الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من رسالة رقمية ضائعة بين رفوف افتراضية ( 1 )

عبد العاطي جميل

2022 / 12 / 5
الادب والفن


إلى امرأة بين ذراعيها تعلمت حبو الكلام .. في معبدها آمنت بعشق الغيب وكفرت بموطن الغياب ...
.........................................................................................................................
استهلال أول
...............
كلما عرفت رجلا ، قارنته بك
متى سآوي إلى حب يعصمني
من سطوتك ؟؟؟ ...
للشاعرة المغربية الحسنية بوسلهام .
............................................
...
... وكانت صدفة حملها إلي نهر رقراق .. وكانت صدفة من أعماق الأطلسي صعدت فرحا شعريا إلي لا يضاهى .. يتباهى بأجمل لقاء ..
ومن رحيلها قبلي أخاف لا من رحيلي قبلها .. فهي قبلتي اليسرى ودليلي كلما تاهت بي بوصة الوصال .. لي متسع من ذكريات وآهات ولاءات تجمعنا ما يجعل صمتي أكثر يقظة من ذي قبل ..
ومن حيان بن يقظان بعينيه وحكاياته .. إليها الآن أكتب بلا أسباب أو أوتاد أو فواصل كبرى أو صغرى .. فالكلام ينساب عفوا واحتسابا كله من شفتي الجريحة ولا سطوة علي ..
فأسألني : لماذا الكلام يتجاوزني ولغتي .. يقفز بين أسناني التي تتهاوى كلما تقدم بي الشوق إلى المزيد من العشق الأسطوري والكتابة المفتوحة على منابع السؤال ؟؟ ..
إليها أكتب هذي الحياة التي أراها بعيني اليسرى سوداء بلون عيني من أحب .. وبلون رفيق الشعر والكدح الذي يشاركني شهوة المجاز ..
لماذا يحملها الشوق دوما أمام المرآة إلى أن تقارن ملامحها الآن بالصور القديمة التي أخذتها بعفوية الماء في منتدى أو في مقهى أوعلى منبرأو في معبدها كلما اختلت تعاتب جسدها وعنادها وعتابها القاسي على خطواتها الصارمة حد الحنين إلي .. وكأنها تبحث عن مبررات مانعة كي تظل في عزلتها الجميلة فتدعي أن المطر سيهطل بعد قليل فلا داعي لخروجها فهي دوما تسمع زخات المطر ولا حاجة لها لصلاة استسقاء تدعو إليها أحوال الطقس العالمة .. كأنها تبحث عما يعيق انطلاقها فتطرد عن خواطرها كل ما أو من يحرضها على الانسياب والخلاص .. وكأنها تدمن الهروب من أية موجة افتراضية تحملها إلى شط البهاء ..
هي تصغرني بسنوات هجرية بعدد أصابع يدي اليسرى ، لكنها تكبرني حرية وخبرة وعشقا ، لأنها بالفعل قادرة على أن تشتهيني متى تشاء ، لكني لا أستطيع أن أكون في مستوى خوفها علي حينما يصحو كلامي على امتداد مدادي ..
مرة شبه لي أنها تراني كعلبة دواء قديمة ، انتهت مدة صلاحيتها . وعليها أن تبحث عن أقرب صيدلية هنا أو هناك . ربما تعوضها عني .. لكنها لا تملك رصاصا حيا ، وقد شبه لها أنها تحمل بندقية صيد أو رشاش ماء تهش بها بعض الخيالات التي تراودها عن جسدها المحموم بالعبادة .. أحيانا خواطرها خطيرة على مقود سيارتها الذي لا ينقاد إليها كلما تذكرت ساسات الفرح التي كانت بيننا ، وهي تحملنا إلى درجات الرغبة والحظوة السمراء التي تلسع صمتها المطاوع ، وخجلها المراوغ ..
مرة والكأس يشطح بين يديها اعترفت لي أنها ... كيف خيل لها أنها غرفة فندق تستقبل الحيارى والمشردين من العشاق ، الغادين والرائحين وبلا مقابل ؟؟ .. وهي سيدة الكون .. الكبرياء لا يعلو عليها .. هي صاحبة القرار يقول حبري الشاهد والشهيد في حضرتها .. وهي الآمرة والناهية والمستفهمة والمنادية وهي ربة الإنشاء والنشوء والارتقاء ..
عيناها نافذتان مشرعتان على ألف احتمال وألف سؤال .. كدفتي ديوان شعر مطرز بالنسيب والعتاب وكذا الرثاء .. بكل اللغات الإنسانية تنحت معانيه .. ففيهما أقرأ عنوانها الانزياحي وتاريخ ميلادها السخي الأخير .. عيناها تحرضاني على التمتع بصورة غلافها المنسوج وفق مقاسها الجمالي وبيديها الصغيرتين الرشيقتين
.. وأنا لست قارئ فنجان أو كف مجاز .. وما أكتبه يمليه الصمت علي .. بدم المجاز الحي وهذا ما يغيظها عندما تقرأني تبحث عن مواصفاتها وملامحها الواضحة المميزة لها فلا تجد عطرها في مكتوب لا يشبهها .. فتؤول كلامي كله كي تسقط نواياها الحسنة لرجة الحنين ..
وكأني الآن أفتقدها وهي ما تزال في عروقي تتجول في كل أوقات الامتلاء .. تذكرني بالذي كان بيننا من البين .. يؤلمني أني لم أكن في مستوى عشقها وصدقها على الأقل .. بوحها الفضي يؤنس فضولي .. وحده يكفي كي يجعلني رفيق ظلها الشهي وكدحها الفضي أنى خطت أمعن النظر في إقدامها علي ... ( يتبع )
................................................................................................................
دجنبر 2022
.................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ذكرى وفاة الشيخ علي الطنطاوي أحد أعلام الدعوة والأدب في القر


.. كازينو لبنان يفتتح موسم الحفلات الصيفية مع السوبر ستار راغب




.. «بوحه الصباح» رجع تاني.. «إبراهيم» جزار يبهر الزبائن والمارة


.. مختار نوح يرجح وضع سيد قطب في خانة الأدباء بعيدا عن مساحات ا




.. -فيلم يحاكي الأفلام الأجنبية-.. ناقد فني يتحدث عن أهم ما يمي