الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس الاستفتاء إلا سيف خشبي في مواجهة سيف الثورة الفولاذي

سياوشِ دانشور
رئيس المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي الإيراني-حكمتي

2022 / 11 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



دعت مجموعات مختلفة من الملالي و أجزاء من النظام الإسلامي في الأيام الأخيرة إلى إجراء استفتاء على مستقبل النظام الاسلامي. فمن مولوي عبد الحميد خطيب الجمعة في بلوجستان إلى الملالي وخطباء المساجد في مدن كردستان وحتى من مكتب منتظري المغضوب عليه، الجميع يردد نفس الموال. كأن "روح" الجثة المدفونة للتيار الإصلاحي الحكومي قد تناسخت وحلت في جسد طالبان إيرانية لكي تسعى هذه الأخير لنجدة النظام الإسلامي.

يعرف الملالي أكثر من أي شخص آخر بأن الثورة هي ضد دكاكين خردة تجارة الدين بأسره. يرون بأعينهم بأن الملالي وحوزات الجهالة ومكاتب خطباء الجوامع قد أصبحوا أهداف يومية لفعاليات وغضب الثوار. إنهم يعلمون جيداً أن زمن النهب وابتزاز الناس تحت قيادة الإسلام والحكومة الإسلامية قد ولى. إنهم يعيشون الكوابيس كل ليلة ويتقطر الخوف والرعب من وجوههم. لذلك يتظاهرون بالجهل و يطلبون من خامنئي أن يخضع نفسه والنظام الإسلامي لتصويت الشعب. إن النزاع بين القادة العسكريين والاستخبارات والملالي الإصلاحيين والأصوليين، الملالي السنة في كردستان وزاهدان و الملالي المغضوبة عليهم في قم، له مصدر واحد، الا وهو القوة المتعاظمة للثورة. فقد صوت الثوار بفعالياتهم وهتافاتهم العالية، بقوة و وضوح يراه ويعترف به العالم بأسره للإطاحة بالنظام، بسلطة الإسلام، بمعاداة المرأة وكل المنظومة االمرتكزة على الفقر والبؤس والإستغلال والطغيان. هناك ثورة تقول بوضوح عليكم جميعا أن تغربوا عن وجهنا ولسوف تغربون عن وجهنا.

حتى لو قبلنا جدلاً بجدية طرحهم، فإن هذا الأستفتاء لن يشكل بالكاد حصناً رملياً لحماية النظام من النضال الثوري. فأمام سيف الثورة الفولاذي وهذا الجيل من النساء والرجال الثوريين الذين أذلوا الخوف وأعطوا الشجاعة والجرأة معنى جديدًا، لن يشكل الاستفتاء في أحسن الأحوال، إلا سيفًا خشبيًا. ليست لهذه الطروحات المزيفة تلك المعاني المزعومة. الغرض الأساسي من هذه الخطط هو كبح جماح العملية الثورية، نقل الصراع إلى المجاري القانونية والحكومية، استجداء فرص بقاء النظام و تحويل بعض العناصر الأكثر رجعية في الحكومة إلى "قيادات" و "متحدثين" بأسم الشعب.

لا يوجد اليوم لمقترح الاستفتاء أي محل من الإعراب، ولكن مع إضعاف أكبر للنظام، يمكن أن تصبح ورقة وخطة تسوية للحكومة والبرجوازية وركنًا لمخطط نقل السلطة من فوق دون تدخل الجماهير. في الوقت الحالي، بدلاً من التدخل في السياسة وتمثيل دور المتحدثين باسم الشعب من الأفضل لجماعة الملالي أن يصمتوا ويجلسوا جانباً. بل من الأفضل لهم أخذ زمام المبادرة وخلع ملابسهم المخزية وإعلان براءتهم من الحكومة الإسلامية والاعتذار للشعب وإعلان استعدادهم للمساءلة القانونية والمثول أمام المحاكم للرد على شكاوي المواطنين بعد الثورة.

يا من تولدت لديكم، تحت ضغط الثورة والوجل من مصيركم القاتم، رغبة "الدفاع عن حقوق الشعب"، أنصتوا للناس أولاً! أنهم يقولون على الملالي أن يغربوا عن وجوهنا، ألا فأغربوا عن وجوههم حرفياً!

24 تشرين الثاني 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو


.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي




.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا


.. هل وبخ روبرت دينيرو متظاهرين داعمين لفلسطين؟ • فرانس 24 / FR




.. عبد السلام العسال عضو اللجنة المركزية لحزب النهج الديمقراطي