الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحماس والغرب...يعبثان بحياة الفلسطينيين

سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)

2006 / 10 / 8
القضية الفلسطينية


في غمرة عاصفة العنف التي تعصف بحياة المواطنين الفلسطينيين، لا سيما في بحر الأشهر السبعة الماضية، أي منذ تسلم حركة الحماس الإسلامية زمام تشكيل الحكومة وترؤسها لها، تحت واقع الاحتلال، كما كان يحلو لها تسميتها، والتي كانت ترفض هذا الواقع، إبان وجود حركة الفتح العلمانية في السلطة. فقد انقلب الوضع المعيشي للفلسطينيين المدنيين رأساً على عقب، إذ تم قطع المساعدات الدولية التي كانت تقطرها الدولة العبرية على الفلسطينيين، الوافدة من الدول الغربية والخليجية.
لكن ما أن فازت حركة الحماس الإسلامية في أنزه انتخابات في تاريخ الدول العربية، حتى سارعت الدول العربية قبل نظيراتها الغربية إلى قطع معوناتها عن الشعب الفلسطيني... ولتتحول الأوضاع معها، داخل الأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية إلى كارثة إنسانية حقيقية، سيما بالنسبة للقاطنين في أطراف المدن، والمرشحة للمزيد من التصعيد سواء بالمواجهات المسلحة التي شهدها الشارع الفلسطيني مؤخراً .. والتي قد تكون في طريقها إلى كارثة...على الرغم من المخاوف التي قد تتطور بالمواجهات المسلحة إلى انهيار كامل للقانون والنظام، وربما إلى حرب أهلية غير محمودة عقباه... صدامات مسلحة عبثية في غزة بعد مظاهرات شارك فيها مسلحون وأفراد من أجهزة أمنية بأنفسهم، من أجل دفع رواتبهم، وإن كان في الظاهر هذه المظاهرات تحمل طابعاً نقابياً، غير أنها في الجوهر تحمل أهداف سياسية ضيقة في كثير من الأحيان. أي هو انقسام ليس بين الحكومة والمعارضة، بل هو انقسام على انتماءات سياسية.
فبالنسبة للضغوطات الاقتصادية التي فرضها المجتمع الدولي على السلطة الفلسطينية، بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الأخيرة، تحمل الدول الغربية أيضاً جزءًا كبيراً من المسئولية لما تحدث في الشارع الفلسطيني عبر سياساتها الغير معلنة، بدفع بالأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية إلى إجراء انتخابات مبكرة، من خلال إطالة مدة المحنة المخيمة عليهم، ولتبدو هذه الخطوة غير صائبة. كون الغرب يطالب بالديمقراطية في المنطقة، ثم يتراجع ويرفض نتائجها.
لكن في المقابل، قيادة حماس في الخارج، خاصة التي تتنمر من العاصمة السورية، تحمل النصيب الأكبر من المسؤولية، والتي لم تتوان عن عملها على نحو غير مسؤول، بإذاقة الشعب الفلسطيني مزيداً من الذل والعوز، وتشبثها بمواقفها التي تترجم إملاءات اجندة دمشق وطهران، غير آبهة في الوقت عينه، بمعاناة الذين انتخبوها، وذلك عندما ماطلت وتهربت من اتفاقها بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة الفتح، وهي الخطوة التي تحظى برضى غالبية الفلسطينيين.
والمأساة الكبرى تكمن في أن حركتي (حماس وفتح) يبدو عليهما الرغبة الشديدة في الاقتتال أكثر من دفع مصالح الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ فترة طويلة إلى الأمام. وعلى الأقل، هذه ليست المرة الأولى التي يبدو فيها العنف متغلباً على صوت العقل لدى حركة حماس الإسلامية. فمثلاً حسب صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية التي نقلت عن رئيس جهاز (الشين بيت) "يوفال ديسن" قوله إنّ المسلحين الفلسطينيين قاموا بتهريب حوالي عشرين طناً من المتفجرات إلى غزة، وأنهم حصلوا على أسلحة أكثر فاعلية. إنما لتتحول فوهاتها هذه المرة نحو صدور الفلسطينيين أنفسهم.
ويبدو أنّ الوضع الفلسطيني مرشح إلى مزيد من التعقيد.. خاصة بعد أن حملت كتائب شهداء الأقصى بعض قادة حماس وهددتهم، وقالت إنهم مسؤولون عن اندلاع الاشتباكات ومقتل عدد من الفلسطينيين. وإصرار حركة حماس على بمواقفها المتعنتة العقيمة بعدم:
الإعتراف باسرائيل
وكذا عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية
أيضا عدم إستئناف مفاوضات السلام والوضع النهائى مع إسرائيل، وسرعة تقديم الدعم الإقتصادي الخارجي لفك الحصار الإقتصادي الخانق.
والتي تزامنت مع تصريحات التي اطلقتها رئيسة الدبلوماسية الأمريكية "رايس" بأنّ الفلسطينيين بحاجة لحكومة يمكنها العمل مع الأسرة الدولية، وتقبل الإجماع على أن تعايش دولتين فلسطينية واسرائيلية، هو الحل للصراع الدائر في الشرق الأوسط.
وعملياً تبدو التطورات الأخيرة داخل الأراضي الفلسطينية من الناحية السياسية تبعث على الاعتقاد بأن نجاح المفاوضات بغية الوصول إلى صيغة حكومة الوحدة الوطنية، أصبحت بعيد المنال، بعد أن كانت قد قطعت في بعض مراحلها أشواطاً. وعلاوة على كل هذه الأزمات الداخلية الفلسطينية، لم تتوان الحكومة الإسرائيلية في تعقيد الأمور بمواصلة غاراتها في غزة، اعتقاداً منها بأنها ستضع حداً لصواريخ القسام التي تسقط على البلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع غزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا