الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى فيروز ( شعر )

فاروق عبد الحكيم دربالة

2022 / 11 / 23
الادب والفن


لا أكاد أجد مجرد شبيه لصوت فيروز في نقائه، وروعته، وتفرده ، ورُقيِّه؛ فهو المدى والأفق والسحر والبحر والفجر والعشق واللطف والصدق، وهو العواطف والطبيعة والأشياء والأنداء والحالات الجميلة والسخية والندية والنقية والبهية ، وأزعم أن صوتها العذب البراح السماح لا يحتاج إلى موسيقى ، بل هو الذي يمنح الموسيقى بهاءها ورواءها وجلاءها وسموها،..

**تلك قصيدة كتبتها قديما قبل فضاءات الزمن الالكتروني ، ونشرت بإحدى المجلات ، وقد عثرت عليها- منذ فترة - بين أوراقي بعد غيبة واحتجاب لها وللمجلة، ورأيت أن أنشرها هنا بمناسة عيد ميلاد السيدة فيروز، التي ستبقى جبينا شاردا في المرايا، ووطنا للحيارى ، وصوتا عصيا على النمذجة والتصنيف؛ وسيظل صوتها مسافرا في الزمان والمكان؛ ليدفئ أعمار محبيها، ويهدهد أرواحهم ...

إلى فــــيروز

رَنَّةُ الأوْتارِ أمْ بَوْحُ العَـذَارَى*** أمْ طُيوفُ السِّحرِ نَشْوى وحَيَارَى
دَنّْدَنَ الَّليــــلُ طَرُوبـًـــا وانْتَشَى***يمنــَـحُ العَشَّـــاقَ أحْلَامـا ودَارَاْ
والهوَى عَـادَ فكَــمْ مِنْ آَهّــةٍ***في ضَميرِ العُودِ أَغْرَاهَا السَّهَارَى
وعلــى صَفْـــوِ الليَالِي أنْجُــمٌ***مِنْ سِّمِـــوِ الرُّوحِ لَمَّا تـَتــوَارَى
فَإِذا الأقــدَاحُ سَّكْــرَى بَيننـَاْ ***وإَذا الأروَاحُ مِنْ وَجْــدِ سُكَـارَى
******
صـوتُكْ الحَانــِي رَبيـــعٌ آيبٌ*** يمـلأُ القـلبَ شَبَابـــًـا سَرّْمَدِيــّـاْ
هذهِ الأنْغَامُ سِحْـــرٌ في دَمِي***فاملَئِي المِزْهَــرَ وَجْدًا في يَدَيَّــاْ
قد شَربنَا من يَنَابيعِ السَّنَـــاْ***وطَوْينَا صفْحَةَ الأحْــزانِ طَيـَّــــاْ
وأذبْنــَا الهَمُّ في كأسِ المُنَى***ولَقِينـَــا الــوَردَ غَضَّــًـا ونَدِيـَّـــاْ
فَاصّْدَحِي يا مَوْكِبـًـا مِن أَلـَقٍ***واسّْكُبِـي الَّلحْــنَ عَمِيقًا وَرَوِّيَّــاْ
******
هَــــذِهِ أنتِ بَقِيــــتِ مَوْطِنـــًـــــا***للحيَارَى حين لمْ يبقَ الوِئَـــامْ
هـــــذِهِ أنتِ جَبــــينٌ شــارِدٌ***في المَرَايـــَا كِبْريَــاءٌ لا يــُــرامْ
هــــذِهِ أنتِ فطُوبـَـــــــى للـــــذي***يعرِفُ الكِلْمَةَ سَيْفَـًا لا ينــامْ
تهمِسُ الأشْعَارُ كي تُحيِي بِهَا***كَبِدًا حَـــــرَّى وقلْبــًـــا مُسْتَهَـامْ
فالمــلايينُ التــي تَيمْتِهَــــــاْ*** من ضمير الحب تشدو للســـلامْ

******
إيــــه يــا مًـنْ أَسّْعَدَتْ أيَامَنَـا *** فَنُّك العَالِــي تَخِذْنَـاهُ وِسَامـــاْ
عَرَّشَ الصَّوتُ علــى أسماعِنَا***وتَهَادَى في الحنايـَـا وترَامَــى
فعَبَرْنَـــا من غَيَابَـاتِ الدُّجَــــى***ولَقِينَـا الفَجْــرَ طِفْــلًا يَتسَامَـى
سَافِرِي في الحُلمِ دَوْمًا واغّْزلِي***فرحَةَ السُّمَّارِ عِشّْقَـًا وهُيَامـاْ
أَدْفِّئِي العُمْرَ فَقدْ عَــزَّ الوَفَــــاْ***وانّْزِلي في القلبِ بَردًا وسَلامَا
-----------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل