الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراقُ الذي يتفرَّجُ على ما يحدث.. ولا يخاف

عماد عبد اللطيف سالم

2022 / 12 / 10
الادارة و الاقتصاد


يُخيفني ما قد يحدث في العام القادم 2023.
يُخيفُني أنّنا خارج العالم.
يُخيفني أنّنا(دولةً وحكومةً و"شعوباً" وأقوامَ وطوائفَ وعشائرَ ومناطِق) لا نكتَرِثُ كثيراً لشكل مصائرنا القادمة.
تُخيفني "التحالفات" و"الصفقات" الجديدة بين الروبل و"اليوان"، وبين الريال و"اليوان"، وبين الدرهم و"اليوان"، وبين "رؤية 2030" السعودية، ومبادرة "الحزام والطريق" الصينيّة، وبين روسيا و"أوبك بلس"، وبين أوروبا والولايات المتّحدة(من خلال سياسة وضع سقف أقصى لأسعار النفط).
يُخيفني أنّ لا عوائد لدينا، إلاّ من موردٍ واحدٍ، و وحيد.. بينما بقيّةُ مواردنا مُعطّلةٌ، بل و"ميّتةٌ" إلى الأبد.
يُخيفني أنّنا قد نبيعَ نفطنا بثمنٍ بخسٍ.. أو أنّنا لن نبيعَ نفطنا بكميّاتٍ تفي بالإنفاقِ على إحتياجاتنا الأساسيّة .. أو أنّ هذا النفط، قد لا يشتريهِ أحد.
يُخيفني أنّ "دولتنا" العراقيّة "الرشيدة"، لا تكتَرِثُ لذلك، ولا تتَحَسّبُ له، رغم كُلّ هذا الذي تواجههُ الآن .. بينما دول أخرى، وهي"نفطيّة" أيضاً تفعلُ ذلك، وتَحسِبُ ذلكَ جيّداً، وتتحَسّبُ له، من خلال إعدادِ مُوازناتٍ عامّةٍ لاتعتمد بشكلٍ رئيسٍ على النفط.. لأنّها "دولٌ" فعلاً، بل و"دول" تقعُ عليها مسؤولية توفيرِ حياةٍ كريمة لـ "اُمّةٍ" لا ينبغي لها أن "تُهزَم"، ولا ينبغي لها أن تجوع.
يُخيفني أنّ موازنتنا العامّة للسنة المالية القادمة ستعتمدُ في ايراداتها العامّة على عوائد الصادرات النفطية بنسبة 95 %(على الأقلّ).
يُخيفني بقاءُ ذاتِ الأسماء، وذات الوجوه، وذات السُحنات الكالِحة.. ويُخيفني أكثر بقاءُ أنماطِ الحُكمِ والإدارة ذاتها.. تلكَ التي أختبرناها طيلة عشرين عاماً.. تلكَ التي لا تُجيدُ "قراءة" شيء.. أيّ شيء.
إنّنا الآن(على الأقلّ) ما نزالُ نستلمُ رواتبنا .. لغايةِ هذا اليوم .
ولأنّنا أكثرُ من عشرة ملايين موظّف ومُتقاعِد و"حماية اجتماعيّة"(وقد نزيد).. فنحنُ (رغمَ كُلِّ هذه الفوضى) ما نزالُ"نُعيلُ" ملايينَ آخرينَ غيرنا(بشكلٍ مُباشرٍ أو غير مباشر).. والآخرونَ الذينَ لا يستلمونَ دخولهم من"الحكومة"(وهم في غالبيتهم فقراء)، يلتقطونَ أرزاقهم من خلالِ إنفاقنا على مُتطلّباتِ"رفاهيتنا" الوظيفيّةِ هذه.
فماذا كانَ سيحدثُ.. لو لم يكُن لدينا نفطٌ قطّ ؟
ماذا كانَ بوسع "دولتنا" الحاليّةِ أنْ تفعلَ في ظروفٍ مماثلةٍ لظروف إيران، أو لبنان (أو في ظروفٍ مُماثلةٍ لظروفنا الحاليّة) لو لم يكُن لدينا نفطٌ أصلاً ؟؟
ماذا سيحدثُ لو أنّنا أنجزنا قانون"مفوضيّة"جديد، وقانون إنتخابات جديد، وقانون "خِدمة عَلَم" جديد(في بلدٍ ليس لديهِ "عَلَم" أصلاً)، وقانون "جرائم معلوماتيّة" جديد(في بلدٍ تسرحُ فيه وتمرَح، جميع أنواع الجرائم المعروفة، و"المُستحدَثة")، وقُمنا مع ذلك(بل ومن خلال ذلك) بـ "تدوير"الأسس والعناصر الرئيسة للنظام السياسيّ القائم (بشكلٍ أو بآخر).. في ذات الوقت الذي لا نتمكّن فيه من إعداد قانون موازنةَ عامّة للبلد، يختَلِف عن النمط البائس لإعداد وتنفيذ موازناتنا العامّة المعمول به الآن، والذي لم يتغيّر منذ عام 1921، وإلى هذه اللحظة؟
ماذا سيحدثُ لنا، إذا ترسّخَت الفوضى في كُلّ شيء.. وأمتدّت إلى كُلّ شيء.. كُلِّ شيء ؟
من المؤكّدِ أنّنا سنأكلُ بعضنا بعضاً آنذاك.. وذلك قبل أن "يأكلنا" هذا العالم الذي يتغيّر، ونحنُ عنهُ غافِلون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاليدونيا الجديدة: كيف ستدفع الدولة فاتورة الخسائر الاقتصادي


.. كيف تؤثر جبهة الإسناد اللبنانية على الإقتصاد الإسرائيلي؟




.. واشنطن تفرض عقوبات اقتصادية على بضائع صينية، ما القطاعات الم


.. وكالة ستاندرد آند بورز تصدر توقعاتها بشأن الاقتصاد المصرى




.. برشلونة يتراجع عن استمرار تشافى ومنافسة بين فليك وكونسيساو ل