الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقيقة عن داليه رابيكوفيتش

عوزي بورشطاين

2006 / 10 / 6
الادب والفن


تصرمت اكثر من سنة، منذ وفاة الشاعرة المشهورة داليه رابيكوفيتش. وكتب عنها الكثير في الصحف، وخاصة في الملحق الادبي لجريدة "هآرتس"، وفي الصحف اليومية العبرية الاخرى، وجرى ابراز في كل ما نشر والتأكيد والاكتفاء فقط بتمجيد الشاعرة العظيمة المبجلة وانها من الاحسن في اسرائيل واكتفوا فقط بتقدير موهبتها الادبية، وتجاهلوا كليا داليه نصيرة السلام والتي تعارض بقوة الاحتلال الاسرائيلي، وكونها غاضبة جدا وتعارض بقوة ممارسات القمع الوحشية والهدم والقتل التي تنفذها قوات الاحتلال الاسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة، وهذا التجاهل ليس صدفة. والخوف هو ماذا يقول محررو الصحف والسلطات، ماذا سيقولون للذين كتبوا ومجدوها، انه خوف، وهذا يسمونه حرية التعبير عن الرأي – دمقراطية فيا عيب الشوم، انه امر مخجل!
لقد تعرفت على داليه بعد سنتين من حرب حزيران العدوانية في عام 1967، اتذكر وذلك مسجل عندي عن اللقاء الذي لا يمكن نسيانه وشارك فيه انصار سلام في تل ابيب، وقد شاركت في اللقاء الشاعرة داليه رابيكوفيتش وتحدثت عن حرب الايام الستة، حرب حزيران العدوانية ونتائجها، وجرى كذلك البحث حول النشاطات المعارضة للاحتلال، وقد اتى في ساعة متأخرة من الليل في ذلك اليوم، الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ولم تمض فترة طويلة حتى اتضح من اقوال داليه ومن رد محمود درويش عليها، انهما بنفس الرأي ويتفقان معا وبقوة انهما ضد الاحتلال ونتائجه واتفقا كذلك حول كيفية الوصول الى سلام عادل ودائم، واتذكر انه بعد انتهاء اللقاء، تواصل اللقاء التعارفي بينهما. وبعد ثماني سنوات التقيت مع محمود درويش في موسكو وسأل كثيرا عما يجري في اسرائيل وخاصة عن داليه وطلب مني ايصال تحية حارة لها.
وعندما عدت الى البلاد من موسكو، التقيت مع داليه، وأبلغتها تحية محمود درويش الحارة والصادقة ففرحت بها كثيرا وارتاحت لها.
والمرة الثالثة، كانت تلك في جنازة المرحوم اميل حبيبي، فعلى الرغم من الاحكام القاسية والضربات الموجعة لحكم الاحتلال الاسرائيلي، فقد استجابوا لطلبات انصار السلام وسمحوا لمحمود درويش بالعودة الى قرية البروة المهدمة وللمشاركة في جنازة اميل حبيبي.
وجاءت الشاعرة داليه الى الجنازة في الناصرة، وفي الناصرة التقينا وتحدثنا وكان الشاعر محمود محاطا بالاصدقاء الكثيرين، وتوجهت انا وداليه اليه وقد فرح كثيرا برؤيتنا وتحدثنا معا وبعد ذلك اجرى محادثات مع داليه بروح اخوية وتفاهم واحترام، وقد التقيت مرات كثيرة مع داليه قبل موتها بسنة. وقد شاركنا انا وهي في مهرجان خاص لادباء وكتاب في المسرح اليهودي العربي في يافا، وقد تحدثت داليه بمرارة عن الحقيقة المتجسدة في انه على الرغم من دعوة ادباء يهود الى المهرجان، لم يجيئوا وقالت عن ذلك، لقد خافوا، فقد دعت داليه في المهرجان الى طرد المستوطنين من المناطق المحتلة واسكان الفلسطينيين الذين طردوا من وطنهم بدلا منهم، فقد خافوا في حينه ان يلحق ذلك الضرر بمواقفهم، وكان من الصعب علي الرد على انتقادها الصادق. ولقد فرحت عندما رأيت في المهرجان الشاعر نتان زاخ، وللاسف من الادباء اليهود كان فقط نتان وداليه.
وحتى موتها وقبله، التقيت مع داليه عدة مرات، وتحدثنا خلال اللقاءات عن الحاجة لزيادة وتصعيد النضال ضد الاحتلال الاسرائيلي. وتحدثنا كذلك عن نشاطات وظهور وانتاج محمود درويش، الذي يتواجد في احيان عدة في رام الله. وكذلك الحقيقة المتجسدة في ان في جنازة المرحومة داليه في تل ابيب شارك انصار سلام معروفون ومنهم، شولميت الوني واوري افنيري وغيرهما، ورغم ذلك لا استطيع الا ان اعبر عن غضبي واشمئزازي من كل هؤلاء الذين قدروا وقيموا جيدا مؤخرا داليه رابيكوفيتش وعمدا وبفظاظة تجاهلوا كونها نصيرة سلام مثابرة واصيلة وجدية.

(تل ابيب)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??