الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد السلام عطاري وومضة الياض

رائد الحواري

2022 / 12 / 11
الادب والفن


عبد السلام عطاري

"لي من الذِّكرياتِ
ما يكفي
لتصيرَ جداولَ حُبٍّ
وأنهارَ حزنٍ
مصاطبَ فرحٍ
وأرجوحةً للعيدِ
قلادةَ أقحوان
وخُضْرة لِمقاثي الحقولِ
لي من الذِّكرياتِ
ما يكفي كلَّ الفصولِ"

الجميل في هذه الومضة تناولها لألفاظ متعلقة بالطبيعة، من هنا جاءت بمجملها بيضاء ـ إذا ما استثنينا لفظ "حزن"، وهذا بحد ذاته يمنح المتلقي شعورا بالفرح، وعنما أقرن الشاعر حالته بالطبيعة فهذا أعطا القارئ شعور/فكرة أن الشاعر متوحد مع الطبيعة، وأن هناك تماثل بين حالته وحال الطبيعة التي تخضر وتصفر بصورة دائمة ومستمرة، من هنا جاء لفظي التناقض في "حزن، فرح".؟
واللافت في هذه الومضة أن فاتحتها "لي من الذكريات ما يكفي" لها صدى وتتمة في الخاتمة، فالجداول/الأنهار نتائجها حاضرة في خضرة المقاثي وفي الحقول، ومصاطب الفرح متعلقة/ناتجة عن ال"قلادة أقحوان" (والفاصل) بين الفاتحة والخاتمة يكمن في "أرجوحة" التي فصلت ـ شكليا ـ بين الفاتحة والخاتمة، لكنها أكد وحدة الموضوع والترابط الوثيق بين "أنهار، جدال" وبين "خضرة المقاثي".
ونلاحظ أن صيغة الجمع جاءت في كل مقدمة للومضة، إذا ما استثنينا لفظي المفرد "أرجوحة، وقلادة" فالأرجوحة هي الفاصل بين الشتاء/الحزن، وبين الخضرة/الفرح، وكأن الشاعر يريد القول أن خلاصة الجمع (الكثير والكبير) في "جداول، أنهار، مصاطب، المقاثي" شكلت/أوجدت شيء جديد هو "الأرجوحة، والقلادة" فالأرجوحة تمنح/تشير إلى الفرح النفسي، والقلادة تأخذنا إلى الفرح الجمالي. وبهذا يكون الشاعر قد حصل على فرح (مادي) ناتج على الأرجوحة، وفرح روحي/جمالي ناتج عن القلادة.
الومضة منشورة على صفحة الشاعر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس التونسي: بعض المهرجانات الفنية لا ترتقي بالذوق العام


.. ظهور حمادة هلال بعد الوعكة الصحية في زفاف ابنة صديقة الشاعر




.. كل يوم - -ثقافة الاحترام مهمة جدا في المجتمع -..محمد شردي يش


.. انتظروا حلقة خاصة من #ON_Set عن فيلم عصابة الماكس ولقاءات حص




.. الموسيقار العراقي نصير شمة يتحدث عن تاريخ آلة العود