الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وجهة نظر شخصية في المؤسسات الدولية الحقوقية

نهاد القاضي
كاتب

(Nihad Al Kadi)

2022 / 12 / 9
حقوق الانسان


اليوم التاسع من ديسمبرهو اليوم الدولي لاحياء وتكريم ضحايا الابادة الجماعية ومنع هذه الجريمة والعاشر من ديسمبر هو اليوم العالمي للاعلان عن لائحة حقوق الانسان قبل 74 عاما
يؤسفني ويحزنني جدا انني اعاني منذ فترة من ازدواجيات التعامل في حقوق الانسان وشعور بعدم الصدق في المؤسسات الدولية العالمية المختصة في مبادئ حقوق الانسان، ارى بام عيني اضطهاد الشعوب والقوميات والاقليات واتباع الديانات، وللاسف لا ارى التحرك الجدي لهذه المؤسسات الدولية في حل الاشكالات او حتى محاسبة بسيطة لمقترفي الجرائم من الانظمة الحاكمة، وصلت الامور الى استخدام الاسلحة الكيمياوية ضد بعض الشعوب ولم تحاول منظمة حظر الاسلحة الكيماوي OPCW من الاعتراف او حتى متابعة الموقف والكشف عنه او حتى كلمات ادانة. ارى المسيحيين والايزيديين ينالون تعاطف برلمانات الدول الكبرى باقرارهم الابادة الجماعية لهم ولكنهم لحد اليوم لم يجنوا من ذلك الا الكلام والتعاطف، لا بل لاحظنا ان رئيس الامم المتحدة في منتدى الاقليات الخامس عشر وبعد مرور ثلاثين عاما على تأسيس هذا المنتدى الذي يسمح به للمنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية ان تدلي بدلوها في المنتدى حيث شاركنا فيه لعدة سنوات ولكنني لم اشارك في المؤتمر الاخير في 30 نوفمبر الى 2 ديسمبر رغم حصولي على موافقات المشاركة، وجدت المشاركة هي فقط ان نتكلم عن مآسي وابادات جماعية في نص يكتب والمجال لقراءته دقيقتين فقط او دقيقتين ونصف لا اكثر. كيف لنا ان نصور الاضطهاد والابادة خلال دقيقتين وعند متابعتي للنقل المباشر للمؤتمر من جنيف بهو الامم المتحدة حيث شارك احد زملائي المتابعين للقضايا الحقوقية للكورد والاقليات وهو الاستاذ عزيز كالو شاب وناشط حقوقي شعلة نار في تواصله وعلاقاته ومتابعاته المكوكية في الامم المتحدة شخصيا معجب بادائه ونشاط، قدم هذا الشاب كلمته عن معاناة الشعب الكوردي في شمال وشمال شرق سوريا وسماها روژ ئاڤا والعراق وشنكال وتطرق الى الظلم والاضطهاد الذي يعانيه الكورد والايزيديين ولكن تم مقاطعته خلال الدقيقتين لثلاثة مرات بسبب اعتراض ممثلة النظام السوري في الامم المتحدة لمرتين مدعية لا توجد منطقة في سوريا اسمها روژ ئاڤا لان هذا الاسم هو اسم المنطقة باللغة الكوردية وعارضت كلمات الناشط عزيز كالو، وبعدها تطرق الاستاذ عزيز الى وضع الكورد في ايران وتظاهرات ژن ژيان ازادي اعترض هذه المرة ممثل ايران وبعدها حجب زميلنا عن اكمال كلمته لانه ذكر اسم النظامين السوري والايراني واتهامهما بالاضطهاد وذكر ان الامم المتحدة لا توافق على ذكر كلمة النطام يجب ان تذكر الحكومة وليس النظام . وقد عانى الكثير من المتكلمين من المقاطعات بسبب ذكر اسم المدن باللغة التي يتكلمون فيها ومن هؤلاء المتكلمين من الاهواز والصين وغيرها . يتضح ان الامم المتحدة تريد منا في هذا المنتدى فقط الاشادة باعمال المنتدى والانظمة وان كان هناك حكومة فاشستية يجب علينا عدم ذكره وابقاء الموضوع مبني على مجهول .
أنهي قصة زميلي هنا الذي حاول ان يوصل صوت شعبه الى أروقة الامم المتحدة حيث كلنا نتصور هناك في هذه المؤسسة من يدافع عن الشعوب، لقد رويت هذه الحادثة البسيطة وهناك حوادث كبيرة اخرى منها ما يزيد في الطين بلة ان رئيس المنتدى تطرق في هذا المؤتمر الى وضع المسيحيين وقال ان المسيحيين قد تعرضوا للارهاب واعمال اجرامية وللاسف لم يقول ان المسيحيين قد تعرضوا للابادة الجماعية هل هناك من يفسر لي هذا الموقف رجاء. ومن الحوادث الكبيرة ايضا اجتياح روسيا لدولة أوكرانيا الجارة بسبب ضغط الدول الاوروبية واميركا واستفزاز روسيا ورئيسها جعل الاخير يضرب ضربته ويهدد اقتصاد العالم ويزيد في فقر الفقراء الى درجات عالية والان الدول الاوروبية واميركا يحاولون ترميم الاوضاع في وقت زهقت ارواح بشرية كبيرة بين الطرفين، ناهيك عن الدمار في البنى التحتية الأوكرانية، وليس هذا فقط بل اجتياح تركيا لسوريا والعراق اقليم كوردستان وتثبيت ثكنات عسكرية مدججة بالاسلحة الثقيلة ناهيك عن قصفها المستمر للقرى والمدن في الاقليم، وهكذا الحال مع ايران وقصفها وتهديدها للامن في اقليم كوردستان كل ذلك بحجج متابعة احزاب كوردية معارضة لانظمة الدولتين الجارتين، والحقيقة هي حقدهم الكبير على الاقليم ونواياهم واضحة لشعب كوردستان الغاضب على قياداته الصامتة على هذا القصف التي تنتظر تحرك الحكومة المركزية في العراق لصد الهجمات في حين بيدها الكثير من المواقف التي تستطيع بها ايقاف هذا القصف، ولا ننسى ان ممثلة الامم المتحدة السيدة جنين بلاسخارت التي تزور الاقليم بين فترة واخرى وكذلك زيارتها الاخيرة الى النجف وارتدائها الحجاب اثناء مقابلتها المرجعية الشيعية السيد السيستاني بالعباءة العربية والحجاب في حين تحرق نساء الشعب الايراني من الكورد والايرانيات وغيرهم الحجاب في تظاهرات مصحوبة بالقتل والاعتقالات للنساء والرجال الهاتفين من اجل الحرية والمراة والحياة اي ممثلة للامم المتحدة تضع الحجاب احتراما للمرجعية في وقت شعب ايران رافض لهذا الحجاب. قد تكون الامم المتحدة قد قدمت خلال ال74 عاما الماضية بعض الاجراءات في مجال حقوق الانسان ولكنها حقيقة لم ترتقي الى تطبيق لائحة القوانين الموجودة في الامم المتحدة ومجلس الامن نفسه، بل نرى الكثير من بنود هذه اللائحة مركونة على رفوف المؤسسات الحقوقية واقصى ما نسمعه من الامم المتحدة هو قلق بسبب الانتهاكات الى درجة اصبحت الامم المتحدة تعاني من مرض القلق المزمن .
آسف جدا على الاطالة ولكنني ارى نفسي ملزما منذ ايام ان ادلو بدلوي واضع افكاري و وجهة نظري التي قد لا ترضي الكثير ولكنني اعلن عدم ايماني بجدية عمل المؤسسات الدولية الحقوقية شخصيا اراها مجرد مؤسسات تمتص غضب الشعوب وتهدئهم بامل وقرارات و ووعود لم تتحقق منذ 74 عاما.
ما ذكرته اعلاه وجهة نظري الشخصية في المؤسسات الدولية الحقوقية لاعلاقة له بالمنظمات التي اعمل فيها.
اخيرا نقول ---------- ابادوا الامهات وبقى الاطفال بحلم الوعود والقرارات ------------ الحرية والحقوق لا تمنح بل تؤخذ وتنتزع من جلد الطغاة، فمن هو مؤمن بذلك عليه ان يستجيب للقدر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا: فض اعتصام الطلبة بالقوة واعتقال نحو 300 متظا


.. تقارير: الجنائية الدولية تدرس إصدار أوامر اعتقال بحق قادة من




.. ترحيل اللاجئين.. هل بدأت بريطانيا بتفعيل خطة رواندا؟ | #ملف_


.. Thailand: How online violence and Pegasus spyware is used to




.. التونسيون يتظاهرون لفلسطين في عيد العمال