الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمال عبدالناصر حاضر الغائب

محمد ابراهيم بسيوني
استاذ بكلية الطب جامعة المنيا وعميد الكلية السابق

(Mohamed Ibrahim Bassyouni)

2022 / 11 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


فى عام 1972، أصدر اديبنا الكبير توفيق الحكيم كتابه «عودة الوعى»، مثيرًا ضجة بعد انتقاده الشديد للرئيس جمال عبدالناصر وسياسته وحكمه، واصفًا تلك المرحلة بأنها كانت مرحلة عاش فيها الشعب المصرى فاقدًا للوعى، فى وقت تعرض فيه الزعيم الراحل لحملة شرسة قلبت انتصاراته إلى هزائم وإنجازاته إلى أخطاء، ومن منطلق أن المهمة الكبرى لحامل القلم والفكر هى الكشف عن وجه الحقيقة، وأن رسالة المفكر فى جوهرها هى الصدق والحرية.
بعد أن نشر توفيق الحكيم كتابه كتب نزار قباني مقاله بعنوان "مظاهرة ضد رمسيس الأول" يرد بها عليه وينتقد الكتاب وفحواه باعتباره لم يجرؤ على كتابته ونشره إلا بعد أن وارى الثري جمال عبدالناصر.
وقال نزار قباني إن البطوله لا تكون بتوجيه النقد لخصم ينام تحت التراب، وأن الشجاع حقاً لا ينتظر رحيل العاصفة حتي يخرج لصيد السمك.
انا اري عند تقييم أى حدث تاريخى قديم أو حديث لا يجب ان ننزعه من سياقة التاريخى والظروف المحيطة به، بمعني لو حبينا نقيم تجربة ثورة يوليو 1952 لازم نقيمها فى ضوء القوى العظمى التي كانت موجودة فى عصرها وكمان لازم نقيمها فى ظل وجود الإحتلال ومشاكل اجتماعية ضخمة وحالة إنكسار شعبى كانت موجودة فى هذا الوقت. أكيد تجربة الرئيس جمال عبد الناصر ورفاقه كان فيها سلبيات لكن أعتقد فى ضوء ظروفها المحيطة سنجدها كانت تجربة ناجحة. هذا الكلام بنطبق على أى تجربة أو حدث تاريخى قديم أو حديث. فبين محب لا يرى سوى المحاسن وكاره لا يرى سوى المساويء لا مكان للتقييم الموضوعي. المحبة والكراهية مشاعر والمشاعر لا تصلح للحكم على معطيات التاريخ. أغلب من يتناولون هذا الحدث يعتمدون أسلوب مشجعي كرة القدم أي الانحياز التام لفريقه بغض النظر عن الحقائق. لا أحد يفعل ما نفعله نحن بتاريخنا والسبب أخطاء منهجية عند تقييم أحداث وشخصيات التاريخ. أول خطأ منهجي عند تقييم أحداث وشخصيات التاريخ هو استعمال معيار العصر الحالي في التقييم. والثاني تجاهل كافة الاحتمالات الأخرى التي كان من الممكن أن تسير فبها الأحداث اما سلبا أو إيجابا. والثالث تلوين الأحداث والشخصيات والاستدلال بمصادر تاريخية منحازة مع أو ضد.
‏هذه أبرز الأخطاء المنهجية بالإضافة إلى الهوى والميول السياسي والأيديولوجي والاهم السطحية ونقص المعرفة. أنظر إلى كل هذا ثم ابدأ تقييمك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء