الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بصراحة .. مع الناقد الفني فيصل صوفي - المشاكس (62) - صفحات من أوراقي الصحفية

السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)

2022 / 12 / 10
الادب والفن


رحلة في رحاب الكاتب السيد حافظ
- المشاكس- (62)

18/1/1983
جلسة ثقافية
بصراحة .. مع الناقد الفني
فيصل صوفي
ورئيس تحرير مجلة الفنون اليمنية
حينما يكون الآدب عظيمًا يهيىء للناقد نقدًا سليمًا !!
 كتب السيد حافظ
فيصل صوفي الناقد اليمني المعروف رئيس تحرير مجلة فنون
لقد استطاع فيصل صوفى أن يتميز على غيره من النقاد .. تشعر أمام قلمه إنه قلم مشع على درجة كبيرة من المعرفة ويمتلك روح ونبض فى اقتحام فكر القارىء ويحترم عقلية المواطن العربي ولا يستغل كونه رئيسًا للتحرير فى ممارسات نرجسية بل تجده بين صفحات المجلة أحد الجنود ..
سألت الناقد اليمنى فيصل الصوفي :
يعيش الإبداع العربي حالة من الإنحسار متمثلة فى جيل قبل نكسة 1967 .. ونحن أمام جيل يولد من جديد بعد حرب 1973 إلى أى مدى يمكن تصور الأدب المستقبلي وحقيقة هذه المقولة ؟
- حقا لقد ارتكس معظم أدباء جيل ما قبل نكسة 1967م فى هوة إنحدارية سحيقة بفعل عدد من الإعتبارات الذاتية الموضوعية ، لعل من أهمها :
أولًا : غياب النظرة الأيدلوجية لفهم جدلية القوانين الموضوعية الديناميكية فى سباق حركتها التاريخية المتقدمة على صعيد المتغيرات الاجتماعية والسياسية والفكرية فى الوطن العربي .
ثانيًا : الإرتباط البرجماتي بالمصالح الطبقية الجذرية للقوى السياسية " الوسطى " والمسيطرة على مقدرات الشعوب العربية الفقيرة .
ثالثًا : الإحساس النفسي المروع بفداحة المصاب القومى و إيثار السلامة والتوقف والتراجع بتعبير " الإنحسار " عن نقاط التصادم الاجتماعي مع الأشكال اللا تاريخية على صعيد الوعي والممارسة والسلطة والقبيلة والعشيرة والدولة ، ولكل تلك الإعتبارات سالفة الذكر فقد كان من الطبيعي أن يتراجع عدد كبير من أدباء السلطة عن مواقعهم الإبداعية المتقدمة فيفقدون رصيدهم الأدبي العريض ويخسرون ثقة الجماهير الكبرى بهم ، أما عن إبداع جيل ما بعد 1973 انبثق تاريخيًا عن الخصوصية الذاتية للظروف النوعية التي اتسمت بها المرحلة التاريخية بشتى متغيراتها الطبقية والسياسية والأيدلوجية الجديدة وكان من الضرورى أن يتوالد الأدباء الطليعيون بل ويتناسلوا ويتكاثروا ليملأوا الرقعة الشاسعة من خارطة الإبداع العربي المعاصر ، أما عن " أدب المستقبل " فلا يمكن تصوره بمعزل عن السباق التاريخي لحركة الجماهير العربية الثورية باعتباره أحد أشكال المتغيرات الفنية الطبقية الجديدة التى تحققت على صعيد ( وعي ) الأديب العربي بدوره الطليعى الحاسم فى قيادة الجماهير نحو أفاق التحول الاجتماعي المرتقب ( فأدب المستقبل ) هو بالضرورة أدب الجماهير ينبثق عنها ويتجه إليها ويتقاطعان عند هدف تاريخي مشترك .
الكاتب الموقف أصبح يعاني من ضغوط تصل به إلى حد الإنتحار الإبداعي أما السقوط في المباشرة أو الصمت أو الجنون بماذا تعلل هذه الحالة ؟
- أفسر تلك الحالة فى ضوء عاملين رئيسين أولًا ضراوة الأنظمة العربية المتخلفة وفظاعة أجهزتها الطبقية القمعية .
ثانيًا عجز الأديب عن ممارسة فعل التغيير الإبداعي الثوري في واقعه الموضوعي بوضعه الفردي المنعزل عن الجماهير وطليعتها الثورية فى الوقت نفسه وكثير من الأدباء العرب إما أنه قد انزلق نحو منحدر المباشرة الفنية الفجة أو يكون قد فقد صوابه فانكفأ على ذاته فى منولوج داخلي حزين . ومن الطبيعى أن يعجز الأديب العربي الذى يتبنى موقفا فرديًا عن مواجهة بطش السلطة العربية المتخلفة وقيادتها المتقدمة المناضلة ، والأديب من خلال إلتزامه يستطيع أن يوظف قواه الذاتية ومهاراته العقلية وقدراته الذهنية ومواهبه الإبداعية من إسقاط تلك الأنظمة السياسية الرثة .
الفيديو .. التلفزيون .. أبعدا الناس عن الأدب فكيف نواجه هذا الجهاز الخطير؟
- فى البدء أسمح لي أن أشير إلى أن الأدب قد استفاد كثيرًا من المنظور التقني الكبير الذي طرأ على الوسائل السمعية البصرية المختلفة من فيديو وتلفزة ، فأصبح بمقدوره الإنتشار جغرافيًا بصورة أكبر من خلال ما يقدمه لتلك الاتصالية الحديثة والمنظورة من مواد أدبية وفنية مختلفة .
وصدقنى إن " للكتاب وللأدب جماهيره المتعطشة إليهما فى خلوة مع النفس " فالمواطن العربي ليس متفرجًا فقط ولكنه قاريء أيضًا و أعتقد أن الكتاب مثله مثل أي سلعة اقتصادية أخرى يتوجب العناية بشأنه شكلًا وموضوعًا .
الحركة الأدبية فى اليمن الديمقراطي كيف تكون بين حالتي المد والجزر ؟
- الحركة الأدبية فى اليمن الديمقراطي جزء لا يتجزأ من حركة الأدب العربي المعاصر وما ينطبق على هذه من سمات يسيرة على تلك بصورة أو بأخرى مع فارق نوعي بسيط يكمن فى طبيعة المنشأ الموضوعي للأدب اليمني الحديث. نحن الآن لدينا أدب ثوري طليعي ينبثق من واقع معاناة الجماهير وتشوقها للمستقبل الرائع وعبر حركة التواصل والتجاذب والامتداد – الديناميكية التى شهدها واقعنا الأدبى اليمني المعاصر ثم فرز كافة الأنماط الإبداعية التقليدية وتجاوزها وتخطيها بصورة انتقادية ثورية خلاقة استمدت من الموروث الوطني القديم أصالته الإبداعية ومزاياه المشرقة ومن الحاضر الجديد روحه المستقبلية المتقدمة الوثابة فانبثقت أنماط إبداعية ذات هوية نوعية جديدة عكست الوجه التقدمي المشرف للأدب اليمني الحديث وعلى سبيل المثال لا الحصر .. أذكر في مجال الشعر محمد سعيد جرادة – إدريس ضبلة – عبد الرحمن فهمي و آخرون وفي مجال القصة أحمد محفوظ عمر – سعيد علوقي – علي صالح عبد الله و آخرون .
النقد الادبى فى اليمن الديمقراطية كيف تنظرون الى مستواه الراهن ؟
- لا يزال النقد الأدبي في اليمن يمر بمراحله التأسيسية الأولى عن طريق إنضاج أدواته المنهجية ورؤيته الجمالية و الأدبية والفكرية من أجل ترسيخ ملامح نقدي علمي متطور يرتبط بحركة الإبداع اليمني المعاصرة والمنبثقة عن الواقع الموضوعي الجديد . فالنقد في اليمن لا يمتلك إرثًا تاريخيًا تأسيسًا يؤهله لتأصيل وتحديد هويته الإبداعية الجديدة بل هو شكل جديد ولد مع مطالع السبعينات . ونما بشكل تدريجي وبصورة جنينية طموح لخلق تقاليد نقدية نظرية مواكبة لحركة المتغيرات ويعتري الأدب من مظاهر القوة والضعف فحينما يكون الأدب عظيما يهىء الناقد لأن يخلق نقدًا عظيمًا كذلك . ومن أبرز نقادنا د. سالم بكيرود ود. حسن عزعزي والشاعر عبد الرحمن فخري

نبذة شخصية عن حياة الناقد الادبى اليمني
( فيصل صوفي )
 من مواليد 14/اكتوبر 51م فى م/عدن .
يشغل حاليًا وظيفة ( رئيس تحرير مجلة الفنون ) ومركز
( رئيس لجنة مراقبة الافلام ) وعضوية (مجلس الشعب المحلي)
م/عدن . وكذلك عضوية ( اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ) .
 يسهم فى كتابة ( المقالة النقدية ) فى الصحف اليمنية منذ أوائل السبعينات.
 صدر له حتى الآن كتاب أدبي تحت عنوان "فى الأدب والنقد" عن دار الفارابي – بيروت ودائرة التأليف والترجمة والنشر بوزارة الثقافة والسياحة فى عدن .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام


.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر




.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود