الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شاعرية ثائر زين الدين

شاهر أحمد نصر

2022 / 11 / 23
الادب والفن



شاهر أحمد نصر

الأديب الشاعر والمترجم الدكتور المهندس ثائر زين الدين من مواليد سوريا السويداء 1963 حاز كثيراً من الجوائز والأوسمة من مؤسسات رسمية محلية وعالمية، وكلف بمهمات ووظائف كثيرة ومتنوعة، في آخرها عملَ مديراً عاماً للهيئة العامة السورية للكتاب (16/10/2016 حتى 15/5/2022)، والمدير المسؤول لمجلات وزارة الثقافة، ويعمل حالياً مستشاراً لوزير الثقافة.

أصدر في الشعر ثماني مجموعات شعرية، وفي الترجمة ثلاثة وثلاثين كتاباً، وفي النقد الأدبي والدراسات اثني عشر كتاباً، فضلاً عن اثني عشر كتاباً في المجال العلمي الهندسي وعناوين متفرقة أخرى ليصل عدد الكتب التي نشرها حتى تاريخه إلى خمسة وستين كتاباً...

مثلما هي قراءة شعر "ثائر زين الدين" ممتعة، تبدو الكتابة في خباياه أول وهلة سهلةً، إنّما ما إن تخوض في دواوينه التي نشرها منذ ثمانينات القرن العشرين، ودراساته الأدبية في مدارس الشعر والأدب، حتى تتهيب الاستمرار في التبحر من دون امتلاك وسائل فنية تساعد في فك شفرة الرموز، والقبض على مدلولات مفرداته، وسرّ الجمال وتلازم البساطة في شعره مع التوق إلى السمو نحو المطلق، ولغته التي تسمو بخيال القارئ ليحلق في فضاء المعاني؛ سواء الجلية والواضحة، أو تلك المضمرة في قلبه وروحه النقي وأسلوبه السهل الممتنع، الذي يكمن في أساسه، فضلاً عن موهبته، كمٌ هائلٌ من التجارب النابعة، والمبنية على تراكم معرفته بمختلف المؤلفات والنظريات الشعرية والأدبية العربية والعالمية... ومن المفيد التنويه إلى أنّ دراسة أديبنا وشاعرنا للهندسة أفادته في تنظيم إبداعه، الذي تأسس، فضلاً عن موهبته، على جهده المتواصل في التعرف إلى مختلف المدارس الفنية، ولتعزيز معرفته لهذه الميادين وحسن استخدامها في إبداعه الشعري قام بنشرها كيلا تقتصر فائدتها عليه، بل ولتعمّ القراء والمهتمين بهذا الشأن...

سأحاول في هذا البحث التعرف إلى السمات الفنية في أعماله الموسوعية، ولا سيّما، السمات الفنية في شعره التي تكسب كثيراً من قصائده صفة العالمية، وسأتطرق في هذا البحث إلى: لغة شاعرنا، وأسلوبه، والصور والمجاز، والعاطفة، والأفكار في شعره، التي تنسج مجتمعة البنية الفنية لشعره، أو شاعريته...

يبنى صرح الجمال الفني لدى شاعرنا بأسلوبه السهل الممتنع الجذاب، البعيد عن التعقيد والجهامة، ليحلّق بمعانيه، ويسمو عالياً، من دون أن يفارق منبته الإنساني وشجونه، فيتدفق بيانه تدفقاً طبيعياً وبسيطاً ودقيقاً في اختيار ألفاظه في لغة فصيحة مألوفة وجميلة، بلا تكلف ولا زخرفة، أو تصنّع، كأنّ غايته أن يصل إلى وعي النّاس عموماً، وهو العالم حقاً أن الفنّ الحقيقي الخالد هو الذي يتكامل مع وعي الإنسان وعفويته، ويسمو بإنسانيته، ويتوزع شعره على شتى ألوان حياة الإنسان وعواطفه ومشاعره: الذاتية، والاجتماعية، والوطنية، والإنسانية، علماً أن مقاطع الشعر التي تبدو أول وهلة ذاتية تتدفق في العام وتتوحد به، فينطق الفردي الخاص بلسان النوع البشري عموماً:

"أنا ما أردتُ سوى القليلْ:

حريّةَ الصفصاف؛

أن ينمو على خصر البُحيرةِ أخضرَ

...

بيتاً صغيراً يحتوي حُزني

وأفراحي القليلةَ،

يحتوي طفلي الذي قدْ لا يجيءُ،

وثلّةً من أخلصِ الأصحابِ". (أناشيد السِفر المَنسي)

في الشعر الأصيل يتسامى جمال الصور وقوتها التعبيرية مع مهارة بناء التراكيب اللغوية، والدقة في امتلاك واستعمال الكلمة، لتنسج بناء تتعزز متانته وقوته في تناسقه وانسجامه وتلقائيته، ومقاربته الجريئة لحياة المتلقي، فتبدو القصيدة كأنّها من نسج القارئ ذاته، فيردد بينه وبين نفسه: "هذا الكلام المأثور كلامي، وهذي البلاد بلادي، وهذا الشعر شعري، شكراً أيّها الـ "ثائر" لقد جبلت منا شعراء، نقتفي أثرك في مملكة الخلود":

"هذي بلادٌ قد ترى في الشعرِ

أجملَ ما لديها؛

...

ثمّ تصلبُ شاعراً

إن قالَ للسلطانِ:

"لي ربٌّ سواكْ"

...

عُدْ للقصيدة وحدها؛

كلُّ الممالِكِ زائلةْ

والشعر مملكةُ الخلودْ". (أناشيد السِفر المَنسي)

وتحتل الشجون الاجتماعية مكانة مميزة في مملكة خلود شاعرنا، في ديوانه "ورد"، وتضج في "أنشودة الفقر":

"سرْ ما استطعت وضع لهذا البؤس خاتمة

فقد طال انتظار الناس

من ذات أنواطٍ لعصر عبادة الحكام..."

...

"يا ويحهم ملؤوا الخزائن من دمي

وبنوا عروشهم على أشلائي

هذا السواقي ماء عيني، والربا

قلبي، وهذا الأفق بعض دمائي

يا ويحهم، لن يهزموا ترب الشقا

أنا صامد والله من أسمائي" (ورد ص 19)

لا يكتفي شاعرنا بتصوير الظلم الاجتماعي، بل يدعو إلى الاستعداد لمواجهته والكفاح لإزالته، وهنا، أيضاً، تظهر العلاقة الوثيقة بين شاعرنا وأبناء شعبه، وطموحه للاتحاد معهم في مواجهة أعتى الأعداء:

"أعدوا ما استطعتم من رباط الخيل

وانتظروا نوجه صوب قلب الفقر

طعنتنا السديدة". (ورد ص24)

ولعلّ هذه الموضوعات وغيرها من المقاطع الشعرية البليغة وعميقة الدلالة دفعت أمير شعراء الرثاء عبد المعين الملوحي إلى أن ينشر مقالاً تحت عنوان "شاعر من جبل العرب يستهله، ويختتمه بعبارة تنمّ عن فرحه وسعادته في التعرف إلى شاعرنا قائلاً: "ما يزال الشعر في خير... وما يزال في العرب شعراء".(1)

شعرٌ يُغنى:

وتمتاز أغلب دواوين شاعرنا بموسيقاها الشجية، فنقرأها ببهجة خاصة، إذ تزين أشعاره مثلما يزين جيد العروس باللؤلؤ والمرجان، في قصائد جديرة أن تُغنى، ولا سيما، تلك التي تتهادى كلماتها ومعانيها مع خلجات روح مبدعها العفوي النقي، السارح بثقة على هدى الألحان والأوزان الموسيقية العذبة:

"أنا لم أعشقْ سواهْ.

ضارياً كانَ كبدرٍ يملأُ الدنُيا سناهْ.

كالشوق الذي خبأتُ في قلبي لظاهْ.

كنتُ إذ أبصرته أعدو إليه." (أناشيد السِفر المَنسي)

الإحساس الإنساني النبيل، والعواطف، والقصص الشعرية العالمية:

حينما نتحدث عن مشاعر الشاعر وعواطفه من المفيد مقاربة مسألة كم وفق في جعل العواطف والمشاعر الإنسانية السامية والنبيلة تتغلغل في الوعي الاجتماعي لدى أبناء قومه وقرائه؟ وأزعم أنّ شاعرنا يساهم في تعزيز تلك المشاعر والعواطف لدى المتلقي بأسلوبه الجذاب وحسن اختياره لأشخاصه، ولغته الجزلة، وقصصه اللافتة في مختلف قصائده...

إنّ رهافة الإحساس الإنساني والعواطف النبيلة ترافق كلّ شاعر مبدع، ويستمدها شاعرنا من طبعه الشفاف، وجذوره وتربيته الأصيلة، فضلاً عن تجربته وسعة اطلاعه وترجماته الواسعة التي علمته أنّ: "الشعر عربة يجرُّها حصانان، هما العاطفة والخيال، ويسوسُها حوذيٌ حكيمٌ، هو العقل"، كما يقول اليونان... وأهم ميزان لمعرفة رهافة إحساس الإنسان عموماً، والأديب خاصة، مدى تأثره بمشاعر وأحاسيس ومعاناة أخوته في الإنسانية، وشاعرنا يُخلد المواقف الإنسانية الجريئة النبيلة لدى الإنسان في لحظة اختباره، فيصرخ مع أبي بكر الشبلي حينما جيءَ به وأُمِرَ أن يرمي الحلاّج بحجر وهو ينزفُ على الصليب فأبى، ورماهُ بوردةٍ كانت في يده، منادياً بأعلى صوته:

"أرميه!

لا. يا أمّة ستظلُّ ترجُمُ عاشقيها،

ثم تبكيهمْ

على مَرِّ السنينْ."

كما تتفتح مشاعر الشاعر، ويرقى بيانه حينما تداعب المرأة كيانه ومشاعره، آخذة بيده إلى جنات النعيم:

"شُكراً لها – امرأةً ملاذاً؛

...

شكراً لأني سوفَ أتَبعُها

إلى جنّاتِ عدنٍ،

ثُمّ أتركها لتدخلَ وحدَها!

وأظلّ عند البابِ

مُنكسراً

وحيدْ! " (أناشيد السِفر المَنسي)

والشاعر الذي يقف منكسراً وحيداً أمام جلال المرأة:

"حلوة العينين

من تكشف عن صدر لجينْ

تلقم الكثبان أحلى حلمتين" (ورد ص5)

يريدها، أيضاً، أن ترقى إلى مكانتها اللائقة، وتسمو معه في العمل، وتثبت ذاتها، في مختلف الميادين كسائر الرجال:

"كانت تجادل في السياسة

لا ترى المرأة بعضاً من وظائف زوجها" (ورد ص54)

وفي حالة إبداعية أخرى ينقب شاعرنا في خبايا الوجود الإنساني، وهو المتعمق في اطلاعه الواسع على ثقافة أمته الغنية، والمترجم الرصين للشعر، والأدب، ونظريات الإبداع الفني العالمية، فيتحفنا بقصص شعرية في لوحات تزينها ومضات شفافة نقية متقنة السرد والمواضيع لترقى ببساطتها وعمقها إلى مرتبة إنسانية عالمية، كأنّه لسان حالنا في أشعاره العميقة بأسئلتها وبساطتها:

"كناري صغير

وحدي أتيتُ

وما سئلتُ

ولا دُعيتُ

ولست أذكُرُ أنني اخترتُ البلدْ!" (في هزيم الريح)

وهو هنا يذكرنا بالسؤال الأزلي، الذي يسأله الإنسان إذ ينضج وعيه، ويتكرر لدى شعراء المعمورة القدامى والمعاصرين، فها هو ذا الشاعر الروسي المعاصر فاديم تِريوخن، على سبيل المثال، يطرح المسألة نفسها بأسلوبه الخاص:

"طريقي لا مثيل لها:

أتوه في الدوامة اليومية

وأنا لست واثقاً أبداً

لا من يوم مولدي، ولا يوم وفاتي."

فنتذكر قصيدة إيليا أبو ماضي " جِئتُ لا أَعلَمُ مِن أَين وَلَكِنّي أَتَيتُ"(2).

وليس غريباً على شاعر مرهف الإحساس، يستنير برؤية محيي الدين بن عربي القائلة: "إنّ في الأشياء أرواحاً محبوسة يحررها الشعر"، أن يجد نفسه أخاً ليس لكلّ الناس، فحسب، بل ولكلّ ما ينبض في الطبيعة بالحياة والجمال:

"أخٌ أنا للناسِ؛ كلِ الناسِ

للغزلانِ والذؤبانِ،

للأشجارِ

للريحِ العنيدةِ

والطيورْ!"

ليس غريباً عن شاعر حرّ، نبراسه حرية الإنسان، ويرى في الحرية أكبر تحدٍ للموت، إذ يصرخ في وجهه صرخة نيكوس كازنتزاكي، قائلاً:

"غلبتُكَ يا موتُ؛

لم أخشَ شيئاً

وما حَركتني المطالعُ يوماً

غلبتُكَ

إنيَ حرُّ

طليقْ!"

ليس غريباً عن شاعر الحرية هذا أن يتألم لمعاناة الشعب العربي الفلسطيني، ويسجل معاناته مع شعبه في أكثر من قصيدة، ومنها "مشاهد فلسطينية":

"كلما أخرجُ من بيتي إلى مدرسةِ الحارةِ

تأتي الطائراتْ.

كلما تخرجُ أمّي باتجاه النبعِ

تأتي الطائراتْ.

كلما أشعلتِ التنّورَ عند الفجرِ

تأتي الطائراتْ.

كلّما هَزّ أبي زيتونةً في الحقلِ

تأتي الطائراتْ.

كلّما بسملتِ الجدّةُ

تأتي الطائراتْ .

... ... ...

لم أعدْ أذهبُ للدرسِ وأميّ لم تعدْ تخرُجُ أو تخبزُ عندَ الفجرِ.

والجدّةُ غابت في ظلامِ القبرِ.

والزيتونُ ماتْ

وإلى الساعةِ لا زالتْ

تجيءُ الطائراتْ!"

كانت تلك جولة سريعة في عدد من مجموعاته الشعرية الثمانية: (ورد)– 1989، و(لّما يجئْ بعد المساء) (1996) و(أناشيد السِفر المنسي) (1998)، و(في هزيم الريح) (2003)، و(سيدة الفراشات) (2010)، و(كتاب الحب/مختارات شعرية) (2014)، (ورميتُ نرجسة عليك) (2016)، و(وردةٌ في عروة الريح) (2019)، تلك المجموعات التي تستحق أن تكون مواضيع للدراسة من قبل طلبة الجامعات لتعميم الفائدة منها، ونيل الشهادات الجامعية، ويؤكد ذلك مجموعة الكتب وعشرات الدراسات التي نشرت في شاعرية ثائر زين الدين المحلية والعربية، وترجمة عدد من قصائده إلى الروسية...

* * *

بعد هذا العرض الموجز لنماذج من شاعرية شاعرنا، من المفيد التوقف عند عدد من مؤلفاته، وترجماته لأهم المدارس الشعرية، ونظريات النقد الأدبي التي عالجها، لنتعرف إلى الأسس التي ساعدته في بناء صروحه الشعرية...

لقد ترجم شاعرنا مجموعات شعرية لشعراء روس منها: "وحيداً وسط السهب العاري"، لسيرغي يسينين، و"بين هاويتين" للشاعرين فاليري بريوسوف، ومارينا سفيتايفا، و"أجراس بيضاء" لـ آنا أخماتوفا، و"مختارات من الشعر الروسي"... وأسهم شاعرنا في اختيار وإعداد ونشر مختارات شعرية للشاعر القروي، وعمر أبي ريشة، وسلامة عبيد، وعيسى عصفور، ومختارات من الأمالي لأبي عليٍّ القالي، و"من ديوان الجرح السوري"... هذا، فضلاً عن ترجمته لأكثر من عشر روايات عالمية...

وفي مجال النقد الأدبي والدراسات يقتفي شاعرنا في مؤلفاته المنشورة: ظلال "أبي الطيب المتنبي في الشعر العربي المعاصر"، ويتبحر في الشعر العربي الحديث في كتابين: "خلف عربة الشعر"، و"مرايا الظلال القادمة"، ويرصد العلاقة بين الفن التشكيلي والشعر في "ضوء المصباح الوحشي"، ويقدم لوحات فريدة في الشعر العربي القديم في كتاب: "ذئاب وشعراء"، ويُسائل أمل دنقل "ومتى القلب في الخفقان اطمأن"، ويتحف المكتبة العربية بدراسة في توظيف الأغنية في القصة والرواية في كتاب "قارب الأغنيات والمياه الخاتلة"...

مما لا شكّ فيه أنّ هذه الواحة الغناء من كنوز الأدب العربي والعالمي أغنت ذاكرة وخيال شاعرنا الموهوب، وساهمت في إثراء مجموعاته الشعرية... علماً أنّ كلّ كتاب ألفه، أو ترجمه يستحق التوقف عنده، ودراسته نقدياً وفنياً للاستفادة من أفكاره التي تغني فكر كل كاتب ومهتم.

ففي كتاب "خلف عربة الشعر"، على سبيل المثال يرصد أديبنا وشاعرنا تجلّيات الشخصيات التراثية في الأدب العربي، وعلاقة الأدب العربي الحديث والمعاصر بالتُراث؛ ويتوقف ملياً عند شخصية ديك الجن الحمصي مبيناً أنّ "معظم الشعراء الذين وظفوا هذه الشخصية؛ فعلوا ذلك بدوافع نفسية
/عاطفيّة... الغيرة العمياء، والشك القاتل، والخداع، والقسوة، وحبّ الانتقام"... ويطلق على هذا الأسلوب "تقنية القناع" أو الاتحاد بالشخصية التراثية، ويستشهد المؤلف برأي الناقد خلدون الشمعة، الذي يرى أنّ "الشاعر عمر أبو ريشة أول من استخدم القناع في الشعر العربي الحديث "في قصيدته (كأس)، التي نشرت في عام 1940، واستعاد فيها عبر علاقة تناصٍ وتماهٍ أسطورة ديك الجن الحمصي". ويرد خلدون الشمعة سبب الريادة هذه إلى "معرفة أبي ريشة المباشرة بمصادر الشعر الإنكليزي، وبخاصة أعمال براوننع وتنيسون"، التي نبهّت الشاعر - على حد تعبير الشمعة - إلى ارتباط تقنية القناع بالمنولوج الدرامي... أما الشاعر نزار قبّاني فقد اهتدى إلى هذهِ الشخصيّة مبكّراً أيضاً، إنّما بعد أبي ريشة بعشرينَ عاماً، فوجد في قناع ديك الجن ضالته الفنيّة التي يستطيعُ من خلالها أن يعبّر عن طيفٍ عريضٍ من مشاعر فريق من الرجال تجاه أنموذجٍ معيّن من النساء:

إني قتلتُكِ واستـــــــــــــــــــــــــــرحتُ




يا أرخصَ امرأةٍ عرفتُ


أغمدتُ في نهديكِ سكيني




وفي دمكِ اغتسلتُ (49)




ويرى المؤلف أنّ الشاعر عبد الوهاب البيّاتي أكثر الشعراء العرب استخداماً للشخصيّات الُتراثيّة... وربّما تأثرت الشاعرة السورية المعاصرة (يسرى رجب مصطفى) بالشاعر البياتي، فلم تكتفي باستعارة اسمها الفني (ريم البياتي) من وحيه، بل ترصع قصائدها البديعة بالرموز والشخصيات التراثية، إذ تقول:

"والغيمة تمطر فوق الشام

الماء المرّ،

وفوق البصرة تمطر دمعاً

أيكون الراعد ( انليل) قد نام طويلاً ذاك العام؟

أم (ننهو) تطارد (عشتاروت)

وتختصمان لأجل إله؟

في العشق مباح أن تقتتل الرّبات". (ريم البياتي)

ثمّ ينتقل شاعرنا إلى الحديث في موضوع استعارة الشعر الحديث لتقنيات السرد، ويستشهد بـ"الشعر المحض، الذي يستطيعُ صَاحبُه أن يفيد من خصائص جنسٍ أدبيٍ آخر هو القصّة، متمثّلاً تقنياته لتطوير الشعر نفسه وصولاً إلى تجاوز الذاتِ والآخر"... وإذ يفرد المؤلف بحثاً خاصاً عن "الإيقاعُ، كسمة جوهريّة في الشعر، ينوه إلى أنّ :استخدمَ عناصر الرواية أو الوصف أو غيرها فذلكَ مشروطٌ بأن يتسامى وتعلو بهِ لغايةٍ شعريةٍ خالصة"... من النماذج الشعريّة الحديثة، التي كان أحد أهم أسباب نجاحها - من وجهة نظر المؤلف - الاتكاء على تقنيات السرد؛ مجموعة غير قليلة من قصائد محمود درويش منها: "الحديقة النائمة"...

وفي فصل جماليات البنية الإيقاعية لقصيدة التفعيلة يصل المؤلف إلى استنتاج بأن "نازك الملائكة اعتبرت الشعر الحرّ "ظاهرة عروضية قبل كل شيء، ووضعت قواعد الأصول الإيقاعية للشعر الحرّ، فحصرتها في التفعيلة، وحذّرت من الخروج على ما تقبله الأذن العربية والعروض المعروفة... فحددت البحور، التي يمكن أن يستقيم عليها الشعر الحرّ، كالبحور الصافية، أي ذات التفعيلة الواحدة المكررة في كل شطر ( الكامل ـ الهزج ـ الرجز) أو البحور الممزوجة، أي التي تتنوع تفعيلاتها...

"خلف عربة الشعر" كتاب مهم، وغني بالنظريات والأفكار الضرورية والمفيدة لكلّ كاتب وأديب؛ كتاب كلما قرأته مرة تتوق لإعادة قراءته مرات ومرات، وهذه إحدى ميزات مؤلفات شاعرنا التي أتمنى أن تصل إلى شبابنا، ولا سيما، كتاب الغد...

ومن الكتب المهمة والممتعة للدكتور ثائر زين الدين كتاب: "قارب الأغنيات والمياه المخاتلة" (توظيف الأغنية في نماذج من القصة القصيرة والرواية)، الذي نتعلم منه أنّه ينبغي للإنسان "أن يغني كي يصبح جميلاً، أو أن يتذوق الغناء، أو أن ينصت وهذا أضعف الإيمان"... وينبهنا على لسان زوربا إلى أنّ "النساء يؤخذنَ بالصوت أيضاً. (الله يعلم ما الذي يجري في أحشائهنَ) يمكنكَ أن تكون قبيحاً، أعرج، أحدب، إذا كان صوتُك عذباً، وتعرف الغناء، فإنِكَ تسبي عقولهن".

أجل، إنّ دواوين، وترجمات ومؤلفات شاعرنا غنية ومفيدة بمواضيعها وأفكارها ونظرياتها في أصول الإبداع الفني، واعتماد المؤلف في عدد من مؤلفاته على مئات المراجع في تلك الكتب لتصبح مكتبة بحد ذاتها، من العسير الإحاطة بموضوعاتها في دراسة واحدة.

* * *

بعد هذه الزيارة السريعة لعدد من جنان وحدائق الدكتور ثائر زين الدين الشعرية والأدبية الغناء، سنحاول الإجابة عن سؤال: ما هي مصادر إبداع شاعرنا، وأي أركان فنية تكمن وراء شاعريته؟ وعلى الرغم من قناعتي بأنّ هذه المسألة تستدعي مزيداً من الجهد، ومن المفيد أن يُكلّف بها باحثون مختصون في الجامعات والمعاهد الأدبية، أورد وجهة نظري المتواضعة التي تتلخص فيما يلي:

أولاً: حبّ العمل الدؤوب، والصبر، والاطلاع الواسع على الشعر والأدب العالميين... تبدو قصائد شاعرنا، بسيطة وسهلة، مثل قصائد مختلف الشعراء المبدعين، إنّما، مما لا شكّ فيه أنّ وراء كلّ لوحة فنية عبقرية فيها تكمن جهود جبارة بذلها الشاعر حتى وصلتنا في هذه الحلة...

ثانياً: البيئة التي ترعرع فيها؛ فشاعرنا ابن بيئة وطنية معطاءة، تربى في أسرة تهتم بالثقافة والأدب: ربته أم حنون وصبور كغالبية أبناء جيلها، إنها الأم الفاضلة فوزية شهيب (1946 - 2017) تعلمت مع أبنائها الصغار، وربتهم وعلمتهم، وكانوا ثمانية أخوة وأخوات، وتخرج والده جاد الكريم زين الدين (1944 - 2014) في دار المعلمين، وعمل مربياً ومعلماً في مدارس الجزيرة السورية، وحلب، وعاد إلى السويداء في السبعينات، ويُعد جيل والده جيل رجال العهد الوطني، الذين نقلوا إلى أبنائهم القيم الثورية، وعشق الحرية، ومحبّة العمل، والوطن، وصون كرامة الإنسان. كيف لا والسويداء بلد قائد الثورة السورية سلطان باشا الأطرش الذي وحدّ الثوار من مختلف الطوائف والمذاهب في سوريا وقاد ثورتهم ضد الاحتلال الفرنسي تحت شعاره العلماني "الدين لله، والوطن للجميع"... ويسير شاعرنا على خطى السلطان داعياً إلى نبذ المذهبية والطائفية، ومنادياً بوحدة الفقراء بعيداً عن الأمراض الطائفية والمذهبية البغيضة، صائحاً بأعلى صوته:

"تعالي: فمن ذا يُصدّق

أنّ الذين يجمعهم جوع هذي البلاد

تفرقهم طائفات البلاد". (ورد ص49)

ثالثاً: الموهبة، تتجلى موهبة شاعرنا في لغته، وأسلوبه الخاص المميز له، والذي يطبع شعره بطابعه الخاص، إذ البساطة، والتلقائية، والشفافية والنقاء تزيّن شعره كأنّه ممتزج بأعماق ذاته ويفيض من وجدانه متحداً بتراب وطنه وشعب بلاده والإنسانية جمعاء... ويجدر بنا التنويه إلى أنّه أصدر مجموعاته الشعرية (ورد) (1989)، و(لّما يجئْ بعد المساء) (1996)، و(أناشيد السِفر المنسي) (1998) قبل نشره لدراساته النقدية، وترجماته، فموهبة الشعر سباقة لديه...

رابعاً: حسن اختياره الأشخاص، الذين يكتب عنهم أو يبدعهم، فشاعرنا كأي فنان مبدع: "لا يخلق عبيداً خانعين، بل يصور أناساً أحراراً" جديرين أن يكونوا قدوة، تشع قلوبهم بالمحبّة، وتغتني حياتهم بالعطاء والجمال...

خامساً: أهمية المواضيع التي يطرقها، والنظريات الفنية، والأشعار التي يترجمها؛ فمواضيع إبداعه إنسانية مجبولة بتجاربه الغنية، التي تفيض بقيم المحبّة، والجمال، والحرية... تشغله القضايا الاجتماعية، والوطنية، والقومية، والإنسانية، وعمودها الفقري قضية السمو بإنسانية الإنسان والارتقاء به وتصويره في سعيه لإثبات ذاته، وتحقيق إنسانيته؛ سواء أكان امرأة حسناء تطمح لكي تتميز بعطائها، وتحنو على عاشقها، أم رجلاً حراً مكافحاً يقاوم الذلّ والاضطهاد، ويسعى لبناء عالم حرّ يسمو بإنسانية الإنسان.

من يقرأ أشعار ثائر زين الدين، ويطلع على ترجماته، ويلج عالمه الثري المفيد والممتع، ويبحر معه في مؤلفاته، يجد لزاماً عليه أن يثني على جهوده ويشكره على كلّ ما قدمه لإغناء المكتبة العربية بتلك العناوين المهمة الممتعة، التي تصقل ذائقة القارئ، والضرورية لكل أديب جاد...

ثائر زين الدين، إنسان شفاف يتابع مسيرته وعطاءه الإبداعي بصمت على درب المبدعين، تشغله فضلاً عن المسائل الفنية الجمالية، الهموم الاجتماعية، والوطنية، والإنسانية... سخي في عطائه سخاء ملئ السنابل المتواضعة، تزينه براءة الأطفال، التي تحمي روح وعقل حاملها من أن يشيخ... لقد أعطى عطاء يستحق التكريم، وخصاله تنبئنا أنّه مستمر في عطائه الأصيل...

طرطوس – صيف 2022

الهوامش:

(1) جريدة الثقافة – دمشق – العدد 43 – 11/1/1989

(2) فاديم تريوخِن "هائم خائب الأمل" – ترجمة شاهر أحمد نصر – اتحاد الكتاب العرب - دمشق 2014 - ص70

المراجع:

- مجموعات الشاعر الشعرية، ومؤلفاته، وترجماته.

آ – في مجال الشعر :

1- مجموعة ( ورد ) – دار الثقافة – دمشق – 1989

2- مجموعة ( لّما يجئْ بعد المساء ) – وزارة الثقافة السورية – 1996

3- مجموعة ( أناشيد السِفر المنسي ) – وزارة الثقافة السورية – 1998 ، ط2:دار الحوار-اللاذقية-2010.

4- مجموعة ( في هزيم الريح ) – وزارة الثقافة السورية – 2003

5- مجموعة (سيدة الفراشات)-اتحاد الكتاب العرب-دمشق-2010

6- مجموعة (كتاب الحب/مختارات شعرية)– وزارة الثقافة السورية/الهيئة العامة للكتاب ودار البعث-مشروع الكتاب الشهري، دمشق 12/2014 .

7- مجموعة ( و رميتُ نرجسة عليك)، اتحاد الكتاب العرب، دمشق 2016.

8- مجموعة (وردةٌ في عروة الريح)، الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق 2019.

ب- في مجال الترجمة :

9- الدرّاق وقصص أخرى – مجموعة قصصية للكاتب الأميركي أو. هنري – دار سعد الدين – دمشق 1995 . ط2:هدايا المجوس,دار سمرقند2008.

10- مذكرات طبيب شاب – مجموعة قصصية للكاتب الروسي ميخائيل بولغاكوف – دار الأمين ط1 : 1996 ،دار الطليعة الجديدة ط2: 2005- مُشترك.

11- بين هاويتين – مجموعة شعرية للشاعرين الروسيين فاليري بريوسوف ومارينا سفيتايفا –دار علاء الدين – دمشق 2000

12- عودة الإنسان – مجلد للكاتب الروسي ف. م. دوستويفسكي – دار علاء الدين – دمشق،ط1: 2005 ،ط2: 2009

13- وحيداً وسط السهب العاري – مجموعة شعرية للشاعر الروسي سيرغي يسينين – وزارة الثقافة السورية – 2005 ، الطبعة الثانية: اتحاد الكتاب العرب.

14- أجراس بيضاء – مختارات شعرية للشاعرة الروسية آنا أخماتوفا – دار سمرقند 2007. ط2:دار النايا2010

15- القصيدة الأخيرة – رواية للشاعر الهندي طاغور – دار الحوار – اللاذقية 2005 – مشترك مع الدكتور فريد الشحف.ط2 : 2011.

16- بيوض القدر – رواية ميخائيل بولغاكوف – ترجمة – دار الحوار – اللاذقية 2006- مشترك مع الدكتور فريد الشحف.

17- شريعة حمورابي – رواية جنكيز أبدولّلايف – ترجمة – دار الحوار – اللاذقية 2008- مشترك مع الدكتور فريد الشحف.

18- نشيد الشيطان – رواية ميخائيل بولغاكوف- ترجمة – دار سمرقند السويداء – 2009،الطبعة الثانية: دار طوى، لندن2014. مشترك مع الدكتور فريد الشحف.

19-الحضارات- الماضي، الحاضر، المستقبل – ترجمة- دار العوام ودار دمشق-دمشق2010- مشترك مع د.فريد الشحف.

20- حلم رجل مضحك- دوستويفسكي-ترجمة-دار سمرقند-السويداء 2010، ط2: دار هلب بوكس، الجزائر 2017.

21- تدخلين كالمستقبل – بوريس باسترناك –ترجمة – دار ليندا – السويداء2011.

22- الغرنوق وأنثى مالك الحزين – قصص روسية للأطفال – ترجمة – دار ليندا- السويداء 2012

23- إنسان باسم امرأة – سيلينا أوغنيفا – ترجمة – دار الحوار – اللاذقية 2012 مشترك مع د. فريد الشحف.

24- فلنحب و لنمت في أندورا فقط – جنكيز أبدولايف- دار كيوان –دمشق 2013مشترك مع د. فريد الشحف.

25- مورفين – ميخائيل بولغاكوف-رواية- دار ليندا-السويداء2014.

26- أقسم إنه كان حبّاً – بولات أكودجافا – دار علاء الدين- دمشق2014.

27- السلطة والأخلاق – مجموعة من المؤلفين الروس، دار ن4، حلب2014.مشترك مع د. فريد الشحف.

28- عين الجمل ،جنكيز ايتماتوف- رواية- بالاشتراك مع د. فريد الشحف، دار طوى، لندن2014.

29- صلاة تشرنوبل، سفيتلانا ألكسيفيتش، رواية، بالاشتراك مع د. فريد الشحف، دار طوى، بيروت- لندن2016.

30- الحياة الثانية وقصص أخرى – نتاليا فارينيك – مجموعة قصصية، مشترك مع د. فريد حاتم الشحف، جامعة دمشق 2017.

31- رواية البلقان – سفيتلانا سافيتسكايا، الهيئة العامة السورية للكتاب 2017.

32- مختارات من يوميات كاتب- فيودور دوستويفسكي- دار هلب بوكس، الجزائر 2017.

33- الليالي البيض، فيودر دوستويفسكي، شارك في الترجمة د. فريد الشحف، دار سؤال، لبنان، بيروت20018.

34- زوجة رجلٍ آخر وزوجٌ تحت السرير فيودور دوستويفسكي- شارك في الترجمة د. فريد الشحف، دار هلب بوكس، الجزائر 2018.

35- السارق الشريف وقصص أخرى، فيودور دوستويفسكي، شارك في الترجمة د. فريد الشحف - دار هلب بوكس، الجزائر 2018.

36- المقامر، فيودور دوستويفسكي، دار هلب بوكس، الجزائر 2019.

37- رواية الحياة والمصير، فاسيلي غروسمان، في ثلاثة أجزاء، شارك في الترجمة د. فريد الشحف، دار سؤال، بيروت 2020.

38- لا شيء أغلى، ميخائيل بوزدنياكوف، الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق 2021.

39- للاستخدام مرة واحدة، رواية، جنكيز أبدوللايف، بالاشتراك مع د. فريد الشحف، دار سؤال، بيروت 2022.

40- تقاليد الشياطين، رواية، جنكيز أبدوللايف، بالاشتراك مع د. فريد الشحف، دار سؤال، بيروت 2022.

41- مختارات من الشعر الروسي، الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق 2022

ج – في النقد الأدبي و الدراسات:

43- أبو الطيب المتنبي في الشعر العربي المعاصر – دراسة – اتحاد الكتاب العرب – دمشق 1999 – ط2:دار الملايين-دمشق 2012، ط3: دار هلب بوكس، الجزائر 2017.

44- قارب الأغنيات والمياه الخاتلة (دراسة في توظيف الأغنية في القصة والرواية) – اتحاد الكتاب العرب ، دمشق 2001 – ط2:دار الملايين 2012

45- خلف عربة الشعر ( دراسات في الشعر العربي الحديث ) – اتحاد الكتاب العرب 2006

46- ذئاب و شعراء (دراسات في الشعر العربي القديم)- اتحاد الكتاب العرب2008.

47- في دروب السرد (دراسات في القصة والرواية) - دارليندا2010

48- ضوء المصباح الوحشي/في العلاقة بين الفن التشكيلي و الشعر- دراسة- دار الملايين- دمشق 2012

49- تحولات شجرة الزيزفون الضائعة/عن الرواية والفن التشكيلي/،دراسة، الهيئة السورية العامة للكتاب، دمشق 2015.

50- مغامرات في أرض حرام/في الترجمة والأدب المقارن، دراسات،دار كيوان، السويداء،2016.

51- ومتى القلب في الخفقان اطمأن/ أمل دنقل، دراسة ومختارات، دار الينابيع، دمشق 2017.

52- مرايا الظلال القادمة / دراسات في الشعر العربي المعاصر، الهيئة العامة السورية للكتاب، دمشق 2018

53- شخصية يهوذا الإسخريوطي في نماذج روائيّة، دراسة، دمشق، دار صفحات 2019.

54- أضاميم من أدب طه حسين – دراسة ومختارات – سلسلة ثمرات العقول /15/ - الهيئة العامة السورية للكتاب – دمشق – 2020.

د – كتب أخرى:

55- حكايات تروى في جبل العرب – جمع وتحقيق للحكايات الشعبية في السويداء بالتعاون مع الباحث فوزات رزق – وزارة الثقافة 2006. ط2 دار ن4، حلب 2010.

56- تصفية السوائل العاملة في الأنظمة الهيدروليكية – أكاديمية الأسد للعلوم الهندسية – 1996-ط2: دار الملايين 2011.

57- مبادئ في ميكانيك السوائل – لطلاب السنة الثانية في المعاهد المتوسطة الصناعية/اختصاص مركبات- مشترك 2005 .

85- المشهد الثقافي في محافظة السويداء- دراسة و توثيق- مشترك- دار الريّان-السويداء2010 .

59- من العادات والتقاليد في جبل العرب(المآتم:العزاء،النواح،الندب)-وزارة الثقافة، 2011

هـ - اختيار وإعداد:

60- الله والغريب – مختارات شعرية لسلامة عبيد- كتاب الجيب -اتحاد الكتاب العرب2011.

61- الشاعر القروي- مختارات شعريّة للقروي- كتاب الجيب-العدد64، اتحاد الكتّاب العرب2012 .

62- جائزة عمر أبي ريشة للشعر العربي، دار ليندا، السويداء 2016.

63- عيسى عصفور بلاغة البازلت، دراسة ومختارات لعيسى عصفور، كتاب الجيب العدد114، اتحاد الكتاب العرب 2016.

64- من ديوان الجرح السوري، دراسة ومختارات، كتاب الجيب العدد119، اتحاد الكتاب العرب 2016.

65- مختارات من الأمالي لأبي عليٍّ القالي، سلسلة " من ثمرات العقول"، الهيئة العامة السوريّة للكتاب، دمشق 2020.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه