الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى السيّد بافل الطلباني مع التحيات

محمد حمد

2022 / 12 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تحية طيبة، وبعد:

لا اظنني في موقع يسمح لي باسداء النصائح لأحد. وقبل كل شيء لشخصكم الكريم. ولكن، قلت في نفسي، دعني احاول واجرّب حظي. ففي كل محاولة ثمة نسبة من النجاح، ونسبة من الفشل ايضا.
سيدي الكريم، أن علاقة حزبكم بحزب الإخوة الأعداء في اربيل علاقة مسمومة بمختلف أنواع السموم. تتّسم منذ سنوات طويلة بالتوتر الشديد والصراعات ،ما ظهر منها وما بطن، والخلافات حول كل شيء سواء في الاقليم أو في المركز في بغداد. تختلفون على الكثير من الأمور. وتتفقون على القليل القليل منها. تعيشون بشكل يومي ما يمكن وصفه بالحرب الباردة. ولا يمرّ يوم واحد دون اتهامات متبادلة وتصريحات نارية ضد هذا أو ذاك من قيادات احزابكم. فضلا عن المنافسة السياسية الغير نزيهة التي تمارسونها مع بعضكم البعض في أكثر من مجال وحول كل شيء تقريبا.
وفي رأيي المتواضع جدا لا يمكن اصلاح ما بينكما حتى لو نزل وحي من السماء خصيصا لهذا الغرض. فانتم في واد وهُم في واد آخر. وان اتفاقكم الظاهري مع حزب السيد مسعود البارزاني هو فقط لتشكيل تحالف ضد الآخرين، ولتقاسم ثروات وخيرات الاقليم. وليس لوجود قواسم مشتركة بينكما. وان ما يجمعكم هو قليل جدا مقارنة بما يفرّقكم، كما أثبتت السنوات الاخيرة. إضافة إلى ذلك لا يمكن نكران وجود صدام وتناحر متراكم منذ زمن بعيد بين عائلتين متنفّذتين تملكان حزبين سياسيين وقوات عسكرية خاصة بهما. وهي سيدي الكريم حالة غريبة ونادرة جدا في عالم السياسة في عصرنا الراهن. ولم يجنِ شعب إقليم كردستان العراق غير المزيد من الفقر والعوز (والجهل أيضا) وفقدان الثقة والأمل بكم، كحكومة وكاحزاب سياسية. فهل سأل حضرتك نفسه هذا السؤال: إلى متى سيستمر هذا الوضع: وضع اللاحرب واللاسلم بينكما ؟
واسمح لي هنا ان اوجز بعضا من "النصائح" لعلّكم تجدون فيها ولو ذرّة واحدة من الفائدة والمنفعة للجميع. لكم، ولحزبكم وللشعب العراقي جميعا، من زاخو وحلبچة إلى الفاو وقلعة سِكر في الناصرية:

- اربطوا كل شؤونكم المالية والإدارية والأمنية مباشرة مع الحكومة المركزية في بغداد. قد تخسرون بعض الامتيازات والمكاسب في الاقليم ولكنكم سىتربحون اضعافها في بغداد. سوف تكسبون محبة ودعم وتأييد جميع العراقيين بدون استثناء. ستكسبون العراق دولة وحكومة وشعبا، واحزابا أيضا.
سيدي الكريم أن العراق باقٍ كدولة وكوطن للجميع. وان الأنظمة والحكومات راحلة وزائلة. وهذا ما يجب أن تضعونه نصب أعينكم كل يوم.
- فكّوا ارتباطكم بالحزب الديمقراطي الكردستاني في اربيل. قبل أن تتحولوا إلى مجرد صدى خافت لصوته الغليظ. وتابع لا يحسب له حساب. ومنفّذ لشروطه واوامره. فانتم لستم ملزمين على الركض خلفه والموافقة على كل خطواته والانسجام مع مزاجه. أن استقلاليتكم سوف تجعلكم في موقع قوة لها وزنها. وتمنحكم حرية اكثر للمناورة وامتلاك زمام المبادرات. واتخاذ القرارات الصائبة .ولا تخشوا من خسارة حفنة أصوات انتخابية في داخل او خارج الاقليم. فسوف يعوّضها لكم الشرفاء والمخلصون من ابناء جلدنكم.
- حاولوا الحصول على حقوقكم "المشروعة" كعراقيين اولا واكراد ثانيا. وليس كاكراد فقط، كما تفعلون الآن. فانتم لستم غرباء طارئين في هذا البلد. ولستم ضيوفا ثقلاء عليه. انتم جزء أساسي من العراق أرضا وشعبا ودولة. شاء من شاء وأبى من أبى. وما عليكم سوى التخفيف من حدة "النزعة القومية" في خطاباتكم وفي تعاملكم مع بقية العراقيين، ساعين في نفس الوقت إلى اعلاء شأن الانتماء إلى العراق. فالاننماء إلى وطن اخي الكريم، لا يقلّل من شأن الانتماء إلى قومية أو ديانة أو طائفة.
- افتحوا صفحة جديدة في علاقتكم مع القوى والأحزاب العراقية في بغداد، واجعلوا ساحة عملكم ونشاطكم بغداد مدينة السلام. وليس محافظة السليمانية فقط. وتعاملوا مع الآخرين كعراقيين يفتخر بكم العراق وتفتخرون به. لكم ما لكم وعليكم ما عليكم. في السرّاء والضرّاء. واجعلوا من المواطنة العراقية هوية لكم سواء في الاقليم أو في المركز.
- طالما أن الدستور العراقي يسمح بذلك، فبامكانكم تشكيل إقليم خاص بكم في المناطق التي تتواجدون فيها. ولماذا لا؟ وفي هذه الحالة يمكنكم إدارة خيراتها وثرواتها بالاتفاق مع حكومة المركز من أجل خدمة الشعب الكردي في تلك المناطق. خير لكم من "الاستجداء" من حكومة الاقليم التي تعاملكم كخصوم، واحيانا كاعداء. أن انفصالكم إداريا عنهم سوف يمنحكم ورقة ضغط قوية ومهمة جدا ضد غريكم في اربيل. بل وضد كل غريم محتمل في المستقبل.
اخي الكريم، ان الشعب الكردي في افليم كردستان العراق بحاجة الى نقلة نوعية في حياته اليومية، وتغيير ملموس في ادارة شؤون الاقليم. وكفاكم لقاءات عبثية ومفاوضات عقيمة وعزائم مجاملة على سبيل ردّوا التحية باحسن منها !
اتخذوا القرار الصائب والخطوة المهمّة التي ينتظرها الجميع منكم.
قبل أن يفوت الاوان !
.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |