الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرحة

زياد ملكوش
كاتب

(Ziyad Malkosh)

2022 / 12 / 12
الادب والفن


اثار عرض الفيلم السينمائي الاردني “ فرحة “ على شبكة نتفلكس غضب عدد من السياسيين الاسرائيليين الذين هاجموا صانعي الفيلم متهمينهم بسرد روايات كاذبة والتحريض ضد الجنود الاسرائيليين وبانه يسوق لمؤامرة شريرة ضد اسرائيل وسيغذي عرضه موجة من معاداة السامية وطالبوا بمنع عرضه في صالات السينما وسحبه من شبكة شركة نتفلكس ، وقد استجابت الشركة جزئيا نتيجة الضغط الصهيوني وقيدت مشاهدة الفيلم في فلسطين وبعض الدول العربية والاوروبية .

الفيلم صاعق من قوة وتراجيدية الحدث الذي جرى عام 1948 في فلسطين فهو يروي قصة “فرحة” الصبية القروية الذكية والجريئة والطموحة فهي لا توافق على مايريده والدها المختار من تزويجها وهي لازالت في سن المراهقة وتصر على الذهاب للمدينة لمتابعة التعليم والعودة لفتح مدرسة او اكثر فلا يوجد في القرية مدرسة للفتيات باستثناء مايقوم به شيخ القرية ، وتنجح في اقناع والدها . وتتعرض القرية لهجوم من جنود او ميليشات اسرائيلية ويتراكض السكان المدنيين للاختباء او الذهاب للقرى المجاورة على مايبدو ، وترفض فرحة ان تذهب مع معارف لهم وتبقى الى جانب والدها الذي يريد ان يلتحق بالمدافعين عن القرية فيغلق عليها الباب في غرفة المؤن ( تسمى غرفة المونة في الشامية والفلسطينية الدارجة ) ويطلب منها ان تنتظر عودته . تنتظر فرحة طويلا ان يعود والدها لكنه لم يعد ولم تستطع فتح الباب . وفي الاثناء تدخل عائلة فلسطينية الى البيت ويقوم الزوج بتوليد زوجته بنجاح في الحوش بينما فرحة تراقب العائلة من ثقوب في الباب ، وعندما يسمعها الزوج وهي تنادي ويحاول فتح الباب تدخل وحدة جنود اسرائيلين مع خائن فلسطيني الى المنزل حيث يقتلون الزوج وزوجته وطفلتيها بدم بارد ويُترك الرضيع على الارض ليلاقي حتفه . تنجح “فرحة” المصدومة والمرهقة والعطشى والجائعة من الخروج اخيرا بعد ان عثرت على مسدس مخبأ في احد الاكياس واطلقت منه النار على الباب … وهكذا تحدث مجزرة رهيبة تحت مرأى فتاة تحلم بمستقبل جميل .

الفيلم هو اول فيلم روائي طويل من كتابة واخراج الأردنية “دارين سلام” بعد عدة أفلام قصيرة وتقول انه مستوحى من قصة حقيقية ، ولا شك في ذلك فقد حصلت في فلسطين مئات من الحوادث التراجيدية .

الفيلم يستمد قوته وتأثيره من قوة وبشاعة الفاجعة وهذا جيد ، غير ان مسار الفيلم رتيب واداء الطاقم التمثيلي متواضع وتبدو المشاهد والحوار ساذجة كانها تمثيلية مدرسية ، طبعا باستثناء اداء “دارين سلام” التي قامت بدور “فرحة” فقد كان صادقا ومؤثرا وهي حبيسة في غرفة المؤن . توجد هفوات في بعض التفاصيل الصغيرة التي كان بالامكان تلافيها فمن غير المقنع ان “فرحة” وعدد من الفتيات يرتدين عصبات رأس مزينة باساور من الذهب ( عملات ذهبية عثمانية ثمينةتسمى عسملي ) وهن من قرية بسيطة سكانها ليسوا من الاغنياء . كذلك وجود مرطبان من التي تستعمل هذه الايام وليس زمن حكاية الفيلم . على اية حال هناك اخطاء شائعة تقع في افلام شهيرة ايضا كوجود طائرة في الجو في مشاهد خارجية او ان احد الممثلين نسي ان يخلع ساعة يده اثناء تصوير فيلم في الحقبة الرومانية . وفي المقابل هناك مشاهد جميلة وقوية في رمزيتها كمشهد “فرحة” وهي تاكل حبة تين من شجرة او مفتاح البيت الذي تجده الجندية الاسرائيلية في صدر المرأة الفلسطينية عند تفتيشها ، ومفاتيح البيوت موجودة حتى الآن لدى العديد من المسنين/المسنات الفلسطينيين/ات .

المجازر الاسرائيلية منذ بداية الانتداب لفلسطين وحتى النكبة ومابعدها كثيرة جدا وفيها مئات من القصص الدموية والمآسي مما تقشعر منه الابدان من قتل وتعذيب واغتصاب وطرد ، من يافا وجنين وباب العمود والطنطورة ودير ياسين وغيرها .كل ذلك ينتظر من “دارين سلام” وغيرها من السينمائيين العرب نقله للشاشة كي يرى المشاهد الغربي قصة مغايرة للكذب الصهيوني .

جدير بالذكر ان فيلما وثائقيا أُنتج هذا العام من اخراج الاسرائيلي “ ألون شفارتس” بعنوان “ طنطورة “ يعرض ماحدث في قرية الطنطورة/ قرب حيفا عام 1948 التي جرت فيها مجازر شنيعة وهُجر ماتبقى منها من سكان و اقيمت مستعمرة صهيونية على انقاضها. الفيلم يعتمد على شهادات اسرائيليين لا زالوا احياء وشاركوا في المجازر .وحبذا ايضا لو يقوم السينمائيون العرب العاملين في الافلام الوثائقية باعمال مماثلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع