الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كأس العالم الإخوانجى ومصافحة الديكتاتور والجاسوس

عبدالجواد سيد
كاتب مصرى

(Abdelgawad Sayed)

2022 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


صور كئيبة كثيرة بدأ بها كأس العالم الإخوانجى فى قطر منذ أيام ، أبوتريكة الإخوانجى الممل ، ونفاقه اللذج للدين والوطن وأمير قطر ، الداعية الكوميدى ذاكر نايك ، الذى أدخل الجماهير فى دين الله أفواجاً ، والتحذيرات المفرطة بالتأدب وإحترام ثقافة البلد المضيف الإسلامى المنافق ، صاحب الإتحاد العالمى لعلماء المسلمين ، والإستثمارات السياحية الغربية الكبيرة فى نفس الوقت ، صور كثيرة كئيبة تختلف عن صور كأس العالم الإنسانية المبهجة التى إعتدنا عليها جيل بعد جيل ، بأناشيد وأغانى وجميلات فى المدرجات من كل مكان فى العالم ، لكن أكثرها كآبة بل غرابة فى الواقع كانت بلاشك هى تلك المصافحة المفاجئة بين الرئيس التركى والرئيس المصرى ، والتى أسميها هنا بمصافحة الديكتاتور والجاسوس ، أردوغان والسيسى ، والتى تمت فى الحضورالمعجز لأمير قطر ، سمسار الإسلام السياسى ،،،
لم تكن المصافحة أو اللقاء السريع مفاجئاً فى الواقع ، فقد جرى الإعداد له منذ سنين ، وكانت المصالحة القطرية هى مقدمته ، فقط مكان اللقاء كان هو المفاجئة، كأس العالم الإخوانجى ، حيث لم يتوقع أحد هذه الطلة الجميلة وتلك الإبتسامات الصفراء ، من أكبر طاغيتين شرق أوسطيين بلا نزاع . فكرة الحلف السنى فكرة سعودية قديمة حملها الملك سلمان معه منذ مجيئه إلى الحكم فى مواجهة إيران والحزب الشيعى ، مقابل المشاريع الدفاعية الأخرى ، المصرى العربى وقواته المشتركة ، والإقليمى الإماراتى الإسرائيلى الترامبى ، لم يكن الحلف السنى يكتمل بدون تركيا والإخوان ومصر ، ولكن كيف يمكن جمع هذه المتناقضات معاً ، تعثر المشروع وإنتهى الأمر مؤقتاً بالإستجابة للرفض المصرى ومقاطعة قطر وتركيا ، لكن مصر لم تقدم شيئاً فى المقابل بل ساءت أحوالها الإقتصادية يوم بعد يوم ، وزاد إعتمادها على الإمارات والسعودية ، فى نفس الوقت تراجع مشروع التحالف الدفاعى الإماراتى الإسرائيلى فى ظل رفض اليمين الإسرائيلى تقديم أى حل للقضية الفلسطينية ، كما ساءت الأحوال الإقتصادية فى تركيا أردوغان أيضاً ، وهنا تهيأت الساحة للسعودية الغنية أن تعود لطرح مشروع الحلف السنى الوهمى مرة أخرى ، ولم يعد هناك من يستطيع أن يقول لا ، بإستثناء الشعوب طبعاً،،،
الحلف السنى تكريساً للصراع الدينى الشيعى السنى فى المنطقة ، مجرد وهم سعودى ، صمت إماراتى ، وخضوع مصرى ، لكن الأخطر هو أنه ملعب فسيح لسياسات أردوغان الخداعية ، أردوغان لايمكن أن يطلق رصاصة واحدة على شركاء حلف المغول، الروسى الإيرانى التركى ، هنا إنتمائه الحقيقى وهنا قلبه ، مهما كبرت الخلافات أو صغرت ، فلن يرسل جيوشه لتواجه جيوش الملالى أبداً ، فحتى اللحظة، التنسيق قائم بينهما فى قتل أكراد سوريا والعراق يومياً ، أردوغان لن يخرج من ليبيا ولن يعمل على إستردادها لوحدتها أبداً ، أردوغان لن يكف عن الطمع فى شرق المتوسط بحق أو بدون حق ولن يكف عن الإعتداء على اليونان، حليف مصر الإستراتيجى فى مشروع شرق المتوسط ، أمل المستقبل ، فقط مصر ستخسر كل شئ ، بما فى ذلك ماتبقى من كرامتها السياسية ، بصفتها خط الدفاع الأول فى مواجهة الإسلام السياسى ، وستخسر السعودية أموالها ، وستظل الإمارات ترقص على السلم ، لاحل للعدوان الإيرانى على المنطقة إلا بثورة من الداخل الإيرانى ، أو بتغييرات ديموقراطية حقيقية داخل الدول السنية الكبرى ، مصر والسعودية وتركيا ، تمكن تلك الشعوب من مصائرها ، وتوفر لها الرؤية الحقة ، مع حل عادل للقضية الفلسطينية ، يمكن بعده الإحتشاد الإقليمى فى مواجهة مخلصة ضد عدوان دولة الملالى على المنطقة ، لا لأردوغان ، لا للإخوان ،،، ولا لكأس العالم الإخوانجى ،،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انا مستاء
احمد عبد العزيز ( 2022 / 12 / 1 - 21:49 )
من الواضح ان كاتب المقال يكره رئيس مصر ( عبد الفتاح السيسى ) كراهيه شديده وذلك لاامر ما فى نفسه , تخيل نفسك مكانه واصبحت انت رئيس لمصر المنحوسه , كل الاجواء حولك فاسده وعطباء وجو مريض وناس تخاف ماتختشتيش وعديمى التربيه وحراميه , قل لى ماذا كنت ستفعله من اجل ان تستمر فى مركز القياده ؟ انا معك ان البلد مصر اصبحت فضيحه فى العالم بسبب تدهور الاحوال فيها والسرقات والظلم الاجتماعى والفساد , يعنى الموضوع صعب تقييمه بهذه السهوله


2 - الرد على الأستاذ أحمد عبدالعزيز تعليق رقم 1
عبدالجواد سيد ( 2022 / 12 / 1 - 22:54 )
نعم أنا أكره عبدالفتاح السيسى كراهية شديدة وأرى أنه مسؤل مسؤلية شخصية عن كل ماوصلنا إاليه من تدهور وقد شرحت أسباب ذلك فى مقالات كثيرة موجودة على صفحتى هنا فى الحوار وليس فى هذه المقالة فقط ، ولاتتعجب إذا قلت لك إننى كنت من حزب ثلاثين يونيو الذى ثار على حكم مرسى ، لكن مافعله بنا السيسى بعد ذلك فاق كل تصور ، وكان لو فعل العكس ومكنن القانون والدستور وقبل باإطلاق الحريات العامة وتفعيل الحياة السياسية لأصبح وضعنا العكس تماما مما نحن عليه الآن ، لقد أجرم فى حقنا كثيراً وفرط فى النيل وطمس هويتنا ودمر إقتصادنا وخلق هوة عميقة بين الجيش والشعب ، وهلم جرا أسباب ومشاعر الكراهية لن تتوقف ، إنظر كيف وصل بنا الحال حتى يقنع مواطن طيب مثل حضرتك ، أن الشعب الفاسد هو السبب وليس نظام الحكم الفاسد ، هذه أكبر علامات الكارثة ، وأتمنى لو يمنحنا القدر فرصة محاسبته عما فعل بنا ، وعندئذ سيعرف العالم أكثر وأكثر، التحية والتقدير ،،،


3 - الأستاذ عبد الجواد سيد تعليق (2)
عامر سليم ( 2022 / 12 / 2 - 07:56 )
( أن الشعب الفاسد هو السبب وليس نظام الحكم الفاسد ، هذه أكبر علامات الكارثة )......
نعم , وهذا هو الهدف الذي يسعى اليه كل ديكتاتور أرعن ليسوقه الى الوعي الجمعي , وسبق و قيل ان شعب العراق الفاسد لايستحق ان يحكمه إلا الحجاج وصدام!
تحية و تقدير لكم


4 - الرد على الأستاذ عامر سليم تعليق رقم 3
عبدالجواد سيد ( 2022 / 12 / 2 - 15:41 )
نعم أستاذ عامر نجحت ديكتاتوريات الشرق الأوسط مؤقتاً فى إقناع شعوبها بأنها غير جديدرة بالحرية ، وأن الديكتاتورية هى خير ضمانة لإستقرارها ، لكن لايصح إلا الصحيح ، وغداً نتحرر جميعاً بإذن الله ، تمنياتى لشعب العراق بالحرية والتقدم وتجاوز الصعاب وشكراً لمروركم الكريم
أعجبني · رد · 7 س

اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس