الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر الدولي ال 15 لأطراف اتفاقية التنوع البيولوجي أمام مهام اَنية وعاجلة

كاظم المقدادي
(Al-muqdadi Kadhim)

2022 / 12 / 11
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


في السابع من كانون الأول الجاري باشر أعماله في مدينة مونتريال الكندية المؤتمر الخامس عشر للأطراف في اتفاقية التنوع البيولوجي (COP15)، والذي يستمر لغاية 19/12/2022، ويهدف إلى عكس فقدان التنوع البيولوجي وتداعياته والمعالجات العاجلة المطلوبة .

وقد سبق إنعقاده إنعقاد المؤتمر السابع والعشرون للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP27) ، في تشرين الثاني الماضي، في شرم الشيخ بمصر،والذي خصص يوماً للتنوع البيولوجي، تدارس المشاركون خلاله التعامل مع أزمة المناخ وأزمة التنوع البيولوجي طيلة سنوات عديدة على أنهما قضيتان منفصلتان، بينما الحقيقة - كما تم تسليط الضوء عليها - هي أنه لا يوجد طريق قابل للتطبيق للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية دون حماية الطبيعة واستعادتها بشكل عاجل.ومن هذا المنطلق وجوب النظر إلى القضيتين على أنهما على نفس الطول الموجي، وليس أن إحداهما أهم من الأخرى - كما أوضحت إليزابيث مريما، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (CBD) وهي الأداة القانونية الدولية لحماية التنوع البيولوجي التي تم التصديق عليها من قبل 196 دولة.
وأوضح برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) أن فقدان التنوع البيولوجي له بالفعل آثار كبيرة على تغير المناخ الإقليمي والعالمي.بينما تلعب النظم البيئية الطبيعية دورا مهما في تنظيم المناخ ويمكن أن تساعد في عزل الكربون وتخزينه، فإن فقدان الغابات وتجفيف الأراضي الرطبة وغير ذلك من التدهور البيئي حول العالم قد ساهم بشكل كبير في تغير المناخ.وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية للبرنامج:إذا استثمرنا في الطبيعة والبنية التحتية الطبيعية، والغابات، والشعاب المرجانية، وأشجار المانغروف، والغابات الساحلية، فهذا يحمينا من العواصف الشديدة. ولا يوفر موطنا للأنواع وحسب، بل يخزن أيضا الكربون. فلذلك بُعدٌ في مجالي التخفيف والتكيف".
الى هذا، طلب أربعة من المهندسين الرئيسيين لاتفاق باريس للمناخ 2015، بمن فيهم رئيسة الأمم المتحدة السابقة لتغير المناخ كريستيانا فيغيريس، رسميا من قادة العالم تقديم اتفاق "طموح وتحويلي" حول التنوع البيولوجي العالمي في مؤتمر COP15 القادم المعني بالتنوع البيولوجي.

وعشية إنعقاد المؤتمر صدر بيان مشترك بعنوان: "من أجل تحقيق عالم يعيش في وئام مع الطبيعة" بحلول عام 2050، وقعه كل من: ديفيد بويد، المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان والبيئة؛ وإيان فراي، المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان في سياق تغير المناخ؛ وفرانسيسكو كالي تزاي، المقرر الخاص المعني بحقوق الشعوب الأصلية،دعوا فيه الدول إلى كفالة أن يركز الإطار العالمي للتنوع البيولوجي لما بعد عام 2020 على حقوق الإنسان. وقال خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان في بيانهم:" إن التنوع البيولوجي الصحي والنظم البيئية أساس الحياة وجوهر التمتع بحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة والصحة والغذاء والماء والثقافة والبيئة الصحية".
وحث الخبراء الدول الأعضاء على تعميم مراعاة حقوق الإنسان في جميع أجزاء الإطار، بما في ذلك عن طريق الإشارة على وجه التحديد إلى الحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة وحقوق الشعوب الأصلية في المبادئ، والهدف باء، ومؤشرات الإطار.
وكانت الأمم المتحدة قد أقرت بالحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة في قرار مجلس حقوق الإنسان 48/13 المعتمد في تشرين الأول 2021 وقرار الجمعية العامة 76/300 المعتمد في تموز 2022.
وبما أن النظم الإيكولوجية الصحية والتنوع البيولوجي في صميم هذا الحق، فإن على الدول التزامات بحماية التنوع البيولوجي وحفظه واستعادته.وشدد الخبراء على أن "الأهداف القابلة للقياس للاعتراف بهذا الحق وتنفيذه ضرورية، وأن التدابير التي تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي لا يمكن أن تكون على حساب حقوق الإنسان".

من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى" إبرام اتفاق سلام مع الطبيعة وأن نورث أطفالنا عالما أفضل، وأكثر اخضرارا، وأكثر زرقة، واستدامة. جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر.وقال: هذا المؤتمر يدور حول المهمة الملحة لصنع السلام لأننا اليوم غير متناغمين مع الطبيعة، مشيرا إلى أن إزالة الغابات والتصحر يؤديان إلى خلق أراضٍ قاحلة من نظم إيكولوجية كانت مزدهرة ذات يوم.
"أرضنا ومياهنا وهوائنا مسمومة بالمواد الكيميائية والمبيدات الحشرية ومخنوقة بالبلاستيك. أدى إدماننا للوقود الأحفوري إلى جعل مناخنا في حالة من الفوضى - من موجات الحر وحرائق الغابات، إلى المجتمعات التي عطشت بسبب الحرارة والجفاف، أو التي غمرتها المياه ودمرت بسبب الفيضانات المرعبة".

وأوضح الأمين العام أن مؤتمر الأطراف الخامس عشر يمثل فرصتنا لوقف عربدة الدمار هذه، وللانتقال من الخلاف إلى الانسجام. وأشار إلى ثلاث إجراءات ملموسة في سبيل إبرام ميثاق سلام مع الطبيعة:
أولا، يجب على الحكومات وضع خطط عمل وطنية جريئة عبر جميع الوزارات، من المالية والغذاء إلى الطاقة والبنية التحتية.خطط تعيد تقديم الإعانات والإعفاءات الضريبية بعيدا عن الأنشطة المدمرة للطبيعة نحو حلول خضراء مثل الطاقة المتجددة، والحد من البلاستيك، وإنتاج الغذاء الصديق للطبيعة، واستخراج الموارد المستدامة.
ثانيا، يجب على القطاع الخاص أن يدرك أن الربح والحماية ينبغي أن يسيرا جنبا إلى جنب.في اقتصاداتنا المعولمة، تعتمد الشركات والمستثمرون على هدايا الطبيعة من جميع أنحاء العالم. من مصلحتها وضع الحماية أولا. وهذا يعني أن الصناعة الغذائية والزراعية تتجه نحو الإنتاج المستدام والوسائل الطبيعية للتلقيح ومكافحة الآفات والتسميد.يجب أن تكون الشركات والمستثمرون حلفاء للطبيعة وليسوا أعداء.
ثالثا، يجب على الدول المتقدمة أن تقدم دعما ماليا جريئا لبلدان الجنوب العالمي كحماة للثروة الطبيعية لعالمنا. لا يمكننا أن نتوقع من البلدان النامية أن تتحمل العبء بمفردها. يجب على المؤسسات المالية الدولية وبنوك التنمية متعددة الأطراف مواءمة محافظها مع حفظ التنوع البيولوجي واستخدامه المستدام.
لقد أعطتنا هذه البيئات الطبيعية الكثير. حان الوقت لرد الجميل"- وفقا للأمين العام.
وحذر الأمين العام من "أن الإنتاج والاستهلاك غير المستدامين يؤديان إلى زيادة الانبعاثات بشكل كبير ، مما يؤدي إلى تدهور أرضنا وبحرنا وجونا".
" اليوم، تدهور ثلث مجموع الأراضي، مما يجعل من الصعب إطعام السكان المتزايد عددهم. النباتات والثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك واللافقاريات - كلها معرضة للخطر. مليون نوع يتأرجح على حافة هاوية (الانقراض). يؤدي تدهور المحيطات إلى تسريع تدمير الشعاب المرجانية التي تحافظ على الحياة والنظم الإيكولوجية البحرية الأخرى - ويؤثر بشكل مباشر على المجتمعات التي تعتمد على المحيطات في كسب عيشها".
وقال الأمين العام إن الشركات متعددة الجنسيات تملأ حساباتها المصرفية بينما تفرغ عالمنا من الهدايا الطبيعية، محذرا من أن النظم البيئية أصبحت مجرد أدوات من أجل الربح.مع شهيتنا التي لا حدود لها للنمو الاقتصادي غير المنضبط وغير المتكافئ، حذر الأمين العام من أن البشرية أصبحت سلاحا للانقراض الجماعي، محذرا من أن فقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي يأتي بتكلفة بشرية باهظة. تكلفة نقيسها في فقدان الوظائف والجوع والمرض والوفيات. تكلفة نقيسها بخسائر سنوية تقدر بثلاثة تريليونات دولار أمريكي بحلول عام 2030 من تدهور النظام البيئي. تكلفة نقيسها بارتفاع أسعار المياه والغذاء والطاقة. وهي تكلفة نقيسها في الخسائر الجائرة للغاية والمتعددة التي تتكبدها أفقر البلدان والسكان الأصليون والنساء والشباب.ونبّه إلى أن الأشخاص الأقل مسؤولية عن هذا التدمير هم دائما أول من يتضرر من هذه
التأثيرات.

هذا، ومن المؤمل ان تتكلل أعمال المؤتمر باعتماد إطار التنوع البيولوجي العالمي. ويوفر الإطار رؤية استراتيجية وخارطة طريق عالمية للحفظ والحماية والاستعادة والإدارة المستدامة للتنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية للعقد القادم، وتمويل التنوع البيولوجي ومواءمة التدفقات المالية مع الطبيعة لتوجيه الأموال نحو الاستثمارات المستدامة والابتعاد عن تلك الضارة بيئياً، تمويل التنوع البيولوجي ومواءمة التدفقات المالية مع الطبيعة لتوجيه الأموال نحو الاستثمارات المستدامة والابتعاد عن تلك الضارة بيئياً، ورسم خطة خطة تصون حقوق الشعوب الأصلية وتعترف بمساهماتهم كحماة للطبيعة - كما تطمح الأمم المتحدة.

أ.د.كاظم المقدادي أكاديمي عراقي متقاعد، مقيم في السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في