الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فقراء الجزائر يبحثون عن نصير لهم في مأساتهم ومحنتهم

حسين خميس

2003 / 5 / 29
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



لا يزال الجزائريون يعيشون على وقع الكارثة التي حلت بهم بعد ان ضرب زلزال شديد البلاد وأدى الى حدوث كوارث  مخيفة خلفت ورائها المئات من القتلى والخسائر المادية الكبيرة ، وكان زلزال بقوة 6،8  درجات على سلم ريختر قد ضرب الجزائر يوم الاربعاء الماضي 21/5/ واسفر حسب الاحصائيات الرسمية الجزائرية التي نشرتها صحيفة الخبر الجزائرية 26/5  عن مقتل 2126  شخصا  و 8965  جريحا  منهم 878  قتيلا في العاصمة الجزائر و4952جريحا ، في حين سجلت ولاية بومرداس وحدها 1273 حالة وفاة و2911جريح بدرجات متفاوتة  و1200 مفقود  وهذه احصائيات مؤقتة قابلة للتغيير مع تقدم  عامل الزمن ، يشار هنا الى  الخسارة الكبرى وقعت في صفوف الطبقات الفقيرة الجزائرية من ناحية الخسارة المادية والخسارة الجسدية وهذا ما يفسر تذمر المنكوبين عند قيام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة  بتفقد الاماكن المنكوبة حيث تصدى لموكبه الفقراء والمنكوبين وهم يقذفون موكبه بالحجارة ويهتفون بوجهه النظام قاتل .
 وفي اعقاب الكارثة التي حلت بالجزائر يجمع المراقبون على ان هنالك غضبا شعبيا على الطريقة التي تعاملت بها الحكومة مع الكارثة  ، حيث نقلت  البي بي سي البريطانية عن ناجون من الزلزال اتهامهم للسلطات الجزائرية بالتغاضي عن الغش في انشاء المباني الحكومية وهو السبب الذي يقولون انه ادى الى انهيار المساكن الشعبية بينما لم تتأثر المباني الخاصة ، كما يشعر كثيرون بالغضب بسبب عدم توفير الحكومة مساكن مؤقتة بدلا من المنازل التي دمرها الزلزال وبطء جهود الانقاذ ، وهذه الاتهامات التي وجهها الناجون للحكومة اكدها وزير السكن الجزائري حيث نقلت عنه  صحيفة الفجر الجزائرية 27/5/ ان الكثير من البنايات التي تهاوت جراء الهزة الارضية تظهر مبدئيا تجاوزا لقواعد البناء المنظمة رسميا منذ عام 1981 والتي تفرض على الشركات المنجزة  اخضاع مشاريع البناء  التي تتولى انجازها للقواعد  المظادة للزلزال  خاصة في المناطق   المعرضة لها في كامل مناطق شمال الجزائر ، ونشير هنا الى شهادة عدد من السكان الذين شاركوا في عمليات الانقاذ ومفادها انهم شاهدوا جدران تتفتت وكتل من الورق ممزوجة  بالاسمنت  داخل اعمدة بعض المباني ، وفي محاولة من قبل السلطات لاحتواء النقمة الجماهيرية على السلطات سارعت الحكومة الى الاعلان عن تشكيل لجنة تحقيق رسمية لملاحقة  المقاولين الذين يمكن ان يكونوا قد خالفوا قوانين البناء وافادت مصادر في وزارة السكن الجزائرية ان التحقيق سيستغرق ما بين شهر وشهر ونصف  اما التحقيقات  الاخرى فستستغرق حوالي سنة كاملة وبهذا تصبح قضية المنكوبين في مهب الريح وتضيع  قضاياهم ومطالبه في سراديب حكومة بوتفليقة  والملفت للنظر هنا هو  نفس الاسلوب الذي يتبعه بوتفليقة لاحتواء نقمة الشارع الجزائري بعد كل مأساة وكارثة تحل بهم هكذا في قضية الطوفان والفيضانات القاتلة  في  عدة ولايات عام 2001 والتي مرة اخرى عنوانها الوحيد الفقراء والطبقات المسحوقة وقبلها الكارثة الثلجية بولاية النعامة وكوارث طبيعية ، والحلول الوحيدة التي يقدمها الرئيس هو لجان تحقيق رسمي حيث يعمل بالحكمة الفرنسية النابليونية  مردها اذا كانت لديك مشكلة ولا تريد ان تحلها حولها الى لجنة  حيث تفقد هذه القضية اهميتها ومعناها في اروقة المكاتب الحكومية.
والسؤال الذي يطرح في الجزائر اليوم هو عن قيمة لجان التحقيق بعد التجارب التي مروا بها مع هذه اللجان والسؤال هو من يتحمل المسؤولية ، من الواضح ان المؤسسة الحاكمة في الجزائر حالها كحال الانظمة العربية الاخرى مشغولة في تدعيم موقفها الدولي وتثبيت ولائها لواشنطن على حساب تدعيم جبهتها الداخلية الاجتماعية  والاقتصادية وواضح الان وبشهادة الامريكيين رضاهم عن نظام بوتفليقة ووصفهم النظام بأنه من اوائل المتعاونين العرب في مكافحة ما يسمى الارهاب العالمي في حين يتم السكوت عن الفساد المستشري بالمؤسسات الحكومية ودعم خصخصة الاقتصاد الجزائري ليزيد من هموم الفقراء والمحرومين الجزائريين الذين  ذاقوا الامرين من جراء الكوارث الطبيعية والكوارث الحكومية .
حسين خميس .28/5/ .فلسطين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الناخبون في تشاد يدلون بأصواتهم لاختيار رئيس للبلاد


.. مقتل 4 جنود إسرائيليين بقصف لحماس والجيش الإسرائيلي يبدأ قصف




.. الانتخابات الأوروبية: أكثر من نصف الفرنسيين غير مهتمين بها!!


.. تمهيدا لاجتياحها،الجيش الإسرائيلي يقصف رفح.. تفاصيل -عملية ا




.. تهديد الحوثي يطول «المتوسط».. خبراء يشرحون آلية التنفيذ والت