الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران: النساء والحجاب، انتفاضة متكاملة

نساء الانتفاضة

2022 / 12 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


خلال ثورة 1979، تم التأكيد على تشكيل حكومة للفقراء والمحرومين، وأكدت الانتفاضات الأخيرة ثراء كل من له ارتباط بالحكومات المتعاقبة، أو آيات الله أو المسؤولين الكبار. استنادا لثورة 1979 ،بقي الإسلام المنبع الوحيد لشرعية النظام وتبرير استمرار السلطة، وهي أسباب تجعل التراجع عن الحجاب امر غير هين.
أما واقع النساء فقد اتسم خلال 43 سنة الماضية ، بعدم المساواة في ظل قوانين مستمدة من الشريعة أو زمن الشاه ’’الزواج ،الطلاق والارث’’ كقوانين معادية للنساء. وفي مجال الشغل لا تتجاوز نسبتهن 13 بالمائة ، رغم أن 60 بالمائة من طلبة الجامعات نساء ، و البطالة النسوية في تزايد مستمر.
لقد كانت السنوات القليلة الماضية فترات صعبة بالنسبة للشعب الإيراني. فالخوصصة والاغلاق المستمر للوحدات الصناعية ،وفساد أجهزة الدولة جعل الوضع الاقتصادي في تدهور مستمر.هذا الوضع دفع سكان القرى الى الهجرة والسكن في الاحياء الهامشية وهو ما جعل اعداد سكان المدن يصل الى 80 ٪ ، في جانب أخر، وبسبب المضاربات، ظهر شح في المواد الأساسية ’’ الارز ، الخبز، المعكرونة’’ بالإضافة الى أزمة التضخم والحرب الأوكرانية، التي زادت حدة الفقر والتفاوتات الاجتماعية .
لقد وصف الوضع بالخطير بسبب الضغوطات الاقتصادية وانسداد الأفق و التبعية للرأسمال العالمي، ليس هذا فحسب، بل وإلى جانب الفقر المدقع ، هنالك الغنى الفاحش والتباهي والاستهلاك الفاخر لرموز النظام ، وهذا ما أجج غضب الشباب التواق للتغيير.
غني عن البيان أن هذه الازمة تتحملها النساء، وهو ما يدفع بهن الى شغل العديد من الوظائف المنتقصة القيمة والاجر، تلبية للحاجيات الضرورية ، في ظل إصرار النظام ممارسة مزيد من الضغط وطرد النساء من الفضاء العام.
خلال الأشهر الأخيرة ، تم تمرير العديد من القوانين المتعلقة بالسيطرة على عمل النساء وأجسادهن ، والتركيز على الحجاب في الأماكن العمومية ، بعيدا كل البعد عن حرية التعبير وحق التحكم في الجسد، وكذلك على القيم والمبادئ والمعتقدات واللباس والهوية ان تتماشى مع العقيدة الإسلامية وكل خروج عنها يعتبر ارتداداً ، يجوز فيه الحكم القطعي.
لقد جاء تعديل القوانين الاخيرة ،بعد 3 سنوات من المرونة في التعامل مع الحجاب ،فالحكومة السابقة ’’2013ـ2021’’ اتخذت موقفا اكثر مرونة ،سمح للنساء بالتنقل دون حجاب، لكن الحكومة الحالية أعادت القواعد الصارمة في ظل أزمة خانقة وتوتر واحباط عام .
في جانب أخر ،يعتبر قانون الأحوال الشخصية النساء مواطنات من الدرجة الثانية ،فـ "الفارسي، الشيعي" المنضبط للمعيارية الجنسية ، المنتمي للطبقة البورجوازية من يتمتع بشروط عيش باذخة تحددها المعايير السابقة ،و من لا تتوفر فيه هذه المعايير ، لا يعفيه الاختلاف من الانضباط لنواميس الطاعة ويكون مصيره التمييز والظلم، وعليه لا يحق للاكراد والعرب والبلوش... التمتع بالتعليم والحق في التعلم باللغة الام وحق الترشيح لرئاسة الدولة كما يحق للإثنية الفارسية، أما الحجاب فمفروض على جميع النساء بما في ذلك غير المسلمات، والجمهورية الإسلامية هي من يحدد شكل اللباس والمأكل والمشرب وكيفية ربط العلاقات الاجتماعية صورة قاتمة أدت الى الانتفاضة واحتجاجات جعلت النظام الإيراني في وضع صعب أمام عدم قدرته التراجع عن الحجاب والمكانة التي منحه إياها.

جميلة سعدون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف