الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وادي الملوك

أسماء غريب

2022 / 12 / 13
الادب والفن


أذكُرُ أنّه حينما كنتُ على وشك ختم العمل على هذا الجزء السّابع من الموسوعة الأنطولوجيّة (ترجمتُ لكَ) في شقّه العربيّ؛ نقداً ومراجعةً لغويّةً وتنضيداً وتصميماً للغلاف كما هي عادتي في كلّ إصداراتي العربيّة أو الإيطاليّة، كانَتِ الأرضُ آنذاكَ تعيشُ على إيقاعاتِ أحداث مباريات كأس العالم لكرة القدم (1) والحقّ أقول إنّني رغم كلّ ما كان يعصف بذهني ولم يزل من شواغل فكريّة وثقافيّة، إلّا أنّني لم أكن غائبةً بشكل كاملٍ عن هذا الحدث الدّوليّ، لا سيما وأنّ آسفي الّتي رأيتُ فيها النّور (2) كانت حاضرة بقوّة في هذا المونديال، عبر كلّ مِن اللّاعبيْن عبد الرزّاق حمد الله، ويحيى عطيّة الله، وهو الأمر الّذي جعلني أتأمّل في هذه الكأس الّتي تتسابق وتتنافَسُ من أجل الفوز بها كبريات بلدان العالم، فتُقصى دُولٌ وتتأهّلُ أخرى، وأنا هُنا البعيدة القريبة، والغائبة الحاضرة أرقنُ حروفي، وأتساءلُ إذا ما كانتْ هي نفسُها الكأسُ الّتي كتبتُ عنها الكثير سواءً في دواويني الشّعريّة أو دراساتي النّقديّة (3)، وأجدُني أبتسمُ وأنا أراها تلبسُ زيّاً آخر، وتتستّرُ برموز أخرى فأعرفُها ويظهرُ لي كيفَ أنّ خالقي لاعبٌ خطيرٌ، وذو ذكاء ثاقب وروح مرحة وثّابة (4)، والويل لمن لا يفهم ذلكَ، ولا يرى الحبيب في هذه الكأس الّتي يركُضُ خلفها الجميع، كلّ بطريقته!
ثمّ تعال هنا وقُلْ يا من تُزمّلُ الحيرةُ فكركَ وأنتَ تقرأُ كلماتي هذه: أوَلَيْس الله نفسه هو مَنْ قال ولأكثر من مرّة وبأكثر من صيغة، وما الحياةُ الدُّنيا إلّا لعبٌ ولهو وللدّار الآخرةُ خير للّذين يتّقون، أفلا تعقلون؟! (5) وعن أيّة دار آخرة يتحدّثُ يا تُرى، أوَلَيْستْ هي نفسها الدّارُ التي ستستلمُ فيها الكأسَ الكونيّة الكُبرى. أوَلَمْ تسمعْ خالقكَ وهو يقول: "وما يلقّاها إلّا الّذين صبروا، وما يُلقّاها إلّا ذو حظّ عظيمٍ"؟ (6)، فلماذا لا تسمع في كلماته سوى نبرة العتاب والعقاب والتّرهيب؟ لماذا لا تُحاول أن تأخذ الكلمات كما هي بدون تغيير ولا تحريف، ودعكَ من أولئكَ الّذين أفسدوا كلّ شيءٍ ويعتقدون أنّ الله لم يهد للحقِّ أحداً سواهم. قف إذن، وانفض عنك غبار التّشويش واسع إلى حظّكَ العظيم، وانظر إلى الحياةِ وستجدها حقّاً كما وصفها خالقها: لعبة كبرى، لا يكفي فقط لتخوضها أن تكون عارفاً بكلّ قوانينها وإنّما أن تكون أوّلا وقبل كلّ شيءٍ لاعباً بقلبِ طفل، وعقلِ شابّ مرح مفعم بالنّشاط والحيويّة وإن وهنَ منكَ العظمُ أو اشتعلَ رأسُكَ شيباً، وإذ أقول هذا فإنّي أعني أنه يجبُ أنْ تكونَ حوتاً عظيماً كذاك الّذي التقم يونُسَ (ع) وهو في ملعب الدنيا الكبير، وجعل منه قبل أن يلفظه من بطنه لاعباً يستحقُّ أن يفوزَ بالكأسِ الكُبرى. أيْ هذه الكأس الّتي جسّدتُها في عملٍ فنّي ظهر بتاريخ الاثنين 29 / 11 / 2021، واخترتُها لتكون غلافاً لكتاب كنتُ أعمل على تحليله ونقده في تلك الفترة (7).
نعم، إنّها كأسُ العشق الأعظم، وما شمسُ الحقيقة السّاطعة فوقها سوى الكرة الذّهبيّة التي يتبارى من أجلها الجميع، أو النّقطة الذّهبيّة كما يُسمّيها أهل الأسرار، والتي قبل أن تصل إلى شكلها النّهائيّ، تكون كرةً بمربّعات بيض وسود تتقاذفها أقدام اللّاعبين السّالكين إلى الله وهم يتأرجحون بين الخير والشرّ ويسعون إلى تطهير مرآة القلب لتُصبح صالحة لانعكاس وجه المعشوق الأوحد فوقها. الحياةُ لعبٌ يا صاحبي، وقد تتعدّد الكؤوس في مراحل العمر المختلفة والمتنوّعة ولكنّ المعنى واحد والهدف أوحد: الفوز بالنّقطة الذّهبيّة.
وقد تؤيّدنا في فكرة الحياة باعتبارها نوعاً من اللّهو، ولكن عليك قبل أن تدخل إلى الملعب الكبير أيّها المُتلقّي العزيز أن تقرأ جيّداً سيناريو المسرحيّة الّتي يقدّمها لك المُخرجُ الكبير، وإذا وافقت عليه فلا تنتظر طويلاً في رحم أمّك الأرضيّة، وانزل بسرعةٍ إلى السّاحة الكبرى وأرنا كرةَ الأمانيّ العجيبة بين قدميْكَ! وإذا كنتَ لاعباً جيّداً سوف ترى كيف أنّه بعد كلّ شوطٍ وجولة ستُزهرُ الفراديس البهيّة في قلبكَ، وستعلمُ أنّك حاضرٌ هنا وهناكَ، كهذا الإله العظيم الّذي كتب لكَ مسرحيتكَ وأعطاك الفرصة لتلعب ما فيها من أدوار، تساعدُكَ على الإفصاح عن كينونتكَ الكامنة فيك.
الحياةُ ملعبٌ هائل، ومحطّة فضائيّة كونيّة كبيرة جدّاً، والبثُّ فيها حيّ ومباشرٌ على مدار الأيّام والسّنين، وكلّ واحد فينا هو قناة إرسال خاصّة، وحياتُه سيناريو طويل تتعدّدُ فيه الشّخصيّاتُ وتتغيّرُ الأدوار، وتتشابكُ وتتأزّم فيه وتنفرجُ الأحداثُ. والكلُّ منهمكٌ في أداء دوره الّذي كَلَّفَهُ بهِ المُخرجُ الكونيّ. ولا يهمُّ من تكونُ أنتَ لحظةَ الإرسال؛ المُهمّ هو أن تؤدّيَ الدّورَ وتُبْدِعَ فيه، لا يهمُّ أن تكون شاعراً، أو وزيراً أو ملكاً، أو سفّاحاً أو طاغيةً، أو أن تكونَ سيّدةً فاضلةً، ذات خُلقٍ حميدٍ، أو راقصةً في أرخص الملاهي اللّيليّة، أو مُتسوّلاً في الشّوارع، أو عالِمَ ذرّة، أو طبيباً، أو قائداً حربيّاً. المهمُّ أنْ تُتْقِنَ العملَ والفعلَ والقولَ، وتكون طبيعيّاً إلى أقصى الحدود حتّى وأنتَ تُنافقُ أو تكذبُ أو تسرقُ، عليكَ أن تكونَ صادقاً في هذا أيضاً. فالوقتُ يجري، ولا أحدَ ينتظرُ أحداً، ولا أحدَ قلبُه على أو معَ الآخرِ فعلاً وحقيقةً إلّا في حالات نادرة جدّاً. والكلُّ مشتاقٌ إلى معرفةِ نهاية العرض.
وانظر إليّ الآن وستراني بقميص أحمر تطرّزُه نجمة خماسيّة خضراء وفوق صدري من جهة القلب يلمع رقم العام الّذي نزلتُ فيه إلى هذه الرّحلة الأرضيّة، وبين قدميّ كرة أو قُلْ شمسَ الأحلام؛ أحلاميَ وأحلامكَ وأحلام وأمانيّ كلّ كاتب أو كاتبة اقتربتُ من إبداعيْهما، ستراني وأنا في كتابي هذا أقذفُ بهذه الشمس إلى أبعد مدىً، لأصل بها إلى برج الحوت، أو برج التّكوين الأخير (8)، برجِ الفناء لأقول لك فقط إنّكَ حجة الله على خلقه، ومُختَصَر لوحه المحفوظ وكتابه الجامع للحقيقة الطّينيّة والنّاريّة والنّوريّة والنّورانيّة، ستراني كيف أنّني وأنا أكتبُ وأُتَرجمُ ألعبُ، أيْ أسبحُ بقدميّ كما يفعل الحوتُ، وفي سباحتي هذه أقتربُ من قلبي الطّفل، وأبتسمُ مرّة أخرى، وأنا أعاينُ بعض الجراح والنّدوب التي تكون قد أصابتني خلال انهماكي في الرّكض خلف الكرة العظيمة، على الرّغم من أنّني أعلمُ جيّداً أنّها أحلام صغتها بما قرأتُ من دواوين وروايات وكتبَ أخرى لا تعدّ ولا تُحصى وأفكار صغيرة وكبيرة لا أوّل لها ولا آخر. ستراني وقد فهمنا معاً أنّه إذا كان كلّ ما يحيطُ بنا أحلاماً خالصةً، فأنت وأنا معكَ وبدون أدنى شكٍّ ننتمي إلى دائرة الأحلام هذه، وهذا ما يُفسّرُ كيف أظهر هكذا فجأة في حياة من أقرأ لهم أو أكتب عنهم ثمّ أختفي من جديد دون أن أتركَ تبريراً أو شرحاً! نعم يا صاحبي، أنتَ حُلمٌ والعالمُ حُلمٌ، والكرةُ حلمٌ وأنا حُلمُ الأحلام والأماني كلّها، أنا المتاعُ والوهمُ والسّرابُ الهائل، أنا الفراغُ العظيم، أنا الموتُ الأكبر، بل أنا الفناء الأعظمُ:
وإذْ تَسْأل عَنْ رؤاكَ
مِنْ أينَ تأتِي
فاعلمْ يا سيّدَ الغيابِ
إنّني أنا مَنْ يُرْسِلُهَا إليْكَ
في الفَجْر وعندَ السَّحَر
وإنّني كلُّ ما تراهُ:
البحرَ والحوريات
وكذا الشّمسَ والقمر،
وأنا الجبالُ والشّجَر
وكذا الماء والمطَر
وأنا صاحبةُ الحانةِ
وكذا الملهى والخمّارة
وأنا سُلطانةُ اللّيْل
وكذا العشقُ والقُبَل
وعبثاً تغْلِقُ بابَ البئر
فأنا مَن يملكُ مفتاحَها
ويعرفُ أسرارَها
وإلّا فكيْفَ لي
أنْ أشفيكَ ممّا أنتَ فيه؟
وكيفَ سأبعثُ لكَ الرّموزَ
ولغةَ النّور وألسنةَ النّار
وأعلّمْكَ الشِّعْرَ
وأسماءَ الأشياء وأقفالها؟
وكيفَ لي أنْ أدلَّ
نساءَ الجنِّ والإنسِ عليكَ
ليحرّرْنَكَ من قيود الطفولة
ومآسي الشّباب والكهولة؟
بل كيف سأدفعكَ دفعاً
لتفتحَ دفترَ الذّكريات
وتغسلَ بالدّمع الفيّاض
أحزانَ الأمسِ وما هو آت
لذا، لا تخشَ شيئاً ما دمتُ بلقيسَكَ؛
حارسةَ كهف الرّؤى والأحلام
والقائمة على شؤون الخيال والإبداع
ولا تنسَ أنْ تمحو مثلي ما تكتُبُه،
فسرُّ الشّعر لا ينْبغي أن يطّلع عليه الغرباءُ
وإن لم تُصَدّقني
فاسألْ ريحَ الصّحراء
لماذا تُخفي منْ فوقِ الرّمال
آثارَ أقدام المسافرين
ولماذا يغسلُ صاحبُ الزمانِ
بماءِ الوردِ الحرفَ
مِن على مرآة الكشف والتجلّي؟! (9)
ولعلّ هذا كلّهُ ما يُظْهِرُ كيفَ أنّني حينما عرفتُ الحرفَ أقمتُ في وادي الملوك، وترجمتُ الكثير من النّصوص والأعمال في سنوات الشّباب الأولى، والتّرجمة كانت آنذاك بالنّسبة لي نوعاً من المُتعة الحروفيّة والفكريّة الّتي كنتُ من خلالها أسعى إلى أن أغوص في تفاصيل الحرف الصّغيرة، وأتعلّمَ كيف أجعل منَ الكلمةِ كائناً كُرَويّاً حيّاً طيّعاً بين قدميَّ، وأكثرَ قدرة على التشكّل في صورة جديدة والنّطق بلغة أخرى غير لغته الأمّ، ولم يكن ساعتَها يخطر ببالي قطّ أنّه سيأتي يوم وتُصبح فيه ترجماتي الأدبيّة هذه مدوّنةً في إصدارات ورقيّة تجول العالم بأسرهِ، لكنّ هذا الأمر وقعَ، وبدل أن كنتُ أُتَرجمُ فقط من اللغة الفرنسيّة إلى اللّغة العربيّة، أصبحتُ أُترجمُ أيضاً من وإلى اللّغة الإيطاليّة، والغريب في الأمر كلّه، هو أنّني لم أفكّر أبداً في الارتباط بمؤسّسة أو معهد أو حتّى بجامعة تكون لي سنداً أو داعماً مادّياً أو على الأقلّ معنويّاً لهذا العمل السّيزيفيّ العجيب، وظهر لي فيما بعدُ أنّني كنتُ أقصد هذا تماماً، لأنّ الرّوحَ الّتي تسكنُ مدينة بدني نسر ملكيٌّ أطلسيٌّ برّيّ يعشقُ التحليق في الأعالي والأقاصي، دون أن يتحكّمَ به أو في حرّيته أحد. وحينما بلغتُ الأربعين من عمري، بدأتُ أفكّرُ في أن أجعل من هذه الهواية التزاماً أُخْضعه لنوع من القوانين والشّروط الصّارمة، والّتي كان أهمّها الدّقة في اختيار المواضيع والمؤلّفات الأدبيّة الّتي أنوي ترجمتَها، وبدأتُ أنظرُ فيما حولي من الإصدارات المنتشرة في السّوق الأجنبيّ، ولاحظتُ أنّ الأعمال العربيّة الّتي تحظى بالاهتمام الغربيّ هي في معظمها تلك الّتي لا تُظهِرُ من الحضارة والثّقافة العربيّتَيْن سوى الجانب المُظلم، كمواضيع الحروب والإرهاب والهجرة السرّيّة، وقضايا المرأة العربيّة والمسلمة وكلّ ما يتعلّقُ بحياتها الخاصّة ولا سيما مشاكل العنف المنزليّ، وجرائم الشّرف، إضافة إلى مواضيع أخرى من قبيل المثليّة الجنسيّة وغيرها من الأمور الّتي تصبُّ في هذا الباب. ولم يفتني أيضاً أن ألاحظ كيف أن معظم الأدباء العرب الّذين وصلوا إلى العالميّة وأصبحت كتبهم الأكثر مبيعاً في السّوق الغربيّة، إنّما تحقّقَ لهم ذلك لأنّهم سايروا موجة الانبهار والانغماس في النّموذج الأدبيّ والثّقافيّ الغربيّ، فأصبحت كتاباتهم الغارقة في الإباحيّة الجنسيّة مثلاً هي الّتي تحظى بأكبر الجوائز والتّكريمات، دون أن ننسى طبعاً الكُتّاب المعارضين لأنظمة بلدانهم، فَهُم أوّل من يتمُّ دعمهم والتّصفيق لهم في مُعظم المحافل الدّوليّة، كلّ هذا كان يدعوني إلى التّفكير ألف مرّة قبل أن أنشرَ ورقيّاً بعضاً من ترجماتي في أرضٍ غربيّة، وحينما حاولتُ أن أجعل من الفكرة واقعاً، ترجمتُ في التصوّف، والسّلام العالميّ، ولاحظتُ أنّ مثل هذه المواضيع لا يُقبلُ عليها أحد، ولا تُرحّبُ بها إلّا بعضُ دور النّشر المتواضعة والصّغيرة، وبمبالغ ضخمة جدّاً، وأنّه في الواقع حتّى وإن نُشرتْ فإنّه لا يطّلعُ عليها إلّا عدد قليل ومحدود جدّاً من القرّاء، أغلبهم من المُسْتَعربين الشّباب الّذين يعنيهم جدًّا سرقة بعض الأفكار الخاصّة بطريقة التّرجمة وما قد يكون فيها من تفاصيل أدبيّة ومستجدّات نقديّة أخرى. وكانَتِ النّتيجة أن عدلتُ عن النّشر في البلاد الغربيّة، واكتفيتُ به في البلاد العربيّة، على أن أكونَ عالميّة في اختياراتي، وتثاقفيّة في فكري، لأحقّق التّغييرَ المطلوب، وأمثّلَ الحرف العربيّ منطلقة به من الشّرق إلى الغرب، وهذا ما قد يسمّيه بعض أهل الحكمة بالسّباحة فوق الظّهر، والعوم بالقدمين والسّاقين أكثر منه باليدين والذراعيْن. ولم أندم أبداً على اختياري هذا، وإن كان الكثير من المتابعين يرون فيه نوعاً من الجنون الهِرَقليّ. ولو أنّهم ينظرون إلى الأمور بعين بصيرتي، لظهر لهم كيف أنّ القارئ الغربيّ الحقّ، وخاصّةً ذاك الّذي ينتمي إلى القمّة ذات التّفكير المِروحيّ المتسّم بالعدالة وعمق البصيرة، إنّما يوجد في بلدان الشّرق لا الغرب، وهو الّذي يمكن أن نعوّل عليه من أجل إيصال الفكر العربيّ سليمًا من التّحريفات والتّشويهات إلى الأراضي الغربيّة، حتى نتمكّن من تحقيق المعادلة المستحيلة: السّلام واحترام الإنسان لأخيه الإنسان مهما اختلفت لغته وعقيدته وانتماؤه الجغرافيّ. وأستطيع أن أقول إنّه إذا كانت كعكة عيد ميلادي الأربعين، قد أكلتُها وأنا منشغلة بتركيب أجنحة صوفيّة لدواوين شعريّة عرفانيّة ترجمتُها من اللغة العربيّة إلى الإيطاليّة لأحلّقَ بها إلى أقصى مدى، فإنّ كعكة عيد ميلادي الخمسين، أكلتُها في الفترة الّتي كنتُ منشغلة فيها بديوان عرفانيّ آخر حرصتُ ليس فقط على ترجمته، وإنّما أيضاً على نقده وتحليله لأكثر من مرّة، ممّا جعلني أتيقّنُ وأتأكّدُ من أنّ التّرجمة هي الأخرى فعل عرفانيّ خالص، وصلاة صوفيّة محضة، ولعبة حروفيّة من الطّراز الرّفيع جدّاً.
وسؤالي الآن هو: ما الّذي تغيّر بداخلي بين الكعكتيْنِ، وكيفَ أصبحتُ أنظرُ إلى التّرجمة الأدبيّة، ولا سيما العرفانيّة منها؟ أنظرُ إليَّ فأرى وجهي باسماً، وأجدني فكريّاً وروحيّاً أكثر نُضجاً ممّا مضى، وكلّ ما أستطيع أن أقوله هو إنّني بين التّجربتين ترجمتُ لمئات من الأسماء العربيّة والغربيّة، وكنتُ في حالة اختطاف دائم، بحيثُ كنتُ كبحر يفيضُ بالحرف، ويغوص في الكلمة، ولا أعرف متى تنتهي أبداً عواصفها. نعم، يا أحبّتي فالتّرجمة رياضة عرفانيّة عاصفة حينما أقذفُ كُرتَها بقدميّ تهطل الأمطار وتبرق السماء وترعد، وتتفجّر البحار والأنهار، ولكي تتحمّل كلّ هذا، لا بدّ أن تكون أنتَ أيضاً من زمرة العارفين باللّه أصحاب الرّياضات العشقيّة العجيبة، تمزّقُ خرقة الدّروشة لتنجو من البلاء، وترمي بمعطف العشق بعيداً، لكي لا يشمَّ فيكَ الجهلاء عطرَ الله.
بين الأربعين والخمسين تغيّرتُ كثيراً، وما عدْتُ أفتحُ باب الحرف لأحد لا يُجيدُ اللّعب الحروفيّ العرفانيّ الحقّ، لا سيما بعد أن ظهر لي كيف أنّ المُترجمَ الصّوفيّ مستنزفٌ إلى الأبد، لأنّه صاحبُ عينٍ ويدٍ برزخيّتيْن، لا يُترجمُ بفكره فقط، وإنّما بعين قلبه وهو ملزم بحماية هويّته هذه من الاستهلاك البرزخيّ والاستنزاف الرّوحيّ (10)، حتّى يستطيع أن يحفر في الحرف بعمق، ويجمعَ فيه بين حضورين إشراقيّين بامتياز: حضور صاحب نصّ الانطلاق، وحضوره الشّخصيّ في نصّ الوصول بعد انتهاء فعل التّرجمة، فيحدثُ بذلك القرانُ العرفانيّ بين حرفيْن في لغتين مختلفتين، ولكنّهما متكاملتيْن!
وهو هذا القران الّذي سمح لي بأن أقول إنّني منذ عرفتُ الحرفَ وأنا في وادي الملوك؛ قريبةٌ من الموتِ والموتى، أشمُّ عِطْرَ الحنوط والنّطرون، ورائحةَ المومياواتِ وترابِ القبور الملكيّة القديمة، وأقرأ التّعاويذ المنقوشة فوقَ ألواح قلوب الأنبياء والأولياء، فأرى كلَّ من كتبتُ عنهُ وعنها، أو ترجمتُ لهُ ولها: ملكاً مكلّلاً بتاج الموتِ الشوكيِّ البهيّ. وذلك لأنّني حينما أقتربُ من حرفه أو حَرفهَا، يتفجّرُ دمُ قلبي، فأغمسُ فيه قلمي وأكتبُ به ما تُمليه عليّ النّقطة. ولربّما هذا ما يُفسّرُ اختلافَ إصداراتي الّتي لا أرقمُها ولا أنقُشُها إلّا إذا ركبتُ الرّيحَ وسافرتُ في فيافي أوعيتي الدّموية لأكونَ ممّن سَجَّلَ في 10 سنوات فقط ما يُعادل 2.228.000 كلم من الحروف (11) والّتي توزّعتْ على 10.000 صفحة لأزيد من ثلاثين إصداراً، بلغتْ ذروتَها في موسوعة (ترجمتُ لكَ) (12)، وهي الّتي بين يديْكَ الآن، الجزء السّابع منها. ولأنّي أكتبُ بدم قلبي، فإنّ هذا الأمرَ أتاح لي السّفرَ في أفئدَةِ العديد ممَّن طرقَ بابي مِن أهل الحرف الأكبر، على الرّغم ممّا في ذلكَ مِنْ متاعب وألمٍ، لا سيما وأنّ هذا النّوعَ من الالتزامِ يضطرُّني إلى ركوب المُستحيل، وفتح أبواب المعارك العرفانيّة الكبرى على مصراعيْها. ولربّما لا تعرف يا عزيزي القارئ، أنّ الكتابةَ حربٌ ضارية، والتّرجمةَ فناء كامل، بل فناء هو الحياةُ عينُها، وإنّي لأستغربُ كثيراً كيفَ يتحدّثُ العديدُ مِن الأدباء عن المتعة والسّعادة الّتي يجدُونَهَا في التّأليفِ، ومَنْ يدري فلربّما يكون بعضُهُم صادقاً، وربّما يقولُ البعضُ الآخر هذا الكلام لعدم الخبرة والجهل بالكثير من أسرار الحرف اللّدنيّ على وجه الخصوص، وتبقى الحقيقةُ الأكيدةُ لديَّ هنا، هيَ أنّ الأمور لا تسيرُ وفقاً لهذا المنطق والتّحليل. وذلكَ لأنّي أعلمُ جيّداً أنّه إذا فتح لكَ الحرفُ بابه يوماً، فلا يجبُ أن يكون هذا مدعاة للفرح والبهجة، فبعضُ الأبواب إذا فُتِحتْ، لنْ تعودَ منها إلّا محمولاً على نعش قد يكون من نور أو من نار! ولأنَّ الحرفَ هو العشق، فإنّي جهّزتُ نفسي لهذه المغامرة الخطيرة منذ بداياتي وسنواتي الأولى، وأستطيع أن أقول إنّني إلى اليوم لاحظتُ الكثيرَ من النّدوب في جسدي الأثيريّ والعرفانيّ، منها ما هو في كتفِي اليمنى، ومنها ما هو في أصابع يديّ، ومنها ما هو في عنقي وعينيَّ، كأنّي مَلِكٌ عيسويٌّ أُرْفَعُ فوق خشبة العشقِ، لتتقطّعَ أوصالي في كلّ يومٍ ألف مرّة، دون أن أنبسَ ببنت شفة، أو أقول حتّى "إلهي، إلهي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟" (13)، ولعلّ هذا يحدثُ لأنّني حينما أكتبُ بقلم النّقد والتّرجمة على وجه التّحديد، تنفتح أمام وجهي عوالمُ الكاتب (ـــــة) (14) الّذي أنا بصدد ترجمة أو نقد عمله (ــــها)، فأرى أشباحه (ــــها) وشياطينه (ـــــها) قبل ملائكتهما، وأرى الرّوحَ الّتي تنفخُ فيه أو فيها الحرف، وأرى كيف كان هوَ أو هيَ أثناء لحظات تأليف المعاني، فأفردُ جناحيّ وأبدأ في التّحليق مُشْهِرَة سَيْفَ النُّقطَةِ أمام تلك القوى الّتي تحاربُ الأديبَ أو الأديبةَ نفسها وتحول دون وصول حرفه (ـــــهَا) إلى ضفاف جديدة من البوح والتّعبير بلغات أجنبيّة قد تُخرجُه (ـــــهَا) من المحلّيّ إلى العالميّ، وقد تُنْصفُهُ (ـــــهَا) إذا كان يعاني من غُبْنٍ وظلمٍ ما. وكلّما كان صاحبُ الحرف أنقى وأطهر كانتِ الحربُ أشدَّ وأعنف، لأنّ الأمرَ يقتضي النّزولَ إلى ما بعدَ وادي الملوك والذّهابَ للقاء الملكِ يُويَا سيّد الرّؤى والأحلام، وزوجته الملكة تُويَا سيّدة الحكمة والبيان (15)، والّتي منها تعلّمتُ كيف يكونُ الحرفُ سَيْفِي في هذه الرّحلة الأرضيّة، وكيف أنّني حينما أقتربُ من كاتب (ـــــة) ما، يُصبحُ لزاماً عليّ أن أخوضَ معه (ـــــهَا) معاركه البرزخيّة وأواجه أعداءه، وألّا أقفَ حتّى أرى غربال الأبراج الكونيّة يدور وينثر الدّماء بسرعة الضّوء، لأعلنَ بذلكَ انتصاري للحرفِ ولكلّ كاتبٍ وكاتبة طهّرتُ بلاطها الملكيّ من اللّصوص والصّعاليك البرزخيّين، وهو الانتصار الّذي سبقَ وعبّرتُ عنه في العديد من إصداراتي الماضية، وفي الكثير من القصائد بما فيها هذه الّتي قلتُ فيها:
[أيّها الحرفُ الصّعلوكُ
كُنْ مَنْ تكُون،
فكَما تَدينُ تُدانُ
وإذا سَرقتَ سُرِقْتَ
وإذا خُنْتَ ظَهَر اليومَ قبل الغدِ
مَنْ سيخُونكَ ويسقيكَ
منَ الكأس نفسِها
السّـُمَّ الزعاف
إنّمَا هي أعمالكَ تـُردُّ إليكَ
ولا تحصدُ إلا ما زرعتْهُ يداكَ
*
نعم أيّها المَلـِكُ اللصُّ
فقدْ رأيتـُكَ وأنتَ تنبُش قبْري
وتسرقُ رُفاتي
وتمُدُّ يدكَ إلى اللون الأخضرِ فِي عيوني
والحرفِ الأزرقِ المنقوشِ
فوق جدرانِ محرابي
أجل، الحرف الأزرق
أتتذكّرُه؟ لقد أخذتهُ كاملاً
وأخذتَ معهُ حتى النقاط والشموس الذهبيّة!
*
آه، آهٍ ما أجشعكَ
أيّها الشاعرُ المريض بجنونِ العظمة
لم تنسَ شيئاً وقعَ عليه بصركَ
في غرفتي الملكيّة،
حتّى كتابَ الموتى أخذتهُ
وكتاب تفسير الأحلام العظيمِ
ثم خرجتَ بين النّاس تؤسّسُ لك
مملكة جديدة وعرشاً خلتهُ أزليّاً
وطفقتَ تكتبُ ممّا سرقتَ أشعاراً
تقولُ إنّها عنّي،
أنا إمبراطورتكَ التي غيّرتَ اسمَها
وأسماء شموسها وكنوزها
*
لكنّي اليومَ عُدْتُ
كي أقوّضَ عَرْشكَ الزائف البالي
وأخْبِر الجميعَ عنّي
واستردَّ كلّ ما سرقتهُ منّي
حرفاً حرفاً حرفاً
وأعلنَ في حفْلٍ ملكيّ باذخٍ
عن اسمي الحقّ،
فأنا نفِرتيتي سيّدةُ الأرض
وصاحبةُ القيثارة الحمْراء
والرّقصة الوحشية
والأربعين زمرّدة المرصوصة فوق الجبينِ
*
أنا نفرتيتي
وأنا أيضا آتون
فأعيدوا أيها الشّعراء قراءة حروفكم
وكتابةَ قصائدكم
ودقّقوا يا أهلَ التأريخ النظرَ
في بَردياتِكُم
وأعيدوا يا أهلَ اللّاهوت
كتابة تعاليمكمُ
فأنا الإلهُ الواحدُ والمعبودُ الأوحد
الذي كان يسيرُ بين النّاس بجسدِ آتون
ويأسرُ قلوبهُم بوجهِ نفرتيتي
وهذا إلى جانبي الحرف الأبيض
الذي طالتْ غيبتُهُ
عادَ هُو الآخرُ بينكُم
فطوبى لمنْ سيعرفُهُ ويعرفُنِي]. (16)
أجل، إنّه الحرفُ الأبيض الّذي يطمعُ الكثير من العرفاء والأولياء الأدباء الدّخول إلى حضرته الزّمانيّة الكبرى عبر العبادات والّتي أرى الكتابةَ أرقَاها، وإنّي لأعتقدُ أنّه ربّما قد يكونُ إخلاصي للحرف، وحروبي الحروفيّة الكُبرى في مدينة الأوعيّة الدّمويّة السّببَ المُباشرَ لولوجي إلى حضرة هذا الطّبيب والحبيب الأوحد والأخير. وإذ أتحدّث عن مدينة الأوعية، فإنّي ولا شكَّ أعني بها المدينة الّتي من طينها عُجِنَ جسدي؛ آسفي المحبّة والهيام، آسفي الطّهر والعطر، أرض البُلغاء والصّلحاء الّتي من أجل الكتابة عنها ركبتُ الأخطار والأهوال، وبحثتُ في أسماء أبنائها النّجباء، إلى أن وجدتُ بينهم شيخ المؤرّخين إبراهيم كريدية، فاقتربتُ من حرفه بعين الدّرس والتّحليل، فكان أن حلّقتُ به إلى أردنّ المحبّة وعراق العشق، عبر أكثر من إصدار نقديّ (17) وكان أنْ كتبَ هُوَ من وحيِ تحليقي هذا كتاباً فريداً من نوعه يؤرّخُ فيه لعلاقات آسفي بمدينة جنوة الإيطاليّة في العهد الوسيطيّ، واقترحَ ترجمته إلى اللّغة الإيطاليّة فكان هذا العملُ الّذي بين يديكَ، وهو يحكي عن أمجاد المدينة الّتي وُلدتُ فيها وحملتُ فيها سيفَ الحرف منذ النّفخ الأوّل، وسُجّلتُ فيها فارسة من فرسان النّور، أحلّقُ بحرفي لأروي ملاحمي، وأرقُم أناشيدي وعشقي لأرض اخترتُ أن أمثّلَها كما يليق بها في محراب ملكِ عزيز مقتدر. أرض أجدها في كلّ مكان، حتّى وأنا في جزيرتي الصقليّة، وأراها وهي تُغرقني بالهبات الحروفيّة اللّدنيّة الكبرى والّتي أنا اليوم ملزمة أكثر من أيّ وقتٍ مضى بالحفاظ عليها، والحرص على إذكاء شعلتها بكلّ تفانٍ وإخلاص لأصل بنورها إلى الأقاصي البعيدة. أقول هذا وأنا أمام أولى اللّوحات الخزفيّة الّتي عثرتُ عليها أو عثرتْ هيَ عليّ وأنا في إحدى نزهاتي احتفالاً بهذا العمل الجديد، أرفعُ إليها بصري، وأرى فيها مغربي الحبيب، حتّى وإن كان مُوَقِّعُها هو الفنّان الصقليّ دْجوفانّي دي سيمونه، الّذي غادر هذا الكوكب عامَ 1991، وتركَ للإنسانيّة شمسًا ساطعة تدفئ القلوبَ بألوانها المضيئة، وتزرعُ البهجة في البيوت بكلّ ما كانت ترقمه أناملُه من حكايات كان يستقيها من الفولكلور الإفريقيّ المُقَدِيشِيّ والصقليّ.
من لوحات دجوفانّي دي سيمونه الخزفيّة
نعم، يا أحبّتي، في صقلّية أرى مغربي، وأتذكّر تلّة الخزف (18) الّتي رأيتُ فيها النّور، وشيخَيْها المُعَلّم بوجمعة العمليّ(19)، والخزّاف محمّد السّرغينيّ، وأفهمُ أنّ للسّكينة جنودها، كلّهم تحتَ إمرة وخدمة النّقطة. وحينما تضع الحرب أو المباراة الحروفيّة الحروفيّة أوزارها، يعود القلب العاشق إلى خدره: يُغمضُ عينيه، ليرى أمطارَ الخير هاطلةً فوق أشجار حديقته اليانعة، ويسمع أطيارَ المحبّة وهي تغنّي في الأفنان أنشودة العشق الخالدة وتقول:
في اليوم الأوّل
من الشّهر الأوّل
من العام الأوّل للكون والخليقة
حينما لم يكن أحدٌ بعدُ سوانا
أنتَ وأنا
والخالقُ قبلنا وبعدنا
هل تتذكّرُ كيف كنّا؟
هل تتذكّرُ شيئاً عن ليلة زفافنا؟
خاتمُ العهد كيف كان؟
وإكليلُ العذريّة،
ووشاحُ البراءة،
وقلادة الوعد،
كلّ هذا كيف كان؟
هل تتذكّرُ؟
ليلة زفافنا كانتْ خاصّة جدّاً جدّاً
حضرها الألِفُ والنّقطة
هُما من كتبَا عقد زفافنا
والنّقطة رقصتْ كثيراً
والألِفُ كان ببدلة أنيقة جدّاً
والملائكةُ كانوا يصدحون بأروع الترانيم
وأنت وأنا
كنّا أوّل الخلق
كان الحبُّ رحيماً
وكانت المودّة تربطُ القلوب إلى الأبد
إلهي، أينَ ذهبَ كلّ هذا؟!
لمْ أفقِدِ الأملَ بعدُ
فأنا حوّاء الجديدة
وزوجي آدم الأبديّ
والألِفُ مازالَ هُو الألف
والنقطة هي النّقطة؛
وفي حانتها شربتُ
خمرةَ العشق والأسرار. (20)
ذكريات خزفيّة بين المغرب وإيطاليا
الهوامش:
(1) تقام كأس العالم لكرة القدم تحت إشراف الاتحاد الدولي كل أربع سنوات منذ عام 1930، ما عدا بطولتي عام 1942 و1946 اللتين ألغيتا بسبب الحرب العالمية الثانية. يشارك في النظام الحالي للبطولة 32 منتخباً وطنياً، منذ 1998، مقسمين على ثماني مجموعات، يتنافسون للظفر بلقب البطولة لشهر كامل على ملاعب البلد المستضيف. تتأهل هذه المنتخبات إلى البطولة عن طريق نظام للتصفيات يقام على مدى ثلاث سنوات. وفي عام 2022 أقيمت هذه المباريات في قطر وهذه أول نسخة من كأس العالم تقام في الوطن العربي، وقد شاركَ فيها المغرب وسجّل العديد من الانتصارات، كان آخرها إلى حين كتابة هذه المُقدّمة في يومه الخميس 2022/12/01، أيْ حينما انتصر فريق المنتخب الوطنيّ المغربي على نظيره الكنديّ بهدفين لواحد.
(2) د. أسماء غريب، أنا النّقطة (رواية)، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2021.
(3) من الدّواوين الّتي حضرت فيها الكأس وبقوّة أذكر على سبيل المثال لا الحصر:
- 99 قصيدة عنكَ، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، ط 1 وط2 2015 و2016، بالقصائد التّالية: قلبتُ الكأسَ، حانة لا ككلّ الحانات، عمّدتُك بالنّار، حانة العشق، سبعة قناديل وسبع لآلئ، ثمّ كتابة المحو.
- ما لمْ تبح به مريم لأحد ويليه متون سيّدة، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2016، بالقصائد التالية: كأس، الطّبيب العسكريّ، أشياء فوق المائدة، ثمّ قطّ برّيّ.
- مشكاة أخناتون، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2018، بالقصائد التالية: أنا وأبي في الحانة، ويا شارب الخمرة.
أمّا بالنّسبة للكتب النّقدية، فأذكر: كأس السمّ، دراسات وحوارات، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2022، ثمّ في الحانة مع هيثم المحمود، قراءات عرفانيّة في ديوانه (سرادق العشق)، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2022.
(4) د. أسماء غريب، بندول إيزيس، تأمّلات فكريّة في علاقة الفنّ التّشكيلي بالتّجربة العرفانيّة، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2021، صص 24-25.
(5) سورة الأنعام: الآية 32.
(6) سورة فصّلت: الآية 35.
(7) د. أسماء غريب، في الحانة مع هيثم المحمود، قراءات عرفانيّة في ديوانه (سرادق العشق)، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2022.
(8) د. أسماء غريب، دْزَاﯕـرا، إمامُكَ المُنْتَظر كما لمْ يُخْبِركَ عنهُ أحَد، (محارةُ الذّهب)، الجزء الأوّل، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2022، صص 64-65.
(9) د. أسماء غريب، مشكاة أخناتون، قصيدة (أنا الرّؤى والأحلام)، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2018، صص 210-212.
(10) د. أسماء غريب، رحلة المئة سؤال وجواب، حاورها من ستوكهولم الأديب والتّشكيليّ صبري يوسف، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2018، السّؤال والجواب رقم 20، صص 59-61.
(11) معدل طول الأوعية الدّموية في جسم الإنسان مجتمعة يصل إلى 100.000 كم وهو ما يوازي محيط الكرة الأرضية مرتين ونصف. بينما خلال يوم واحد يسير الدم داخل هذه الأوعية مسافة 19,312 كم !
(12) صدرت أجزاؤها السّتة ما بين عاميْ 2018 و2019 في العراق عن دار الفرات للثقافة والإعلام، وتوزّعتْ على ما يلي من الصّفحات:
- الجزء الأوّل: 659 صفحة؛
- الجزء الثاني: 785 صفحة؛
- الجزء الثالث: 487 صفحة؛
- الجزء الرّابع: 523 صفحة؛
- الجزء الخامس: 334 صفحة؛
- ثمّ الجزء السّادس: 557 صفحة.
(13) إنجيل متّى؛ 27:46.
(14) حينما أقول الكاتب أو الأديب، فإنّي أعني أيضاً كلّ الكاتبات والأديبات اللّائي تناولتُ إبداعاتهنّ بالنّقد أو التّرجمة، وهنّ كثيرات ومن مناطق مختلفة من العالم، فهناك على سبيل المثال لا الحصر: روبي كور، تويو شيباتا، زوي فالديس، مينغ دي، آديليا برادو، آلدا ميريني، ولينا هويان الحسن، ومنال ديب وريتانّا أرميني وغيرهنّ من الشّاعرات والرّوائيّات.
(15) إشارة إلى نبيّ الله يوسف (ع) وزوجته.
(16) د. أسماء غريب، قصيدة (نفرآتون)، ضمن ديوان، 99 قصيدة عنكَ، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، ط1 وط2، 2015/2016.
(17) د. أسماء غريب، (آسفي وإبراهيم كريدية: حكاية عشق صوفيّ بين التّأريخ والأدب) ضمن: قراءات من ذاكرة الحرف: مقاربات نقديّة، دار غيداء، الأردن، 2018. / وشجرة التين والأفعى: تأمّلات نقديّة عرفانيّة في دنيا أهل الحرف، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2020/ ثمّ ضمن كتاب، كأس السمّ (دراسات وحوارات)، دار الفرات للثقافة والإعلام،العراق، 2022.
(18) د. أسماء غريب، أنا النّقطة (رواية): مصدر سابق.
(19) من مواليد سنة 1890 بمنطقة القبائل الجزائرية، اشتهر بتصميمه وتزيينه للقطع الخزفيّة. في عام 1918، وصل إلى مدينة آسفي المغربيّة، وأسّس فيها مدرسة للمهن الخزفيّة كانت الأولى من نوعها في إفريقيا.
تخرّج العملي من "مدرسة الفنون الجميلة" في الجزائر، كما درس في "مدرسة الخزف" بباريس، قبل أن ينتقل إلى حيّ أشبار في آسفي ويقيم هناك حيث نظّم أول معرض لـلأعمال الخزفية عام 1922، وعرف عنه تجريبه من خلال استخراج الأصباغ من النباتات، وتطعيم المعادن من فضة وذهب ونحاس ورصاص في خزفياته. حافظ على الطابع الآسفي القديم للقرن الثامن والتاسع عشر، وحصل في عامَي 1922 و1924 على ميدالية ذهبية في معرض مرسيليا، وأخرى في معرض ستراسبورغ.
(20) د. أسماء غريب، إكسير القيقب الأحمر، قصيدة (ليلة زفاف خاصّة جدّاً)، دار الفرات للثقافة والإعلام، العراق، 2020، صص 37-40.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا


.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب




.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في