الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مُجَمّع سكني سعيد في بغداد السعيدة

عماد عبد اللطيف سالم

2022 / 12 / 4
كتابات ساخرة


مجمع سكني في بغداد.. يُطِلُّ على شارع رئيس شديد الإزدحام، كثيف التلوّث، يربط ما لايقلّ عن خمس محافظات بالعاصمة بغداد.. وجميعها تسلُك هذا الطريق "الواحد الوحيد"، لأنّها تريد الوصول بسياراتها، وشاحناتها، وصهاريجها، وحاوياتها، وخبّاطاتها، وشفلاتها، و"تكاتكها وستّوتاتها".. إلى ميدان"علاوي الحِلّة" العظيم.
لا يبعد هذا المجمّع أكثر من 300 الى 500 متر عن محطة كهرباء تنفثُ في وجه شققه "الفارهة"دخانها الأسود والأبيضِ و"الرصاصيّ"، الصاعد والنازل، على مدار النهار والليل.
لا يبعدُ هذا المُجمّع" أيضاً، سوى أمتار قليلة عن سايلو للحبوب، ينفثُ عليهِ غبار "السايكلون" السامّ، على مدار الساعة.
و قرب السايلو أيضاً مطحنة للحبوب، ومعمل لصناعة الأحبار.. وكلها "تنفُثُ" ما تريد من أتربة وأبخرة، وسموم في وجه ونوافذ وأبواب هذا المُجمّعِ "الجميل".
الحد الأدنى لسعر المتر المربّع الواحد في هذا المجمع هو 1300 دولار.. وهذا يعني أنّ شقة مساحتها 150 متر مُربّع قد يصل سعرها إلى 200 ألف دولار أمريكي تقريباً( ما يُعادل 300 مليون دينار عراقي).
يُقالُ أنّ الأسعار قد تكون أعلى من ذلك، حسب موقع ومساحة الشقة في المجمّع.
شقة في مُجمّع يتمتّع بكل هذه "المزايا البيئيّة".. و سعرها لا يقلّ عن 300 مليون دينار.. وإطلالتها أبهى من إطلالة على الغروب في المحيط الهادي.. وتصميمها أجمل من تصميم "فيلاّ" في جزر المالديف الساحرة.. ومساحتها أكبر من مساحة شقّة على بحيرة جنيف!!!!
ومع كل ذلك يأتي المواطن العراقي العزيز، ويُنفِق كل مدّخرات عمره، ويستدين فوقها من المصارف بفائدة فاحشة، ويشتري شُقّة في هذا المُجمّع"النووي" وهو يبتَسِم.
وفوق كلّ ذلك، تأتون أنتم(من خارج هذا المُجمَّع)، وتُريدونَ أن "يصعد" الفريق القَطَري (العربي- المُسلم، وصديق "ذاكر نايك") إلى دور الـ 16 في كأس العالم !!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان