الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا الشعب يرفض المحاصصة الطائفية والتوافقية

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


إن السبب في رفض الشعب للمحاصصة الطائفية والتوافقية لأن كل من هاتين القاعدتين لا تنسجم مع الديمقراطية وتميز بين الإنسان الكفوء والإنسان الخامل والهامل كما تسبب السلب والاغماط والخلل في الحقوق بين أبناء الشعب من ناحية الطوائف الدينية والقومية مما يؤثر ويعرض للخطر العلاقات الاجتماعية للشعب العراقي وتفرق بينهم.
إن المحاصصة الطائفية تقوم على قاعدة (انصر أخاط ظالماً أو مظلوماً) وهذا يعني وتفرض على ابن الطائفة أن ينحاز بدون قيد أو شرط وتمييز وسبب إلى ابن طائفته وينصره ويتضامن معه حق أم باطل من أجل مصلحته الخاصة المنافية للحق والأصول بعيداً عن المصلحة العامة والمصلحة الوطنية إضافة إلى أنها جريمة مخالفة للعرف والقوانين الدستورية كما تخلق النفور والحساسية بين أبناء الطوائف الأخرى.
أما التوافقية التي تقوم على قاعدة (أرضيك وارضيني .. أسكت عنك واسكت عني) هي قاعدة تساومية وتفاوضية مخالفة للقوانين السماوية والوضعية لأنها تمثل وتعبر عن شراء سكوت الآخرين عن المخالفات والباطل كإعطاء الإنسان منصب أو مركز غير جدير به ولا مناسب له مما يسبب خلل في العمل والمهمة التي كلف بها إضافة إلى الأضرار والفشل الذي يسبب جهل ذلك الوزير أو المسؤول في إنجاز عمله ... كما سببت هذه القاعدة إلى تفشي وانتشار ظاهرة الفساد الإداري في السكوت والتجاوز على المال العام والمصلحة العامة والدليل على ذلك ما قاله ذلك الشخص العضو في الإطار التنسيقي المفاوض للتيار الصدري عندما هدد السيد مقتدى الصدر سوف يحاسب ويعاقب حيتان الفساد الإداري فقال له ذلك العضو في الإطار التنسيقي : سوف يملئون سجون العراق وهذا يعني أن حيتان الفساد الإداري هم من أنصار الإطار التنسيقي أو من أعضاءه.
وإحدى الصور من الفساد وأثره السلبي للمحاصصة ما ذكره الأستاذ محمد علاوي في برنامج لعبة الكراسي ليوم الخميس 1/12/2022 (إن أحد الوزراء اشترى منصبه بمبلغ (خمسة ملايين دولار) لتمويل الأحزاب) ... كم تمنيت أن يستمع السياسيين أقوال الأستاذ محمد علاوي في برنامج لعبة الكراسي الذي كشف وفضح السلبيات المدمرة الكثيرة التي مارستها الحكومات السابقة التي كانت تقودها الأحزاب والكتل السياسية.
إن رئيس الوزراء دوره رقابي ومشرف وموجه وليس منفذ يحتاج إلى جناح يحلق به وأذرع يعمل بها وهذه الأجنحة والأذرع تمثل الوزراء الذين هم القوى المنفذة والمشرفة على المشاريع التي تشيد البناء والعمران وتنجز من أجل مصلحة العراق وطن وشعب فكيف إذا كانت أجنحة رئيس الوزراء محطمة وعاجزة عن الطيران والأذرع مكسرة وعاجزة عن إنجاز العمل المكلفة به وفي هذه الحالة تؤدي دور رئيس الوزراء إلى الفشل حتى إذا كان مخلصاً ومتفانياً ومن أصحاب الأيادي البيضاء لأن الدور الرئيسي الذي يلعبه الوزراء في نجاح العملية ويصبح كالقاعدة التالية (إذا عجز التطبيق من متابعة النظرية فلابد من وجود خلل في التطبيق) وكذلك (إن التأخر في إنجاز الإيجابيات يؤدي إلى إفراز السلبيات) وهذه الظواهر والملاحظات هي التي تسود العملية السياسية في العراق ... إذن المفروض والمطلوب توفير أجنحة عامرة وأيدي بيضاء ناصعة وقوية حتى يستطيع رئيس الوزراء من التحليق عالياً في رحاب السماء ومن خلال ذلك المطلوب والضروري لبناء العراق الجديد مجيء حكومة ترفض المحاصصة والتوافقية وتعتمد على الرجل المناسب في المكان المناسب حتى يستطيع العراق وطن وشعب من الخروج من عنق الزجاجة والسير في مواكبة الدول المتقدمة والمتطورة التي تقدم الخير والنجاح لشعوبها وبناء العراق الجديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون يعلن البدء ببناء ميناء مؤقت في غزة لإستقبال المساع


.. أم تعثر على جثة نجلها في مقبرة جماعية بمجمع ناصر | إذاعة بي




.. جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ


.. ما تأثير حراك طلاب الجامعات الأمريكية المناهض لحرب غزة؟ | بي




.. ريادة الأعمال مغامرة محسوبة | #جلستنا