الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملخص النظرية الجديدة

حسين عجيب

2022 / 12 / 10
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ربما تكون النظرية الجديدة خطأ ، بالكامل .
وهذا الاحتمال مؤكد ، بعد عدة قرون مثلا .
تكفي مقارنة سريعة بين نظرية بطليموس حول مركزية الأرض ، ونظرية كوبرنيكوس حول مركزية الشمس لتكشف ، وتساعد على معرفة حدود الادعاء ، والجهل ، بكل فكرة جديدة أو نظرية .
أطلب من القارئ _ة الصبر ، وتكملة النص ، مع محاولة التفكير بشكل يختلف عن السائد والمألوف .
الجديد مغامرة ، بطبيعته .
1
تتمحور النظرية حول العلاقة ، الحقيقية ، بين الحياة والزمن .

مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن ( أو الوقت ) ؟!
يوجد ثلاثة احتمالات :
1 _ الزمن والحياة في اتجاه واحد ، وبنفس السرعة .
( وهو الموقف الثقافي العالمي الحالي ، والمستمر بعد نيوتن ) .
2 _ الزمن والحياة في اتجاهين مختلفين ، وبسرعات مختلفة .
3 _ الزمن والحياة في اتجاهين متعاكسين ، ولهما نفس السرعة .
الموقف الثقافي العالمي ، خلال القرن العشرين والحالي أيضا ، يمثل الجواب الأول ، ويعتبر أن سهم الحياة هو نفسه سهم الزمن . وهو نفس الموقف الذي قام نيوتن بصياغته ، وتحديده . حيث اعتبر أن العلاقة الحقيقية بين الزمن والمكان ، المطلقان ، وأهمل العلاقة بين الزمن والحياة لأسباب تخصه وسوف تبقى مجهولة إلى الأبد .
على النقيض تماما ، موقف النظرية الجديدة ، فهي تمثل الاحتمال الثالث :
الزمن والحياة يتحركان في اتجاهين متعاكسين دوما ، وبنفس السرعة .
سوف أهمل الاحتمال الثاني ، لأنني أعتقد أنه غير واقعي .
....
الاحتمال الأول ، ويمثل الموقف الثقافي العالمي الحالي ( وضمنه موقف العلم والفلسفة خطأ صريح ، ويجب تصحيحه ) .
سأكتفي بالبرهان على صحة موقف النظرية ( كدليل على خطأ الموقف الحالي والاحتمال الأول ، لأن أحدهما خطأ بالطبع _ وربما يكون الاثنان خطأ معا ، وهذه مسألة في عهدة المستقبل ) من خلال ثلاثة أمثلة ، وهي ظواهر عامة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الظاهرة الأولى :
1 _ العمر الفردي المزدوج بين الحياة والزمن .
يولد الفرد ، الإنساني وغيره ، في العمر صفر وبقية العمر الكاملة .
ويموت الفرد في العمر الكامل ، وبقية العمر التي تناقصت للصفر .
بعبارة ثانية ،
حركة الحياة وحركة الزمن ( أو الوقت ) تتمثلان ، وتتجسدان مباشرة بالعمر الفردي ، وهي فكرة وظاهرة مشتركة بين معظم اللغات الكبرى .
حركة الحياة ، وحركة الزمن ، يمكن استنتاجهما بشكل منطقي ومباشر :
الحركة الموضوعية للحياة تتمثل بتقدم العمر الفردي ، من الصفر لحظة الولادة إلى العمر الكامل لحظة الموت .
والحركة التعاقبية للزمن أو الوقت تتمثل بتناقص بقية العمر ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة إلى بقية العمر التي تتناقص إلى الصفر لحظة الموت . كلا الحركتين ، تقبلان الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
الحركتان متعاكستان بالاتجاه دوما ، وتتساويان بالسرعة ( لهما السرعة نفسها ، وهذه مسألة تحتاج للاهتمام والدراسة كما أعتقد ) .
تجمع بين حركتي الحياة والزمن ( أو الوقت ) معادلة صفرية من الدرجة الأولى :
الحياة + الزمن = الصفر
أو س + ع = 0 .
....
الظاهرة الثانية :
اليوم الحالي ، أو اللحظة أو القرن ، يوجد في الماضي والمستقبل والحاضر بالتزامن .
اليوم الحالي ، وأي فترة زمنية أخرى ، يوجد في الحاضر بالنسبة للأحياء .
اليوم الحالي يوجد في الماضي ، بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
اليوم الحالي يوجد في المستقبل ، بالنسبة للموتى .
....
الظاهرة الثالثة :
أصل الفرد ظاهرة تقبل الملاحظة ، والاختبار والتعميم بلا استثناء .
السؤال ( المقتبس ) من التنوير الروحي :
قبل قرن أو أكثر ، من ولادتك أين كنت ؟
الجواب الصحيح ، المنطقي والتجريبي معا : قبل ولادة الفرد بقرن أو اكثر ، يكون في وضع مزدوج بين الحياة والزمن ، وبين الماضي والمستقبل ...
يكون جسده وحياته ، عبر مورثاته في أجساد الأجداد ( في الماضي ) .
ويكون زمنه ووقته ، أو بقية عمره ( في المستقبل ) .
تتكشف الفكرة ، الخبرة ، من خلال تخيل ولادة فرد بعد قرن سنة 2122 :
هي أو هو الآن ، بين الحاضر والمستقبل بالتزامن .
( ليس في الماضي بالطبع )
حياته أو حياتها ، أو مورثاتهما هي الآن في الحاضر عبر أجساد الأجداد .
وبقية عمرها ، أو عمره ، هي الآن في المستقبل منطقيا ( لا في الماضي ولا في الحاضر أيضا ) .
....
الأمثلة الثلاثة ، تمثل البرهان والدليل على العلاقة الحقيقية بين الحياة والزمن أو الوقت .
وأما العلاقة بين الزمن وبين الوقت ، وهل هما واحد ، أم اثنين :
خلال الحياة الإنسانية المعروفة ، يكون الوقت والزمن واحد .
لكن قبل بداية الحياة ، الإنسانية خاصة ، ربما كان الزمن موجودا ؟!
هذه المسألة معلقة منذ قرون : مشكلة طبيعة الزمن وماهيته ، وهل هو نفسه الوقت الذي تقيسه الساعة فقط ، وفكرة إنسانية لا غير .
أو الاحتمال الآخر ، الزمن يسبق الوقت وسيبقى بعد الانسان والحياة ؟!
هذا السؤال المؤجل ، تتعذر الإجابة عنه ضمن معطيات المعرفة الحالية .
وهو في عهدة المستقبل والأجيال القادمة .
2
من أفكار النظرية الجديدة ، وهي جديدة أيضا على الموقف الثقافي السائد

للحياة نوعين من الحركة :
1 _ الحركة الذاتية وتتمثل بحركة الفرد ، وهي عشوائية بطبيعتها .
2 _ الحركة التعاقبية أو الموضوعية ، وتتمثل بتقدم السن بالنسبة للفرد . وهي ثابتة ، ومشتركة بين جميع الأحياء .
الحركة الذاتية تحدث في الحاضر بشكل دائم ، ومستمر من لحظة الولادة وحتى لحظة الموت .
( كيف يبقى الانسان ، وبقية الأحياء في الحاضر ، ناقشت هذا السؤال عبر نصوص عديدة ومنشورة على الحوار المتمدن ) .
بينما تحدث الحركة الموضوعية للحياة ، أو التعاقبية ، بين الماضي والمستقبل : تبدأ من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
( وهي ظاهرة ، تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء ) .
حركة الزمن ، أو الوقت ، بعكس حركة الحياة .
للزمن أيضا نوعين من الحركة :
1 _ الحركة التزامنية ، وهي تقابل الحركة الذاتية للحياة والتي تتمثل بالحركة الفردية والعشوائية بطبيعتها ، وتحدث مثلها في الحاضر أيضا ، وتتمثل بفرق التوقيت العالمي .
2 _ الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، بعكس الحركة الموضوعية أو التعاقبية للحياة ، وتبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، ثم الماضي .
الحركة التعاقبية للزمن أو الوقت ، غير ظاهرة بشكل مباشر . ولكن يمكن استنتاجها وفهمها وبعدها ، تسهل ملاحظتها بمختلف الظواهر بلا استثناء .
....
كلا من نيوتن واينشتاين أدرك نصف الواقع فقط .
كان نيوتن يعتبر أن الحاضر صغير جدا ، قيمته لا متناهية في الصغر وتقارب الصفر . وهذا صحيح بالنسبة للحركة التعاقبية للزمن ، كل لحظة ينقسم الحاضر في اتجاهين : الحياة تنتقل للمستقبل ، والزمن للماضي .
موقف اينشتاين بالعكس من نيوتن ، كان يعتقد أن للحاضر قيمة لا متناهية . وهذا صحيح أيضا ، بالنسبة للحركة الذاتية للحياة ، أيضا بالنسبة للحركة التزامنية للوقت .
يمكننا اعتبار الحاضر اللحظة التي مرت ، أو اليوم ، أو القرن الحالي .
....
الزمن ( أو الوقت ) رصيد موجب لكل كائن حي ، يبدأ بالولادة وينتهي بالموت ، ويتعاكس مع الحياة بطبيعته .
أدرك شكسبير هذه الحقيقة ، وعبر عنها بشكل جميل ومكثف :
أنت التقيت بما يموت
وانا التقيت بما يولد .
ترجمة أدونيس .
....
فكرة الساعة الرملية صحيحة وغير دقيقة ، والساعة الإلكترونية بالعكس دقيقة وغير صحيحة . يجب عكس اتجاه حركة الساعة الحديثة ، فهي تقيس السرعة الموضوعية للحياة ( التعاقبية ) ، وهي بعكس حركة الزمن .
....
أعتقد أن خطأ حدث في الوعي الإنساني ، خلال التطور خاصة في العلاقة مع الزمن ، وصار الواقع معكوسا ومقلوبا .
والسؤال : هل يمكننا فهم ، وإصلاح ما حدث ؟!
....
ما الأهم أو الأكثر أهمية : اليوم أم الأمس أم الغد ؟!
تفضيل الأمس غباء .
تفضيل اليوم مغامرة .
والغد حقيقة .
موقفي الشخصي ، أعتبر أن للغد نصف القيمة الشاملة للوجود ، وللحاضر متمثلا باليوم الحالي أو السنة ثلث القيمة ، وللأمس مع الماضي كله سدس القيمة .
أيضا هذه الفكرة ، العلاقة بين اليوم والغد والأمس ، ناقشتها بشكل مفصل خلال نصوص سابقة ومنشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
....
الخاتمة
ملاحظة 1
الحدث ، تصور جديد :
يوجد احتمالين للحدث
1 _ الحدث خماسي البعد ، مع الزمن والحياة بالإضافة إلى المكان بأبعاده الثلاثة الطول والعرض والارتفاع أو العمق .
هذا الاحتمال ناقشته ، بشكل موسع ، في مخطوط النظرية الأول .
2 _ الحدث رباعي البعد ، لكنه ثنائي النوع :
_ الحدث الزمني ، كما يقوم الافتراض الثقافي الحالي .
حيث الحدث رباعي البعد ، يتضمن الزمن بالإضافة للمكان .
الحدث الزمني يتحرك من المستقبل إلى الماضي ، عبر الحاضر .
( لكن ، هذا التصور ينقص منه بعد الحياة ، المعاكس للزمن بطبيعته )
_ الحدث الحي يتحرك بعكس الحدث الزمني ، من الماضي إلى المستقبل ، وعبر الحاضر .
المثال على الحدث الثنائي ، في اللغة العربية ، ثنائية الفاعل والفعل :
ينتقل الفاعل ، ويتجه كل لحظة ، من الحاضر إلى المستقبل .
ينتقل الفعل ، ويتجه كل لحظة ، من الحاضر إلى الماضي .
الفعل يمثل الحدث الزمني ، والفاعل يمثل الحدث الحي .
مثال قراءتك لهذه الفقرة :
حدث القراءة نفسه ، الزمني أو الفعل ، انتقل من الحاضر إلى الماضي .
والعكس حدث بحالة وضعك الشخصي :
الفاعل أو القارئ _ ة أو الحدث الحي ، انتقل من الحاضر إلى المستقبل .
( يسهل فهمها ، عندما نتصور فعل القراءة ، وانفصاله كل لحظة عن القارئ _ة ) .
ملاحظة 2
الحركة التعاقبية الثنائية ، والمزدوجة بين الحياة والزمن ...
الحركة التعاقبية ، أو الموضوعية ، للحياة تحدث بين الولادة والموت .
وتبدأ من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
وبالعكس الحركة التعاقبية للزمن :
تحدث من المستقبل إلى الماضي ، وعبر الحاضر .
يفهم البعض من العبارة السابقة ، أن الحركة التعاقبية للزمن ( طالما أنها تعاكس الحركة التعاقبية للحياة ) تبدأ بعكسها من الموت إلى الولادة .
هذا خطأ في التفسير ، والفهم .
أصل الفرد ، فكرة وخبرة ، تكشف بوضوح العلاقة العكسية بين الحركتين التعاقبيتين للزمن والحياة .
حياة الفرد ، عبر مورثاته وبنيته الجسدية الكاملة ، تكون موجودة في الماضي عبر سلاسل الأجداد ( قبل الولادة بقرن وأكثر ) .
وزمن نفس الفرد بالعكس ، أو بقية عمره الفعلية ، التي تتحدد بين الولادة والموت ، تكون موجودة في المستقبل ( قبل الولادة بقرن ، نفس المثال ) .
مثال تطبيقي يوضح الفكرة :
طفل _ة سوف يولد سنة 2222 ، اين هو أو هي الآن ؟
كل من سوف يولدون سنة 2222 ، وما بعدها ، هم الآن يتوزعون بين الحياة والزمن _ بين الماضي والمستقبل بالتزامن :
1 _ الجسد والمورثات ، في أجساد الأحياء الآن ، وهم سيكونون الأجداد بعد 200 سنة بالطبع . ( سنة 2222 يصيرون في الماضي بالتأكيد ) .
2 _ الزمن وبقية العمر الفعلي ، في المستقبل حاليا ( لا في الماضي ولا في الحاضر طبعا ) .
سوف يتزايد العمر سنة 2222 لكل مولود _ة من الصفر بالنسبة للحياة ، وتتناقص بقية العمر الكاملة بالنسبة للزمن أو الوقت .
بكلمات أخرى ،
العمر الفردي مزدوج ، بين الحياة والزمن ، وثنائي الاتجاه بطبيعته :
بقية العمر أو الزمن ( أو الوقت ) رصيد موجب للفرد قبل الولادة ، وهو يساوي ويعاكس العمر الكامل الجسدي ، حيث يلتقيان لحظة التشكل .
بقية العمر الفعلية ، تساوي العمر الكامل وتعاكسه بالإشارة والاتجاه دوما .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي صلاحيات رئيس الجمهورية في إيران؟ • فرانس 24 / FRANCE 2


.. هيئة الانتخابات الإيرانية تعلن عن جولة إعادة بين بزشكيان وجل




.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان مؤقتا يليه جليلي


.. الداخلية الإيرانية: تقدم بزشكيان على جليلي بعد فرز 19 مليون




.. مقتل عشرات الفلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على مناط