الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ولادة جديدة لحضارة الشرق الاوسط

ديلمون كريم

2006 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


في يومنا الراهن، مازال هناك تيارات تدعو وتحافظ على افكارها، وتبرر كل الطرق والوسائل للوصول الى اهدافها وهؤلاء يفكرون بأن الحياة فقط مبنية على اساس المصالح والمنافع، حتى ولو كانت على حساب دماء ابناء الشعب وكرامته، إلا أنهم نسوا شياً في غاية الاهمية، آلا وهو أن التاريخ يثبت دائماً قدرة الإنسان في تجاوزهذه المفاهيم الرجعية والتي وصلت الى درجة القدسية وترسخت ضمن الدساتير وقوانين الدول، بحيث لا يستطيع اي شخص التحدث عنه او الوقوف ضده، وحتى التطرق اليه يعتبر ذنباً كبيراً عقوبته السجن او النفي.
فهناك على الأرض المقدسة حرب أزلية دائرة منذ قرون وعصور بين ثقافيتين متناقضتين داخلياً، وهي الثقافة السامية و الاقوام الساميين، عرباً ويهوداً حيث يتصارعون في حلبات المصارعة، كحلبات المصارعيين الرومانييين.إما الامبراطور سازار فها هو جالس على عرشه يفتخر بما يفعله اسده المفترس المقاتل الذي تدرب على يديه، وتعود على القتل والنهب وجسده ملطخ بدماء أطفال الابرياء.
طبعاً لا اتحدث عن عالم خيالي بل اتحدث عن عالمنا وواقعنا الذي نعيشه ونراه، فاليوم وبالرغم من اننا نعيش في عصراً يتبنى السلام والوئام بين كافة الشرائح المجتمع ، آلا ان المصالح الحزبية والدولية، هي سبب الاول والاخير لاستمرارية الحروب الى يومنا الراهن، وان لم يكن كذلك ........... فمن المستفيد في الحرب الدائرة بين العرب واليهود .........؟ هل هو شعب أم الأنظمة.......؟ هل يقتل ويشرد اطفال الابرياء ..............؟ام فئة الطبقة الاستقراطية.............؟.
عذراً عزيزي القارئ: فإنني مضطر أن اجيب لانني ارى تلك الحقيقة والمعانات امام عيني، كيف يخرجون اجساد الاطفال من تحت الأنقاض والبيوت المهدمة جراء الحرب الدائرة. فمأساة وتراجيديا الشارع اللبناني، لايستطيع المرء التعبير عنه إلا إذا كان بينهم او كان واحدا منهم.
فهناك كثيرون من من يتحدثون عن حقوق الانسان والامة عربية، عذراً اخي الكريم: ان كنتم صاحب ارداة لما كان باستطاعت اسرائيل تدمير لبنان اما اعينيكم جميعاً، فاين هي الجامعة العربية والوحدة العربية والامة العربية.........؟ . لقد تطرقت في احد مقالات والتي كانت باسم "دمقرطة الفكر العربي" حول كيفية تجاوز المفاهيم الرجعية والمترسخة في الثقافة العربية. من الطبيعي ان ترضخ كافة الثقافات الى مرحلة من التغير والتحول لكي تستطيع ان تلتحم مع عصر التمدن وتجاوز جوانبه السلبية، فهذا لا يعني نقص او ضعف عكس ذلك يعبر عن خطوة علمية وثقافية وتاريخية ، ولهذا ارى ضرورة اعادة النظر في الثقافة العربية قبل كل شي وبالاخص المتمثلة بالانظمة الحاكمة، فعلى سبيل المثال: يدمر بلد بأكمله و الدول العربي ليس لها اي موقف تساند فيه الشعب البناني و هناك امثال سوريا تريد استغلال دماء الشهداء بهدف اعادة سيطرتها على لبنان من جديد، طبعاً انه تقرب لا اخلاقي قبل كل شيء ويعبر عن عدم احترام سيادة الشعب اللبناني واستقلاليته بالرغم من ان الشعب اللبناني ضحى كثيراً للوصول الى استقلاليته، فدول من امثال سوريا ولكثرة مشاكلها الداخلية وقضايا المعقدة يريدون التغطية واخفاء مشاكلهم وعدم حلها ويستغلون فرصة الفراغ في لبنان لكي لا يلفت انتباه العالم إلى انتهاكات حقوق الانسان في سوريا وقضاياها الداخلي .أما الشي الثاني فهو أن سوريا حتى اليوم لا تريد الاقتناع بإنتهاء عهد الوصايات وعليها قبل التدخل في مشاكل دول الجوار حل قضاياها الداخلية سواء من " الفساد الاقتصادي، السياسي ، والاخلاقي، والدستوري " ويخضع لعملية تغير لعملية الدمقرطة دستورياً وثقافياً وفكرياً على اساس حل القضية الكردية واعطاءهم حقوقهم في كافة المجالات ابتداءاً من هويتهم قومية التي حرموا منها. وعلى اساس المواطنة الحرة حل قضية الاجانب الذين هم اصحاب تلك الارض واصبحو اجانب في ديارهم ومحرومون حتى من تسجيل اطفاهلهم واملاكهم على اساميهم. وهذا لكي يستطيعو ان يمثلوانفسهم في سوريا وضمن النظام على اساس الاحترام المتبادل بين الشعوب والثقافات. على النظام الحاكم ترك كافة المفاهيم الوهمية ابتداءاً من وهم الامبراطورية البعثية ونظام السلطة الواحدة، اي الحزب الواحد.وكذلك الافراج عن كافة المعتقليين السياسيين والمثقفين كرداًَ وعرباً وافساح المجال امام المجتمع المدني لكي تستطيع تمثيل نفسها في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والسياسية .
استطيع القول بان دولة مثل لبنان والتي هي مركز الانبعاث الثقافي والحضاري تاريخياً ،اذ حلت كافة مشاكلها الداخلية سواء كانت حقوقية او طائفية او عرقية ستكون اكثر دول في شرق الاوسط ديمقراطية وانني اؤمن بانها تستطيع تجاوز هذه الازمات وحل قضاياها الداخلية بنفسها ولن يكون هناك اي حاجة إلى التدخلات الخارجية، فالشعب اللبناني ومؤسساتها المدنية يستطيع بناء مجتمع دمقراطي وحضاري مستندً على تبني روح العصر الجديد والحضارة الديمقراطي باشكالها والوانها في تعايش شعوبها ثقافياً ودينيناً ، ستكون اكثر البلدان ديمقراطية والنموذج الافضل ثقافياً ودستورياً في الشرق الاوسط وستلعب دورها التاريخي كما كانت في السابق مركزاً للحضارة والثقافة ، وانني على قناعة بانها اكثر دول الشرق الاوسط ملائمة لتؤدي كل الطرق إليها، لتكون بداية "ولادة جديد لحضارة الشرق الاوسط الجديد" ولكن ليست كما تقولها السيدة رايس، وانما ستلد حضارة شرق اوسطية على اراضها الخصبة المبنية على ثقافتها العريقة وجذورها التاريخية وستثبت حضارة الشرق الاوسط بانها كانت مركزاً للحضارات في التاريخ وستكون كذلك في عضرنا الراهن ،ولن يكون للاحتلال مكان في هذه الحضارة كما زال سارغون وصدام في لهيب آرادة الشعوب، سيحترق الاحتلال والدول الرجعية والانظمة المتسلطة في نيران الارض المقدسة عاجلاً ام اجلاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عدة أساسية تتخذ قرارات متتالية بتعليق توريد الأسلحة إلى


.. سقوط نتنياهو.. هل ينقذ إسرائيل من عزلتها؟ | #التاسعة




.. سرايا القدس تعلن قصف جيش الاحتلال بوابل من قذائف الهاون من ا


.. نشرة إيجاز - كتائب القسام تقول إنها أنقذت محتجزا إسرائيليا ح




.. -إغلاق المعبر يكلفني حياتي-.. فتى من غزة يناشد للعلاج في الخ