الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعية وترويج عصر الفوضى

محمد قاسم نصيف

2022 / 12 / 13
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


( لقد وجدت علاقة بين انتشار الديمقراطية بعد سقوط جدار برلين وتزايد العبودية. الآن ، عندما أصبحت الدول ، الدول الشيوعية السابقة ، ما يسمى بالديمقراطية ، بدأ الناس في الاستعباد من قبل مواطنيهم).
لوريتا نابوليوني ....

في الحديث عن الاقتصاد لا يمكن عزل العوامل الأخرى: الاجتماع والسياسة والمنظومة القيمية للبشرية، ماذا تعني السياسة بالنسبة للاقتصاد؟ وماذا يعني الاقتصاد بالنسبة للنمط الاجتماعي الذي تعيشه الناس وتتشكل علاقاتهم بتأثيراته؟ كثيراً ما حاولت الرأسمالية تكريس وعي الفصل بين هذه العناصر الأساسية، حاولت الهروب من شبح كارل ماركس الذي فرد فصولاَ طويلة من حياته في البحث عن تفاصيل هذه العلاقة، كيف يمكن للاقتصاد أن يبني قيماً وكيف له أن يهدمها؟ كيف له أن يبني ثقافة جماعية وكيف له أن يؤجج الفردانية.
أصدرت الدار العربية للعلوم ناشرون ترجمة لكتاب الباحثة لوريتا نابوليوني “الإقتصاد العالمي الخفي”، ويتحدث هذا العمل عن مختلف أشكال الاقتصاديات المشبوهة التي تضخمت مع إنهيار المعسكر الإشتراكي في العالم، وتناولت مجموعة من الأرقام المتعلقة بتجارة الجنس والرقيق والمخدرات وتبييض الأموال والمقاولات العقارية، وسلطت الضوء على مجموعة من الأحداث التاريخية بعد الإنهيار وربطتها بسيطرة المافيا على الاقتصاد العالمي.
هنا لا مكان لتمجيد تجربة لذاتها، في التجربة الاشتراكية في العالم والمتمثلة في الاتحاد السوفياتي ليست تجربة خالية من الأخطاء، ولكن وجودها أعاق كثيراً تطور الرأسمالية في المنحى الذي نراه اليوم، إقتصاد الفوضى والحلول الفردية، اقتصاد المافيا والجريمة، وهنا لا بد لنا من إستخلاص فكرة أساسية مفادها أن الرأسمالية لا يمكن أن تشذب، ولا يمكن مهما حاولنا أن تصبح ناعمة وإنسانية، في الإقتصاد ليس لدينا خيار ثالث فإما الإشتراكية وإما الهمجية. والبنية الإقتصادية تبني القيم، ففي الوقت الذي تبني فيه الرأسمالية الفردانية والمافيا والجريمة والدعارة وتبييض الأموال، تبني الاشتراكية وعي الإحساس بالمجموعة وتلاشي أوهام الحل الفردي وضبط الاستهلاك دون تدني منسوب السعادة. لا يمكن الهروب من عنصر الإقتصاد في الحديث عن القيم الانسانية كيف تبني وكيف تعاش.
الرأسمالية: إقتصاد الدعارة
“عندما يتحول الجنس إلى سلعة تصبح السوق محراب المثاليات الإنسانية”

في المواجهة الضارية أثناء الحرب الباردة التي دارت بين المنظومة الإشتراكية والمعسكر الرأسمالي العالمي، كانت الرأسمالية تبحث عن سلعة ما لبيعها في بروبوغاندا المواجهة، فإن كانت المنظومة الإشتراكية تقدم العدالة الإجتماعية، أو على أقل تقدير الحماية من الفقر والجوع، كان لا بد للرأسمالية أن تروج مزاياها، فكانت تجارتها الإعلامية الأولى مرتبطة بالديمقراطية وتداول السلطة والتعددية الحزبية والحرية بمعناها الواسع والعريض، وتم تسليط الضوء تحديداً على ما يعرف بالحرية الفردية.

الحرية والاقتصاد

فيما يتعلق في الاقتصاد فهناك وهمان تمكنت الرأسمالية من ترويجها: الأول هو وهم الحرية في الاقتصاد والثاني وهو وهم الحرية في ظل هذا الاقتصاد. والمقصود بالأول هو حرية النشاط الاقتصادي على مستوى الأمم والدولة والأفراد، والثاني هو الحرية الفردية “حرية الإرادة” في ظل النظام الاقتصادي الحر.


لا تستطيع الرأسمالية أن تبني قيماً، كما أنها لا تستطيع أن تعيش بلا صناعة الأوهام وبناء مجتمع الاستعراض، فتنتج أفلاماً من شاكلة( بريتي وومن لتتوهم) المرأة أن عملها في الدعارة سيضع في طريقها رجل أحلامها! في دراسة عرضتها الكاتبة عن فتيات روسيات في المدارس، وجدت أن عددا كبيراً منهن اليوم يتمنين العمل مومسات، وفي السابق كانت أمنيته أن يصبحن معلمات أو رائدات فضاء.
في عالم أنتجت فيه الدعارة 52 مليار دولار، لا يمكننا القول إلا أننا نحيا اقتصاد الدعارة، الاقتصاد الرأسمالي محفز المبادرات الفردية و الحلول الشخصية للأزمات الاقتصادية!
إن إنهيار الشيوعية لم يؤد إلا لجعل الناس أكثر أنانية وبالتالي حصول أزمة أخلاقية مروعة إستمرت حتى يومنا هذا. فيكتور إروفييف.
الرأسمالية: إقتصاد المافيا

هناك مسألة مهمة في خلال الأعوام الأخيرة، بدأت كبرى العلامات التجارية في الترويج العلني للمثلية، وتبني شعارات حول ما ينبغي للمثليين الحصول عليه من حقوق في كافة أنحاء العالم. وأصبح شعار قوس قزح يتناثر في الكثير من متاجر الملابس وعلى أغلفة العديد من السلع التجارية كذلك. وأعلنت العديد من دول الغرب عن تبنيها قوانين تبيح زواج المثليين وتضمن حقوقهم. وبدأت شركات الإنتاج الإعلامي تعمل على نفس الشاكلة، وخلق دراما كاملة تدور بالكامل حول تلميع صورة المثليين جنسيًا، وغيرها.

وفي هذا السياق، نذكر الكتاب الشهير، الذي صدر عام 1989، لكاتبيه مارسيل كرك وهانتر مادسيون، بعنوان “بعد الكرة”، وضع الكاتبان مخططًا يتألف من نقاط يهدف إلى إغراق المجتمعات الغربية في عالم المثلية. ويهدف المخطط الأول إلى إزالة الحساسيات في رؤية الآخر للمثليين، وذلك بإدخال هؤلاء وإشراك قصصهم في المحافل الثقافية والفنية، وذلك بغرض إقناع الناس بقبول هؤلاء، وذلك بالطبع يختلف عن أعمال فنية سابقة أتت بالمثلية وانتقدتها، مثل عمارة يعقوبيان. المخطط الثاني، من المهم النظر إلى المثليين على أنهم ضحايا وغير مذنبين، وأنهم مضطهدون، وهو أمر يستوجب بل ويحث الناس على حمايتهم ودعمهم في سلوكهم «العادي».

يقول المفكر المصري عبد الوهاب المسيري.. إن الحضارة الغربية تعتمد على اللذة كمعيار للقيمة، لكن العلاقة وفق هذا المعيار تصبح مشكلة، لأنها تتجاوز مسألة اللذة إلى تبعات أخرى منها الإنفاق والإنجاب وتكوين الأسرة أو حتى في نوع علاقات المواعدة التي تسمى "dating"، يظل الالتزام والارتباط سمة أساسية فيها وتكون مقدمة للزواج دائمًا وبالتالي نحن نتحدث عن ثوابت الآن..

في كتابه "الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان"، يقول المسيري إن الإنسان في وجهة النظر الغربية المعاصرة كيان مستقل أحادي بعيد عن منظومة الأسرة أو المجتمع، وهو في المقابل مجموعة من الحاجات المجردة التي تحددها الرأسمالية واللذة، ويظهر الهجوم على الطبيعة البشرية هنا في المفهوم الجديد للأقليات الذي يروجه النظام الدولي الراهن وهيئة الأمم المتحدة وبعض المنظمات التي تدور في فلكهما، في الجماعات الدينية الصغيرة أقلية، والجماعات الإثنية الصغيرة أقلية، والشواذ جنسيًا والنساء أقلية، والمعاقين أقلية، والمسنون أقلية، والبدينين أقلية، والأطفال أقلية، وكل واحد من هؤلاء له حقوق مطلقة.
فتصبح النتيجة النهائية من ذلك كله, تحول فكرة المجتمع إلى أمر مستحيل، فلا يوجد عقد اجتماعي ثابت، وإنما تصبح النسبية هي الأصل ولا يعد للمعايير المطلقة التي يمكن قياس الأشياء عليها أي وجود، ومع تحول النسبية لتكون هي الأصل، لن يكون بانتظارنا إلا الفوضى،.

أنا بالتأكيد مع الحريات الشخصية والمدافع بقوة لحريات الأفراد وخياراتهم الفكرية و العقائدية والسلوكية
الرجعي الذي ينطلق من تراث الصحراء الكهوف . وبالضد من كل التخلف والعصبيات والتمييز مهما كانت منطلقاتها الايدلوجية سواء الإسلام السياسي او غيره.ً.
ولكن؟ انا أيضاً بالضد من حريات العولمة الغربية الديمقراطية الرأسمالية التي أتت به أوروبا للشرق الأوسط والديمقراطية المزيفة الأمريكية الكاذبة. للسيطرة على المجتمع ورسم الانحطاط والانحلال العولمي.
هنالك السياسة الخفية والاقتصاد المشبوه ,وهذا الخط نهض بعد سقوط جدار برلين عبر إشاعة الحريات التافهة وبيع الجسد وانتشار القوادين والدعارة في العالم ونشر هذا الوباء في حجة الحرية والديمقراطية الأمريكية الكاذبة..
هناك مسألة مهمة جدا أن
البلاغة في إقناع الجمهور
وحيثما ذهبت نجمات الأفلام الإباحية فإنهن يواجهن الأسئلة ذاتها: ما الذي جعلك تقرر الظهور في أفلام إباحية؟ لماذا قررت أن تصبحي فنانة أفلام إباحية؟ ومن جهتها تجيب الممثلات على تلك الأسئلة بسلاسة وبشكل مقنع في مجلات وفيديوهات وعبر وسائل الإعلام الجديدة. وطلاقته في الكلام لها تأثير في إقناع الناس بأنه كانت لديهن أسباب خاصة ومقنعة في أن يصبحن نجمات إباحيات – سواء أكان ذلك بهدف التغلب على صعوبات شديدة أو كوسيلة لتحقيق طموحات أكبر – وهي أسباب تضعها في فئة مختلفة للغاية عن ”النساء العاديات“ أي اللواتي لم يصبحن ممثلات أفلام إباحية.
نحن ضد كل التفاهة والانحطاط الانحلال وحريات الجنس وخصوصاً بعد مشروع العلمنة الأمريكية ومشروع مارشال الخفي الذي انكشف تماماً في الداعم لهذا الموضوع.
يجب رسم خط سياسي جديد للشيوعية و المفاهيم و حريات الشخصية. والتصدي للسياسات وتبني مفاهيم صحيحة خارج نطاق هذه اللعبة NGO و دكاكين المثليين بأسم اليسار وخصوصاً أحزاب الذي أتت بعد سقوط الاتحاد السوفيتية .. ان الانسلاخ من الهم الطبقي وقضايا العدالة والمصير البشري ومجمل السرديات التي تحاكي المعنى والبؤس الاجتماعي باتت في ظل عولمة ما بعد الحداثة مسخ حيث البطل هو السلعة والاعلان ومتعة التسوق وليس مركزها الإنسان وتحرره. لم نجد في نضال شيوعيات ما بعد الجدار والعزلة سوى يسار برلماني منظماتي يدافع عن الغرب الامبريالي بحجة الدفاع عن قيم الديمقراطية ويضع صراع روسيا وأوكرانيا صراع ضد الامبريالية الروسية وبهذا يقف مع الفاشيات واقتصاديات مشبوهة تضلل الكادحين حول العالم . فنرى العقيدة الجنسية وزواج المثليين على اولويات برامجهم ويصنعون منظمات وفلسفات نسوية تنسلخ من ربات البيوت وثورة اكتوبر والبؤس المنزلي لتحلق بتفاهات وتمويل امريكا بجمل ثورية لاشك بها ولكنها لم تكن سوى ذر الرماد بعيون الامبريالية العولمية. وشارك اليسار بترويج هذه البضاعة التافهه عبر منظماتهم النسوية والشبابية وجذب المثقفين وحسرهم بهذه الجزئيات والتغافي عن الجوع والبطالة وتراكم الراسمال الطفيلي والتبعية البيروقراطية .وبهذا تحقق الحلم الأمريكي بعولمة الشيوعية بالشرق كما بالغرب وتحويلها الى مسخ نسوي وصبيانية سياسية وارباح تضاهي مدراء التنفيذيين للشركات والتنافس والانشقاقات من أجل التمويل الانحطاط وليس خلق تنظيمات جماهيرية ثورية ودفاع عن العمال وكيف الخلاص من هذه الطغمة الحاكمة....
(تقول الكاتبة روزا لوكسمبوغ )
لا شك أن سيطرة الطبقة البرجوازية أمرًا محتومًا، لكن الحتمية تكمن أيضًا في ثورة الطبقة العاملة. والرأسمالية ضرورة تاريخه أيضًا، لكن الاشتراكية البروليتارية ستتفوق عليها حتمًا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة تعتقل متظاهرين في جامعة -أورايا كامبس- بولاية كولوراد


.. ليس معاداة للسامية أن نحاسبك على أفعالك.. السيناتور الأميركي




.. أون سيت - تغطية خاصة لمهرجان أسوان الدولي في دورته الثامنة |


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غ




.. تعمير - مع رانيا الشامي | الجمعة 26 إبريل 2024 | الحلقة الكا