الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النصر

علاء هادي الحطاب

2022 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


حقق العراقيون قبل خمس سنوات النصر على أعظم خطر كان يهدد البشرية فيما لو أحكم قبضته على العراق، بلحاظ أن هذا التنظيم الإرهابي أعلن خلافته المزعومة على جميع البلدان الإسلامية كمنطلق لامتداد خلافته على العالم، وهذا ما أعلنه وعمل عليه هذا التنظيم فنفذ عمليات نوعية في العديد من دول أوربا، وكان العراق والعراقيون قاعدة الصد الأولى والأخيرة بوجه هذا التنظيم ومخططاته وغاياته، لذا فلا مبالغة في أن يدين العالم أجمع للعراق لكونه قاتل نيابة عنهم وحقق النصر الذي اعتقد كبار قادة العالم بأننا سنحتاج لسنوات طويلة في سبيل القضاء عليه.
اليوم ونحن نعيش الذكرى الخامسة لإعلان النصر على تنظميات داعش الإرهابية حريٌ بنا أن نحول هذا الانتصار الكبير إلى ستراتيجية يستفيد منها العراق في علاقاته مع دول الجوار والمنطقة والعالم، وأن ينعكس خريطة طريق لإمكاناتنا العسكرية والأمنية.
ومع تزامن هذا اليوم مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، إذ كنت وما زلت أعتقد بأننا بحاجة إلى مرحلة انتقالية في المناطق التي تم تحريرها من عصابات داعش، مرحلة يكون للضحية فيها التعويض المناسب وللمجرم المنتهك لحقوق الإنسان جزاؤه العادل، وفق آليات العدالة الانتقالية التي تتطلب كشفا واضحا للحقيقة من خلال لجان مختصة ومخلصة ونزيهة تكشف لنا بالتفاصيل الممكنة طبيعة تلك الانتهاكات ومرتكبيها، ثم الانتقال إلى مقاضاة المجرمين الذين انتهكوا حقوق الإنسان عن طريق تقاض يطمئن له الضحايا من دون استخدامه سياسيا وعرقيا وقبليا وطائفيا، والانتقال بعد ذلك إلى آليات واضحة ومحددة لتعويض الضحايا ماديا ومعنويا بعيدا عن الفساد والإثراء في هذا الملف وبرقابة واضحة وشفافة، بعدها يتم العمل على إصلاح المؤسسات التي كانت سببا في حدوث ما جرى سواء كانت مؤسسات مدنية أو عسكرية، وإصلاح موظفيها وفحص سجلاتهم الوظيفية وتأريخهم الشخصي والمهني، وصولا إلى غاية العدالة الانتقالية في تحقيق المصالحة وبناء سلام مجتمعي دائم لا تتكرر بوجوده مآسي الماضي وتحويل الضحية إلى جلاد والجلاد إلى ضحية، وعدم الأخذ بمبدأ الثأر الجماعي والانتقام الشخصي.
تحقيق العدالة الانتقالية بشكلها الصحيح يضمن إلى حد جيد حقوق الإنسان ومأسسة الإجراءات القضائية وغيرها، كما يضمن لنا إنهاء مقدمات وجود الفكر المتطرف مرة أخرى تحت يافطة داعش أو غيرها.
وكل ما تقدم بحاجة إلى إرادة سياسية واعية ومدركة ومخلصة تعمل على بناء السلام في المجتمعات لتحقق الاستقرار الداخلي من خلال تشريعات واضحة وتنفيذها بشكل سليم وصحيح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار التظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية ضد حرب غزّة|


.. نجم كونغ فو تركي مهدد بمستقبله بسبب رفع علم فلسطين بعد عقوبا




.. أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يبحث تطورات الأوضاع


.. هدنة غزة على ميزان -الجنائية الدولية-




.. تعيينات مرتقبة في القيادة العسكرية الإسرائيلية