الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القط

محمد الإحسايني

2006 / 10 / 8
الادب والفن


ا ش. بودلير
ترجمة :محمد الإحسايني

1
يجول في خاطــري ،
مثلما يجول في شقتهِ
قط جميل قويٌّ ،
ناعم الصوت وفاتنُـه.ْ
لا أكاد أسمعه يموءْ،
مادام ناعماً مواؤه ومحتشماً ،
بمجرد ما يخف أويهر صوتُـهْ
فهْـو غنيّ دائماً وعميقْ
هنالك تكمن فتنته وسرُّهْ.
ذلك الصوت الذي يشدو مقاطعَ ويَسري
في عمق نفسي الأشد ظلاماً
يغمرني وقعه مرحاً
مثل قوافي متعد دهْ
ويُطربنـــي
طرب شارب نقيع الحب السحري
يسكّن أقسى الآ لام،
ويحتضن كل افتتاناتي ؛
في غيرما حاجة إلى الكلماتْ ،
كي ينطق بأطول الجُمــل.

كـلا ، فليس من نوع قوس الكمان التي
تعض على قلبي،
بل أداة ممتازة
فلربما تسعى أن يعزف وترها ،
أفخم عزفِ
أيها القط المكتنف بالأسرار ،
أيها القط الملائكي، أيها القط الغريب
ثمة كل شيئ كأنك مــلاك
فما ألطف أيصاً صوتك !
...ألطف من صوت رخيم!
2
من فروته الشقراء والسمـراء
يتدفق عطر طيب تما ماً،
وإنني ذات مساءٍ
كنت قد تعطرتُ بهِ
من أجل أن أداعبه مرةً
ولاشيئ سوى مرةٍ واحدة
أنه عبقريّ مكانه الأليفْ؛
يحكمُ ، ويرأسُ، ويُلهمْ
جميعَ الأشيـاء في مملكتهْ
أفلعله جنية ، أم إله؟
لما ا نجذ بتْ عينايْ،
نحو ذاك الهر الذي أحبهْ ،
كما تنجذب عينا محبٍّ
ترتدان بإذعانْ
عند ئذ أتأمل في ذاتي أنا
أرى باندهاشْ
ضوء عينيه الباهتتين
فوانيسَ لمّاعةً ،
أحجاراً كريمةً حية ،
تتأملني بإمعانْ.


القط2
شعر : شارل بودلير
ترجمة محمد الإحسايني
تعال هّريَ الجميلْ
إلى أحضان قلبي المُـتَـيّمْ؛
أغمد مخالب قائمتِكْ
ودعني أغوص في عينيك الجميلتينْ،
الممزوجتين معدناً وعقيقاً
فحينما تداعب أناملي في مهَلْ
رأسك وظهرَك اللدنْ
وتنتشي من اللذة يدي
بلمس جسمك المكهربْ…
…أشاهد عشيقتي
روحاً. نظرتها ، كنظرتك،
أيها الحيوان الودودْ،
عميقةٌ وباردة
تقطع كسهمٍ ،
وُتلين القساة
من القدمين إلى الرأسْ،
وهواء لطيفٌ …
فيسبح عطر لامثيلَ لهْ
حول جسمها الأسمــرْ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الروايات التاريخية هل لازم تعرض التاريخ بدقة؟..


.. تفاعلكم الحلقة كاملة | حوار مع الكاتب السعودي أسامة المسلم و




.. تفاعلكم | الناقد طارق الشناوي يرد على القضية المرفوعة ضده من


.. ياسمين سمير: كواليس دواعى السفر كلها لطيفة.. وأمير عيد فنان




.. تفاعلكم | بعد حالة الطوارئ الثقافية التي سببها في الرباط، حو