الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصولية ـ 3 ـ

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


من نافلة القول أن الهجمات التي تعرضت لها في العقدين الأخيرين ، بعض البلدان العربية أظهرت أن المجتمعات فيها لم تكن موحدة و لم ترق بالتالي إلى مستوى المجتمع الوطني . بكلام آخر لم يتحقق التوافق فيها و لم تذب المكونات السابقة عن إعلان نشوء الدولة، في مجتمع وطني قائم على تلاؤم الناس على العيش المشترك . هذا دليل كاف على إجهاض الوحدة المجتمعية و على فشل أو توقف مشروع الدولة الوطنية بما هو أداة لا غنى عنها في سيرورة العيش المشترك .
من البديهي أن المعطيات على تعثر المشروع الوطني كانت كثيرة طوال فترة ما بعد الإستقلال ، التي امتدت من تاريخ الإعلان عن " استقلال " البلاد إلى سنوات 1970 حيث لحقت هزيمة ماحقة بنظام الحكم الذي تولى خلالها قيادة البلاد ،فتحول عمليا إلى رهينة بين أيدي الذين انتصروا عليه وتركوا له خيارين ، الاستسلام وتصفية الحركات الوطنية أو أعواد المشنقة . فانقاد لإملاءاتهم و لكن المنتصرين كالعادة لم يلتزموا بما تعهدوا به ، فنصبت أعواد المشانق و ضربت الأعناق بحد السيف في الساحات و تفرقت الناس شذر مذر .
لا نبالغ في القول أنه كان للحركات الأصولية المولودة من " الديانة ـ السياسية " دور بارز في سيرورة انطلقت في ظاهر الأمر ، في وقت أراد فيه المنتصرون الذين لمحنا إليهم ، التخلص من رهائنهم ، أو بتعبير أدق من أسراهم الحكام . لا شك في أنه توجد أدلة على علاقة مباشرة أو غير مباشرة ،ما بين بعض التيارات الأصولية من جهة و المنتصرين على نظام الحكم من جهة ثانية ، و لكننا لسنا هنا في معرض البحث في هذه المسألة لذا نقتضب لنذكر ، لعل الذكرى تنفع ، بزيارة السناتور الأميركي ماكين إلى شمال سورية ، و بتصريحات الرئيس الأميركي بايدن ، عندما كان نائبا للرئيس ، عن صداقات مشتركة في المنطقة العربية ـ التركية بين الولايات المتحدة وداعش ،ناهيك من أن معظم الجماعات الأصولية شاركت في حرب تقسيم يوغوسلافيا ، هذا على سبيل المثال لا الحصر .
ما يهمنا في الحقيقة هو التأكيد على أن المنطق الديني ـ السياسي ، هو في جوهره منطق جبري ،فاشي ،ديكتاتوري ، أي أنه نقيض المنطق التشاركي على اساس الحوار العقلاني لاستخلاص القواسم التي يمكن التوافق عليها ، أضف إلى أنه يتميز بأحادية المنظار و محدودية مدى النظر . من المعروف أن منطق الدين السياسي لايستند إلى حجج ملموسة ودلالات مستندة إلى براهين حسية لإثبات ما يطرحه من معلومات في مجالات تعني العيش المشترك ، أي المجتمع الوطني ، الذي يتطلب حلولا موضوعية . فلا جدال في أن الفكر الديني ـ السياسي يتعارض مع القضية الوطنية بكل أبعادها ، التحرير و التحرر ،لأنه عاجز بالمطلق عن قبول النقد و النقض و التعديل .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تظاهرات في جامعات أميركية على وقع الحرب في غزة | #مراسلو_سكا


.. طلبوا منه ماء فأحضر لهم طعاما.. غزي يقدم الطعام لصحفيين




.. اختتام اليوم الثاني من محاكمة ترمب بشأن قضية تزوير مستندات م


.. مجلس الشيوخ الأميركي يقر مساعدات بـ95 مليار دولار لإسرائيل و




.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية: سنبني قوة عسكرية ساحقة