الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصولية 2

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الرأي عندنا إذن ، أننا نعيش تحت وطأة الأصولية ، و هي في جوهرها انعكاس لوقوع في مأزق اجتماعي و جودي ، نتيجة الجهل ، يترافق غالبا مع ردة فعل انتحارية هدمية تخريبية ، باسم الدعوة للرجوع إلى الماضي ، " عن الضلال" الذي نحن فيه ، تحت زعم أن العلم كان حقيقيا أصيلا و مفيدا .
الغريب في هذا الأمر اننا نجد دائما ، المستعمر المفترس ، حاضرا في ضبط إيقاع السيرورة الإرتدادية الأصولية ، انطلاقا و بطئا و سرعة و توقفا و تحللا ً . لا حاجة للتوسع و البسط في هذه المسألة لا سيما أننا نشارف الآن ،على الأرجح ، على نهاية الفترة التي بدأت في سنوات 1980 بالحرب الأميركية في أفغانستان ، لإرساء الحوكمة المعولمة بواسطة أدوات أصولية تبعا لخطة صاغها آنذاك المفكرون الإستراتيجيون في الولايات المتحدة مثل مستشار الأمن القومي زبغينو بريجنسكي ، فمن المعروف أن النموذج الأفغاني تكرر في اماكن أخرى إلى أن بلغ ذروة في العراق و سورية بظهور تنظيم داعش .
لا بد من أن نتوقف هنا لنقول أنه توسطت تنظيم القاعدة في أفغانستان و داعش في العراق و سورية أشكال متعددة من التنظيمات الأصولية التي تختلف في أغلب الظن ، فيما بينها بدرجات تقل أو تكثر على سلّم الفعالية و الثقل ، بحسب متطلبات البيئة والظروف السائدة ، و لكنها تندرج جميعا تحت عنوان " الديانة و السياسة " . أي بكلام أكثر و ضوحا و صراحة ، توصلنا مداورة مسألة الأصولية الدينية ـ السياسية ، إلى نقطة تتقاطع فيها هذه الأخيرة مع إشكالات اجتماعية اعترضت بوجه عام ، " العيش المشترك " في ظل الدولة الوطنية ، منها على سبيل المثال " القومية " و " الفاشية " و"الديكتاتورية " على اختلاف مشاربها
من الطبيعي أننا لا نستطيع أن نتناول جميع هذه المسائل دفعة واحدة ، في هذه المقالة " التأملية " إذا جاز التعبير ، في اسئلة كثيرة تلح علينا و لا نملك إجابات لها ، أو أننا لم نتدرب خلال تربيتنا على البحث عنها . مهما يكن فإن الغاية الأساس هي وضع هذه الإشكالات على طاولة النقاش .
و في اعتقادنا أن التوافق على اسس " العيش المشترك " يمثل مرحلة أساسية في نهوض " مجتمع إنساني " . و من البديهي في هذا السياق أن نأخذ بعين الإعتبار، أن المشترك هو جزء من الكل ، و ليس بالقطع الكل كاملا . و هنا يظهر من و جهة نظرنا ، الدور السلبي الي يتسم به تدخل رجل الدين في السياسة الإجتماعية ، كونه يسوّق مفهومية شمولية ، بدءا من إدعائه إمتلاك الحقيقة في بعديها السماوي والإجتماعي ، علما أنه لا يملكها بالقطع في هذا البعد الأخير هذا من ناحية أما ناحية ثانية فان الشمولية مرادفة للرأي الواحد و لإكراه الآخر ، إي لإفشال التوافق على العمل المشترك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا