الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إتجاه العملية السياسية ومتطلبات التغيير

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2022 / 12 / 8
الصحافة والاعلام


أولاً: عاشت بلادنا شهور طويلة من الخصومات الحادة مع النقاشات السياسية الجادة المتمظرة في مبادرات المكونات السودانية لحل الأزمة الوطنية، وأخيراً جلست الأطراف للحوار حتى تم توقيع الإتفاق السياسي الإطاري، الذي يمهد لفتح منبر حوار واسع في المرحلة الثانية بتسهيل من الآلية الثلاثية بغية مناقشة تفاصيل الأراء والروئ المطروحة حالياً حول قضايا السلام والعدالة الإنتقالية والديمقراطية ومهام وصلاحيات مؤسسات الحكم الإنتقالي وكيفية صناعة الدستور والإنتخابات وغيرها، ويجب إتباع وسائل مختلفة للخروج من دائرة الأزمة السياسية الراهنة دون إقصاء لأحد أو مجموعة مهما كانت درجات الخلافات السياسية، ويجب أن يكون المكسب الأساسي من هذه العملية للوطن والشعب قبل مكاسب الأفراد والمجموعات، وإذا خسر الشعب والوطن سيخسر الجميع، والكعس أيضاً صحيح.

ثانياً: إن ما تم إنجازه في الإتفاق السياسي الإطاري ليس كل ما نريد تحقيقه من الحوار؛ لكنه المتاح حالياً، ويُعد ذلك خطوة في إتجاه حل الأزمات السياسية ومواجهة التحديات الإقتصادية ومواصلة الإصلاحات الأمنية الهيكلية، وهنالك مسائل آخرى يجب الأخذ بها في الخطوات التالية من مشوار الحوار ومن بينها التوافق مع الذين رفضوا التوقيع علي الإتفاق الإطاري لأسباب مختلفة؛ فهنالك مخاوف وملاحظات يجب إزالة الغبار عنها لتحقيق أكبر إجماع حول تلك التحولات السياسية المفضية لإحداث الإستقرار في البلاد.

ثالثاً: قد يسأل البعض عن ضمانات تنفيذ ما تم الإتفاق عليه: نرى أن المشكلات السودانية معقدة للغاية ولا يمكن أن يتم حلها إلا بنهج "الحلول السودانوية لمشكلات السودان"، وبكل تأكيد الضمانات الدولية مطلوبة لدفع وتشجيع الأطراف للذهاب إلي منبر الحوار المباشر والمتكافئ، وفي ذلك قرأتُ بيانات الحكومات والهيئات الدولية والإقليمية المهتمة بشأن السودان بعد التوقيع مباشرةً؛ لكن أعتقد الضمان الأساسي لنجاح الحوار وتنفيذ الإتفاقيات المتمخضة عنه يتوقف علي رغبة وإرادة السودانيين أنفسهم؛ قبل سواهم، ويستوجب ذلك إلتزام سياسي وأخلاقي تجاه تحصين وتطبيق الإتفاق الإطاري والإتفاقيات الآخرى، ويقاس الإلتزام بالعمل لا القول فقط، وهنالك حاجة ملحة لمخاطبة التخوفات من نقض العهود والمواثيق، وتوفير الثقة بين الأطراف للإنسجام والشفافية في الحوار وتنفيذ الإتفاقية النهائية، وهذا ما نعمل لتحقيقه مع كافة الحادبيين علي مصلحة السودان.

رابعاً: يتوجب علينا جميعاً المشاركة الفاعلة والإيجابية في إنجاح مسألة تحسين المناخ السياسي العام من أجل مواكبة المتغيرات السياسية الجارية علي الساحة، ويتطلب ذلك من الإعلاميين والقوى السياسية بمختلف مشاربها العمل علي تجديد الخطاب السياسي والإعلامي في كافة المعاملات السياسية ووسائل الإعلام المختلفة، وهذه من المهام المشتركة بين المكونات العسكرية والسياسية والإعلامية والسودانيين الذين يعملون الآن في فتح بوابات الحوار الشامل لحلحلة مشكلات السودان، ويتطلب هذا الأمر إعادة ضبط البوصلة في مناضد التفاوض ومنصات الإعلام، وهي مسائل لا تنفصل عن بعضها، والفصل بينها سيقود لإرتداد يجب أن لا نصل إليه.

8 ديسمبر - 2022م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا