الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 1/3

ضياء الشكرجي

2022 / 12 / 13
العولمة وتطورات العالم المعاصر


مناقشتي لمقالة لمحمد شحرور 1/3
سمعت كثيرا عن محمد شحرور، حيث وجدت الكثيرين من المسلمين المعتدلين معجبين به، لما يطرحه من صورة جميلة للإسلام. مع هذا لم أحاول أن أسمع أو أقرأ له شيئا، لأني وحسب تجربتي، مع المفكرين أو الدعاة المسلمين الذين يحاولون طرح صورة معتدلة للإسلام، حيث وجدتهم إما يمارسون الجدل، ويحاولون التأثير على النوع الذي ذكرته من المسلمين، والذين لا يتمتعون غالبا بثقافة قرآنية عميقة وشمولية، فينبهرون بطروحاته، وإما هم صادقون، كما كنت للعشر سنوات الأخيرة من الثلاثين سنة كمؤمن وملتزم بالإسلام وداعية له، ذلك عندما يعيش الإنسان بين ثلاثة حقائق يؤمن هو بها كحقائق، الأولى يقينه بأن القرآن كتاب الله، والثانية ألا يصدر من الله إلا ما هو عقلي وإنساني، والثالثة وجود نصوص من القرآن يبدو ظاهرها متعارضا مع ما يؤمن به، مما يضطره إلى اللجوء إلى التأويل.
لأول مرة أقرأ للمفكر الإسلامي التنويري أو المزوق للإسلام، ذلك عبر ما وصلني من سيدة عراقية، وعندما قرأت هذا المقال، وجدت تأييدا للانطباع الذي كونته عن هؤلاء المسلمين الإصلاحيين، مع أني لا أمنح لنفسي الحق بسوء النية للكاتب المذكور، لكن من حقي أن أخطئه فيما أراه خطأ.
فقد جاء في موضوع كان قد نشر في 03/04/2020 في مجلة الشراع تحت عنوان (د. محمد شحرور يواصل الإصلاح الديني)، ثم يأتي العنوان الثانوي بعبارة: "المحرمات في القرآن ١٤ وكل ما عداها حلال"، حسب محمد شحرور. وكنت أتمنى أن أحصي بدوري المحرمات في القرآن، لولا إن هذا سيأخذ وقتا غير قليل، لكون التحريم يرد بعدة ألفاظ، مما يوجب المرور على كل آيات القرآن.
وتصف الشراع هذا الحوار بالمهم، وكونه قد أجرته محطة 24 الفرنسية. ثم تواصل المجلة قولها إن "محمد شحرور توجه للذين فهموا قول الله «أَلا يَتَفَكَّرونَ» أي أن يعملوا التفكير والذين قال عنهم الله «أَفَلا يَعقِلونَ» أي الذين يعملون العقل، طبعا يعني من المسلمين، وذلك تمييزا لهم عن "الذين يعتمدون النقل من دون إعمال العقل، فهم مسؤولون عما أوصلوا إليه المسلمين حتى الآن". وبلا شك إن من الذين يتفكرون والذين يعقلون، وبسبب إعمالهم العقل توصلوا إلى امتناع صدور الدين بمصداقه أو مصاديقه أي أمثلته بين أيدينا في الواقع عن الله، رغم إمكان صدق الدين كمفهوم مجرد.
يجيب شحرور على سؤال تطلب منه تفسير قوله "إن القرآن مكتف ذاتيا، مفاتيح فهمه داخله، وليست خارجه، والتحريم لله وحده"، ذلك بقوله في جوابه "يقولون الحاكمية لله، صحيح حاكمية الله في المحرم".
وفي نقد الاجتهاد يقول شحرور: "إن القرآن قد تم تفسيره إبان الدولة العباسية والتي كانت من أقوى الإمبراطوريات على وجه الأرض، بطريقة تخدم النظام السياسي، مما يعني إن الدين تم استغلاله لأهداف سياسية بحتة". ‬ويعلل ذلك - وهو محق إلى حد بعيد وليس بالضرورة بالمطلق - بأن المجتهدين الذين وضعوا كتب الفقه والتفسير، في العصر العباسي بدءً بالأئمة (بحسب الأكبر سنا) أبي حنيفة، ثم جعفر الصادق، والمالكي، ثم الشافعي، وابن حنبل، وكلهم ولِدوا بعد وفاة النبي بأكثر من خمسة وستين سنة، ويرى إن ذلك يؤكد بأن القرآن تم تفسيره ليخدم الطبقة السياسية الحاكمة آنذاك. ولست بصدد مناقشة ذلك، لأن المعروف إن كلا من أبي حنيفة والصادق لم يكونا من فقهاء السلطة، بل تعرض أبو حنيفة للاعتقال من قبل السلطة، وكذلك الصادق فهو المؤسس لشيعيه مبدأ التقية، مما يدل على أنه وإياهم كانوا معارضين للسلطتين الأموية ثم العباسية. لكن ليس هذا موضوع مناقشتي لمحمد شحرور، بل ما سيأتي بخصوص القرآن حصرا.
شحرور يرى إن من أهم أركان الإسلام هما ركنان؛ الأول الإيمان بوحدانية الله، والثاني العمل الصالح، ويخطئ رجال الدين الذين تجاهلوا العمل الصالح وركزوا على الأركان الأربعة: الصلاة والصيام والحج والزكاة، ويفسر ذلك من أجل أن ينمّطوا عقلية البشر وتفكيرهم وسلوكهم. هنا يشكك إذن شحرور بنوايا رجال الدين وأئمة المذاهب، فمن أين إذن نستمد ثقتنا المطلقة به، وعدم تشكيكنا بنواياه، كونه ربما، وأؤكد على ربما، يخشى على الإسلام من أن يرتد عنه الشباب، فيحاول أن ينمط عقليتهم وتفكيرهم وسلوكهم، وإذا صح هذا الاحتمال، فيعني ذلك، أنه ربما غير مؤمن بالإسلام إيمانا عقليا عميقا، بل هو ربما متعصب له كهوية، ويخاف من أن إعمال العقل، يمكن أن يؤدي إلى الارتداد عن هذا الدين، فشمر عن ساعديه ليقوم بتجميله، بمنهج ظاهره عقلي، لكنه بعيد عن المنهج العقلي، إلا لمن يتعاطاه عن غير تعمق في معارف الدين من الطيبين من المؤمنين بالإسلام، والباحثين عن مساحيق تجميل لما يثار حوله، مما يخدش جماله المتوهم. ثم هو عندما ينتقد المجتهدين، فيعتمده مكن أن يشمله هذا النقد، لأن ما يقوم به لا يخرج عن كونه اجتهادا، كما اجتهدت أنا وغيرنا، فالمشكة ليست في الاجتهاد، بل في المنهج الذي يعتمده المجتهد، فهو على سبيل المثال يعتمد حسب تقديري منهج العقل والتأويل، بينما أزعم أني أتبع منهج العقل حصرا، دون دعوى ضمان إصابة الحقيقة دائما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟


.. ماكرون يثير الجدل بالحديث عن إرسال قوات إلى أوكرانيا | #غرفة




.. في انتظار الرد على مقترح وقف إطلاق النار.. جهود لتعزيز فرص ا


.. هنية: وفد حماس يتوجه إلى مصر قريبا لاستكمال المباحثات




.. البيت الأبيض يقترح قانونا يجرم وصف إسرائيل بالدولة العنصرية