلول حقيقية، يدفع آخرين، حسدا وغيرة وخوفا من فقدان مكاسب معيّنة، الى الوقوف دائما بوجه اية خطوة ملموسة تلوح في الافق، نحو الحل.
المشكلة إن كل طرف مقتنع حد اللعنة بأنه دائما على صواب وان الآخرين دائما على خطأ. وان سبب عدم حل "المسائل العالقة" هو دائما، الطرف الآخر. كما ان التنازل، ولو عن خمسة بالمئة من المطالب، في عراق المحاصصة العرقية والطائفية والمناطقية، يُعتبر من المحرمات. بل كفر ما بعده كفر. وبالتالي لا يوجد بصيص امل ولا نقطة ضوء في نهاية النفق فيما يخص "المسائل العالقة" بين المركز والافليم.
يجب القول إن الدستور العراقي النافذ هو اسوء دستور في العالم، حاله حال جواز السفر العراقي. وضع على عجل ( كانجاز ملموس للحكام الجُدد) وفي ظروف غير مناسبة اطلاقا ومليء بالالغام القابلة للانفجار في أية لحظة. تمّت صياغة مواده وفقراته بطريقة مبهمة وغامضة كأنّ الهدف منها هو عرقلة او عدم تنفيذ ما ورد فيه أو الالتزام بنصوصه. وهذا الجانب هو أيضا واحد من أهداف أكثر من طرف سياسي في عراق ما بعد الغزو والاحتلال. فجاء هذا الدستور. كالقرآن، حمّال أوجه. تُفسّر مواده وفقراته حسب المزاج والمصلحة والظرف المعاش. ففي الاقليم تفسّر بعض المواد بشكل وفي بغداد تفسّر نفس المواد بشكل آخر. والغريب في الامر هو ان الجميع يطالبون ليل نهار ب "حل المسائل العالقة حسب الدستور". ومن قال إن حلّ المسائل العالقة حسب الدستور سيكون في صالح هذا الطرف أو ذاك؟
معلوم أن الانتماء إلى وطن (وان لم يعجبنا اسمه او شكله او نظامه) لا يقلّل من شأن الانتماء إلى قومية أو ديانة أو مذهب أو طائفة. كما هي الحال في جميع مجتمعات العالم. واذا توفّر عنصر المواطنة لدى الجميع وبصدق، يصبح الحديث عن " المسائل العالقة" من مخلّفات الماضي البعيد.
لكن الظائر إن المركز والاقليم وجدا نفسيهما محصورين بين مطرقة إيران وسندان امريكا. لأن هاتين الدولتين هما اللتان احتلتا العراق وهما اللتان تديران شؤونه عبر "وكلاء" محلّيين مخلصين جدا. ولا يُخفى على المتابع للشأن العراقي بأن مصالح امريكا وايران في المنطقة وفي العراق تحديدا، تقتضي بأن تبقى مشاكل العراقيين بلا حلول إلى ما لا نهاية. فثمة من يتكسّب ويرتزق ويعتاش على خراب بيوت الآخرين. والحروب والنزاعات والخلافات بين أبناء البلد الواحد، افضل مثال على ذلك. ولا ننسى في هذا الصدد ما يجري منذ سنوات في ليبيا وسوريا واليمن...الخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البريك العنابي.. طبق شعبي من رموز مدينة عنَّابة الجزائرية |


.. بايدن يعلن عن خطة إسرائيلية في إطار المساعي الأميركية لوقف ا




.. ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين إثر العمليات الإسرائيلية في


.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بالمحافظة الوسطى بقطاع غزة




.. توسيع عمليات القصف الإسرائيلي على مناطق مختلفة برفح