الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هشاشه بنية الخطاب الشيوعي العراقي / في انموذج مقال منشور

ليث الجادر

2022 / 12 / 3
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


(((((من طبيعتي عندما يهدى لي كتاب أطالعه من أول صفحة إلى آخر صفحة حتى لو كان يختلف معي في الفكر أو لا ينسجم مع طبيعتي وقد أهدتني السيدة الفاضلة الأديبة (نداء مبارك) كتاب وقع بصري في إحدى صفحاته على إحدى أعمال وسلوك وتصرفات الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) عندما كان خليفة المسلمين ويقيم في مدينة الكوفة في العراق حيث كان جالساً في محل صاحبه (ميثم التمار) في إحدى أسواق الكوفة فشاهد غلام يستجدي من الناس في السوق فنادى الإمام علي عليه السلام على مخدومه (قنبر) وأخذ يسأله عن هذا الغلام فأجابه مخدومه قنبر إن هذا الغلام نصراني المذهب فنادى عليه الإمام علي عليه السلام وطلب من مخدومه قنبر أن يرافقه إلى بيت المال ويعطيه المال كما يعطيه للمسلمين)))
هذا مقتبس يكاد يكون نصف مقال ( خاطره بالتصرف ) المنشور في العدد 7449 محور مواضيع وابحاث سياسيه ..وليس في محور اخر !!؟ مواضيع وابحاااااااث سياسيه !؟!
مقتبس من السيره الذاتيه للكاتب التي تتصدر الموقع الفرعي من الحوار المتمدن
(ولد في محافظة بابل سنة 1937 .............وفي السنة الثالثة فصل من الكلية لاعتقاله بسبب انتمائه للحزب الشيوعي العراقي،شارك في النضال الوطني وأعتقل عدة مرات ،وأضطر إلى الهجرة خارج العراق حيث تنقل بين العديد من الدول، اختير عام 1957 للمشاركة في مؤتمر الطلبة والشباب في موسكو ضمن وفد الطلبة العراقيين،ثم عاد إلى العراق،أعتقل عدة مرات بسبب نشاطه السياسي وقد فقد السمع بسبب التعذيب الذي مورس معه بعد انقلاب شباط1963............ بعد سقوط النظام ليمارس دوره في العمل السياسي والاجتماعي،وكتب عشرات المقالات التي نشرت في الصحف المحلية والمواقع الالكترونية،ونشر عدة كتب منها:دور الإنسان في مسيرة التاريخ،ودفاعا عن النظرية الماركسية،ولمحات مضيئة في رحاب الماركسية الخلاقة،وحديث الروح ،شارك في نشاطات المجتمع المدني،وله إسهامات في الحركة الثقافية في المحافظة)
*الخط الذي وضع تحت العبارات الاخيره هو من وضعنا

استنسخت السيره الذاتيه التي كتبها الكاتب نفسه عن نفسه , كي اختصر واعفي نفسي عن نقد هذه ( الخاطره بتصرف ) من وجه نظر فكريه ..فلقد قمنا في مقامات متعدده بنقد المنطلقات الفكريه المشوهه للحزب الشيوعي العراقي ...لكنني وجدت في هذا المقال الصغير والمبسط ما يدلل على الكثير والكثير من ان الخطاب الشيوعي العراقي يفتقر الى نسق فكري واضح , والتمعن فيه يثير ما لايحصى من التناقضات ويفضح هشاشه بنويه حتى في مستواها اللغوي ! ..المفردات اللغويه هنا تحاكم على انها انعكاسات لجوهر الفكر ولهذا يتوقف المعنيون بالخطاب في كثير من الاحيان عند اختيارها ...فالشيوعيون العراقيون وعلى سبيل المثال يقولون بامامة علي بن ابي طالب ( الامام علي ) ولا يستخدمون تعبير ( امير المؤمنين علي بن ابي طالب ) ..والسبب واضح , لانهم في هذا انما يتحاشون استخدام المصطلحات الدينيه الصرفه ...انه التلاعب مع الذات في خطاب الذات ! مماكره لاتخلو من الادراك بخطيئة التشظي بين التنوير وبين التدين ...فالامام في اللغه العربيه انعم دينيا من (امير المؤمنين ) ذات الصفه الصلبه والمؤكده في هذا الجانب ! الامام لغويا هو كل من يأم الجماعه ويتقدم صفهم ! كما ان هذا النعت ممكن الحاقه بالمؤمن او غير المؤمن , فتقول بامامة جماعه غير دينيه او دينيه , فقد تستطيع ان تذم بقولك امام كذا وكذا من القوم , وقد تجل شخصا فتقول هذا امام كذا وكذا ....الشيوعيون هنا يحسنون في رسم حدود واسعه لسد الهوه في احتمالية هذا الجدال المحتمل , فهم من جهه يكسبون رضى المؤمن ومن جهه اخرى يفسرون ماهية (الامام ) للمعترض على هذا الخطاب ....وهم بذلك يتلاعبون بنوع من المهاره على احابيل اللغه ...لكن صديقنا صاحب مقال ( خاطره بالتصرف ) لم يكن ابدا موفق في نعت قنبر الذي دأب الجميع اما بنعته ب(مولى ) علي بن ابي طالب وهذا هو المتعارف عليه بشكل مطلق في تسميه من هم اشباه العبيد او الخدم في الخطاب الاسلامي والعربي على وجه العموم ..لكن صديقنا هنا وجد نفسه في موقف محرج لا مفر منه , سوى انه يبتكر نعت مستحدث , لانه ان قال بالمولى او الخادم فانه بذلك يسئ الى علي بن ابي طالب من جهة الرؤيه الطبقيه , يهتز عرش العداله الاجتماعيه الذي اجلس الشيوعيون وباقحام علي بن ابي طالب عليه ! المتدينون لايجدون اي ضير في نعت قنبر او غيره بالمولى وهم بذلك لا يجدون اي حرج , فهم متوافقون وامينون لمنهجهم الفكري الذي يفرق بين المولى والسيد ويقر بالعبد والحر ! امام الشيوعيون واللذين هم يضعون قدما هناك وقدما هنا ..فلا يمكنهم الا ان يكونوا حذرين كيلا تنزلق احد اقدامهم الى هناك او هنا ! انهم كمثل المعلق في الهواء ويسير على حبلين برجلين منفتحتين ...تمرين شاق .. وغير مأمون على الاطلاق ! هكذا الحال مع صديقنا صاحب المقال الانف الذكر . فحينما احس انه امام احتمال لامفر منه في الانزلاق ..توقف وقارب بين رجليه , وما كان ان يكون بمقدوره ان يفعل هذا الا بابتكار نعت جديد , استحدث لفظه ( مخدومه قنبر ) !! ...لكنه مع الاسف لم يكن موفقا ابدا ولا ماهرا في هذا الاستحداث , فلغويا هناك ( مخدوم ) و( خادم ) ..الثاني يقوم بالاعمال الخاصه التي يحتاجها شخض الاول ...وفي احيان خاصه تخصص للخادم مهام بعينها بسبب مهارته فيها ...المخدوم هنا علي بن ابي طالب والخادم هو قنبر ...ولان صديقنا يتحاشى قول الحقيقه .. فانه قال ب ( مخدومه ) ! يا للهول فصديقنا لم يلتفت الى انه قلب التعبير راسا على عقب ! فهاء الضمير هنا ( مخدومه ) تعود لقنبر وليس لعلي بن ابي طالب ...سقط اللاعب على الحبلين ..انفرجت رجليه الى اقصى الانفراج ..سقط والحمد للرب على سلامته لان سقوطه هذا لم يحدث في احضان احد المتعصبين الشيعه ! والا لرفسه حتى الموت وهو يسأله ...ان لم تكن مغرضا باستخدام هذا التعبير فلماذا لم تستخدم لفظة (المولى ) او الخادم او حتى (صحابيه ) التي يقول بها نزر منا ....كيف تجرأت على نعت علي بلفظه لاتعني الا انه كان خادما لقنبر !! ...( ما رضه بجزه ...رضه بجزه وخروف )








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي


.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |




.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ


.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا




.. ما المطلوب لانتزاع قانون أسرة ديموقراطي في المغرب؟