الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أضواء على المشكلة الاقتصادية ( 9 ) ما الهدف من هذه المساهمات ..

أحمد فاروق عباس

2022 / 12 / 7
الادارة و الاقتصاد


ماذا كان قصدى من كل هذا الكلام الطويل العريض عن أصول المشكلة الاقتصادية فى مصر ؟!

لقد تحدثت عن الماضى وعن الحاضر وعن المستقبل ، ومع كل هذا الكلام لم أصل بالناس إلى بر يرسون عليه ، أو إلى خطة يطمئنون إليها ...

واعترف أن ذلك لم يكن قصدى منذ البداية ، لم يكن قصدى أن أقدم حلولا سحرية أو وصفات جاهزة ، أو أن أقول - بأثر رجعى وبعد أن اتضحت الصورة - لو كانت الدولة فعلت كذا لما وصلنا لكذا ، ولو كان الرئيس تصرف بهذه الصورة - كما أرى أنا طبعا - لما وقعنا في هذه المشكلة أو تلك ..
ليس ذلك من عادتى ولا من طبعى ..

فماذا كان قصدى إذن ؟!

لقد كثر الكلام فى الشهور الأخيرة فى شئون الاقتصاد ، بعد التطورات الداخلية والخارجية في هذا الشأن ، وأعطى كثيرون لأنفسهم حق الإفتاء بدون تحوط ، وقد قدم آخرون مساهمات ذات قيمة ، وباستثناء فئات معروفة ترى فى المتغيرات الاقتصادية الأخيرة فرصة لهدم المعبد على رؤوس أصحابه ، كان الجميع همه - اتفاقا أو اختلافا - مصلحة وطنه واستقراره وامانه ، ثم تقدمه ورفاهيته ..

ولم اشأ أن يكون حديثى في الاقتصاد عن الشئون اليومية أو المتغيرة ، أو عن السياسات قصيرة الأجل ، سواء في السياسة النقدية أو المالية ، ورأيت أن من الأجدى للقارئ العام - وليس المتخصص - أن يكون الحديث فى الشئون الكبرى ، فى أصل المشكلة وليس فى فروعها ، فى الاستراتيجية وليس فى التكتيك ..

هى كما يقول الإنجليز نظرة طائر فى الهواء ، يرى التضاريس الكبيرة والجبال والوديان والبحار والمدن ، ولا يتوقف كثيرا أمام المجرى او الجدول أو الشارع أو حبات الرمال ..

لذا لم أتوقف كثيرا أمام السياسات المتغيرة ، فصانع القرار الاقتصادى أمامه كل التفاصيل بالإضافة إلى متابعته ومعايشته اليومية ، لذا فأثر قراره بعد مضى مدة معقولة هو الأولى بالتحليل بدلا من الغرق في تفاصيل القرارات والسياسات ..

وليس القصد هنا التبرير أو التصفيق ، مثلما أنه ليس القصد الانتقاد أو الهجوم ، بل القصد هو الفهم والتفكير بصوت عال ، فمن المشاكل الكبرى في مصر أن أغلب من يتصدى لقضايا الشأن العام ، يكون همه في المقام الأول التصفيق لكل ما يجرى ، أو الانتقاد الدائم لكل ما يجرى ..

وأنا لست ملاكا طبعا ، وربما - وأنا بشر - أقع فيما حذرت منه ، وأجد نفسى ابرر بلا منطق أو أنتقد دون عقل ، ولكن عذرى اننى لم أكن سئ النية فيما قلت ، وأن قصدى هو مصر وحاضرها ومستقبلها وليس أى شئ آخر ..

كان هدفى هو مناقشة خيارات مصر فى تلك الأزمنة المضطربة ، ولأن أغلب الحقائق الأساسية في أغلب الموضوعات التي تناقش فى مصر غائبة ، فكان همى هو وضع أكبر قدر من الحقائق أمام من يهتم ، ورسم الصورة العامة ، وليس الغرق في تفاصيل مئات الصور الصغيرة ..

كما لم يكن غرضى تفضيل سياسة اقتصادية على أخرى ، أو حتى تفضيل نظام اقتصادى على آخر ، وبرغم أن لى رأيي الشخصي في السياسات والأنظمة الاقتصادية المختلفة إلا اننى لم أرغب أن اقحم وجهة نظري على الموضوع ، وحاولت عرض وجهات النظر المختلفة ، حتى يفكر من يريد التفكير ويصل بنفسه إلى استنتاجاته الخاصة ..

.. وهنا قد يسأل سائل : وما الحل إذن ؟

والجواب اننى لست من عادتى تقديم الوصفات الجاهزة ، وما افعله فى محاضراتى في الجامعة أو فيما أكتبه وانشره على بعض المواقع أو هنا هو تقديم أكبر قدر من المعلومات والحقائق التى لا اختلاف كبير عليها - على الأقل من وجهة نظري - وأن اترك لمن يسمع أو من يقرأ حرية الوصول إلى استنتاجاته الخاصة ..

وأرى أن طريقة تقديم الوصفات الجاهزة مضرة جدا بالصحة وهى مضرة أيضا في العلم ، فلا أحب أن أقول فلنفعل كذا وكذا لكى نحصل على كيت وكيت ..
وأرى أن تلك طريقة عتيقة وغير سليمة للنظر في الأمور ، وإن تعود عليها الناس فى مصر ، بسبب ظروف الكسل العقلى - وحتى البدنى - الذى يعيشون فيه ..

لا حل سحرى إذن .. ولا وصفات جاهزة ، ولكن بحث لا ينتهى فى البدائل والخيارات ، وتقليب مستمر للأمور على وجوهها المختلفة ، ونظر دائم فى الأفكار والحلول واختبارها فى ظروف الواقع ..
وما يطمئن ان العالم كله مثل حالنا .. يفكر ويدقق ويبحث فى البدائل والحلول ..

هى جرعة للتفكير في ظروف بلدنا ، وظروف العالم من حولنا ، وما هى طبيعة المشاكل التى تواجهنا وتواجه غيرنا ، وما هو الخيارات الحقيقية المتاحة والمطروحة أمامنا ، وما فائدة وتكلفة كل بديل ، وهل لدى الناس إستعداد للسير في طريق ما اختاروه بعد اقتناع ، وبعد عرض كل وجهات النظر بشأنه وشأن غيره من بدائل ..

هى مساحة للفهم أولا ، ومساحة للتفكير .. وهو ما قصدته منذ البداية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر العربية: احتراق أكبر بئر لإنتاج النفط في حقل زرقة شرقي


.. نشرة الرابعة | -النقد الدولي-: هجمات الحوثيين تسببت في انخفا




.. المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض: ما الإنجازات التي حققته


.. انخفاض طفيف في عيار 21.. سعر الذهب اليوم الإثنين 06 مايو 202




.. صباح العربية | حمام الذهب في تونس.. أسرار غامضة وحكايات مرعب