الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وظيفة المآساه اليونانية(آرسطو)

نانسي كايزن
د نانسي كايزن دكتوراه في فلسفة الفنون

(Dr Nancy Mohammed Aly)

2022 / 12 / 9
الادب والفن


عرف آرسطو في كتابه فن الشعر" فقال
انها محاكاه لفعل تام نبيل لها طول معلوم بلغة  موزونه بألوان من التزيين تختلف وفقا لإختلاف الأجزاء وهذه المحاكاه تتم على أيدي أشخاص يفعلون لا عن طريق السرد،  وتثير الخوف والشفقه فتؤدي إلى التطهير"
والمآساه وفقا لهذا التعريف تصور قصه بطل عظيم تنتهي حياته بفاجئه وأهم خصائص وسمات هذا البطل هي أنه يجب ألا يكون فاضلا تماما او شريرا كليا أو عاديا  للدرجه القصوى وإنما تتوافر فيه نقطه ضعف إنسانيه أو قصور في الادراك يؤدي الى هلاكه .والمآساه تثير في نفوس المشاهدين الشفقه عليه والخوف من مصيره، وبذلك تتحقق وظيفه المآساه الأساسيه وهي تطهير نفوس المشاهدين بأن تحذرهم من الأفعال التي وقع فيها البطل التراجيدي  سواء كان يقصدها ان المنحنى الاساسي العام في التجربه التراجيديه هو الذي يحققه هنا الاثر الفني في نفوس المشاهدين وهو المحرك لاثاره العواطف والحوادث في تتابع ادرامه وذلك نتيجه للشكل خاص والفن التراجيدي
• عناصر المآساه اليونانية من الناحية النقدية:-
تتكون المآساه اليونانية من سته عناصر رئيسية ، يذكرهم كما يلي
القصة ، الشخصيات ، اللغة ، الفكرة ، المشهد، الإنشاد
ويري آرسطو أن أسلوب إستخدام هذه العناصر هو الذي يميز مآساه عن غيرها وشاعر عن آخر
أولا القصة:-
تعتبر القصة أهم عناصر المآساه السته ، وتعرف بأنها ذلك البنيان الذي يحتوي علي فعل رئيسي واحد له بداية ووسط ونهاية .
ويعرف آرسطو البداية بأنها لاسبقها شيء بالضرورة ، ولكن يقع بعدها شيء
أما الوسط فهو مابذاته يسبقه شيء ويعقبه شيء آخر
إما النهاية فهي الأحداث التي تقع بعد أحداث أخري بالضرورة ولكن لايقع بعدها شيء ، وهذا الجزء الأخير هو الذي يقدم الحل
وقد أطلق النقاد المحدثون علي هذه الثلاثية العضوية( البداية، الوسط .النهاية) اسم الخط الدرامي ويتطور هذا الخط نتيجة للتغيرات في التوازن بين الإرادة الإنسانية ومصيرها المحتوم
أما الخط الدرامي فقد لخصوه في الخطوات التالي :-
1- المقدمة
٢ -فعل يؤدي إلي التصاعد
٣ الذروة
٤فعل يؤدي إلي تخفيف التصاعد
٥ الحل
أما الحجم فله ثلاث شروط
١ لابد وأن تقوي الذاكره علي وعيه بسهولة
٢ لابد وان يسمح لسلسلة من الأحداث أن تتابع وفقا للإحتمال والضرورة معبرة عن التحول في مصير الشخصية المأساوية
ونستخلص عن ذلك أن الدراما لابد وأن تتوافر فبها أركان ثلاثة :-
١ -أجزاء الفعل تقوم علي الترتيب المنطقي ( بداية، وسط ، نهاية)
٢ يجب أن تتحرك أجزاء الفعل في خط درامي يتسم بالتطور والتصاعد
٣ يجب أن تكون للقصة حجم معين
ثانيا الشخصيات:-
يري آرسطو أن هناكعناصر أربعة لابد من توافرها عند بناء الشخصية
١ النبل : ذلك حتي تكون الشخصية أكثر تأثيرا في علم النفس ، فلقد أدرك الإغريق أن الفاجعة عندما تحل بإنسان عظيم مرموق تكون أكثر تأثيرا في نفس المشاهد مما لو حلت بشخص عادي مغمور، كذلك فإن وعي الشخصية الزائد بإمكانيتها وقدراتها يضعان علي عينها غشاوة من الغرور والغطرسة
٢ التوافق: يقصد به الملاءمه بين سلوك الشخصية وجنسها
٣ التماثل: يقصد به التماثل بين قول الشخصية وفعلها
٤ الثبات: يقصد به ثبات الشخصية علي موقف واحد، حيث لاينبغي أن يتحول سلوك الشخصية فجأة من موقف إلي موقف آخر .
ثالثا الفكرة:-
والمؤلف يثير هذه الفكره عندما يلقي بها علي لسان أحد الشخصيات ويدع المشاهد أو القاريء يستمتع بمواقف صراع شخصيات المسرحية حول تلك القصه ، وتتبلور الفكره وتتحدد من خلال هذا الصراع بينما يستتر المؤلف وراء كلمات الشخصيات المتعارضه ولايكشف عن نفسه حتي لاتكون دعوته الفكره دعوه صريحه واضحه
وقد حدد آرسطو المنهج الذي ينتهجه الشعراء للتعبير عن الفكره. وذلك أن الفكره تطهر في حديث الشخصيات عندما تبرر أمرا ما توضح رأيا، وعلي هذا فإن اللغة هي الوسيلة التي تعبر بها الشخصية عن فكرها وتبرر عن طريقها سلوكها وأفعالها. وكذلك ترتبط الفكره بسلوك الشخصيات وأفعالها إرتباطا وثيقا.
نستخلص مما تقدم أن هناك علاقة وثيقة بين الفكرة وكل من اللغه والشخصية والفعل حيث أن الشخصية تستخدم لغه وتسلك سلوكا يعبر عن الفكرة .
وعلي ذلك فإن فكره المسرحية تظهر في الآنعكاسات الفكرية لحديث الشخصيات في برهتهم علي أقوالهم وأفعالهم. يمكن القول أن الفكرة هي تبرير الأفعال أو تعليل حدوثها وهي تتجلي في مواقف الأختيار.
رابعا اللغة:-
عقد آرسطو الصلة بين الفكرة واللغة ، وبين أهمية اللغه بإعتبارها الوعاء الذي يحوي الفكره والوسيلة التي تعبر عنها ، وتتصل اللغه بالمشاعر والعواطف كذلك ويجب علي المؤلف أن يتخذ كل أنماط اللغة مما يهيء له التعبير عن فكرته وأنماط اللغة هي الأمر والنهي والتمني والسرد والتهديد والسؤال والجواب، وكذلك يجب أن يتنبه إلي الملائمة بين نوعية الشخصيات ولغتها.
خامسا الأناشيد الكورالية:-
يقصد بها الأناشيد التي تغنيها الجوقه سواء في مستهل دخولها إلي الأوركسترا أو بين المقاطع التمثيلية وهذه الأناشيد قصد بها تخفيف حده التوتر في الأحداث أو الترفيه عن المشاهدين وتختلف قيمه وأهمية هذه الأناشيد الكورالية من مآساه إلي أخري من حيث صله كلماتها بالأحداث.
سادسا المشهد المسرحي:-
يقول آرسطو أن المشهد المسرحي يجذب المشاهدين ويمنعهم، ومع ذلك فهو أقل عناصر المأساه أهمية عند آرسطو لأنه شيء لايتصل بالنص وإنما يتصل بحرفيه الإخراج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة