الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا ينجح الحوار الليبرالي الماركسي في الغرب ويفشل عند العرب-1

لبيب سلطان
أستاذ جامعي متقاعد ، باحث ليبرالي مستقل

(Labib Sultan)

2022 / 12 / 10
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


يقوم ومنذ عقود روادا ومفكرين وباحثين من ممثلي الفكر الليبرالي والماركسي سواء في اميركا او اوربا في طرح مساهمات وحوارات ذات أرضية مشتركة في محاور عامة وهامة تتناول حركة ومستقبل تطور المجتمعات الصناعية وما بعد الصناعية ، ودراسة الظواهر الاجتماعية التي ترافق حركة المجتمعات، منها مثلا التحول للمجتمع الاستهلاكي وبروز الفكر القومي في مجتمعات الليبرالية الغربية، وقضايا امكانية تطوير نماذج بديلة او اصلاحية لأقتصاد النمو الربحي ، وغيرها من القضايا النظرية او العملية المعاصرة .
كتب لي شخصيا حضور بعض من هذه المنتديات وحتى المشاركة ببعضها ووجدت مناسبا مشاركة القراء اسباب نجاح الحوار الليبرالي والماركسي وتيارات اليسار عموما في المحتمعات الغربية.
لا بد أولا من توضيح مالذي اقصده ليبرالي وماركسي .والواقع انه من الصعوبة بمكان ان تميز بينهما احيانا من خلال طرح المحاضرين ، حيث تستمع احيانا لمحاضر يصنف توجهاته ماركسيا بينما اطروحاته تبدو ذات اسس ليبرالية، والعكس ايضا، يأتيك محاضرا ليبراليا باطروحات ماركسية التوجه ، مثل اطروحات تقوية دور الدولة في الاقتصاد. ان هذه الملاحظة لها دلالة هامة حيث تشير ان كلا الطرفين غير مؤدلج ، أي سلفي الموقف واسرى المقولة والنصوص، حيث يطرحون اراءههم اجتهادا ووفق معطيات وحجج تسندها، أي بمعنى كلاهما يستخدم منهجا علميا ، وليس وفق ماتمليه عليهم الايديولوجيا الفكرية والسياسية المتعصبة او مايقابلها السلفية الفكرية التبريرية كما عندنا في العالم العربي. فهم يمكنهم استيعاب اي نقد اوتحوير او حتى نقض بعض المقولات اذا اتيت بحجج اقوى اومعطيات تناقض اطروحاتهم .
الليبراليون عموما يضعون مقاييس الحريات والحقوق في رؤاهم ومنهجهم، والماركسيون يضعون مقاييس دور الدولة في فرض العدالة الاجتماعية في حلولهم وطروحاتهم، وكلاهما لاينفي انه يؤمن بكليهما فلا عدالة دون حقوق وحريات كما لاحريات وحقوق دون عدالة ، وهذه نقطة اللقاء بينهم، وللتوضيح اكثر، ان الماركسيين هنا هم ليسوا لينينيين بل يرون في اللينينة والستالينية ، اي الماركسية مابعد ماركس مع ما اضيف لها من اطروحات سياسية ادت لأدلجتها وانتجت نظما ديكتاتورية، وعليه نقتصر بتسميتهم ماركسيين فقط، ويوجد بلاشك جناح ضعيف ماركسي ليينيني ، مثل جماعتنا في العالم العربي ، ضعيف الحضور والتأثير، ولايجد جمهورا له، خصوصا في الجامعات ،كانما يقول لهم لاجديد عندكم فنحن نعرف مقولاتكم مسبقا، كونها مؤدلجة ( طبعا هذا تفسيري لسبب ضعف حضورهم الفعلي).
وللتوضيح اكثر ، وخصوصا في اميركا، نجد ان الجامعات واساتذتها والطلبة تشكل اهم موقع للفكر التحرري الليبرالي اليساري والماركسي في المجتمع الامريكي ، وتقف امامهم ندا الكنائس ، رمز الفكر الديني المحافظ. كأنما اقيمت الأولى لمجابهة الثانية في كل مدن اميركا. وهي ليست ظاهرة مختلفة عن بقية المحتمعات، ولكنها بارزة جدا في المجتمع الأمريكي. وبنفس الوقت تجد بعض الاحيان الاب في الكنيسة والبنت في لقاء ليبرالي يساري في الجامعة، وبعدها يلتقيان للذهاب للبيت وكل منهما راض عما سمعه، ونفس الفتاة اليسارية تذهب للكنيسة في عيد الميلاد او عند زواجها، بينما يحضر والدها لأجتماع لليسار ليفتخر بأنسانية ابنته عند سماع القائها كلمة ونشاطا لمحاربة التمييز في المجتمع الامريكي ، هذا ماشهدته عشرات المرات. والواقع ان نسبة العوائل التي تزور الكنيسة بشكل مواظب انخفض من قرابة 75% منتصف القرن الماضي الى 27% في اميركا اليوم، اي ان التدين سائر للتراجع وبعضهم يقول ربما للاندثار، وهذا مادفع بعض الكنائس اعلان نفسها انها اصبحت ليبرالية التوجه وتقف مع الحريات كي تجذب روادا لها،بينما بقيت الكثير منها متزمتة. ولكن الصورة العامة واضحة في كل مدينة امريكية: الجامعات لليسار والكنائس لليمين المحافظ. أما اليمين القومي المتطرف فهو كاليسار المتطرف ( الماركسي اللينيني مثلا ) فكلاهما ضعيفان، عدا ان اليمين القومي المتطرف استطاع جذب رواد الكنائس بشعار موحد انقاذ الله والوطن والعائلة والتقاليد الامريكية من الليبراليين، وهو معسكر ترامب، ولكن اليسار المتطرف لم يستطع جذب الطبقة العاملة، وعموما فأغلبية السكان ،المشبعين بالحريات والافكارالليبرالية والمتمتعين بنعيمها، لايميلون للتطرف من كلا المعسكرين الليبرالي واليميني المحافظ.
ان ما اسميتهم الماركسيون في اميركا او كندا، وهم الاقرب الى الاشتراكيين الديمقراطيين في اوروبا، هم فئة غير موجودة للاسف في مجتمعنا العربي . انهم يجمعون بين منهج ماركس في اقامة نظم العدالة الاقتصادية الاجتماعية، وبين نظم الديمقراطية والليبرالية كاساس لأدارة الدولة والمجتمع. اي عكس طرح الماركسية السوفياتي بسيطرة الدولة على الاقتصاد والحكم معا لتحقيق الاشتراكية بقيادة حزب واحد وهو الحزب الشيوعي. ان الماركسيين في اميركا والغرب عموما يأخذون ماركس منهجا عاما للاصلاح الاجتماعي وليس بنصوصه التي يعتبرونها رمزية وخاضعة لتطوير وفهم يختلف عن ظروف القرن التاسع عشر . انهم عموما يركزون على تقوية دور الدولة في مواجهة رأس المال ووضع سياسات وحدود على الرأسمال وتحقيق برامك اعمق للعدالة الاقتصادية والأجتماعية، وعداها تجدهم في بقية قضايا المجتمع ليبراليون ويصعب تمييزهم عنهم. وهناك مقولة شائعة يتشارك بها الماركسيون والليبراليين والخضر " دعهم يملكون الرأسمال والثروة ونملك نحن الحكومة وقوانين ادارة اخذها منهم لشؤون المجتمع " ، اي ان اليسار عموما، وحتى الماركسي لايطرح وربما لايؤمن بسيطرة الدولة على الاقتصاد ، كونهم يعرفون مسبقا بفشل جهاز بيروقراطي حكومي سيتسلل اليه الفساد السياسي والحزبي ، بل ان تدير الحكومة شؤون المجتمع ورسم سياسات عدالية لتطوره ورفاهه الاقتصادي ممولا من نشاط الرأسمال ووضع سياسات الحد من اثاره الأجتماعية. سألت يوما محاضرا معروفا بتوجهاته الماركسية بزيادة تدخل الدولة في الاقتصاد اذا كان يؤمن ان على الدولة ان تدخل في ادارة الشركات، اجاب عندها سنصبح كوريا الشمالية او الصين لو قامت بذلك ، "نحن نريد دورا اكبر للدولة وليس لسيطرة الدولة على الشركات والاقتصاد ". هذا عموما موقف المفكرين الماركسيين في اميركا، وهو كذلك في اوروبا. وهو عموما موقف الليبراليين اليساريين ايضا ولكنهم يضيفون منع الدولة والحكومات المحلية في تقليص الحريات ومنع اي اجراء بالتدخل في الحريات العامة والخاصة او تقف في طريق تطورها، وفرض منع التمييز ، والاخذ بالتعدد الثقافي كسياسة للدولة، والتحول الى وضع المفهوم الانساني والثقافي في التعليم اضافة لتوجه حاجيات السوق ، والحد من تحويل المجتمع والانسان الى كائن استهلاكي ، وتوجيه الموارد لطوير الثقافة والفن والحفاظ على البيئة ، وحقوق الامومة والاقليات ،وعموما امور تخص حياة المجتمع.
في جميع هذه الامور تجد نقاط لقاء بين تيارات اليسار الليبرالي والماركسي والخضر وحتى عنج بروز امورا خلافية بينهم في طرح سياسات ومناهج انتخابية ، لا تجداحترابا ، بل نقاشا واتفاقا مقبولا ، مثلما حدث عندما طالب الليبراليون والخضر بغلق معامل الصلب والحديد حفاظا على البيئة واجهتهم النقابات العمالية بالرفض درءا للبطالة (وقتها وجدت في ترامب سندا لها )، ومثلها ايضا منع استخراج النفط الحجري، وغيرها من القضايا التي تكون مفترق طرق بين النظري والعملي، وبين المصالح الأجتماعية، تجد حوارات ونقاشات واطروحات وايحاد حلولا بديلة مقبولة للاطراف.
عموما تختفي في الحوار الليبرالي الماركسي واليساري عموما معالم الاتهام والقذف والتخوين الشائعة في عالمنا العربي، ولو تقصيت الامر لوجدت سببه غياب الادلجة أي السلفية الفكرية المتعصبة والسائدة في المجتمع العربي.
ان اغلب الحوارات تدور حول كيفية تطويرسبل تحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية ،فالماركسية عندهم ليست تدينا، والكثير من مقولاتها رمزية ولا تؤخذ حرفيا بنصوص ووقائع القرن التاسع عشر او حتى العشرين ، وتجد عندهم وعند الليبراليين مشتركا نقد التحول الى المجتمعات الاستهلاكية المعاصرة مع تبعاته للنظر للانسان كمنتج او مستهلك مادي وليس كائنا اجتماعيا وشعوريا وعاطفيا في تكوينه وخلقه (بالضم) ، ويحاولون طرح نماذج مقبولة اقتصاديا، لاتؤدي لهدم لدولاب النمو للمؤسسة الربحية بل بخلق ادوات ووسائل التوازن بين النمو الأقتصادي والصالح الاجتماعي، وطبعا لايطرح الماركسيون الغاء أنجازات قرون من تطور النظم السياسية و الاجتماعية مثل الديمقراطية التعددية وحقوق المواطن الفرد والحريات الخاصة والعامة وغيرها من الأنجازات التي حققتها نضال المجتمعات مابعد العلمانية ضمن تطور نظم الحضارة الغربية ،والماركسية عندهم قابلة للتطوير حتى وان اختلفت الاجتهادات والرؤى مع النصوص والفرضيات التى اتى بها ماركس او انجلز ، فهي كأي فكر فلسفي انساني قابل للتطوير وليست تعاويذ مقدسة وجامدة وثابتة كالتلمود كما عند ماركسيينا العرب، وليست طريق احادي لاغيره لتطور المجتمعات، حالها حال مدارس عقلية وفكرية عديدة ساهمت في سبغ طابع اكثر انسانية على حضارتنا، فالماركسية احداها ولاتلغي غيرها ، بل تقوم عليها . وكذلك يجد الليبراليون والماركسيون فهما مشتركا بتقييم فشل تطبيق بعض مقولات وفرضيات الماركسية الكلاسيكية في القرن التاسع عشر او نموذج الاشتراكية السوفياتية في القرن العشرين وفي تقييم تجارب اوربية او اسيوية يعود بجزء كبير منه الى احادية الاخذ بالماركسية كنظام شمولي وشامل واتباع الاسلوب الاوتوقراطي القمعي الذي رافق هذه التجارب والغاء ربطها بمدارس تلغي فكر البرجوازية (كما يسميها الماركسيون الروس والعرب ) .و حتى اصبح يطلق على الكثير من الليبراليين اليساريين في اميركا واوروبا انهم مناصري الماركسية كونهم يقومون بنقد مجتمع النمو والأستهلاك ، واقامة سياسات العدالة الاجتماعية ، بينما يتهم المتطرفون الماركسيين انهم ليبراليون ومهادنون للرأسمال والبرجوازية وفقدوا ثوريتهم كونهم يتبنون الديمقراطية السياسية التي يسمونها مزيفة ومؤطرة والتزامهم بمفاهيم الليبرالية حول الحقوق والحريات ، وتشكل هذه عموما نقاط لقاء وارضية مشتركة بين اليسار بكل مدارسه الليبرالي والماركسي والخضر ، ، ويكونون كتلا واحدة او متقاربة في التحركات الاجتماعية نراها في الانتخابات ضد اليمين القوني والديني، والاحتجاجات الشعبية ضد التمييز، او حركات البيئة ، كما نجدها في منتديات الفكرالسياسي والأكاديمي. أود ان اركز هنا ان القضايا التي يعالجها اليسار في اميركا وكندا واوربا تخص عموما تطور المجتمعات مابعد الصناعية ، أي حركة المجتمعات المستقبلية وافاق تطور ومسيرة حضارتها، حيث انهم جميعا عبروا مراحل العلمانية واقامة النظم الديمقراطية الليبرالية الراسخة القائمة على مباديئ وترسيخ مفاهيم الحقوق والحريات ، وعلى ازدهار الاقتصاد التكنولوجي والأنتاجية العالية مما يسمح بطرح سياسات واصلاحات اجتماعية اوسع واعمق، ونادرا ما تقرأ او تسمع مصطلحات من اليسار متداولة في مجتمعاتنا مثل النظم الرأسمالية، وزيف الديمقراطية ، وغيرها. انها اساسا غير مشاكل وقضايا مجتمعاتنا العربية التي لم تدخل اساسا لا في العلمانية ولا الرأسمالية ولا انظمة الحكم الديمقراطية. .فالماركسية عندهم هي رؤيا مستقبلية لاصلاح المجتمعات الصناعية من خلال نظمها القائمة على اسس العلمانية والديمقراطية والحقوق والحريات الليبرالية، ولايمكن تصور طرح الماركسية اليوم دون ان تقوم عليها وعلى اسسها ، وليس بتحطيمها تحت مسميات مجتمعات البرجوازية والرأسمالية، فبدونهما لاتوجد حتى الماركسية نفسها، فكيف تقام مقولاتها.
الجزء القادم يتناول اسباب فشل الحوار الليبرالي الماركسي في العالم العربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ِشكرا على كل اجتهاداتك
د. محمود يوسف بكير ( 2022 / 12 / 10 - 19:51 )
أشكرك د. سلطان على المقال وعلى أفكارك العملية والمستنيرة والواقعية . وأنا سعيد أنك لا ترد على مهاترات البعض والتي تتسم بالبذاة والانفصال عن الواقع . مع أطيب تحياتي و أمنياتي


2 - مهمة المثقف التنوير
د. لبيب سلطان ( 2022 / 12 / 11 - 00:30 )
عزيزي دكتورمحمود
اشكرك على ملاحظتك واعتقد ان كلانا واغلب مثقفينا يتفقون ان اولى مهمات المثقف التنوير وليس الرد على مهاترات وبذاءة المؤدلجين السياسيين ذوي السلفية لفكرية ويمكن للقارئ اكتشاف الجهل والسطحية فيما يطرحون عدا انحطاط المستوى الفكري الاخلاقي ، مهمتنا فتح اعين وعقول الشباب في مجتمعاتنا ليكون جريئا وشجاعا في تناول مشاكل مجتمعاتنا العميقة بمنهج علمي وتحليلي وواقعي بعيدا عن الصور والمقولات الجامدة التي ترسمها السلفية الماركسية والقومية والدينية
ولكم اطيب التحيات


3 - هل الليبرالية نهاية التاريخ و(الرسالة الخاتمة)؟! 1
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 12 - 11:39 )
باختصار شديد :
تعقيبا على مقال د. سلطان
- انتحال الليبراليين لصفة اليسار ، لا يجعل منهم يساريين حقا ، فهو مجرد خلط للأوراق و قلب تعسفي للمفاهيم .
- الليبرالية تعني ضمنا إطلاق قوانين السوق و إعلاء مبدأ الربحية ، و بذلك فهي تتنافى مع مصالح الاغلبية ، و تمثل نقيضا فكريا لمبدأ العدالة الاجتماعية
- من المجانية القول بأن الليبرالية الاقتصادية (الراسمالية) ، تهتم لحقوق الإنسان ، كالحق في التعليم و الحق في الرعاية الصحية و الحق في الضمان الاجتماعي ، على نفقة المجتمع (الدولة) ، فالراسمالي - في موقع اتخاذ القرار السياسي - لا يمكن أن يقبل (طواعية أو عن قناعة) بالمساواة في الحقوق و الواجبات أو بالعدالة الاجتماعية .
- في الليبرالية السياسية ، لا يمكن تصور مساواة حقيقية بين الأثرياء أصحاب الملايين و بين المفقرين محدودي الدخل ؛ فالعامل الأجير لا يمكن أن يفوز على رجل الأعمال الملياردير في الانتخابات العامة .
- عندما يتخلى الماركسي عن نظرية فائض القيمة ، في عملية الإنتاج الاقتصادي / الاجتماعي ، و ما يتصل بها من أطروحة الصراع الطبقي ؛ لا يعود ماركسيا . و عندما يأخذ بها الليبرالي ، لا يعود ليبراليا .


4 - هل الليبرالية نهاية التاريخ و(الرسالة الخاتمة)؟! 2
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 12 - 11:42 )
- نصف الشعب الاميركي (حوالي 175 مليون) بروتستانت (أصوليون) متدينون ، منهم حوالي 85 مليون بروتسانت إنجيليون (صهيونية مسيحية) شديدو المحافظة و التزمت الديني ، يؤمنون بمعتقدات نهاية الزمان . و الكنيسة الانجيلية في اميركا تملك أكثر من 1400 محطة تلفزة تبشيرية . و التربية الدينية مقررة لديهم في المناهج الدراسية للتعليم الابتدائي ، بما في ذلك قصة الخلق التوراتية الخرافية .
- الكنيسة الانجيلية (أصوات الإنجيليين) هي من أوصلت جيمي كارتر و جورج دبليو بوش و دونالد ترمب إلى الرئاسة . جورج دبليو بوش وصف حربه على العراق بأنها تكليف إلهي و حرب صليبية .
- أما جوابا على سؤال : لماذا ينجح الحوار الليبرالي الماركسي في الغرب ، و يفشل عند العرب ؛ فلأن المتحاورين في الغرب ، موضوعيون علميون غايتهم التقصي عما هو أفضل و أنسب - واقعيا - وفقا للمعطيات الملموسة . بينما الحوار عند العرب و المستعربين ، ينطلق من أفكار مسبقة ، غالبا ما تكون دوغما أيديولوجية مستعارة ، مقطوعة الصلة بالواقع المحلي ؛ فهم سلفيون ليبراليون أو سلفيون ماركسيون ، يدورون حول أنفسهم في حلقة مغلقة . و طبعا لا تعميم في الموضوع .


5 - هل الليبرالية نهاية التاريخ و(الرسالة الخاتمة)؟! 3
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 12 - 11:45 )
و تعقيبا على تعليق د. بكير
- رغم أن د. لبيب سلطان ، يدافع عن الليبرالية ، و كأنه الوصي المؤتمن عليها بين العرب ، و كأنما الليبرالية هي نهاية التاريخ ، فهو - في تقديري المتواضع - من الأكثر معقولية و توازنا ، بين ليبراليي الحوار المتمدن .
- من يسمح بالتعليق ، عليه أن يقبل و يحترم الحق في الاختلاف ، و أن يرد على المعلقين و يدخل في الحوار حجة بحجة مع من يخالفونه الرأي . أما امتناعه عن الرد ، فلا يخرج عن ثلاثة احتمالات : قبوله ضمنا بحجة المحاور .. و تلك ميزة تحسب له ، أو عدم قدرته على الإقناع .. و ذلك لا يشينه ، أو تعاليه عن الآخرين .. وتلك نقيصة تحسب عليه . و إلا فعليه أن يعتذر عن المواصلة ، و يعلن - بهدوء - انسحابه من الحوار .
- اللجوء إلى العنف اللفظي (دون داعٍ) ، و استعمال الألفاظ البذيئة ؛ هي صفات المفلسين فكريا و أخلاقيا . و من الملاحظ أن المعلقين منتحلي صفة الليبرالية ، هم الأكثر إسفافا و هبوطا في خطابهم العام .. إلى درجة من البذاءة يعاقب عليها القانون ، مثلهم في ذلك مثل الاسلاميين سواء بسواء .
و .. سامحونا على الإزعاج .
تحياتي


6 - الليبرالية فكر اجتماعي وليس اقتصادي كما تطرحونه
د. لبيب سلطان ( 2022 / 12 / 12 - 13:33 )
استاذ زكري
ارى انكم تخلطون بين مفهومي الليبرالية وهي فلسفة سياسية اجتماعية حول الحقوق والحريات مع النيوليبرالية التي هي مذهب اقتصادي حديث منذ ثلاثة عقود ولاعلاقة لها مع الليبرالية التي بدأت اطروحاتها ومعاركها قبل الثورة الفرنسية فمفاهيم العلمانية وحقوق المواطنة والحريات العامة والخاصة والمدنية كانت ومازالت لليوم هي معركتها مع الاتجاه اليميني الديني اوالقومي المحافظ ومنها يساريتها التي تقولون عنها انها انتحلتها بينما هي اليسار بعينه ولا اعتقد ان هناك معنى اخر لليسار اعمق واهم مما تطرحه الليبرالية . ومنهج الحقوق والحريات هو في الواقع اهم معركة تخوضها مجتمعاتنا لمواحهة الاصولية الاسلاموية ، واليك في ايران مثلا بثورتها، ومن هذا واضح يساريتها وليس اليسار هو الذي يخوض معارك وهمية بشعارات ثورية مع الرأسمالية العالمية بل هو الذي يخوض معارك التحرر الاجتماعي الليبرالي اي الحقوقي والتنمية الاقتصادية
اماعن القيمة الفائضة لماركس فالليبرالية فرضت على حكوماتها استقطاعها من الرأسمال لبرامج العدالة والرعاية الاجتماعية المتطورة و الصحة والتعليم وبها حققت الهدف الاجتماعي. الاعلى للماركسية فما رأيك


7 - الليبرالية شاخت ، و الاشتراكية العلمية هي البديل 1
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 12 - 17:56 )
د. لبيب سلطان المحترم
شكرا على ردكم الهادئ الذي أنهيتموه بسؤال موجه إلي : ما رأيك ؟!
و أجيبكم بقدر ما يمكن من الاختصار : رأيي هو أنكم مفهومكم عن الليبرالية يفتقد إلى الدقة (حتى لا أنفي عنه الصحة) ، فالليبرالية الجديدة - حتى بدلالة اللغة في المصطلح - هي سليلة الليبرالية الكلاسيكية ، أي أن النيوليبرالية تطورت تاريخيا - و تبلوت خلال العقود الأخيرة ، و بخاصة خلال فترة المحافظين الجدد في اميركا - من الليبرالية الكلاسيكية التي ظهرت في بريطانيا أواخر القرن الثامن عشر . هذا أولا .
و ثانيا : في الليبرالية - كما في الماركسية - لا يمكن فصل ما هو اجتماعي ، عما هو اقتصادي ، أو عما هو سياسي أو ثقافي . فلليبرالية وجهان أساسيان متلازمان : اقتصادي، و اجتماعي . و الاقتصادي فيها هو البناء القاعدي للاجتماعي .
و في التعريف الليبرالية مذهب فكري سياسي اقتصادي اجتماعي . ففي الاقتصاد تقوم الليبرالية (الليبرالية الاقتصادية) على أساس حرية السوق و حرية الملكية و حرية المبادرة الفردية .
يتبع


8 - الليبرالية شاخت ، و الاشتراكية العلمية هي البديل 2
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 12 - 17:58 )
و تقوم سياسيا في جانبها الاجتماعي على أساس الحقوق و الحريات الخاصة و العامة ، كحرية التعبير و الاعتقاد و حرية التنقل و الحق في العمل و غيرها من الحقوق و الحريات المدنية المنصوص عليها في مواثيق القانون الدولي الإنساني . إذن فالليبرالية في السياسات الاقتصادية تتمظهر في السوق الحرة (اقتصاد السوق) ، و في السياسات الاجتماعية تنتظم في أنماط الحريات العامة و الخاصة التي تفضلتم بالإشارة إليها .
و ثالثا : إن ما نتابعه من الحوارات الفكرية بين مثقفي الغرب ، التي تدور حول الماركسية ، كما أشرتم إليه في المقال ، ينطوي على دلالة شديدة الوضوح ، هي أن كلا من الليبرالية الكلاسيكية - في جانبها الاقتصادي أولا ، ثم بالتبعية في جانبها الاجتماعي - فضلا عن سليتها الليبرالية الجديدة ، قد وصلت واقعيا - في التطبيق - إلى حائط مسدود ، و من ثم فهم يلتمسون لها في الماركسية مخرجا من أزمتها البنيوية الحادة ، لحقنها بترياق الاشتراكية ، حتى تتعافى و تبقى على قيد الحياة .. إلى حين .
يتبع


9 - الليبرالية شاخت ، و الاشتراكية العلمية هي البديل 3
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 12 - 17:59 )
و ذلك ما نلمسه في سياسات الضمان الاجتماعي و برامج الرعاية الاجتماعية و مجانية التعليم إلخ (كما في فنلندا و السويد) ، التي تمول من عائدات الضرائب التصاعدية على أرباح الشركات . و هو ما يعني ضمنا و بالنتيجة المنطقية أن الاشتراكية هي البديل المستقبلي ، الذي ستفرضه نضالات الجماهير الواعية بحقوقها .. لكنها قد لا تبدو مطروحة على أجندة التاريخ في المدى المنظور .
و ملخص القول : الليبرالية انتهى عمرها الافتراضي ، و الاشتراكية (العلمية) هي البديل .
و طبعا لا أدعي ملكية الحقيقة الناجزة . لكن رأيي صواب حتى تثبت الوقائع خطأه ، و رأي من يختلف معي خاطئ حتى تبرهن الأحداث صوابه .
آسف على الإطالة
تقبلوا تحياتي


10 - ألليبرالية حققت هدف الماركسية بدون ادوات قمعية
د. لبيب سلطان ( 2022 / 12 / 12 - 21:48 )
الاخ بن زكري
مصطلح الاشتراكية العلمية اتى به السوفيت للتمييز عن الاشتراكية المشاعية لسان سيمون و الفابية لحزب العمال البريطاني والمهم في الاشتراكية امران الاول ان الهدف هو اقامة نظم العدالة االأجتماعيىة والثاني انها تقوم في بلدان صناعية متطورة والسؤال هو حول الادوات ونتائج التطبيق العملي فالنموذج السوفياتي اعتمد على مقولة ديكتاتورية البروليتاريا وطبق سيطرة الدولة على الاقتصاد والحكم والمجتمع بحزب واحد وانتهى الى ديكتاتوريا وشاخ وفشل في حين ان الليبرالية التي تراها في فنلندا والسويد نجحت فالذي شاخ وهرم هو الاشتراكية العلمية السوفياتية وليس الليبرالية التي حققت ما تصبو اليه الماركسية، وعموما مصطلح العلمية يطلق على نظريات بعد اثبات نجاحها عمليا في التجربة فالنموذج السوفياتي ليس علمي بدقة هذا المصطلح بل سياسي . اعتقد ان المشكلة ليست تنافسية بين الماركسية والليبرالية بقدر اثبات امكانية التحقيق والوصول للهدف والتجربة السوفياتية تشير ان سيطرة الدولة على الاقتصاد فشلت كليا والاخرى لا توجد عدالة دون حريات والاخيرة ان اهداف الماركسية يمكن تحقيقها بوسائل ديمقراطية ليبرالية دون ديكتاتوريات قمع


11 - و تظل الاشتراكية العلمية هي الحل 1
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 13 - 18:23 )
في مقال لي على موقع الحوار المتمدن ، بعنوان (الاشتراكية هي الحل ، لولا الدوغما) ؛ انتقدت ما أسميته بالعقل الاجتراري ، الذي يتعامل به المتمركسون مع التراث الفكري لـ (الآباء) المؤسسين و سيرة (السلف البلشفي الصالح !) ، و قلت ما ملخصه أنهم يشكلون سلفية من نوع جديد ، لا تختلف من حيث دوغمائية منطقها و سكونيتها الاجترارية النقلية ، عن السلفيات الدينية .
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=592137
غير أن ذلك لا يمنعني من التزام الموضوعية ، في تناول موضوعة الاشتراكية الماركسية ؛ لأسجل النقاط التالية ، ردا على محاججاتكم الليبرالية :
- مصطلح ‘‘ الاشتراكية العلمية ’’ لم يأتِ به السوفييت ، بل إنه قد ظهر قبل قيام الاتحاد السوفيتي في كتابات أنجلز ، و قد أطلق البيان الشيوعي اسم الاشتراكية الخيالية على المذاهب الاشتراكية ما قبل الماركسية ، على اعتبار أن الماركسية هي التعبير العلمي الوحيد عن الاشتراكية .
- إن اكتشاف ‘‘المفهوم المادي للتاريخ ’’ ، و كشف سر الإنتاج الراسمالي بواسطة نظرية (فائض القيمة) ، هما ما جعل من الاشتراكية علمية ، استنادا الى تحليل علمي موضوعي للوقائع التاريخية الاجتماعية .


12 - و تظل الاشتراكية العلمية هي الحل 2
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 13 - 18:25 )
- و صحيح أن مصطلح الاشتراكية العلمية ، ظهر للتمييز بينها و بين المذاهب الاشتراكية الخيالية أو الطوباوية ، التي ظهرت مبكرا لدى توماس مور في كتابه (يوتوبيا) 1516 ، و لدى كامبانيلا في كتابه (مدينة الشمس) 1614 / 1623 ، ثم لاحقا - في القرنين 18 و 19 - لدى بابيف و سيسموندي و سان سيمون و برودون و فورييه و اون و بلان و باكونين و غيرهم (على اختلاف ما بينهم) . لكن اجتزاء المعلومة في تعليقكم مغرض و لا يتفق مع الموضوعية .
- قولكم بأن الليبرالية حققت هدف الماركسية ، هو قول يتقاطع مع الاشتراكية الفابية ، لدى حزب العمال البريطاني ، من حيث اعتناق الأهداف الاشتراكية مع رفض الاسس النظرية للماركسية ، بزعم إمكانية الانتقال تدريجيا إلى الاشتراكية دون الحاجة لثورة اجتماعية ! و هو الأمر الذي دحضته التجربة و نفته وقائع التاريخ .
- الليبرالية هي في الواقع التطبيقي ليبراليات ، فنموذج الليبرالية المتقدم (نسبيا) في فنلندا و النمسا و السويد ، مختلف كثيرا عن النموذج البريطاني ، و مختلف كليا عن النموذج الأميركي .


13 - و تظل الاشتراكية العلمية هي الحل 3
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 13 - 18:26 )
و جراء موجة تسونامي أزمة الرهن العقاري في أميركا ، اضطرت النظم الليبرالية في فنلندا و السويد و غيرهما ، لأخذ خطوة الى الوراء نكوصا عن منجزات الديمقراطية الاجتماعية .
- كدبلوماسي سابق في موقع مسؤولية متقدم ، أتاحت لي الممارسة المهنية فرص الاطلاع - عن قرب - على الضغوط الكبيرة التي يمارسها رجال المال و الأعمال على الحكومات في النظم الليبرالية ، لفائدة الاستثمارات الراسمالية ، خصما من حساب العدالة الاجتماعية (في سياق الصراع الطبقي) ، و كثيرا ما نجحوا .
- في فرنسا ، التي ينص دستورها على أنها دولة اشتراكية ، نجد التباين (الليبرالي) شاسعا ، بين فترات ولاية الرئيس (الاشتراكي الديمقراطي) ميتران ، و الرئيس (اليميني) ساركوزي ، و الرئيس الحالي (النيوليبرالي) ماكرون . على مستوى السياسات الاقتصادية و الاجتماعية .
- التجربة السوفييتية ، كانت نتاج ظروفها .. نجاحات و إخفاقات ، لجهة تحقيق الأهداف الاشتراكية تطبيقا لمبادئ الماركسية . و التحجج بها لإثبات فشل (الاشتراكية العلمية) ، لا يخرج عن كونه مماحكات مؤدلجة ، يعلم أصحابها - قبل غيرهم - أنه لا رصيد لها من الموضوعية .


14 - 4 و تظل الاشتراكية العلمية هي الحل
محمد بن زكري ( 2022 / 12 / 13 - 18:28 )
- العدالة الاجتماعية ، في النظم الليبرالية ، هي مجرد ترقيعات إصلاحية ، للهروب من الاستحقاق الاشتراكي . و يكفي أن تعترفوا بأن العدالة الاجتماعية هي هدف الماركسية ، حتى تنتفي عن الليبرالية راهنية صلاحيتها التاريخية ، و تصبح من قبيل لزوم ما لا يلزم .
- لستُ شيوعيا و لا بلشفيا . لكني لا أعاني من حساسية ما تجاه الشيوعية و البلشفية .
ختاما : أكتفي بهذا .. فلا داعي للمزيد .
و مع احترام حقكم في الاختلاف .. سلام

اخر الافلام

.. لماذا تشكل جباليا منطقة صعبة في الحرب بين الفصائل الفلسطينية


.. Socialism the podcast 131: Prepare a workers- general electi




.. لماذا طالب حزب العمال البريطاني الحكومة بوقف بيع الأسلحة لإس


.. ما خيارات جيش الاحتلال الإسرائيلي لمواجهة عمليات الفصائل الف




.. رقعة | كالينينغراد.. تخضع للسيادة الروسية لكنها لا ترتبط جغر