الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الإيزيدية إلى الكوردية3

شفان شيخ علو

2022 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


من الإيزيدية إلى الكوردية 3
 
إنا إيزيدي، إذاً فأنا كوردي! وأن أكون كوردياً، قد أكون إيزيدياً، إنما لا تكون الإيزيدية غريبة علي، ولا كانت ذات يوم، هكذا، غريبة علي، حتى إذا لم أكن إيزيدياً، فالكوردي لا ينكر اعتزازه بالإيزيدية التي تُعتبَر جزءاً حياً من تاريخه ككوردي، ومن الناحية القومية. وحين يحاول الأعداء التفريق بين كون أحدنا إيزيدياً، وكوردياً من دين آخر، والسكوت على الرابطية الأساسية بيننا، أي في الكوردية، فإنما يقدّرون جوهر النسَب المشترك، وقوته كوردياً .
وأن تكون الكوردية هي الخيمة الكبيرة التي تضم أدياناً وعقائد، كما هو حال مختلف القوميات في العالم، فإنما ذلك يعني العلاقة الصحيحة مع الواقع الحي واقع تنوعنا كوردياً.
وما يصلنا ببعضنا من آمال وآلام، هو الذي يؤكد هذا الاشتراك التاريخي العريق والأكيد .
إن شعور الإيزيدي بالثقة بنفسه، يرفع من مكانته، ويعطيه دفعاً قوياً ليخرج إلى الآخرين، وهو في قرارة نفسه أكثر تماسكاً، وأكثر تقديراً في أنظار الآخرين. والثقة هذه ليست دواء نشتريه من الصيدلية، أو نحصل عليها من طبيب أعشاب شعبي، أو وعظ أحدهم، وإن كنا بحاجة إلى أن نسمع لبعضنا بعضاً، إنما مصدرها النفس، وأساسها إيمان القلب وتفتحه، حينها تكون الإيزيدية في صورة أخرى، وفي موقع آخر، لأن الثقة اجتماعية ونفسية، وهي تضمن لنا، ونحن واثقون من بعضنا البعض، واثقون ممن يتحدثون باسمنا في الاجتماعات العامة، وفي أمكنة بعيدة، تعبيراً عما نتعرض له من مصائب ومن نكبات، وما نحتاجه لنستمر في الحياة، يكون الواحد هو أساس هذه الثقة واعتبارها السلاح الفعال في مواجهة حالات قهر كثيرة. إن أحدنا بدلاً من يتأفف، أن يتذمر، أن ينعزل عن الآخرين، وحتى يكون متوتراً مع أفراد أسرته، يكون هو أول المتضررين، والمؤثر سلبياً في من حوله، حينها أي قوة تبقى للإيزيدية التي يؤمن بها، وهي عاشت ألواناً من الغزوات، والنهب والسلب والتهب قديماً وحديثاً، ولكن الذي أبقاه قوياً هو إيمانه بإيزيديته، ولا بد أن هذا الإيمان الذي لا يمكن التشكيك فيه، يقوم على شيء أساسي ليس مصدره الخارج، وإنما الداخل: في القلب، ومن ثم في العقل الدقيق في نظرته .
ومعلوم للكل، كما أرى، وكما أعيش مع من حولي هنا وفي المغترب، أنا الإنسان الإيزيدي الذي لم يخجل يوماً من كونه إيزيدياً، بالعكس، أجد فيها معنى لوجودي، لأن الذي يستهدفونني، ويريدون إيلامي هدفهم التخلي عن ديني وعن عقيدتي، ولا أظن أن إيزيدياً قبل تغييراً لعقيدته، لأنه واثق من نفسه، ومن صلابة عقيدته بالمقابل.
إنما الأهم في ذلك، إذا كنا نتحدث في الثقة، وما يجب أن نسمّيه واقعاً، هو الكوردية التي تكون مستهدَفة أكثر، وكلّي إيمان أن الذين يحاولون الإساءة إلى الكوردية، لا يترددون في توجيه الأنظار، وكيفية النيل من الإيزيدية التي تكون جزءاً حياً وحيوياً ومصيرياً للكوردي الذي يؤمن بدين آخر، كما في حال الإسلام، لكن الإيزيدية تاريخياً تنتمي إلى دائرة تفكيره، طالما أن ليس للإيزيدية من انتشار، ومن حضور في نفس أي كان، إلا الكوردي، والعلامة القومية في ذلك.
لهذا، فأنا لم أشك يوماً بأن هناك اختلافاً ما بين كوني إيزيدياً كعقيدة، وكوني كوردياً كقومية، إنما هو غِنى لشخصيتي، ودعم مستمر لي، في مواجهة التحديات التي نتعرض لها جميعاً.
ولهذا، فإن شعور الإيزيدي النابع من ثقته بنفسه، وهو كوردستاني، وهو يتنشط في مجتمعه، ويتجاوب مع الذين يمثّلونه قيادياً: دينياً وقومياً، كما في إقليمنا الحبيب: إقليم كوردستان العراق، إنما هو شعور صحيح تماماً، شعور يشده إلى كورديته التي تعنيه ولا تعني سواه، وكم نحتاج إلى تقوية رابطة الثقة هذه، وهي تتطلب القليل من الأمل، للاستمرار في الحياة، وليس سوى هذا البسيط من قبس الأمل، وهو في أساسه حصيلة الثقة المشتركة، لنكون أكثر نجاحاً في الحياة .
لا مفر من اعتبار الكوردية مستقبلنا المشترك، ولا أشك أن هناك كثيرين مثلي يفكرون هكذا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الهجوم الإيراني على إسرائيل.. هل يغير الشرق الأوسط؟| المسائي


.. وزارة الصحة في قطاع غزة تحصي 33797 قتيلا فلسطينيا منذ بدء ال




.. سلطنة عمان.. غرق طلاب بسبب السيول يثير موجة من الغضب


.. مقتل شابين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغر




.. أستراليا: صور من الاعتداء -الإرهابي- بسكين خلال قداس في كنيس