الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحلّ التاريخي؟!

سليمان جبران

2022 / 12 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


في حرب 67 طاش العرب على شبر ماء. صدّقوا ما سمعوا من الإذاعات العربيّة، بمن فيهم كاتب هذه السطور طبعا. عاشوا على أساطير الظافر والقاهر، فكانتْ نتيجة الحرب تلك هزيمة منكرة، عادتْ على الحالمين بانتصار للأعداء مبين! اكتشف الجماعة هنا أنّ الأعداء حولهم نمر منْ ورق. اكتسحتْ إسرائيل كلّ الجيوش المحيطة بها في سرعة اليرق. حرب الأيام الستّة، سمّوا تلك الحرب الخاطفة. وهل يمكن قبائل متخلّفة، تحفظ مفاخر السيف والرمح، منازلة جيش عصريّ، يعتمد أحدث الأسلحة، ومأجوريه الكثيرين المبثوثين في صفوف الأعداء بالعشرات؟!
احتلّتْ إسرائيل أكثر من الأرض التي خصّصتها لها المواثيق الدوليّة. كبار السنّ مثل حضرتي، يذكرون الخلافات الحادّة بين الجماعة هنا، حول تسمية هذه المناطق التي احتلّوها: المناطق المحتلّة، المناطق الوديعة،المناطق المدارة . . قالوا يومها إنّها أرض مؤقتة، وديعة لا أكثر، في المفاوضات المستقبليّة. لكنّنا نعرف، وكلّ من يجيد القراءة يعرف، أنّ إسرائيل لم تعلن يوما حدودها النهائيّة. كلّ شبر يدخلونه فوق حدود التقسيم يغدو جزءا لا يتجزّأ من "أرض الميعاد".
بعد حرب 67 مباشرة، كتب الفيلسوف مع كباه لايبوفتش محذّرا بأنّ الاحتلال مُفْسِد! لم يسمعه أحد. إسرائيل اليهوديّة تغلّبتْ على إسرائيل الديموقراطيّة. يومها فقط فهمتُ لماذا لا تسنّ إسرائيل دستورا تهتدي به في سياستها. كلّ منطقة تحتلّها تغدو جزءا لا يتجزّأ من إسرائيل. هل يذكر أحد اليوم أنّ هضبة الجولان أرض عربيّة محتلّة؟ حتى نظام البعث في سورية نسيها. يذكرها المجانين مثل حضرتي ، وإذا ذكرها أحد فهو متطرّف طبعا!
حتّى ما يُسمّى يسارا في إسرائيل غاب واضمحلّ. انشغلوا بالأسواق والأرباح، وكيّسوا البلاد للأستاذ وشركائه. أو ربّما اقتنعوا هم أيضا بالمقولات الغيبيّة؟ لم يعدْ في الميدان إلا حميدان. فلماذا لا يعود إلى رئاسة الحكومة مع مَنْ حالفهم دهرا، فيستعيد طائرته، ومملكته حتى آخر شبر فيها؟
الأحزاب الدينيّة طمّاعة؟ ليأخذوا ما شاءوا. المهمّ أنْ يبقى هو رئيسا، وزوجته عقيلة الرئيس في حلّها وترحالها. ليس للوزارات ولا المناصب قيمة. يقرّر الأستاذ ما يشاء، بعد الاستشارة البيتيّة لا غير!
الأعداء كثيرون؟ القوّة تكفل القضاء على كلّ المقاومين! تحوّل الفلسطينيّون، وكثيرون من العرب الآخرين، يأسا، إلى داعشيّين؟ غير مهمّ. القوّة وبالقوّة فقط سيكون القضاء عليهم جميعا. القوّة ولا شيء إلا القوّة.
وأسأل نفسي ما العمل؟ هل مَنْ يعيد السفينة إلى المسار الصحيح فلا يصيبها ما أصاب تايتنيك؟ لا أحد!
التاريخ لا ينسى مساره الصحيح، فسلّموا السفينة للتاريخ!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب