الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تربويون يحذرون من انحدار التعليم في العراق إلى الهاوية

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 11 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


المدرسة تعتبر الحاضنة التالية للإنسان بعد البيت في نشأته وتقدمه وتطوره ويأتي تأثير المدرسة والتطبيع الاجتماعي على تكوين وبناء شخصية الإنسان فقد نشأت المدارس عندما شعرت الإنسانية أن الأسرة عاجزة وحدها عن إعداد الإنسان للتوافق الاجتماعي اللازم لحياة الإنسان وقد تأكد من حيث الواقع الملموس أن للمدرسة دور مهم يفوق مقدرة الأسرة على القيام وبناء شخصية الإنسان لأن المدرسة أقرب إلى مطالب المجتمع من الأسرة باعتبار المدرسة مجالها أوسع وأرحب أفقاً من الأسرة وبمنجاة وبعيدة من التقاليد البالية والغريبة التي تسودها وتجثم بكابوسها على الأسرة من مثل وعادات وتقاليد ترزح تحتها الأسرة وإن المدرسة أدنى إلى الحد والجدية والالتزام وأبعد عن الدلال في معاملة التلميذ ولذلك يتجلى اعوجاج السلوك في المدرسة أكثر مما يتجلى في البيت لأن الطفل يخرج من البيت وقد تأثرت شخصيته به تأثيراً عميقاً ولذلك يعتبر انتقال الطفل من البيت إلى المدرسة بعد الطفولة المبكرة حدث حرج وجديد في حياته حيث يعتبر مرحلة انتقال من مجتمع صغيرة وضيق منطو على نفسه إلى المدرسة التي تعتبر مجتمع أوسع وأعقد وأكثر اتصالاً بالحياة فهي بيئة جديدة ذات نظم وقوانين جديدة ومنافسات جديدة أيضاً وكذلك مغامرات جديدة أيضاً جميعها تحدث بين أتراب يختلفون عنه من نواحي كثيرة ومنها يضطر الطفل إلى التضحية بكثير من المميزات التي كان ينعم فيها في البيت ... والمدرسة سواء كانت روضة أم غيرها فمعناها الانفصال عن الوالدين وخاصة الأم الحنون ولذلك يعتبر هذا التغيير العنيف في بيئة الطفل له أثر كبير في شخصيته وخلقه وسلوكه الاجتماعي لأن العادات والتقاليد والتصرفات والسلوك في البيت ليس لها وجود في المدرسة كما أن المدرسة تفرض عليه واجبات جديدة وأن يرعى النظام ويلتزم بالآداب وأن يصمت ويلتفت وينتبه إلى محدثه فقط وهو المعلم وأن لا يتقاطع ويتجاوز على حقوق الآخرين وأن يتعاون مع زملائه الطلاب ويشترك معهم في الأشغال والألعاب وبذلك تعتبر المدرسة مرحلة انتقال إلى مرحلة أخرى من حياة الإنسان ويكون تأثيرها كبير في نمو ونضوج شخصيته وتستطيع أن تفعل الكثير في حياة الطفل ونموه وتطوره وبناء شخصيته.
والمدرسة والوسائل التعليمية الأخرى قد انتكست وتعرضت للفشل والانهيار في العراق بعد عام / 2003 عندما تعرض الاقتصاد العراقي وتحول من اقتصاد إنتاجي إلى اقتصاد ريعي وأصبح الشعب استهلاكي وغير منتج وسببت البطالة والتسيب بين أبناء الشعب وأصبح يعيش على مورد واحد (النفط) في توفير السلع وحاجياته تستورد من خارج العراق وأدت إلى توقف المشاريع الإنتاجية في العراق كالمصانع وغيرها وعند ذلك أصبحت الكليات والجامعات تخرج الوجبات تلو الوجبات وترميهم في مستنقع البطالة وسببت إلى الهجرة بين الخريجين وأهل العلم والمعرفة إلى خارج العراق وابتلعت البحار منهم المئات وأصبحوا طعماً للحيتان وسمك القرش ونتيجة انشغال الدولة بالمحاصصة الطائفية والفساد الإداري وإهمالها للتربية والتعليم ظهرت للوجود المدارس والكليات الأهلية وأصبحت تجذب وتغري المدرسون والمعلمون الأكفاء للعمل بها وتركهم المعاهد والمدارس والكليات والجامعات الحكومية ولهذه الأسباب وأسباب أخرى أدت إلى تفشي الفقر والجوع بين أبناء الشعب أخذ وبادر أولياء الطلبة إلى سحب أبنائهم من كراسي الدراسة ورميهم في السوق كعتالين أو بائعي أكياس النايلون أو التسول مما أدى ذلك أن تنهار التربية والتعليم وأصبحت الآن بدون تربية وتعليم وعودة الجهل والأمية إلى العراق العظيم ومسلة بابل التي خلقت القوانين والمعرفة في العالم تبكي على العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يهدد بإيقاف شحنات الأسلحة إلى إسرائيل ما تبعات هذه الخ


.. أسو تتحدى فهد في معرفة كلمة -غايتو- ????




.. مقتل أكثر من 100 شخص.. برازيليون تحت صدمة قوة الفيضانات


.. -لعنة الهجرة-.. مهاجرون عائدون إلى كوت ديفوار بين الخيبة وال




.. تحديات بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية في تشاد.. هل تتجدد