الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البعد الإنساني في أدب بهاء طاهر(1935-2022م)

صبري فوزي أبوحسين

2022 / 12 / 9
الادب والفن



لا ريب في أن فنون السرد العربي تثبت كل يوم حضورها الإنساني الخاص والخالص؛ فهي فنون عبرت عن الإنسان، وخاطبت الإنسان، وحللت الإنسان، وكشفت الإنسان، ونقدت الإنسان، وجلدت الإنسان، وأبكت الإنسان، وأضحكت الإنسان، وحيَّرت الإنسان، وسجلت التاريخ الإنساني، ثم وصفت الحاضر الإنساني، ثم استشرفت المستقبل الإنساني، وما زالت مع الإنسان وفي الإنسان، وللإنسان.....
وقد عبرت هذه السرود العربية الصميمة عن ثنائيات دورية في البشر، من: (العامة والخاصة)، و(الفقراء والأغنياء)، و(السعداء والأشقياء)، و(النبلاء والحُقَراء)، و(الظباء والذئاب)... وهكذا دواليك، ومن ثم كانت هذه الفنون آسرة جاذبة محليًّا عروبيًّا وعالميًّا، وكانت سبب هيمنة الدراما إذاعيًّا وتليفزيونيًّا وسينمائيًّا على المتلقي مصريًّا وعربيًّا، ولا أدل على ذلك من سرود الرائعين المصريين الكبار: نجيب محفوظ، ويوسف السباعي، ويوسف إدريس، وثروت أباظة، وسعد مكاوي، وفتحي غانم، ونشأت المصري... وآخرين...
وأكبر دليل على ذلك البعد الإنساني في المشهد السردي المصري نتاج الكاتب الكبير قصصيًّا وروائيًّا وإعلاميًّا وثقافيًّا الأستاذ بهاء طاهر[13يناير 1935م-27أكتوبر 2022م]؛ فقد تنوعت أعماله إلى خمس مجاميع قصصية، هي (الخطوبة، سنة1972م)، و(بالأمس حلمت بك، سنة 1984م)، و(أنا الملك جئت، سنة1985م)، و)ذهبت إلى شلال، سنة 1998م)، و(لم أعرف أن الطواويس تطير، سنة2009م)، وله ست روايات، هي: (شرق النخيل، سنة 1985م) ، و(قالت ضحى، سنة 1985م)، و(خالتي صفية والدير، سنة 1991م ، و)الحب في المنفى، سنة 1995م و(نقطة نور سنة 2001م(، و(واحة الغروب سنة 2006م)، هذا إضافة إلى ترجمة مسرحية يوجين أونيل تحت عنوان(فاصل غريب) سنة 1970م، وترجمة الرواية العالمية (الخيميائي)، وهي رواية رمزية من تأليف باولو كويلو، نشرها سنة 1988م، تحت عنوان(ساحر الصحراء) سنة 1996م، وإضافة إلى تجربتين في النقد الموضوعي مسرحيًّا، وروائيًّا، في عَمَلَيْه(مسرحيات مصرية) سنة 1985م، و(في مديح الرواية) سنة 2004م، وكتاب في الفكر عن الثقافة والحرية، سنة 1990م...
ونظرًا لجدة رؤى كاتبنا (بهاء طاهر) وحداثتها، وجودة بنائه وتماسكه، وسحره في الوصف والحكي وتميزه في الحوار، نجده يحظى بكثير من الجوائز والتكريمات، لعل من أبرزها أنه حاز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة1998م، وحصل على جائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000م عن روايته الجهيرة(خالتي صفية والدير)، كما حصل على جائزة آلزياتور Alziator الإيطالية لعام 2008م عن روايته (الحب في المنفى)، كما نال الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) في دورتها الأولى عن روايته) واحة الغروب) سنة 2008م...
إن الأستاذ (بهاء طاهر) مثقف وكاتب رومانسي تنويري، يهيم مع الطبيعة والإنسان، وكان ذلك التوجه الفني لديه نابعًا من عدة مكونات ثقافية، منها أنه ينتمي (زمانيًّا) إلى جيل الستينيات وما كان يمر به من أحداث وصراعات وتقلبات، وقد انفعل بما بعدها من عقود لاسيما عقد التسعينيات! وينتمي (مكانيًّا) إلى بيئة الصعيد، وبيئة القاهرة ثم بيئات غربية عديدة، وينتمي (تعليميًّا) إلى التعليم المدني، وإلى تخصص التاريخ، إضافة إلى علوم الإذاعة والتليفزيون، وأن يمتلك اللغة الأجنبية، ومن ثم اطلع على التيارات الغربية الخاصة بالإنسان والدائرة فيه وحوله، كما كان للسفر إلى أوربا والغربة فيها زمنًا طويلاً الأثر الكبير في إبداعه!
وبسبب الإنسانية الطاغية على شخصية(بهاء طاهر) كانت له مواقف ثقافية ليبرالية ناضجة وفريدة وموقرة، وإن قلمه ساحر، وعينه لاقطة، يتقن الحكي بنسق سلس غير متسارع، واضح مباشر، وقد وصفه كاتبنا العظيم يوسف إدريس بأنه كاتب لا يستعير أصابع غيره، أي أنه مبدع خاص، يكتب ببنانه ما في جنانه، وتأتي كلماته سهلة، وأفكاره عميقة، سرده من القلب، ومن ثم يصل إلى القلوب والنفوس، إنه حقا له من اسمه كل نصيب(بهاء)، و(طاهر)، (بهاء) في أسلوبه، و(طاهر) في فكره، أو بتعبير آخر (بهاء الرؤيا، طاهر الرؤية)!
وإن قلنا: إن (بهاء طاهر) أديب إنساني في المقام الأول لا نكون مبالغين، يقول الناقد الكبير الأستاذ علي الراعي(1920-199م):" مشغول بهاء طاهر بروح الإنسان، دومًا يسعى إلى استرجاعها، إنقاذها من الهلاك، من الضياع، من القبح، من سطوة الكره، من وحل الأشياء، وغبار الزمان والمكان، مشغول انشغال القديسين والفنانين الكبار، يرى الماضي يسرع إلى النسيان، والحاضر يجري متحولًا إلى ماضٍ، فيستدعي كل عزمه، كل إحساسه المرهف، كل ذاكرته الحافظة الفائقة القدرة على التخزين، ليقيم من هذا كله سدًّا عاليًا يحول بين الزمن وبين أن يعدو على قيم يريد لها بهاء طاهر أن تظل باقية، لأنها أجمل ما تحمل روح الإنسان..."، ويقول الدكتور محمود أمين العالم(1922-2009م):" كتابات بهاء طاهر من هذه الكتابات الهامسة التي تنساب إليك في هدوء آسر بليغ، وتربت على مشاعرك في نعومة ورقة مهما بلغت حدتها الدرامية وعمقها الدلالي. إنه قصاص شاعر متصوف تفيض شاعريته وصوفيته برؤية إنسانية حارة تُغريك برومانسيتها الظاهرة عما وراءها من حكمة وعقلانية وإحساس عميق بالمسئولية والالتزام"....
ولعل صحبة أدب (بهاء طاهر) والارتحال معه والمفاتشة فيه، يقدم لنا قناعة أولى بذلك؛ فعندما نتابع مجاميعه القصصية نجد (الإنسانية) بعدًا رئيسًا عنده، ففي أولى مجاميعه القصصية المعنونة بـ(الخطوبة (والصادرة سنة 1972م، والمشتملة على تسع قصص، هى: (الخطوبة، المظاهرة، المطر فجأة، اللكمة، الأب، الصوت والصمت، بجوار أسماك ملونة، كومبارس من زماننا، و نهاية الحفل)، وظيفة الكشف الفني بادية حيث كشف خطايا الانسان و إبراز تناقضاته المثيرة لكل شجن وألم. عبر مواقف إنسانية صادمة تحدث لأبطال قصص هذه المجموعة؛ حيث نتابع موقف عريس يُفاجأ باتهام والد الفتاة له بأنه كان على علاقه بامرأة خاله، وفي أقصوصة (الأب) نقرأ موقف شاب وقع فى شبكة الزواج، وقرر الاستمرار فى المشروع بديلاً عن الانتحار.. وفي الأقصوصة(الصوت و الصمت) نجد موقف سيدة لعوب و علاقتها بابنتها الشاردة و الكارهة لها ، وفي أقصوصة (اللكمة)نجد موقف موظف يتعرض للكمة من شخص لا يعرفه فى مقر عمله ولا يعرف السبب، وكأني به يشير إلى حالة الكيد والمكر والخداع و(الأسافين) التي تشيع وتعيش في بيئة الموظفين، وفي قصة (نهاية الحفل) نتابع موقف الشاعر الشاب المتطلع الشغوف الذي يلتقى مع فنانين فى حفل عيد ميلاد ممثلة ويقابل من تمناها ولكن يصطدم من ردة فعلها المتعالية.... إننا أمام واقع إنساني مأخوذ أخذًا مباشرًا صريحًا بلا مكياج أو رتوش! واقع مترع بالمشاعر والعواطف الشتى التي تموج بها حياة الإنسان: حب، شوق، بغض، اعتداء، خيانة، غفلة، خداع، تجاهل، لا مبالاة...قيم ومشاعر وصراعات أجيال وبيئات ونفوس، متنوعة ومختلفة ومتضادة ومتكررة لا تنتهي! ومن ثم كانت النهايات مفتوحة قابلة لكل تصور وتوقع، تحاول إشراك القارئ معها وفيها...
وننتقل من الواقع البشري الشرقي إلى الواقع البشري الغربي، في مجموعة (بالأمس حلمت بك ( التي تتكون من خمس أقاصيص، هي(بالأمس حلمت بك، سندس، النافذة، فنجان قهوة، نصيحة من شاب عاقل)، ففي التجربة القصصية الولى نرى وصف صلة الشرقي بالغرب عامة مكانًا وإنسانًا، حياة وأحياءٍ، كيفية حياة شاب مصري عاش في عزلة ووحدة ووحشة، وفقد وطنه وأهله وما فيهما من دفء وأنس وأمن، ومن ثم تمرض روحه إلى أن تكاد تموت، على النحو الذي ذكر مفصلا في روايته(الحب في المنفى)! ولا تخلو هذه الأقصوصة من عجائبية الحلم، حيث البنت التي تحلم بصقر كبير، يضرب نافذتها بجناحيه، ويتطلع إليها بغضب، وهو ينقر الزجاج محاولاً أن ينفذ منه إليها ثم أتى (المهاجر) إلى الصقر فاحتضنه بقوة وأبعده عنها، وكأني بكاتبنا يرمز إلى الفارق بين الشرقي والغربي في الموقف من المرأة اغتصابًا وحماية، شراسة وأمنًا، إرهابًا وتأمينًا! وفي الأقصوصة (في حديقة غير عادية)نجد تجسيمًا لأمراض اجتماعية كثيرى مثل الحقد والنفاق وصداقة المصالح وضعف الشخصية وقول الزور والكذب وعدم الأمانة، كما ظهرت في أقصوصة (النافذة) ظاهرة استغلال القوي للضعيف، وفي أقصوصة(نصيحة من شاب عاقل) نجد علاقة الإيجابي بالسلبي من بني الإنسان، وأثر المخدرات على العلاقات الإنسانية، وقتلها لكل ما هو جميل في الإنسان، في شخصية العجوز النحيل ذي العينين الغائمتين، تغطيهما غشاوة وتفرز دموعًا صغيرة، ويمسح شفتيه باستمرار، ويسعل سعالا شديدًا بفعل الأفيون... والبناء الفني لهذه المجموعة القصصية إنساني في المقام الأول؛ فقد افتتح المجموعة بقصة بطلها (طفل) يزعج الجميع باستكشافه للحياة، ويختم المجموعة بـ(عجوز) تقبل على الحياة وتزعجها بروحها النشطة المتفجرة...
وفي مجموعة(لم أعرف أن الطواويس تطير ( نجد ست أقاصيص مختلفة؛ عن شبح الوحدة والشيخوخة وشعور الملل من الحياة، وإحساس الحنين الى الماضي، وآلام الغربة، وعن صراع الأجيال في علاقه الجد الهادىء البشوش والحفيد المشاكس الوغد من خلال هذا السؤال الدال(أنت اسمك إيه!)؛ وفي قصة (الجارة) أنموذج بشري مهضوم مقهور هو السيدة العجوز التى تريد الحرية، وتواجه من يحاول أن يسلبها متعة العيش، وتريد أن تعيش الباقى من عمرها كأنه ألف عام .وفي الأقصوصة (لم أعرف أن الطواويس تطير) بطل مثل حال الطاووس العجوز المتمرد الذى مل حياته وسأمها، يطير بعيدًا لأعلى فوق الأشجار ولكن عندما وصل إليه الصائد لم يقاوم شبكته ..استسلم كأنه كان ينتظر ..كأنه يلقى بنفسه مختارًا الشبكة لا الحرية!
ويستدعي(بهاء طاهر) التاريخ الإنساني المصري بحضوره الرمزي الموحي في مجموعة(أنا الملك جئت (، المكونة من أربع قصص قصيرة، هي(أنا الملك جئت/محاكمة الكاهن كاي نن، محاورة الجبل، في حديقة غير عادية)، وفي هذه المجموعة نجد عوالمها بشرية فريدة عن استيحاء الأساطير والتواريخ والحيوات المصرية العريقة العتيقة، عبر رحلة استكشافية إلى الصحراء الغربية، لمعرفة الفوارق بين الحياة القديمة والحياة المعاصرة، والبحث عن سبب السعادة والجاذبية في الحياة! وفي الأقصوصة الثانية نجد تصويرًا للطغيان والاستبداد بطريقة رمزية إسقاطية، إضافة إلى الصراع بين رجال الحكم ورجال الدين، في الثنائي المتجذر(آمون وآتون)، مع ثنائية الخوف والتقوى، والطموح والاتكالية...
ونترك عالم القصة القصيرة إلى عالم الرواية ونعيش مع الرواية الأشهر، والأذيع، للأستاذ (بهاء طاهر)، وهي (خالتي صفية والدير)، والتي طبعت عدة مرات وترجمت إلى العديد من اللغات، ومثلت في مسلسل تليفزيوني .
وهي تحكى عن "صفية" الفتاة القروية الجميلة والتى تقيم مع بعض أقاربها وتتطلع فى صمت لابن عمها مجازًا "حربى" الشاب القوي الوسيم، المليء بالحياة والكبرياء ولكنه لا يدرك مدى حب صفية له، بل يصل به الأمر أن يتوسط فى زواجها من "البك القنصل" الغني، صاحب المقام العالي فى القرية .وهنا توافق صفية على الزواج من "البك" رغم فارق السن الكبير، ولكنها لا تغفر لـ "حربى" أبدًا تجاهله حبها وتتوالى أحداث الرواية وتنجب "صفية" الطفل "حسان" وتحقق حلم "البك" الذى طال انتظاره، وتقع الكارثة، وهى محاولة الاعتداء على الطفل "حسان"، وهنا تأتى فرصة "صفية" من الانتقام من "حربى"، وتقنع "البك أن "حربى" هو الفاعل... وتتطور الأحداث فى تسلسل وانسيابية فى تصوير الحياة فى قرى مصر بنظرة شديدة الواقعية إلى أن نصل إلى نهاية الرواية.
والقيمة الإنسانية البارزة في هذه الرواية هي قيمة المواطنة في أسمى صورها، فهي إحدى الروايات القلائل التى صورت العلاقة بين المسلمين والمسيحيين وتعايشهم فى قرية واحدة من قرى صعيد مصر يجاورها جبل يحتضن ديرًا، وما بها من أحداث تجمعهم معًا فى صورة شديدة الواقعية للحياة، كما هى دون مبالغة أو إقحام أحداث دون داع، فنجد من مشاهد الرواية الشيخ الازهرى يصحب ابنه إلى الدير ليهنىء الرهبان بأعيادهم، والطفل المسلم يحمل كحك العيد إلى جيرانهم المسيحيين ، والقبطى الذي يرشد الفلاحين إلى كيفية الزراعة الصحيحة،.. وهكذا نلحظ في الرواية روابط عميقة ومتينة بين أهل القرية من المسلمين والمسيحيين، وبين الرهبان في الدير والاحترام العميق الفطري الذي يحمله القرويون لرهبان الدير، والمحبة الصادقة في قلوب الرهبان تجاه هؤلاء القرويين وتجاه الناس جميعًا، إضافة إلى المسيحي الذي يعد من أهم شخصيات الرواية، وهو المقدس"بشاى"، والذى كان أشهر أهل الدير فى القرية، وكان له الدور الرئيس فى إخفاء "حربى" فى الدير، وإنقاذه من انتقام"صفية"، كما أن حياة البطل (حربي) قد انتهت في الدير، الذي رمز ديني، واسم لمكان عبادة ورهبنة، ودعوة إلى قيمتي الحب والتسامح!
إن(خالتي صفية والدير) رواية تحمل رسالة حب وتسامح، تحمل-كما يقول أحد قارئي الرواية- رسالة فنية ماتعة وناصعة، تمنحنا الأمل في أن تتحول شجرة السم التي تنبت الكراهية إلى شجرة حب وتسامح طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء..!.مما يخفف من أوضار التعصب وأضرار العنصرية، وأخطار الاحتقان الطائفي؛ ونظرًا لأهميتها الإنسانية والوطنية تحول نصها إلى عمل درامي تليفزيوني سنة 1996م، ثم إلى عمل مسرحي، سنة 2010م!... إلى غير ذلك من الأعمال والنصوص الدالة على إنسانية أدب بهاء طاهر، وإنسانية شخصيته، وهو بعد فني ما زال يحتاج الكثير القراءات والمقاربات في أدب ذلكم العلم المصري الحي والحيوي... ولعلي بهذا العرض الموجز في هذا المقال أكون قد أسهمت في الاحتفاء بهذه الشخصية المصرية المبدعة والمؤثرة والشادية والبانية في صمت وهدوء وثبات وبهاء وطهارة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي