الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


: وجهة نظر :: نهاية القرن الاميركي :: الدليل والبرهان

نجم الدليمي

2022 / 12 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


1- ان الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1991 ولغاية 2006، اصبحت تشكل القرن الاميركي، القرن الواحد، واصبحت متفردة في العالم وبحرية ، وصاغت السيناريوهات السوداء والهدامة بهدف تقويض الانظمة المناهظة لنهجها، الربيع اللاعربي انموذجا حيا وملموسا على ذلك ونتائجه معروفة للجميع، ليبيا، سوريا، اليمن....، . ناهيك عن نهب ثروات الشعوب وتحت اساليب متعددة بهدف تصريف جزء من ازمة نظامها المازوم بنيويا. ولكن هذا الاسلوب اللاقانوني والهدام لم ينقذ اميركا وحلفائها.

2- وجود الصين الشعبية كقوة سياسية واقتصادية وعسكرية وتنامي هذه القوة باستمرار، مما اد الى اضعاف دور ومكانة اميركا على الصعيد العالمي، وكما يلاحظ تعزيز وتطوير العلاقات وفي كافة المجالات بين موسكو وبكين واستمرار هذا التوجه لصالح نظام تعددية الاقطاب وتقليص نفوذ ودور القرن الاميركي على الصعيد الدولي.

3 يلاحظ، ان تعزيز العلاقات الثنائية بين روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية وتعزيز هذا الاتجاه مع عدد غير قليل من دول اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية وفي كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والتجارية والاستثمارية والعسكرية.... وهذا يعني ايضاً اضعاف القرن الاميركي على الصعيد العالمي.

4- تعزيز العلاقات وفي كافة المجالات بين بكين وموسكو وطهران وتنامي وتطوير العلاقات في المجالات المختلفة مع دول الخليج العربي وخاصة مع السعودية والإمارات....، وهذا يعني ايضاً اضعاف دور ومكانة اميركا وحلفائها على الصعيد الدولي.

5- بدأت موسكو وبكين وطهران والرياض.... باستخدام العملات الوطنية لهذه البلدان في التسويات التجارية بعضها مع البعض الآخر، وهذا يعني اضعاف دور ومكانة للدولار الاميركي على صعيد التبادل التجاري بين الدول وكما يلاحظ ان منظمة شنغهاي للتعاون الاقتصادي، وبريكس، تشكل هذه المنظمات الاساس الاقتصادي والمالي والسياسي والتجاري والعسكري للنظام العالمي الجديد، ولا يستبعد من ان يكون لهذا النظام الدولي الجديد مؤسساته الدولية وعملته النقدية الخاصة به واحتمال ان يكون اليوان العملة الجديدة للنظام الدولي الجديد وهذا يشكل اكبر ضربة للنظام الدولي الواحد وللدولار الاميركي في آن واحد .

6- من لا يرى او لا يريد ان يرى الحقيقة الموضوعية وهي ان اميركا عمليا قد خسرت نفوذها في الشرق الأوسط وخاصة مع دول الخليج العربي تدريجياً، ناهيك عن سورياً والعراق وايران... ، اضافة الى ذلك ابتعاد تدريجي للهند وباكستان.... عن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، وكما يلاحظ ايضاً تلعب اليوم موسكو وبكين دوراً مهماً وكبيرا في ايجاد حلول عملية وحل الخلاف بين طهران والرياض وغيرها من الدول الاخرى في الخليج العربي، ونجاح هذا التوجه ونعتقد سينجح هذا التوجه، ويعني ذلك اضعاف للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط وكما تلعب روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية ايضاً دوراً أساسياً وكبيرا في تعزيز العلاقات وفي كافة المجالات مع الجزائر وليبيا وتونس...، وهذا التوجه سوف يقلص النفوذ الاميركي والبريطاني وكذلك اسرائيل.

7- ان الحرب الاميركية --الاوكرانية ضد جمهوريتي لوغانسك ودوينتسك وروسيا قد خلقت وضعاً دولياً معقدا وينذر بخطر جدي على الصعيد العالمي واحتمال المواجهة العسكرية بين اميركا والناتو... وروسيا الاتحادية، وهذا الخطر لا يزال قائماً، وهناك حقيقة موضوعية ان الشعب الروسي والدونباسي والاوكرايني سيحققون الانتصار على النيونازية في اوكرانيا وحلفائها المتوحشين، وان مصير زيلينسكي سوف لن يختلف عن مصير هتلر الفاشي. ان الحرب الاميركية الاوكرانية ضد الدونباس وروسيا قد اظهرت اصطفاف سياسي واقتصادي وعسكري جديد.... بين روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية ويتعزز ذلك التعاون باستمرار بينهما وكذلك مع عدد غير قليل من دول اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية. وهذا ايضاً سيؤدي الى تقليص دور ومكانة اميركا وحلفائها على الصعيد العالمي.

8- لقد خسرت اميركا وبريطانيا... في المجالات المختلفة مع العالم الخارجي، وخاصة مع روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية وغالبية دول اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية، واصبحت دول الاطراف تقترب من منظمة شنغهاي للتعاون والتقارب مع هذه المنظمة وفي كافة المجالات، وهذا ايضاً يشكل ضربة سياسية واقتصادية وعسكرية وتجارية للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، واضعاف دور ومكانة الغرب الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية، ولا يستبعد من انفجار الوضع الاقتصادي والاجتماعي.. للمجتمع الاميركي بسبب الازمة العامة للاقتصاد والمجتمع الاميركي، وظهور وتنامي العنصرية وبوادر خطرها في المجتمع الاميركي، ومنها احتمال الحرب الاهلية... ، ان من اهم سمات تراجع القرن الاميركي تكمن في تراجع مساهمتها في الناتج الإجمالي العالمي من 55 بالمئة لعام 1950 الى اقل من 15 بالمئة لعام2021 وانخفاض معدل النمو الاقتصادي باستمرار، وتنامي اجمالي المديونية الداخلية والخارجية وتنامي معدلات البطالة والفقر وتدني المستوى المعاشي للغالبية العظمى من المواطنين الاميركان وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح الاوليغارشية الحاكمة، وهزيمتها في افغانستان والعراق وسوريا وايران، واصبحت سياستها الخارجية تتسم بالعدوانية وازدواجية المعايير والكيل بمكيالين وهذا النهج بدأ يرفض من قبل غالبية شعوب العالم ناهيك عن تنامي العنصرية في اميركا ان هذه العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.... جعلت من اميركا ان يتراجع نفوذها على الصعيد العالمي وان القوة العسكرية لم تكن دائماً تحسم الامر لصالح من يملك هذه القوة، اضافة الى ذلك تراجع دور ومكانة الدولار الأمريكي عالمياً وفقدان الثقة به واصبحت بعض الدول تتعامل في علاقتها التجارية بغير الدولار اي بالعملة الوطني روسيا الصين الشعبية ايران وغيرها من الدول الاخرى. ان جميع هذه العوامل وغيرها ادت الى تراجع نفوذ القرن الاميركي عالمياً وسوف يزداد ذلك في المستقبل ليس لصالح اميركا وحلفائها
.
9- ان شعوب العالم كافة اليوم، تتطلع اليوم الى قيام نظام عالمي جديد، نظام التعددية القطبية ونهاية نظام القطب الواحد، وهذة حتمية تاريخية وموضوعية، الراسمالية ليس لها مستقبل، وسوف تزول كما زالت التشكيلة الاجتماعية والاقتصادية الاقطاعية، فالانتقال من الراسمالية الى المجتمع اللاطبقي المجتمع الاشتراكي كمرحلة انتقالية نحو المجتمع الشيوعي هو حتمي وضرورة ملحة في مسيرة التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري. ان شعوب العالم المحبة للسلام والتواقة للتعايش السلمي تتطلع اليوم الي مجتمع دولي جديد الذي يؤسس ويضمن الامن والاستقرار والسلام والعدالة الاجتماعية والتنمية والرخاء للمواطنين، مجتمع خالي من الحروب...
والكوارث الامبريالية بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين.

10- ان من اهم واخطر ملامح انهيار نظام القرن الاميركي من الناحية الاقتصادية والمالية.... هو فك ارتباط العلاقة بين مبيعات النفط والدولار الاميركي اي بيع النفط عالمياً بالدولار الأمريكي، لان قوة الدولار الأمريكي مرتبط بالدرجة الأولى من ارتباطه ببيع النفط عالمياً بالدولار اي احتكار ذلك بالدولار عالمياً لانه يعد العملة الرئيسية في فترة نظام القرن الاميركي من حيث عمليات التبادل التجاري العالمي بشكل عام ومبيعات النفط بشكل خاص. ان فك الارتباط بين مبيعات النفط عالمياً بالدولار الأمريكي يعني البداية الحقيقية لانهيار الدولار الأمريكي وهو ايضاً يعني ارباك وفوضى للاقتصاد الراسمالي الاميركي ودفعه نحو الهاوية والكارثة الحقيقة، وهذا يعني فقدان النفوذ الاميركي على الصعيد العالمي وفي كافة المجالات وهذا ما تدركه القيادة الاميركية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ولغاية الان. فالخطر داهم على اميركا واقتصادها الراسمالي وبالتالي فان النظام الراسمالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية وفي مرحلته المتقدمة الامبريالية يعني انه قابل للزوال وهذه هي الحتمية التاريخية لتطور المجتمع الطبقي، المجتمع البرجوازي وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة من العملية التاريخية الموضوعية، وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري.
* انظر مقالتنا :: بعنوان: هل يحق لا اميركا ان تقود العالم؟ ، جريدة نضال الشعب ( جريدة الحزب الشيوعي السوري) الاعداد ::668،669،670،671،675، سوريا، دمشق، السنة، 1999.
كانون الأول - 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!