الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تجاهل للآشوريين خشية اندلاع حرب اهلية في العراق

نوزاد جرجيس

2006 / 10 / 7
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


تشارلس تانوك*
ان العالم مستغرق بالخشية من دخول العراق في حرب اهلية بين الشيعة,السنة والاكراد,ولكن في هذه الحرب الوشيكةفي الوقوع بين الكل ضد الكل تبدو اقلية عراقية هي الاشوريين المسيحيين هي التي في خطر الابادة.
الاقلية المسيحية في العراق هي من اقدم الشعوب في التاريخ التي مارست ايمانها في بلاد الرافدين حتى قبل المسيح. حيث يشار الى تاريخ الكنيسة الرسولية الاشورية على سبيل المثال الى سنة 34 بعد الميلاد و الكنيسة الشرقية الى سنة 33 بعد الميلاد وان اللغة الارامية التي لازال يتحدث بها معظم مسيحي العراق هي نفسها اللغة التي تحدث بها الرسل والسيد المسيح.
عندما اجيز لهم من قبل حكامهم المسلمين ساهم الاشوريين في بناء المجتمعات التي عاشوا فيها
اذ ساهم العلماء المسيحيين في ارشاد العالم العربي في العصور الذهبية من خلال قيامهم في ترجمة العديد من الاعمال المهمة من اللغات اليونانية والارامية للعربية.ولكن التسامح الديني نادرآ ما تواجد في العصر الحالي ,حيث تم ابادة 750.000 اشوري** على يد السلطات العثمانية وبمساعدة الاكراد بين 1914-1918 اي ما يقارب ثلثي عددهم في ذلك الحين .
تحت الحكم الملكي الهاشمي في العراق واجه المسيحيين الاضطهاد للتعاون مع الانكليز خلال فترة الحرب العالمية الاولى , وقد لجأ الكثير منهم للغرب بضمنهم بطريرك الكنيسة .
اما في ظل حرب صدام حسين ضد الاكراد تم تدمير مئات القرى المسيحية الاشورية و تهجير الاهالي و تعرضت كنائسهم التاريخية للقصف .منع تعليم لغتهم السريانية و اجبر الاشوريين لتسمية اطفالهم بالاسماء العربية في محاولة لطمس هويتهم المسيحية وكان على الراغبين في العمل في الوظائف الحكومية اعلان الهوية ( العربية ).
في الاحصاء السكاني لعام 1987 اعلن عن وجود 1.4 مليون مسيحي في العراق اما اليوم فالعدد يتراوح بين 600.000 الى 800.000 نسمة يعيش معضمهم في سهل نينوى .هاجر اكثر من 60.000***مسيحي منذ بداية التمرد المسلح بعد الغزو الامريكي للعراق في 2003 و تزايد العدد بشكل متصاعد بعد الحملة الارهابية المكثفة ضد كنائسهم على يد المسلميين الذين يتهمونهم بالخيانة والتعاون مع الغزاة.
يشير أحدث تقرير للأمم المتحدة الى ان الاقليات الدينية في العراق اصبحت معرضة للتمييز والاضطهاد و حتى القتل في بعض الاحيان و يبدو ان الاقلية المسيحية هي الاكثر استهدافآ .
في الحقيقة , هناك اشعات واسعة بأن المسيحيين يهجرون البلد نتيجة التهديدات الموجهة لنسائهم
لعدم التزامهم بالزي الاسلامي للمرأة و قيل ان بعض النساء تعرضت للاعتداء بصب الحامض (Acid)في وجوههم أو تم قتلهم.اعمال العنف هذه متواجدة بشكل خاص في منطقة الموصل**** حيث يدعو البعض ان القساوسة يخشون ارتداء ثوبهم الكهنوتي في الاماكن العامة تخوفا من الاعتداءات.
في خضم العاميين الماضيين تعرضت 27 كنيسة اشورية للاعتداء للسبب الوحيد نفسه كونها اماكن عبادة للمسيحيين .و الاعتداء يتجاوز هدف الايمان والمذهب ليشمل المحلات التجارية الصغيرة وبالاخص التي تبيع المشروبات الكحولية و قتل العديد من اصحاب المحلات تلك.يقول مدير المتحف العراقي داني جورج ( شخصية مسيحية مرموقة) انه اجبر على مغادرة العراق الى سوريا للحفاظ على حياته من تحرشات المسلميين المتطرفين الذين كانوا يرفضون اعماله التي لا تخص الحضارة الاسلامية.
كذلك اشتكى الزعماء الاشوريين من التمييز المتعمد في انتخابات 2005 حيث لم تظهر صناديق الاقتراع في بعض المناطق المسيحية او عدم تواجد لمندوبي هيئة الانتخابات او تم سرق بعض الصناديق من بعض الدوائر الانتخابية وتواجد قوات البشمركة الكردية في تلك المناطق و لكن يبدو حاليآ ان الحكومة الكردية تقوم بحماية الاقلية المسيحية بشكل افضل*****.
بمرارة , ان مأساة المسيحيين في العراق ليست الفريدة في الشرق الاوسط , في ايران مثلآ تضاعف عدد النفوس فيها بعد ثورة 1979 ولكن تضاءل عدد المسيحيين فيها من 300.000 الى 100.000 , وفي 1948 كان المسيحيون يشكلون 20% من تعداد ما كان يسمى فلسطين آنذاك واليوم انخفضت نسبتهم الى النصف , اما نسبة الاقباط المهاجرين من مصر تتضاعف بستمرار و كذلك عدد المهتدين الى الاسلام نتيجة الضغوطات والعنف خلال السنوات الاخيرة.
انه شيىء مقلق جدا الاضطهاد التي تتعرض له هذه المجموعات المسيحية الفريدة والتاريخية في العراق والشرق الاوسط بشكل عام . في ابريل الماضي صوت البرلمان الاوربي بشكل جماعي تقريبآ السماح للاشوريين لبناء منطقة فيدرالية لهم ( حسب الفقرة 5 من الدستور العراقي )للعيش بالطريقة التي تناسبهم دون اي تدخل خارجي.
آن الاوان للغرب كي يبذل مزيدآ من الجهد و العمل القسري لتأمين مستقبل حصين للمسيحيين في العراق.


______________________________
*تشارلس تانوك : نائب رئيس هيئة حقوق الانسان في البرلمان الاوربي والناطق باسم حزب المحافظين في المملكة المتحدة. (نقلا عن The Daily Star ) اللبنانية.


ملاحظات للمترجم:

** هناك بعض الالتباس عند الكاتب بين الانتماء الديني والقومي للمسيحيين حيث يعتبر المذبحة الارمنية ( آشورية ) و لسنا متأكدين ان كان يقصد بها مذبحة مسيحية ام انه يعتبر الارمن آشوريين ايضآ.
*** بعض الاحصائيات المسيحية تشير الى اضعاف العدد المشار اليه في هجرة المسيحيين
**** اعمال العنف ضد النساء غير المحجبات منبسطة اكثر في جنوب العراق و لا تشمل النساء المسيحيات فقط بل حتى الطائفة الشيعية .
***** هناك تمثيل نسبي للمسيحيين في حكومة اقليم كردستان برغم الشوائب المذكورة اعلاه

واخيرآ : ان الازمة في العراق ليست في اضطهاد المسيحيين فقط بل العنف الرهيب الذي يشمل كل العراقيين و يؤكد الكاتب بنفسه عمق الازمة عندما استهل مقالته بعبارة ( الحرب الوشيكة بين الكل ضد الكل ) .

ترجمة : نوزاد جرجيس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح


.. الرئيسان الروسي والصيني يعقدان جولة محادثات ثانائية في بيجين




.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط