الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوميض هدية عبد الهادي

رائد الحواري

2022 / 11 / 27
الادب والفن


الوميض
هدية عبد الهادي
كتاب يضمن موجوعة مقالات تتحدث عن المرأة وطموحها في الحرية، ومقالات أخرى تتناول الجوانب الاجتماعية التي عاشها الفلسطيني فيما قبل أربعينيات القرن الماضي، كما يضمن أربعة قصص، ثلاث منها كانت المرأة حاضرة فيهن وواحدة تناولت موضوع التغذية والصحة العامة، وهي أقرب للمقال منه إلى قصة.
اللافت في طريقة تناول "هدية عبد الهادي" لمسألة حرية المرأة أنها لم تأخذ كل ما يقال في الغرب كمقدس، بل حللت واستنتجت أن هناك مسائل مناسبة لنا وأخرى لا تتوافق مع العقل/ على سبيل المثل تناولها لفكرة تحديد النسل وكيف تراه: "...ألم يقفل الله تعالى نحن نروقكم وإياهم...أن الابن الوحيد لا ينتظر له مستقبل عظيم للأسباب التالية: " بصفته وحيدا يكون عادة مدللا فلا تقدري أن تقوميه فينشأ ضعيف الخلق والخلق ولا يقدر على استقبال الصعوبات في المستقبل إذا حدث وفقدت هذا الابن الوحيد تكونين قد فقدت بفقده كل شيء وأصبحت وحيدة في هذه الحياة الدنيا، يركن هذا الوحيد إلى الخمول والكسل لأنه يدرك أن ليس له شريك في أموال والديه" ص21و22، بهذا الشكل تناول الكاتبة فكرة تحديد النسل، ورغم انحيازها الكامل لفكر حرية المرأة إلا أنها لم تكن مجرد ناقلة لفكر الغرب بقدر تحليلها العقلي لما يطرح، ثم استنتاج ما يلائم المجتمع.
ونجدها تنحاز للفقراء كما هو الحال في مقال "صورة من صميم الحياة بين فقيرة وغنية" فمن خلال العنوان قدمت الفقيرة على الغنية، ونجد في متن المقال أن الغلبة لفكرة الفقيرة التي أقنعت صديقتها الغنية بصواب طرحها: "...ثم تضطررن أن تمارين بعضكن في الأزياء والملابسـ فلا تراعين ميزانيتكن، وهذه صدمة عنيفة للاقتصاد، وبطبيعة الحال لا يمكنكن أن تقمن بواجب البيت والأطفال فتنفك عرى الأسيرة وتضمحل اضمحلالا" ص46، والجميل في هذا المقال أنه جاء على شكل حوار ثنائي، حتى بدا وكأنه مشهد مسرحي.
وتتحدث في مقال آخر عن باحثة البادية ودورها تنمية المجتمع رغم أن عمرها كن قصير نسبيا: "1886-1918" إلا أنها تركت إرثا ثقافيا وتعليميا متميزا، وفي مقال آخر تناولت قاسم أمين ودوره كنصير للمرأة وتأخذ منه هذه المقولة: " فالاستقلال في النساء كالاستقلال في الرجال" ص63، وعندما تحدثت عن المرأة الإنجليزية وكيف أنها تجاوزت المرأة الشرقية اعتمدت على إحصائية تقول: "...في أوائل هذا القرن على أن عدد الطالبات في إبريطانيا العظمى في الجامعات الكبرى بلغ ثمانمائة وأحد عشر ألفا وخمس وأربعين طالبة" ص69، والمقصود في بداية هذا القرن، القرن العشرين، وهنا نجد المفارقة الهائلة بين الواقع العربي والواقع الغربي.
أما في تناولها للمسائل العامة فقد تناولت الأزمة بفكرة معاصرة حديثة، فهي تعتبر أن أي أزمة يمر بها الفرد أو الجماعة أو الحكومة أو الأمة ما هي إلا فرصة لفرز الصديق من غير الصديق: "وما ينطبق على الأفراد في هذه الحالة، ينطبق على الشعب والحكومة كذلك، فكما أن الفرد عرضة للأزمة، فكذلك الشعب والحكومة عرضة لها، وكما أن الفرد يحتاج إلى صديقي الصدوق الذي يقف معهما الشعب والحكومة يحتاجان إلى الصديق الصدوق الذي يقف معهما " ص88.
وهنا نطرح سؤالين: إذا كانت فلسطين في أربعينيات القرن الماضي توجد فيها نساء كهدية عبد الهادي يفكرن بهذه الروح، لماذا لا توجد الآن بيننا نساء يفكرن بعين الطريقة ويستخدم العقل والتحليل فيما يقدمن لهن من أفكار؟، ولماذا لا يتم البناء على ما طرحته "هدية عبد الهادي" وأمثالها من النساء لتكوين مجتمع متوازن، يعتمد على جنسين، المرأة والرجل؟.
الكتاب طبع طبعة أولى 1943 عن مكتبة دار الأيتام السورية في القدس، والطبعة الثانية من منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية 2022.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام


.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر




.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود