الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نبكي على الحسين وهم يبكون على الهريسة !

محمد حمد

2022 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


مبدأ الكيل بمكيالين كان وما زال وسيبقى هو المبدأ السائد والوحيد الذي تتعامل به الولايات المتحدة الأمريكية مع الآخرين. ويمكن تلخيصه بالشكل التالي: إذا كان نظام ما عميل أو صديق أو حليف لأمريكا فمن حقه أن يفعل ما يشاء بشعبه. قتلا وتنكيلا وتعذيبا...الخ، وبكل وسائل القمع والإرهاب والعنف المتوفّرة لديه. وهناك عشرات الأمثلة بهذا الخصوص. اما إذا كان نظام دولة معينة معاديا لأمريكا (ولو نظريا) فالأمر يختلف تماما. تقوم الدنيا ولا تقعد ضد ذلك النظام، لانتهاكه حقوق الإنسان والتنكيل بشعبه وقمع حريته، والى آخر هذه الاسطوانة المشروخة التي كنّا وما زلنا نسمع بها قبل أربعين سنة.
لا يختلف اثنان على حق الشعوب في التظاهر والتمرد والانتفاض ضد الأنظمة الجائرة التي سلبتها ابسط مقومات العيش الكريم. لكن المؤسف في الأمر ان هذا الحق، اي حق التظاهر والمطالبة بالحقوق المشروعة، لا ينطبق على الجميع. وهو يشبه إلى حد ما حق الدفاع عن النفس. مكفول ومضمون للبعض وممنوع ومحرّم على آخرين. فاسرائيل على سبيل المثال تملك الحق الكامل في الدفاع عن النفس، وتستخدم ابشع واقسى الوسائل في ممارسة هذا الحق مع الشعب الفلسطيني . اما الفلسطيني نفسه فممنوع عليه حتى الكلام بصوت منخفض. وهو دائما مطالب بضبط النفس فقط...والاّ !
وبصدد التظاهرات العارمة التي تعمّ الكثير من مدن جمهورية الملالي في طهران، فهي بلا شك حق مشروع يمارسه المواطنون هناك ويدفعون ثمناً غالياً للدفاع عن هذا الحق. ويواجهون قسوة وبشاعة الأجهزة القمعية التابعة للنظام. لكن الأمر الغير مشروع ومشكوك فيه هو التدخل السافر لامريكا وبعض دول الغرب، ليس حبّا بالشعب الايراني كما يدّعون، بل كرهاً ونكاية بالنظام هناك. فقد رأينا وقرأنا بيانات الادانة شديدة اللهجة تنهال على ايران. وعقوبات جديد او تشديد القديمة منها. سفارات إيرانية تعرّضت للهجوم في أكثر من عاصمة. شخصيات سياسية هنا وهناك طالبت بمزيد من الضغط وبانزال اقسى العقوبات على ايران. إضافة إلى التظاهرات التي خرجت في عواصم دول غربية مختلفة. ففي كندا مثلا خرجت تظاهرةٌ لدعم المتظاهرين الإيرانيين كان يقودها رئيس الوزراء جاستن ترودو بلحمه وشحمه وجواريبه الملوّنة. طبعا كل هؤلاء كانوا "يبكون على الهريسة وليس على الحسين".
أن شيئا من ردود الأفعال الغاضبة هذه لم نر مثله ابدا عندما تظاهر وتمرّد الشعب االعراقي في انتفاضة تشرين ضد فشل وفساد سلطة بغداد. وقدّم حوالي ٦٠٠ شهيد وأكثر من ٢٠ الف جريح ومُصاب ومعتقل او مختفي قسرا. فلماذا لا تكون لموتانا "حوبة" عند امريكا والغرب؟ ولا يثيرون اهتمام ماكرون الفرنسي وشولتس الالماني، وغيرهم من قادة الدول المتحضّرة التي تنعق ليل نهار دفاعا عن حقوق الانسان، طبعا اذا كان هذا الإنسان في دولة من المغضوب عليهم من قبل امريكا واوروبا؟ أما إذا كان هذا الإنسان يعيش تحت رحمة نظام صنعته امريكا من نفايات السياسة والسياسيين، كالعراق مثلا، فله كامل الحق بان يفعل ما يشاء بشعبه. طالما ان ردود افعال "الحبايب" من من جو بايدن المخرف إلى سوناك الهندي، سوف تقتصر فقط على المطالبة باعلى درجات ضبط النفس.
ولتذهب حقوقُ الإنسان إلى الجحيم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هكذا اعترف عمار لريم بحبه لها ????


.. مصر: طبيبات يكسرن تابو العلاج الجنسي! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. كندا: حرائق تحت الثلج! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مارين لوبان: بإمكاننا الفوز بهذه الانتخابات وإخراج فرنسا من




.. أكثر من 3 تريليونات دولار.. لماذا هذه الاستثمارات الضخمة في