الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جاليري ٦٨(الجزء الثاني)

سمير الأمير

2022 / 12 / 10
الادب والفن


جاليري 68 عمل سياسي:(الجزء الثاني من دراسة الباحثة الأمريكية اليزابيث كندل)
ترجمة /سمير الأمير

إن "هدف جاليري 68" في المساعدة في بناء الوطن الاشتراكي الديمقراطي الحر الجديد ( )، يشير إلى أن الأدب ظل مرتبطا بالسياسة ارتباطا وثيقا، ويؤكد إبراهيم منصور – الذي يعتبر أكثر العناصر فاعلية وراء عملية إصدار جاليري 68 – أن هزيمة ٦٧ كانت بمثابة الشرارة التي أوجدت المجلة "لم نكن نشعر أننا المسؤولون عن الهزيمة، لقد شعرنا أن الوقت قد حان لكي تُسمع أصواتا"( ) .
وفي تعليق "لعبد الرحمن أبو عوف" في سنة 1969 قال: "أعتقد أن التطورات الجديدة في القصة المصرية القصيرة كانت استجابة تلقائية لهزيمة يونيو من قبل جيل الشبان"( )، ويمكن اعتبار ذلك صحيحا ، ولكنه لا يشكل الصورة الكاملة للأمر ، فلم تكن الحساسية الجديدة سمة مقصورة على هذا الجيل الجديد، لقد كانت أكثر من مجرد استجابة تلقائية للهزيمة؛ لأنه في الواقع كانت هناك آثار للحساسية الجديدة تم رصدها في الأربعينيات( )، ورغم أن الكثيرين يرون أن "جاليري 68" كانت عملا سياسيا يؤكد إبراهيم منصور أن الهزيمة كانت بمثابة "نقطة التفجير" وأن المجلة كانت تهدف للتعبير عن ظاهرة أدبية وأنها قصدت أن تنأى بنفسها عن السياسة" ( ).
ويؤكد جميل عطية إبراهيم وهو أحد أكثر الأعضاء نشاطا في هيئة التحرير "لم تكن تدافع عن وجهة نظر سياسية معينة"( ) .. وهذا صحيح بالمقارنة بالمواقف السياسية الفردية لجماعات الكتاب الماركسيين الشبان الذين تجمعوا حول المجلات في الأربعينيات والخمسينيات ( )، ومهما كانت طبيعة اهتمامات المفكرين في سنة 1968 فإنه من الضروري أن تكون هناك اعتبارات سياسية تموج تحت السطح، ويعترف محمد صالح -وهو شاعر شاب في الستينيات كان ينشر في "جاليري 68" – أكثر اهتمامات جلينا جدية كانت بالضرورة اهتمامات سياسية واجتماعية"( ).
ويمكن القول بصفة عامة: إن كل المشاركين في "جاليري 68" كانوا يميلون نحو "اليسار" وبالتالي كان ينظر إليهم بعين الشك من قبل المؤسسة الثقافية.
"لقد كنا بشكل أو بآخر يساريين بما فينا هؤلاء الذين لم يكونوا ماركسيين"( ).
وبينما كانت "جاليري 68" واعية سياسيا وموضوعة -سياسيا- في السياق اليساري العام إلا أنها لم تكن انعكاسا مباشرا لتلك السياسات، ويعلن إبراهيم منصور "لقد كان عليك أن تقرأ ما بين السطور لتشعر بذلك"( ).
وحذر حسن سليمان – وهو أحد مؤسسي "جاليري 68" من – أنه بينما يمكن للفن أن يلعب دورا سياسيا فإن الفن الذي يخدم هدفا سياسيا مباشرا عادة ما يكون سطحيا "إن الإصرار على خلق هذا النوع من الفن يؤدي إلى خنق الفن بشكل عام"( ).
إذن فالتعليق الساسي المفتوح مسألة نادرة جدا في "جاليري 68" وهذا كان مقصودا بحرص وتعمد.
ومنذ البداية حدد أحمد مرسي موقف المجلة فكتب: "رغم أن "جاليري 68" ليست مجلة سياسية فإنها تؤمن بأنها إذا نجحت في اكتشاف حقيقة ما يؤثر في الكتاب والشعراء والفنانين من جيل اليوم، فإنها بذلك تكون قد حققت ما قطعته على نفسها من المشاركة في المعركة من أجل الحرية والتقدم ( ).
ومن الواضح أنه لا يوجد مفكر قد اضطهد بشكل مباشر بسبب أدبه وفنه، ولكن من اضطهد من الكتاب كان مرجعه إلى آرائه السياسية ( ).
ويتحدث جميل عطية إبراهيم عن هدوء طفيف في السياسة الثقافية الحكومية في أعقاب هزيمة يونيو قائلا: "لم نكن نواجه أي خطر"( ).
غير أن مناخا من التشكك قد ساد ولم يكن هناك من يعرف إذا ما كانت الحكومة سوف تختار أتباعها سياسة أكثر تشددا أم سياسية توفيقية في أعقاب الهزيمة.
ويؤكد "نعيم عطية" أن إصدار "جاليري 68" "كان عملا شجاعا".
ويدلي إبراهيم منصور أيضا بشهادته قائلا: "لقد تم استجواب العديد منا وسئلنا: لماذا نشارك في المجلة؟ بل وتم تأخير عدد واحد لمدة ثلاثة أشهر من قبل السلطات ( ).
وكان العديد من محرري "جاليري 68"، قد قضوا فترات في السجون، فقد تم القبض على إبراهيم منصور سنة 1953، سنة 1956، وسنة 1960 أما غالب هلسا وسيد حجاب وسعد عبد الوهاب وميلاد عبد السيد وعبد الحكيم قاسم فقد تم القبض عليهم في سنة 1959، كما ألقى القبض على أبرز كتاب الستينيات سنة 1966، وأمضوا عددا من الشهور داخل السجون، ومن بين هؤلاء الذين أسهموا في إصدار "جاليري 68" ومعظمهم في الحقيقة كانوا في نفس الزنزانة( ).
ومنهم جمال الغيطاني، وصبري حافظ، ويحيى الطاهر عبد الله، وغالي شكري، وغالب هلسا، وإبراهيم فتحي، وعبد الرحمن الأبنودي، وسيد حجاب( ).
ولذلك فإنه من أجل تحقيق هدفها في كسب اهتمام إيجابي من قبل المؤسسة الثقافية، كانت "جاليري 68" سياسية على أن تتخذ طريقا وسطا بين المواجهة العدائية وحرصها على أن تكون مستقلة"
وهناك موظفان في وزارة الثقافة منحا "جاليري 68" دعما غير مشروط "سهير القلماوي" وضعت إعلانا عبارة عن صفحة كاملة لست إصدارات تتبع وزارة الثقافة وقدم "سعد وهبة" مساهمة مالية ومكن "جاليري 68" من أن توزع في البلدان العربية الأخرى مستخدما القنوات الرسمية( ).
وعلى أية حال، فقد كانت "جاليري 68" حريصة على أن تحافظ على مسافة معينة، وذلك بقصر التعاملات معهم على التليفون والبريد، واكتسبت "جاليري 68" مصداقية برفضها للشروط المرتبطة بعروض يوسف السباعي. "لقد ذهبنا إليه مرفوعي الرؤوس وتحدثنا إليه رجل لرجل" لقد كان مذهولا عندما أخبرناه أننا لن نقبل أي توجيه منه على الإطلاق، حاول أن يلحق بنا بعض موظفيه، ولكننا رفضا.. وكان غاضبا جدا، ولكنه أخبرنا فيما بعد بأنه سيحاول أن يساعدنا، ومن خلال أدوار الخراط منحنا شيكا بمائة وخمسين جنيها مصريا وقبلناه، ولكن دون أية شروط"( ).
وفي الواقع، سحب يوسف السباعي عرضه بتكرار الدفع عندما رفضت "جاليري 68" الاعتذار عن تعليق كانت قد نشرته ( ).
إن إيمان "جاليري 68" القوي بالحاجة للاحتفاظ باستقلالها الأدبي والسياسي جعلها ترفض العرض المقدم من دار الثقافة -وهي دار نشر يديرها الشيوعيون- وكانت قد عرضت تحويل المجلة واقتسام الأرباح ( ).
ويواصل يسري خميس عرضه للرؤية السائدة بين الكتاب الشبان في هذا الوقت فيقول: "لا يمكنك أن تثق بهذه المؤسسات وعليك أن تجد طريقا خاصا بك"( ).
ويؤكد بهاء طاهر على ذلك حين يتحدث بإعجاب عن زملائه في "مقهى ريش" الذين كانوا عاطلين ومع ذلك رفضوا بشدة فرصة الحصول على أجور من وزارة الثقافة( ).
لقد كانت هناك تدخلات طفيفة من قبل مجلس تحرير المجلة، غير أن أحد أهم النقاط التي تم التأكيد عليها هو الرغبة في أن يحافظوا على استقلالهم "لم يكن لدينا ولم يكن بالإمكان أن توجد عقيدة نموذجية من أي نوع".
إن "جاليري 68" ليست مجلة سيريالية ولا وجودية ولا ماركسية( ).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى