الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإتفاق الإطاري فى السودان ما له و ما عليه

عبير سويكت

2022 / 12 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


الإتفاق الإطاري فى السودان ما له و ما عاليه 1-2
عبير المجمر(سويكت)

بدءًا و قبل الخوض فى موضوع الإتفاق الإطاري علينا أن نقر و نعترف بأن الوضع فى السودان لم يعد يحتمل معيشيًا، إقتصادياً، أمنيًا و سياسيًا.
كما أن علينا ان نعلم أن ليس هناك دولة على وجه الأرض قامت لها قائمة فى ظل الحروبات و النزاعات و المشاكسات السياسية.
أن من أخطر المعضلات التى تواجه السودان الآن، و تقف حجر عثرة أمام إى إتفاق سياسي لتسيير الوضع الانتقالي هى إنعدام صوت الوطنية، و تقديم المصلحة الذاتية و الشخصية و الحزبية على المصلحة الوطنية، و بالتأكيد ليس الهدف من هذا الحديث التخوين او المزايدات، و لكن ذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين.

أيضًا الحديث عن ما هو الضامن؟ فالضمان بكل بساطة هو الارادة الوطنية الصادقة، أنت من تصنع الضمان، لتجعل الحلم حقيقة و ممكن بصدق الإرادة و الرقى لمستوى المسؤولية، و تقديم التنازلات فى سبيل مصلحة الوطن.

و الحديث عن الالتفاف حول المطالب؟ إن أحد وسائل تحقيق المطالب هو "الحوار و التفاوض"، الأخذ و العطاء، لغة التمدن و العقل و الحكمة ضالة المؤمن، و التفاوض و الجلوس لا يعنى التنازل عن المطالب بقدر ما يعنى التمهيد لجعلها ممكنة و تنزليها على أرض الواقع بالنقاش حول ما هو ممكن و موضوعى، علمًا بان المطالب لا تأتي بالضربة القاضية، لكن إذا اردت أن تطاع فأطلب ما يستطاع. لكن اى تعنت زيادة عن اللازم يضر بالقضية و يصبح نوع من المتاجرة بها لاغراض ذاتية و شخصية و حزبية .

أما من يتحدثون عن الثورية!!! فهل لهم ان يعرفون عليها؟ هل لديهم تعريف ثابت غير متحول للثورية؟ ان الثورية مفهوم يختلف و يتفاوت من شخص لأخر ، فالثورية لا تعنى فقط لا، ثم لا، ثم لا، و الثورية ليست هى التعنت، بل قد تكون الثورية فى أبهى صورها هى المرونة و الاصاغ للآخر أيضًا، فخصمك او نقيضك هو فى الاول و الاخر انسان مثلك، و الحوار لغة الانسانية، و الحرب المستمرة لغة الغابة.

ان الثورية فى أسمى معانيها هى التسامح و التجاوز حتى مع الخصم، و لكم في الأب مانديلا أسوة حسنة، فقد ترفع عن الانتقام، و الانتصار للذات، و إنتصر لقيمة أسمى هى الإنسانية فى أسمى معانيها عندما بسط يده للسلم و السلام و التسامح . و هنا لا نقول لينهى مسيرته بالسلام و لكن نقول حتى تظل مسيرته النضالية متجذرة راسخة فى صفحات التاريخ للاجيال القادمة، لذلك فضل ختمها بالتسامح و السلام و العفو و الصفح.

ثم ان إي حديث عن تدخلات أجنبية، و فرض أجندة خارجية هو فرض من التوهم، و يدور حول فلك المؤامرة لانه فى المقام الأول و الأخير ، السودان جزء من هذا العالم الكبير الشاسع الواسع، و لا يمكن ان يعزل السودان عن العالم فى قرية لوحده، و طالما أنه جزء من هذا العالم، فالعالم يتاثر بما يحدث فيه داخليًا خاصةً أمنيا و استراتيجيا…إلخ ، و ينعكس عدم استقراره فى اشتعال أزمات داخلية ينتج عنها الإرهاب و الهجرة و تهديد أمن الجوار، و بما أن أمن السودان من امن الجوار و الإقليم و ألعالم باكمله، فأن نظرية المؤامره هذه تجاوزها الزمن و الحديث عنها يصبح شئ من الوهم.

و ختامًا أن حسن النوايا يكون بالجلوس مع الخصيم و النقيض قبل الجلوس مع الصديق و الحليف، هذه هى السياسة و الدبلوماسية، لغة الحوار . و الإطلاع على الاتفاق الإطاري، و التشاور حول ما يمكن تعديله او اضافته او حذفه.
و مع العلم بان الحديث عن القضايا العالقة و الشائكة لا يمكن ان يكون خلال الفترة انتقالية، لآنها "فترة انتقالية" لا يمكن من خلالها حلحلت جميع مشاكل السودان و لكنها تمهد لضمان الحكومة المنتخبة التى تقوم بهذه المهمة ، اما تكرار الحديث عن المواضيع الشائكة و العالقة هذه سياسة "وضع العقدة فى المنشار".

نواصل للحديث بقية

07/12/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن|فيديوهات مرعبة! هل انتقلت البلاد إل


.. مصابون في قصف من مسيّرة إسرائيلية غرب رفح




.. سحب لقاح أسترازينكا من جميع أنحاء العالم.. والشركة تبرر: الأ


.. اللجنة الدولية للصليب الأحمر: اجتياح رفح سيؤدي لنتائج كارثية




.. نائبة جمهورية تسعى للإطاحة برئيس -النواب الأميركي-.. وديمقرا