الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة المسرحية مدرستنا الأولى ـــ التماعة 35ــــ الحياة بهجة .. البهجة سلاح مقاومة ...

محمد نور الدين بن خديجة

2022 / 12 / 11
الادب والفن


ــــ جمعية الحياة المسرحية ـــ التماعة 35 ..

الحياة بهجة ... البهجة سلاح مقاومة ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



....روح تجربة مسرح الهواة عامة وجمعية الحياة المسرحية لايمكنها أن تعيد بناء تجربتها على أساس حنين رومانسي متوهج بتوهج المرحلة السابقة ... ولا بنفس الأساليب الجمالية وإن كانت تلك الأساليب استفادت بالسلب والايجاب من حركة المسرح الأوربي خاصة وحركاتها الطليعية من تجارب بريخت وأرتو وستانيسلافسكي وغوتوفسكي ... وقد عمل الهواة بتكوين أنفسهم من خلال هته التجارب عصاميا في غياب تام لأي معاهد فنية تعنى بالفن المسرحي ..وفي غياب تام للتربية المسرحية والفنية داخل المدارس التعليمية ... وما كان يتم كان فقط وفق إرادة مدرسين أو إداريين منفردين في تشجيع الفعل المسرحي داخل المؤسسات .... والتعويل على هذا المنطلق ضروري بشكل كبير ... ولكنه مازال مغيبا ... ولو أنه مدبج على أوراق ماتصدره وزارة التعليم فيبقى مجرد نوايا ولكل امريء مانوى ... فهي أزن هذه الوزارة غير مستعدة لصرف أموال موظفين يمتهنون تدريس المسرح ....
ــــ أقول بأن المبدع المسرحي الذي يتباكى على المرحلة أو الذي يحلم بالعمل على إعادة شيء من هذا الوهج ... أصبح مطلوب منه الاجتهاد أكثر وتكوين الذات ثقافيا وفنيا بشكل كبير والاستفادة من الثقافة البصرية التي تطورت بشكل مهول وكبير ... وتعميق رؤيته الفنية والفلسفية لكي يكتب أو يخرج أو يضع تصورا سينوغرافيا مميزا متميزا بالتحولات التي عرفتها عين المتلقي من خلال فورة أدوات التواصل الاجتماعي .... أظن ان طريقة تقديم المضامين والأشكال الفنية المسرحية أصبحت تتطلب تطوير هذا الوعي الجمالي البصري متساوقا مع تعقد المواضيع التي قد تستهوي جيلا جديدا وصل إلى حدود الثلاثين من عمره إلم نقل الأربعين .... من تربى على المجلات والكتب والقلم والافلام السينمائية ما استذعنا إليها سبيلا ... ليس من تربى على كل هته الوفرة من المشاهدة العارمة المتنوعة ....
لا أدعو لقطيعة .... فالقطائع بالمذلق مشكوك فيها فنيا أو علميا .. فما يبقى هو الابداع وأصالته والتي تتجاوز العصور والأجيال ...
فالبعض يحاول للآن ـــ وهو جد شكور ـــ إعادة تأسيس التجربة وبنفس المنطلقات وبنفس الكتابات ومف رداتها السابقة ... وأزن أن هذا المنحى لن يستمر ولن ينتج حركة مسرحية كالسابق .... لأن هته التجارب بقيت منزوية في الماضي ... في حين عليها فتح عينيها على المستقبل .. انطلاقا بالطبع من هموم الحاضر... لأنها هموم متلق حاضر في المكان والزمان ... ولأن المسرح جماهيري بطبعه ... هذه الجماهيرية التي يجب تأجيجها والنهوض بها بعيدا عن الشعبوية والشعاراتية الفارغة التي لم تعد تستهوي أحدا .... العين المعولمة عليها أن تقتنص وتستفيد من أرقى الجماليات العالمية في المسرح واللوحة التشكيلية والسينما ... لكي تستطيع أن تنافس وسط زحام هذه الصور العالمية .. وأن تقدم فنا ملتزما جادا طليعيا قادرا على الإقناع والاقتناع .
ـــفعلا الموضوعات التي كانت تطرح كانت تطرح من موقع الالتزام بقضايا الشعب والعل على تنويره وتحريضه على الفعل من وجهة نظر فنية ....ولكن مياه كثيرة جرت في النهر ... التحولات الكبرى التي عرفتها المدن وجماهير المدن والتي عرفت هجرة بدوية عارمة إليها ..مما أحدث تحولات سوسيو ثقافية ... وبالتالي ازدات دوائر الهوامش دات البنية الثقافية والهوياتي الهشة عكس الحواضر العتيقة التي كان لها استقرار ثقافي وهوياتي عريق وحضور ثقافي نخبوي راسخ ..بل وبروز حياة سياسية ونقابية وجمعوية حديثة متطلعة للحاضر .... ستبرز أدوات أخرى تلجأ لتحصين دواتها الهشة والمفتتة تطلعات اخرى في بعدها العام حمائية ودفاعية عن هوياتها البدوية الريفية ..وستجد نفسها تتلاقى مع الصعود الوهابي الاسلاموي كردة فعلا على تأزم الدولة الحديثة وتخبها يسارا ويمينا وتفكك البورجوازية المتوسطة نتيجة التحول العولمي الرأسمالي المتوحش الذي عمل ويعمل على تفتيت كل التحلق الانتاجي الرأسمالي المتوسط والصغير ... وازدياد صفوف ما نسميه البروليتارية الرثة وجحافل وحشود العاذلين عن العمل وضرب القطاع العمومي الذي ارتكزت عليه في منطلقها الاستقلالي الدول العربية الحديثة ....وخاصة التعليم الذي كان على العموم يخرج نخبا حديثة متطلعة للمستقبل .... كل هذا ساهم في فتح فجوات للتيه والضياع والحيرة أو الارتكاس لكل هذه النخب .... وبروز كل أنواع الوصولية والانتهازية والانتقال من اليسار لليمين ومن اليسار للحركات الاسلاموية ..أو الانزواء والتعصب للهويات العرقية ....
...
...
هذه ليست دعوى لطي صفحة الماضي مسرحيا وسياسيا وإديولوجيا ... بل هي دعوى للرؤيا والرؤية بعيون مفتوحة على التحولات الكبرى التي نعرفها ومازلنا سنرى تعميقها أكثر .
أن الفهم والمعرفة بداية الانطلاق نحو التغيير .... أما التباكي والحنين لن يؤسس إلا لفعل سلفي مهمش محصور في دوائر ضيقة لن تفتح آفاقا على فن ومسرح فاعل وفعال تنويري تحرري جذري بامتياز ...
فهل نستطيع فعلا ؟؟؟؟ .... وما العمل ؟؟؟؟....
هذا عمل جبار رهيى بإرادة المبدعين الحقيقييين لا أنصاف الكتبة والمتبدعين الذين لا هدف لهم إلا التعيش على موائد فتات المهرجانات والدعم المشروط أو الصدقة المشروطة .... وهي مقتل المسرح الحقيقي ....
توقفت الحياة المسرحية ... توقفت حركية مسرح الهواة المناضلة المقاتلة المقاومة الشهيدة على مذبح الانتهازية من جهة وعلى جرافة العولمة المتوحشة التي لم تقدم أي بديل وعدت به الشعوب من حرية وديمقراطية ومساواة عقب السقوط المدوي لتجربة البناء الاشتراكي ...بل جاءت بعالم أكثر كارثية وشراسة وقبح ....
وهذه لحظة المبدع الحقيقي ذو النظرة الثاقبة لاستشراف مستقبل ممكن كي تستمر البشرية على هذه الأرض .

ــــ
مراكش هي البهجة ... بل واسم البهجة طغى على اسمها ... لجمالها ولخفة روح أهلها المتسمين بخفة الظل وسرعة البديهة ... وهذه البهجة رغم التعولم الرأسمالي الذي هجم عليها بوتيرة متسارغة مازالت تقاوم بروح دعابتها كل التجهم والعبوس والقبح الطي يخترقها ... وبروح البهجة التي هي سلاحها ...
أتذكر في ما أتذكر ....شخصية مهمة في أحد أحياء مراكش تلقائية فنانة ... كان محبوبا لكل الأجيال ... بل وحاضرا بشكل دائم بقفشاته وروحه المرحة ... كان له محل للصناعة التقليدية .. يعمل به وينام به ... ويتجمع حوله الشباب أكثر ... سيطلب منه أحد الشباب يوما أن يختلي بأحد رفيقاته بالمحل ... سيوافق ويغلق عليه ويجلس أمام المحل أحد أصحاب المحلات كان يقابله ملتح ــ متأسلم ـــ سيبدأ في التعود والنذير بالعذاب الأخروي وهلم جرا .... سيقول له صاحبنا وكان أسود اللون : مالك ماعمرك شفت شي قوادة كحلة ؟؟؟ ــــ أي سوداء ـــ
سينفجر الملتحي في ضحك هستيري ... وهكذا ختم الجدال دون إراقة دم أو عنف لفظي أو جسدي ....
البسمة ... النكثة ... الدعابة ... أبيلغ موقف وسلوك متحضر يمكن أن يعتمده الانسان في مواجهة مصاعب الحياة وتجهمها .... وتتوسع هذه البسمة بالاحتفال والفنون الشعبية التي ساعدت الإنسان الكادح على المقاومة والصمود أمام إكراهات الحياة وتجبر الطغاة ... وقهر الغزاة .
بالمسرح ننطلق ... بالدعابة نسلك الطريق إلى قلوب الناس ..ثم إلى عقولهم .... والدفع بجعل الفن مشتركا ولحظة احتفال تتجدد بها الحياة وتحلق عاليا لتعود لتربة الواقع أكثر قوة ورسوخ على الأرض .



ــــ محمد نوو الدين بن خديجة
مراكش البهجة في 11دجنبر 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنانة غادة عبد الرازق العيدية وكحك العيد وحشونى وبحن لذكري


.. خلال مشهد من -نيللى وشريهان-.. ظهور خاص للفنانة هند صبرى واب




.. حزن على مواقع التواصل بعد رحيل الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحس


.. بحضور شيوخ الأزهر والفنانين.. احتفال الكنيسة الإنجيليّة بعيد




.. مهندس الكلمة.. محطات في حياة الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد