الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياسات النيّات الطيّبة في الإقتصاد

عماد عبد اللطيف سالم

2022 / 11 / 29
الادارة و الاقتصاد


(1)
لا مكان لـ "النيّات الطيّبة" في الإدارةِ و الإقتصاد.
والقرارات ذات الصلة بالإدارة والإقتصاد تصدُر عن أعلى السلطات "المؤسسيّة" في أيّ بلد، ولا تصدُر عن "جمعية خيريّة"، أو "مُنظّمة إحسان" دينية، أو أيّ "تنظيمِ" آخر، شبيهِ بهذه "التنظيمات" المُجتمعيّة -التقليدية.
لكلِّ قرار، عائدٌ وكُلفة.
العائدُ مُجتمعيّ، واقتصاديّ.. والكلفةُ كذلك.
لذا ينبغي فهم وقياس الأثر، ليس في الأجل القصير وحده، بل دراسةُ وتحليل تبِعاته و "مُعطياته"في الأجل الطويل أيضاً، وفي الأجل الطويل تحديداً.
القرارات"العشوائية" حول تمليك "العشوائيّات".. وغيرها من قرارات "العَشوِ الليليّ"، و"العَشوِ النهاريّ"، وعشو "الدولةِ" التي لا تُريدُ أن ترى ما هو أبعدَ من "أنفها" الضخمِ جدّاً، و "المُفلطَحِ" جدّاً( بسبب الإدمانِ على الريع النفطيّ)..
هذه القراراتُ التي تتطايرُ الان بيننا كـ "الصَعّادات".. ستصيبنا جميعاً بالعمى، في هذا البلدِ "العشوائيِّ" جدّاً، مثل "عشوائيّةٍ" ليس لها صاحب.. لا من قبلُ ولا من بعد..
والحمدُ لله ربِّ العالمين.
(2)
سعر نفط برنت الآن..
80.83 دولار للبرميل
أعلي سعر(28-11-2022)
83.86 دولار للبرميل
أدني سعر(28-11-2022)
80.58 دولار للبرميل
سعر الإفتتاح (28-11-2022)
83.80 دولار للبرميل
أنا سعيدٌ جدّاً.
لا يمكنُ أن أصفَ لكم سعادتي في هذه اللحظة.
لا شيء يُمكِنُ أن يُجبرُ ساستنا على الإحتكام إلى المنطق الإقتصادي السليم، أكثر من سعر نفط يتراوح بين 70-80 دولار للبرميل(الآن).. وسعر نفطٍ يتراوح بين 60-70 دولار للبرميل(لاحقاً).
لا شيء يُمكِنُ أن يُجبرُ ساستنا على الإحتكام إلى المنطق الإقتصادي السليم، غير سعر تقديري لبرميل النفط في الموازنة العامة لا يزيد عن 60 دولار للبرميل.
لاشيء يجنّبُ ساستنا الإبتذال "الشعبوي"، غير هذه الحقائق الإقتصادية، التي ستنبتُ "سكاكينها"سريعاً في العَظم.. وتجعلنا نعرفُ المعنى الحقيقي للعوز الإقتصادي والمالي، كما عرفتهُ وأختبرتهُ دولٌ أخرى كثيرة.. وأتّعظت منه وتحسَّبت له، حيثُ لا نتحَسَّبُ، ولا نتَّعِظ.
أبتَهِلوا معي لكي يتحقّق ذلك.. ويكفّ الساسةُ عن العبث بالشأن الإقتصادي.. ويتعاملوا مع النفط كمصدرِ إيرادٍ يشبهُ الفخّ.. وليس كمصدرٍ للإنجاز السياسي الرخيص.

(3)
اليوم.. 28-11-2022..
خام البصرة الثقيل = 74 دولار.
خام البصرة المتوسط = 76.7 دولار.
واذا ما استمر سعر النفط على هذا المعدّل، أو تعرّض إلى انخفاضٍ آخر، فإنّ الموازنة العامة الاتحادية للعراق، التي تعتمد على الايرادات النفطية بنسبة تفوق الـ ٩٠٪؜ ، ستكون في مأزق كبير، خاصةً وأن هناك احتمال كبير في قيام "أوبك بلس" في المستقبل القريب بتخفيض مستويات انتاج أعضائها، وهو ما يعني في العراق تخفيض سعر النفط المُقدّر، وكمية الصادرات النفطيةً.. وقد يكون مستوى ٦٥ دولارا للبرميل مع صادرات اجمالية ٣ ملايين برميل يوميا مع كردستان هو السيناريو المحتمل لموازنة عام ٢٠٢٣، وهو ما يعني تدنية مستوى الايرادات النفطية المتوقعة الى نحو ٧١ مليار دولار فقط، واجمالي الايرادات العامة الى ٧٧ مليار دولار فقط(أي ما يعادل ١١١ ترليون دينار).. وهذا الوضع سيمنع الموازنة العامة المرتقبة من "الانفجار" ويُعيدُها الى مستوياتها العادية، وبعجز كبير يقترب من ٤٠ ترليون دينار، سيتم تمويل الجزء الأكبر منه من الفائض المالي المتحقّق في أشهرٍ سابقة من هذا العام.*

*(مصدر المقطع 3، هو الدكتور نبيل المرسومي)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاليدونيا الجديدة: كيف ستدفع الدولة فاتورة الخسائر الاقتصادي


.. كيف تؤثر جبهة الإسناد اللبنانية على الإقتصاد الإسرائيلي؟




.. واشنطن تفرض عقوبات اقتصادية على بضائع صينية، ما القطاعات الم


.. وكالة ستاندرد آند بورز تصدر توقعاتها بشأن الاقتصاد المصرى




.. برشلونة يتراجع عن استمرار تشافى ومنافسة بين فليك وكونسيساو ل