الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأي بعد المشاهدة لفيلم -ولد من الجنة -

محمد سعد خير الله
محمد سعد خيرالله عضو رابطة القلم السويدية

(Mohaemd Saad Khiralla)

2022 / 11 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


منذ فترة وأنا انتظر نزول الفيلم السويدي المصري "..ولد من الجنة " لدور العرض وبخاصة بعد الضجة الهائلة التي حدثت حوله بمجرد إعلان فوزه بجائزة السعفة الذهبية ...."لأفضل سيناريو"في مهرجان كان بالنسخة الأخيرة وكنت قد شاهدت من قبل لمخرج الفيلم السويدي من أصل مصري"طارق صالح" فيلم "حادث النيل هيلتون " وأعجبني بشده وهو ما توقعت معه أنا أرى عمل بمستوى أحد أهم وأشهر مهرجانات السينما في العالم ،فإذا بي أتفاجأ بوقوع كاتب السيناريو في كم كبيرمن الأخطاء..... التي ضربت السردية القائم عليها القصة في.....الصميم ،يحكي الفيلم عن الأزهر والصراع الدائر بشأنه داخل جهاز الأمن الوطني ما بين جناحين المدرسة القديمة ويمثلها"العقيد إبراهيم "الذي يعلم قيمة الأزهر وأهميته كمؤسسة من المؤسسات القائم عليها نظام الحكم في مصر ولابد من التعامل معه بنعومة لتمرير كل شيء فالمشيخة تكاد تكون بكاملها تحت السيطرة "وهو محق في ذلك " ومن ليس طوع
لهم فمن الممكن جدا السيطرة عليه بعدة طرق ووسائل.


أما الجناح الجديد فهو جناج من المناسب جدا أن أطلق عليه جناح "القوة الغاشمة "...... الذي يمثله" العميد صبحي " الرئيس المباشر للعقيد إبراهيم ويشتبك معه عدة مرات ويختلفان على إدارته للملف بعد رحيل شيخ الأزهر "وهو جزء تخيلي بالعمل" وكيفية تولي شيخ تابع لسيسي تماما ولا يتمتع بأى استقلالية وهو ما عبر عنه بوضوح "اللواء السكران وجسد الدور بمهارة الممثل محمد بكري وهو من كبار الممثلين بعرب 48 " عندما قال عبارة هى إحدى أهم العبارات بالفيلم.."مينفعش في مصر يبقى في فرعونين ".... وللأمانة والإنصاف قدم العمل هذه التفصيلة المتعلقة بالصراع بدقة ووضوح وهي الإيجابية الوحيدة وأظن أن لها دور كبير في "حصد جائزة كان "
( فهل يستحق اظهار الصراع هذا الاحتفاء ؟؟؟ ربما!!"



وفي السطور القادمة سأعدد أوجه الخلل الغير منطقية بالمرة والتي ضربت القصة بالسكتة الدماغية وأثرت تأثير سرطاني على تتابع وتماسك الأحداث وكأن طارق صالح بلده بلد آخر غير مصر ،" صلاة الفجر في المشاهد تظهر عدة مرات وفي كل مرة عدد المصلين من الطلبة المقيمين لا يتعدون عدد أصابع اليد الواحدة أو أكثر قليلا في البعض منها ،فكيف في مؤسسة قائمة على التدين الشكلي الطقسي تمارس على الطلبة كل مظاهر السيطرة والهيمنة وعدد الحاضرين للصلاة التي تعتبر
ركن من أركان (الإسلام القائم عليه الأزهر بذاته )ذلك الرقم الهزيل ،إن كان الكاتب يريد إظهار تحلل الأزهر من خلال تلك النقطة ،فهو غير موضوعي وخارج نطاق المنطق" هذا أولا ثانيا"كيف للضابط إبراهيم من المفروض أنه متمرس وعلى درجة عالية جدا من الكفاءة ومسئول عن ملف المشيخة ..
يسلم مصدره وعينه ومخبره الجديد آدم وهو( البطل وقام بدوره الممثل توفيق برهوم ) يسلمه كتاب معالم في الطريق لسيد قطب ليسهل له التقرب إلى عناصر تابعة لجماعة الإخوان زملاء لآدم في الدراسة دون أن يحدد له ما سيقوله عندما يسأل عن مصدر تحصله على كتاب من المفروض أنه
ممنوع من التدوال والسؤال متوقع جدا ؟؟.... ،ثالثا عندما احتدم الخلاف ما بين الضابطين حول كيفية التعامل مع آدم، صبحي ويريد التخلص منه بالقتل ،وإبراهيم ويريد إعادته إلى قريته وعندما وصل الموضوع لطريق مسدود يتصل الأخير برئيسه ويقول له أنه فقد ملاكه( أصل مكنتش أعرف إلا أسمه الأول وبس..... وكأنهم ليسوا في جهاز أمني يعلم دبة النملة وأدق التفاصيل عن المخبرين والعملاء التابعين له شأنه شان أى جهاز في العالم ) ..رابعا لم أفهم ما هو السبب الدائم لتشغيل وسماع إبراهيم للأغاني الوطنية في سيارته بصفة دائمة كما لو كان يمارس طقس محدد ؟؟ خامسا طريقة
اللقاءات الغرائبية المتعددة مع مصدره في نفس الكافية وهي على نهج مراقبات الجرائد المثقوبة في الأزمة العتيقة، سادسا شكل الضابط بهيئته وذقنه الطويلة وشعره الكثيف وكأنه فنان بوهيمي أو عازف أوبرا وليس ضابط في جهاز أمني عتيق، بالطبع أتفهم عدم إجادة الأبطال للهجة المصرية
( وهو ما أعتذر عنه صالح في المهرجان وكان محط تقدير)
ولكن ما هو المبرر لشكل ضابط بطل من الأبطال الرئيسين؟"

سابعا "أحد زملاء آدم طالب، متفوق ومتميز حافظ للقرآن بدرجة أثارت حقد وغيرة الطلبة الإخوان بعد فوزه عليهم في إحدى المسابقات فقرروا ضربه ( علقة موت ) يظهرالطالب في الأحداث وهو يسمع الموسيقى بصوت صاخب ويرتدى سلسلة وأنسيال،في مشاهد تفتقر للحد الأدنى بأىصله لها بالسياق العام ،الم يلتقى وهو المقيم في ( قلعة من قلاع الرجعية) بمن يقول له أن ما يفعله بدعة ضلالة و كل
ضلالة في النار ؟؟"

ثامنا نأتي إلى السقطة الأهم والمدوية..... وهي أم السقطات الشيخ نجم( قام بدوره الممثل الفذ مكرم خوري وهو أيضا من أكابر الممثلين في عرب ٤٨ وأبدع في الدور بكل معاني الكلمة ) يذهب الشيخ نجم ( الضرير) إلى مقر الأمن الوطني لكي يعترف بجريمة قتل العميل السابق لآدم ،زميله الذي
كان يشجعه على التمرد، مبرراته في القيام بذلك كشف وفضح كل الحقائق أمام القضاء لأنه لا يثق في الإعلام والصحافة فهو يعلم أنهم أبواق للسلطة في مصر ،فكيف يعلم الشيخ الذكي المحنك نجم
وهو قيادي أزهري كبير بحقيقة الإعلام والصحافة في مصر بنفس ذات الوقت الذي يتبين من تصرفه أنه لا يعلم أى شيء عن حقيقية القضاء المسيس الذي تحول إلى أداة للبطش والقمع والتنكيل في يد النظام العسكري؟؟

المفارقة بذاتها من فرط هزلها وصبيانيتها تدشن حائط من الصلب لدى المشاهد لتصديق الرواية برمتها والتفاعل معها وتجعله ينتظر النهاية بفارغ الصبر لكي يذهب إلى أقرب( بار كما فعلت)
لاحتساء بيرة أخر الليل عالية التركيز لمحاولة مصالحة النفس بعد جلسة من الجلد الذاتي لمدة
ساعتين هي زمن المشاهدة ...."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE