الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة الطريق ومتاهات الحل الصهيوني

عبدالرحمن محمد النعيمي

2003 / 5 / 30
اخر الاخبار, المقالات والبيانات



البحرين

برزت مقولة ـ بعد انتهاء الحرب الباردة ـ مفادها بأن الولايات المتحدة لم تعد في حاجة الى الكيان الصهيوني حيث كان جزءاً من ادوات الامبريالية العالمية في صراعها ضد المعسكر الاشتراكي وحلفائه في المنطقة العربية في تلك الفترة.. الا ان العقد المنصرم برهن بأن الولايات المتحدة لم تستغني عن هذا الكيان، رغم الجهود التي بذلها الجانب الرسمي الفلسطيني للتقرب من واشنطن وتقديم نفسه في محطات اساسية حليفاً يمكنه ان يقدم الخدمات المتعددة خاصة بعد توقيع اتفاقية اوسلو ومجيء ادارة كلينتون الى الحكم. الا ان مجيء الجمهوريين واحداث الحادي عشر من سبتمبر قد ضاعف من احتياجاتها لها، حيث اعتبرت واشنطن الكيان الصهيوني احد ابرز الحلفاء في مواجهة قوى "الارهاب الفلسطيني" وقوة ضغط اساسية في مواجهة سوريا ولبنان وقوى التحرر العربية.

وفي الوقت الذي تحدث النظام الرسمي العربي عن ضرورة ايلاء القضية الفلسطينية ما تستحقه في الاجندة الاميركية، وسعى الى اقناع ادارة بوش بضرورة استمرار الراعي الامريكي في عملية السلام في الشرق الاوسط، كانت واشنطن تنسق مع تل ابيب في اضعاف الوضع الفلسطيني من خلال المجازر البشعة التي ارتكبتها سواء في جنين او عمليات الاجتياح لمدن وبلدات الضفة الغربية وقتل المئات من ابناء الشعب الفلسطيني وسط مباركة اميركية لم تكن خافية.

الا ان المجتمع الدولي الذي لا تحكمه المثل وانما موازين القوى كان يرى ضرورة ايجاد تسوية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي من خلال القرارات الدولية وايجاد حلول للقضايا المعلقة بين الطرفين.. وهكذا خرجت اللجنة الرباعية بخارطة الطريق التي توافقت عليها الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي وروسيا والامم المتحدة.. وبات مطلوباً من الادارة الاميركية ان تستمر في عملية الضغط على الطرفين لوضع خارطة الطريق موضع التنفيذ بدلاً من ان تضيع في متاهات الطرق الصهيونية..

وخلال الفترة المنصرمة.. سعى البعض الى اقناع الولايات المتحدة بأن العداء العربي لها وما افرزه من عمليات عسكرية ضدها في مختلف البلدان يعود الى التأييد غير المشروط من قبلها للكيان الصهيوني واتباعها سبيلاً غير متوازن في الصراع العربي الصهيوني.. وان مواجهة العمليات الانتحارية المضادة لمصالحها لا يكون بالعمل العسكري والامني المضاد، وانما بالحلول السياسية سواء تلك المتعلقة بالموقف من الكيان الصهيوني او نشرها للقواعد العسكرية في منطقة الخليج والجزيرة.. ولا يمكن للولايات المتحدة ان تخضع الوضع العربي، الشعبي والرسمي عبر الاحتلال العسكري كما حصل في العراق، او عبر فرق التفتيش الامني والخبراء لاعادة صياغة برامج التعليم ومؤسسات المجتمع المدني لتتماشى والعقلية الاميركية!! وعليها ان تدرس ما قام به الاستعمار البريطاني والفرنسي لترى ان مكامن القوة في الوضع العربي يعود الى تمسك الامة بحقوقها سواء في فلسطين او حقها في السيادة والتوحد والدفاع عن مصالحها الاستراتيجية.. التي تتقدم على أي توافق مع واشنطن من قبل الحكام على المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة التي تتطرق باستمرار اليها في حديثها عن خططها في المنطقة العربية.

لقد أنجزت ادارة بوش خطة الطريق في العراق وفرضتها على الشعب العراقي عندما رفض النظام العراقي (والمجتمع الدولي برمته) الاجندة الامريكية .. وخلال الاشهر الماضية رضخت القيادة الفلسطينية للاملاءات الامريكية في ايجاد قيادة موازية تحظى بالدعم والاعجاب من قبل الصهاينة والامريكان أكثر من اعجاب الشعب الفلسطيني بها.. وبات على واشنطن ان تفرض الخطة الرباعية على تل ابيب.. اذا كانت ترى بأن استمرار الصراع في فلسطين  هو من العوامل الاساسية الكامنة وراء الارهاب المتعدد الاشكال الموجه ضدها في المنطقة.

لم تستجب ادارة شارون لوزير الخارجية الامريكي.. كما لم تهتم بكل الوفود الاوربية والروسية ولم يكن موقفها من الامم المتحدة افضل من الموقف الامريكي.. وبات الجميع ينتظر ماذا ستعمل الادارة الامريكية امام التعنت الاسرائيلي وامام القبول الفلسطيني الكامل لخطة الطريق..

ستفشل خارطة الطريق.. ولن يقول الرئيس الامريكي بأن شارون وزمرة القتلة والمستوطنين هم السبب وراء فشل ذلك.. بل سيقولون بأن القيادة الفلسطينية لم تقم بمافيه الكفاية لمواجهة "الارهاب الفلسطيني" ... فالمطلوب ان ينزع الشعب الفلسطيني كل عوامل القوة من يده ويعتمد على النوايا "الحسنة" لشارون وبوش..

ولكنه صراع لن يتوقف .. مادامت القوى الاجنبية ترى في الكيان الصهيوني امتداداً حضارياً واستراتيجياً لها في فلسطين.. ولا تقبل التنازل عن آخر كيان عنصري.. افرزه النظام الامبريالي.
 

كنعان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج