الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغير المناخ: كيف نؤدي ثمنه من رئاتنا؟

أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)

2022 / 11 / 29
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


عند مدخل جناح منظمة الصحة العالمية في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP27) ، يمكن قراءة جملة تلخص العلاقة بين الاحتباس الحراري وصحة الإنسان: "ثمن تغير المناخ يؤدى من رئتينا ".
وفقا للمنظمة، يتنفس أكثر من 90٪ من سكان العالم هواءً لا يفي بمعايير الجودة. هذا الوضع هو سبب 7 ملايين حالة وفاة مبكرة كل عام. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد: فكما تشير منظمة الصحة العالمية نفسها، "يتسبب العالم الأكثر دفءا في انتشار البعوض الناقل للمرض بسرعة لم يسبق لها مثيل".
علاوة على ذلك، تؤدي "الأحداث المناخية المتطرفة وتدهور الأراضي ونقص المياه بالفعل إلى تشريد الناس وتؤثر على صحتهم".
كانت هذا المسألة أيضا جزءً من التصريح الذي أدلى به الرئيس البرازيلي المنتخب، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، خلال COP27.
قال إن "منظمة الصحة العالمية تحذر من أن أزمة المناخ تهدد حياة الناس وتحدث آثارا سلبية على اقتصادات الدول". ووفا للتوقعات، بين عامي 2030 و 2050، سيؤدي الاحتباس الحراري إلى 250 ألف حالة وفاة إضافية سنويا".
ولكن ما الذي يعرفه العلم بالفعل عن هذه العلاقة بين صحة الكوكب وصحة البشر؟ وما الذي يمكن فعله للتخفيف من المخاطر؟
- الأمراض الأكثر شيوعًا
يدرك الأمريكي جوش كارلينر، المدير الدولي لبرنامج واستراتيجية منظمة الرعاية الصحية بدون ضرر غير الحكومية، أن تغير المناخ يعمل كمضخم للمشاكل الموجودة بالفعل. كان أحد ضيوف المائدة المستديرة لمنظمة الصحة العالمية خلال COP27.
يوضح الخبير في مقابلة مع BBC News Brazil: "إذا فكرت في الملاريا، على مثلا، فإن درجات الحرارة الأكثر دفءا تسمح لها بالانتشار إلى مناطق أخرى حيث لم يتم تسجيل أي حالة منها على الإطلاق". "نفس الشيء يمكن أن يحدث مع حمى الضنك، زيكا، الشيكونغونيا ..." ، كما يسرد.
دائما في مجال الأمراض المعدية، يؤكد الخبير أنه لا يمكن إقامة علاقة مباشرة وواضحة بين تغير المناخ ووباء كوفيد -19.
"على الرغم من ذلك، فإن تدمير التنوع البيولوجي يساهم في إطلاق مسببات الأمراض، والتي يمكن أن تسبب أزمات صحية عالمية أخرى في المستقبل"، كما يقول.
إلى ذلك، يضيف البرازيلي فيتال ريبيرو، الذي يقود مشروع المستشفيات الصحية، عاقبة أخرى لتغير المناخ يتم الشعور بها بالفعل في الممارسة العملية.
يذكر بأن "الأمراض غير المعدية هي المسؤولة الآن عن معظم الوفيات وتكاليف النظام الصحي، وهذه الظاهرة تتزايد بسبب التعرض لتلوث الهواء الناتج عن احتراق الوقود الأحفوري".
بعبارة أخرى، يعد الهواء المحمّل بالجسيمات السامة للرئتين أحد العوامل المسببة لمجموعة من الأمراض - من الربو إلى قصور القلب، ومن ارتفاع ضغط الدم إلى السرطان. يستشهد كل من ريبيرو وكارلينر بنقطة اتصال ثالثة بين تغير المناخ والصحة: ​​الأمراض المرتبطة بظواهر الطقس المتطرفة، مثل الجفاف والفيضانات.
ويحدد الخبير البرازيلي أن تلك الأمراض مرتبطة بنقص مياه الشرب وندرة الطعام، ما يترتب عنه سوء التغذية واللاأمن الغذائي.
وفقا للخبراء، فإن زيادة الفقر وحركات الهجرة الجماعية للاجئين تساهم في هذا السيناريو. ويؤكد السيد ريبيرو أنه "على عكس ما يعتقده البعض، فإن الفقر والتفاوتات التي تزايدت مرة أخرى على كوكب الأرض هي بالفعل مشكلة رئيسية للصحة العامة". ويضيف قائلاً: "يضاعف التغير المناخي، يزيد ويفاقم جميع عوامل الخطر الصحية الرئيسية". "وبينما تؤثر هذه القضايا على رفاهية العالم بأسره، فإن الأكثر فقرا والأكثر تهميشا ليسوا هم الذين يعانون أكثر من غيرهم" ، يلاحظ كارلينر. ويضيف: "في ضوء كل هذا، يجب أن نفهم أن أزمة المناخ هي أيضًا أزمة صحية".
- الحلول الممكنة
بالنسبة إلى كارلينر، تتمثل الخطوة الأولى للتخفيف من المشاكل في "ترتيب المنزل". ويقدر أن "قطاع الصحة مسؤول عن حوالي 5٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري". ويقترح: "نحن بحاجة إلى مستشفيات وعيادات ذات بصمة كربونية أقل وأكثر مرونة".
يوضح ممثل الرعاية الصحية بدون ضرر أن مرافق الرعاية الصحية تعمل على مدار 24 ساعة في اليوم وتستخدم الكثير من الكهرباء ليبقى كل شيء في حالة اشتغال. في كثير من الحالات، يكون مصدر هذه الطاقة غير مستدام على الإطلاق، مثل محطات الطاقة الحرارية أو حرق الوقود الأحفوري.
بالإضافة إلى ذلك، ينبعث من سلسلة إمدادات الرعاية الصحية بأكملها، والتي تتضمن نقل الأدوية والمدخلات والمعدات حول العالم، العديد من هذه الغازات التي تسبب ارتفاع درجة الحرارة.
النبأ السار هو أن هناك حركة للقضاء على انبعاثات الكربون من المستشفيات والبرازيل هي واحدة من رواد هذه المبادرة، مع 14 مؤسسة رعاية صحية ملتزمة بالفعل بهذا المسار" ، يؤكد السيد كارلينر.
ويعتقد الخبير الأمريكي أن الخطوة الأساسية الثانية لحماية صحة الناس هي إنهاء الاعتماد بشكل نهائي على الوقود الأحفوري "الذي يقتل 7 ملايين شخص كل عام". ويضيف: "فضلا عن ذلك، فهو المحرك الرئيسي لأزمة المناخ. عندما نتحرك نحو مصادر طاقة نظيفة ومتجددة وصحية، يمكننا إنقاذ ملايين الأرواح وتوفير تريليونات الدولارات وحماية الأجيال القادمة".
يضيف فيتال مطلبا أخيرا إلى القائمة: فتح مفاوضات العدالة المناخية مرة أخرى خلال COP27. ويقول: "من منظور صحي، من المهم وجود آليات للتعامل مع الخسائر والأضرار المرتبطة بتغير المناخ". بعبارة أخرى، يجب على البلدان الأكثر تلوثا أن تعوض أولئك الذين يعانون من العواقب المباشرة لأزمة المناخ، مثل الفيضانات والجفاف ونقص الغذاء. وقال "إن تأجيل هذه الاتفاقيات سيكون له عواقب وخيمة على سكان البلدان الأشد فقرا وهشاشةا. هذه قضية إنسانية وصحية".
ويخلص إلى أن "صحة الناس في أجزاء مختلفة من العالم ستعكس نجاح أو فشل مفاوضات اتفاقية المناخ العالمية وقدرة الدول على التغلب على المآزق الحالية".
عن: BBC NEWS AFRIQUE








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا تعلن استهداف خطوط توصيل الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا |


.. أنصار الله: دفاعاتنا الجوية أسقطت طائرة مسيرة أمريكية بأجواء




.. ??تعرف على خريطة الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية


.. حزب الله يعلن تنفيذه 4 هجمات ضد مواقع إسرائيلية قبالة الحدود




.. وزير الدفاع الأميركي يقول إن على إيران أن تشكك بفعالية أنظمة